خطر السهر: ستة آثار تخفيها الليالي الطويلة

أوس ستار الغانمي

2025-10-02 01:20

كم مرة جلست أمام الهاتف أو الكمبيوتر حتى منتصف الليل، معتقدًا أن السهر مجرد عادة عابرة؟ في عالمنا المعاصر، أصبح السهر جزءًا من حياة كثيرين، سواء بسبب ضغط العمل أو اللقاءات الاجتماعية أو مجرد تصفح الشاشات. لكن وراء هذه العادة اليومية الخفيفة، تختبئ آثار صحية قد تبدو بعيدة، لكنها تتسلل بصمت إلى جسمك وعقلك. وفقًا لما نشره الدكتور دينيش ثاكور، جراح السمنة والتمثيل الغذائي في دلهي، فإن الذهاب إلى الفراش في وقت متأخر لا يقتصر ضرره على الهالات السوداء أو التعب، بل يمكن أن يربك وظائف الجسم الأساسية ويزيد خطر الإصابة بأمراض مزمنة.

في السطور التالية، نستعرض ستة مخاطر خفية للسهر أثبتتها الدراسات، من اضطراب التمثيل الغذائي وزيادة الوزن إلى التأثيرات على القلب والعقل، لنكشف لك كيف يمكن لعادات النوم أن تشكل فارقًا حقيقيًا في صحتك وحياتك اليومية.

1.هرمون التوتر 

تقول بيكي كونواي كامبل، الباحثة في كلية الطب بجامعة بريستول في المملكة المتحدة، لمجلة نيوزويك: "تتقلب دورات النوم والاستيقاظ، واليقظة، والمزاج، ومستويات النشاط، ودرجة حرارة الجسم الأساسية، والشهية على مدار كل يوم، تحت سيطرة ما يسمى بـ "الساعة الرئيسية" في الدماغ". 

تُسمى الساعات الأخرى في جميع أنحاء الجسم بالمذبذبات الطرفية، وهي متزامنة بإشارات عصبية وهرمونية. ومن أقوى إشارات التزامن الهرموني ارتفاع مستويات الكورتيزول (المعروف غالبًا باسم "هرمون التوتر") الذي تُفرزه الغدد الكظرية في ساعات الصباح الباكر كل يوم.

بالإضافة إلى الدورات اليومية غير المتوازنة، يمكن أن تتأثر مستويات الكورتيزول لدينا أيضًا بالضغط النفسي، والذي يرتبط أيضًا بزيادة الوزن وأنماط الأكل غير العادية. وفقًا لموقع “Newsweek”.

2. اختلال التوازن الكورتيزول والاجهاد الخلوي

الضوء الأزرق في وقت متأخر من النهار يرفع مستوى الكورتيزول في الوقت الذي ينبغي أن ينخفض فيه. يبلغ الكورتيزول ذروته في الصباح، فيُوقظ الجسم، ثم يتراجع ليلًا للراحة.

يمكن أن يُرهق الكورتيزول الزائد لفترة طويلة القلب، ويُضعف سكر الدم، ويُنهك الجهاز المناعي. يُنظّم هذا الهرمون التوتر، ولكن مع التعرض المُستمر للضوء الأزرق، يبقى رد الفعل مُفعّلاً. تُخفّض إجراءات بسيطة، مثل تعتيم الشاشات أو استخدام مُرشّحات الضوء الأزرق مساءً، مستوى الكورتيزول وتُحسّن النوم.

يُجهد الخلايا عن طريق إحداث ضرر تأكسدي. وهذا يُسبب المزيد من التآكل والتلف للجسم، ويُسرّع شيخوخة الجسم، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل السرطان وأمراض القلب. لذا، فإن حماية الخلايا أمر بالغ الأهمية لإطالة العمر.

الحلول السريعة - ارتداء نظارات الضوء الأزرق ليلاً، وأخذ فترات راحة من الشاشة، واختيار إضاءة أكثر هدوءً - يمكن أن تُخفف الضغط على الخلايا. كما أن تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة والحفاظ على جدول نوم صحي يُساعدان على حماية الجسم. وفقًا لموقع

Inovi Fertility & Genetics Institute".

3. زيادة خطر الإصابة بمرض السكري

تشير دراسة موسعة إلى أن التعرض للضوء ليلاً يُسبب اضطراباً في النوم ويزيد من خطر الإصابة بالسكري، بغض النظر عن مدة النوم. ووفقاً لدراسة، فإن التعرض للضوء الاصطناعي ليلاً، وخاصةً بين منتصف الليل والسادسة صباحاً، قد يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني. 

وجدت الدراسة ارتباطًا وثيقًا بين التعرض للضوء ليلًا والإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. كان خطر الإصابة بالمرض أعلى بنسبة 67% لدى من هم ضمن أعلى 10% تعرضًا للضوء ليلًا مقارنةً بمن هم أقل تعرضًا. واستمر هذا الارتباط حتى بعد مراعاة عوامل مثل مدة النوم والعادات الصحية العامة.

مع أن الدراسة لا تُثبت علاقة السبب والنتيجة، إلا أنها تُشير إلى أن الضوء الاصطناعي يُعطّل دورة النوم والاستيقاظ الطبيعية في الجسم، مما قد يُؤدي إلى مشاكل أيضية. قد يكون سبب هذا الاضطراب الضوء الأزرق المنبعث من الهواتف الذكية وأجهزة التلفزيون، ولكن حتى الضوء الأصفر المنبعث من مصابيح القراءة قد يُؤثّر عليه. وفقًا لموقع “NDTV”.

 4. مشاكل صحة القلب

يرتبط النوم المزمن في وقت متأخر من الليل بارتفاع ضغط الدم وزيادة الضغط على الجهاز القلبي الوعائي. تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين ينامون متأخرًا بانتظام أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والمضاعفات المرتبطة بها. النوم الجيد ضروري لتنظيم معدل ضربات القلب، وتقليل الالتهابات، والحفاظ على مستويات ضغط دم صحية. وفقا لموقع "The Times of India".

5. العواقب المعرفية والسلوكية

يؤثر استخدام هاتفك في السرير على صحتك الجسدية ووظائفك الإدراكية. فالضوء الأزرق المنبعث من الشاشات قد يعيق التركيز وحفظ الذاكرة ومهارات اتخاذ القرارات. كما أن التعرض للضوء الأزرق قبل النوم قد يقلل من اليقظة والأداء الذهني في اليوم التالي. كما أن تصفحك للإنترنت في وقت متأخر من الليل قد يُصعّب عليك الحفاظ على تركيزك ونشاطك خلال النهار.

سلوكيًا، قد يؤدي استخدام الهواتف في السرير إلى إدمان يُخلّ بصحّة النوم. فالتحقّق المستمر من الهاتف قد يصبح سلوكًا قهريًا، مما يُصعّب الاسترخاء والاستعداد للنوم. وفق ما نشره موقع “Manse Medical”.

6. التعب المزمن وانخفاض الطاقة

حتى مع تناول الكافيين أو غيره من المنبهات، لا يستطيع جسمك التعافي تمامًا دون نوم عميق ومنعش. غالبًا ما يعاني من ينامون متأخرًا من إرهاق مستمر، وانخفاض في الإنتاجية، وضعف في الأداء البدني. يسمح نظام النوم المنتظم للجسم بإصلاح الخلايا، وتقوية المناعة، وإعادة شحن مستويات الطاقة بفعالية.

لا يتعلق السهر فقط بالوقت الذي تقضيه مستيقظًا، بل بكيفية شعورك وحالتك الصحية بعده. كل ليلة متأخرة تمثل فرصة ضائعة لإعادة شحن جسمك وعقلك، وفرصة مكتسبة للأمراض التي تتسلل بصمت. إذا أردت أن تحافظ على طاقتك وصفاء ذهنك، وأن تمنح قلبك وعقلك فرصة للتعافي، فالقرار يبدأ من لحظة نومك الأولى. فكر في النوم ليس كواجب يومي، بل كهدية تمنحها لنفسك كل ليلة. وفقا لموقع "The Times of India".

ذات صلة

خدمتكَ للآخرين تفتح لك أبواب الجنةماذا خسر العالم بتنحية الوصي (ع).. وهل من خطوات نحو المدينة الفاضلة؟خطاب نتنياهو وعزلة إسرائيل.. هل تفرض انهاء الحرب على غزة؟أحسنوا اختيار رئيس الجمهوريةقراءة في نهضة فكرية عابرة للمناطقية والقومية والمذهبية