لماذا تضعف مناعة الجسم في سن التقاعد؟

أوس ستار الغانمي

2024-09-11 03:44

في رحلة الإنسان عبر الحياة، يشهد الجسم تحولات كثيرة، بدءًا من القوة والحيوية في سنوات الشباب، وصولاً إلى سنوات الحكمة والتقاعد. مع التقدم في السن، تبدأ بعض جوانب القوة البدنية في التراجع تدريجيًا، ومن أبرز هذه التغيرات ما يحدث في جهاز المناعة. مناعة الجسم، التي تعد الدرع الحامي ضد الأمراض والعدوى، تتأثر بشكل ملحوظ مع التقدم في العمر. في سنوات الشباب، تكون المناعة قوية وقادرة على مواجهة التحديات الصحية المختلفة بفعالية، مما يضمن للجسم مقاومة أفضل ضد الأمراض.

ومع الوصول إلى سن التقاعد، وهو الوقت الذي يختبر فيه الإنسان هدوء الحياة واستراحة المحارب بعد سنوات من العمل الجاد، يبدأ الجهاز المناعي في إظهار بعض علامات الضعف. تقل قدرة الجسم على إنتاج خلايا مناعية جديدة، وتتراجع كفاءة تلك الموجودة بالفعل في مواجهة التهديدات الصحية. يصبح الجسم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والأمراض المزمنة، ويطول وقت التعافي من الإصابات. ورغم ذلك، يمكن تعزيز جهاز المناعة في هذه المرحلة من خلال اتباع نمط حياة صحي، يشمل نظامًا غذائيًا متوازنًا، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وإدارة التوتر بشكل فعال. بهذه الطريقة، يمكن للإنسان الاستمتاع بحياة صحية ونشطة حتى في سنوات التقاعد، متحديًا بذلك تأثير الزمن على مناعته.

حصن الجسم

جهاز المناعة هو نظام يحمي الجسم من التأثيرات البيئية الداخلية والخارجية الضارة كالبكتيريا والفيروسات والخلايا الخبيثة. ونتعرف هنا على أبرز مكوناته وأمراضه، وكيف يمكن الحفاظ على سلامته؟

مم يتكون جهاز المناعة؟

ـ أعضاء: مثل نخاع العظم والعقد اللمفاوية وبعض أجزاء الطحال والقناة الهضمية والغدة الزعترية واللوزتين.

ـ خلايا: مثل الخلايا الليمفاوية والخلايا القاعدية والحمضية والمتعادلة، والخلايا الأحادية التي يمكن أن تتمايز إلى خلايا البلعمة (تبتلع وتهضم الأجسام الغريبة عن الجسم) وخلايا قاتلة طبيعية.

ـ بروتينات، مثل الأجسام المضادة.

 كيف يعمل جهاز المناعة؟

ـ معادلة الخلايا الغريبة التي تدخل الجسم والقضاء عليها، مثل الفيروسات والبكتيريا والفطريات.

ـ التعرف على السموم والمواد الضارة من البيئة التي تدخل الجسم.

ـ محاربة خلايا الجسم نفسه التي تغيرت نتيجة المرض، مثل الخلايا السرطانية.

 ما هي الأمراض التي تندرج تحت أمراض جهاز المناعة؟

أمراض المناعة تنقسم إلى ثلاث مجموعات:

الأولى: الحساسية والربو، وهي تنجم عن حدوث رد فعل غير طبيعي من جهاز المناعة على مواد غير مضرة، مثل الفول السوداني وغبار الطلع.

ـ الحساسية ظرف طبي يتفاعل فيه جهاز المناعة لدى الشخص مع مادة أو مواد، ويتعرف عليها باعتبارها مصدر ضرر أو تهديد، فينتج أجساما مضادة تؤدي إلى ظهور أعراض الحساسية التي قد تصل في بعض الأحيان إلى "الحساسية المفرطة" التي قد تؤدي إلى الموت.

من أنواعها حساسية الطعام، والأكزيما (التهاب الجلد التأتبي)، وحمى القش التي تنتج عن مواد في البيئة الخارجية أبرزها حبوب اللقاح ووبر الحيوانات وعث الغبار والعفن، والحساسية لدغة الحشرات، وحساسية الدواء.

ـ أما في الربو فيحدث انتفاخا بالمجاري التنفسية فتضيق، ومن ثم يصعب التنفس، ويعتقد أنه مزيج من دور تلعبه الوراثة والجينات ودور تضطلع به العوامل البيئية مثل الغبار أو شعر الحيوانات، كما يعتقد أن الحساسية قد تلعب دورا كبيرا في الربو، إذ يلاحظ أن العديد ممن لديهم تاريخ مرضي للإصابة بأحد أمراض الحساسية مثل حمى القش والتهاب الجلد التأتبي (الأكزيما) يعانون من الربو.

الثانية: أمراض المناعة الذاتية، وتحدث عندما يهاجم جهاز المناعة بالخطأ خلايا الجسم، ومن الأمثلة عليها التصلب المتعدد، ومرض السكري من النوع الأول والتهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة الحمامية الجهازية.

الثالثة: أمراض نقص المناعة، وقد تكون:

ـ وراثية، تظهر لدى الطفل منذ ولادته، وقد تؤدي إلى وفاته.

ـ مكتسبة، مثل متلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، ونقص المناعة الناجم عن سوء التغذية الشديد، ونقص المناعة الناجم عن بعض الأدوية أو العلاج الكيميائي.

كيف نتقي أمراض المناعة؟

الأمراض المناعية الوراثية، وكذلك الحساسية والربو، هي أمراض يصاب بها الشخص خارج سيطرته، والمطلوب منه هو اتباع إرشادات الطبيب إذا تم تشخصيه بها، والالتزام بتناول العلاجات وتلافي محفزات الحساسية أو نوبة الربو.

بالنسبة للإيدز فإن الوقاية منه تكون عبر:

ـ ممارسة الجنس الآمن فقط.

ـ عدم مشاركة الإبر.

ـ الختان بالنسبة للرجال. بحسب موقع “جزيرة نت”.

اكتشف فريق من العلماء السبب الكامن وراء تدهور المناعة لدى الأشخاص عند التقاعد عن العمل.

وأوضح الفريق أن الغدة الزعترية (الموجودة خلف عظم الصدر) التي تنتج الخلايا التائية الضرورية لمساعدة الجسم على مكافحة العدوى والأمراض، تتوقف عن العمل فعليا عند سن 65 عاما، ما يعني أن أنظمتنا المناعية تصبح أضعف بكثير.

وتتقلص الغدة الزعترية مع التقدم في العمر، ويتم استبدال مناطق إنتاج الخلايا التائية بأنسجة دهنية.

وتتسبب علاجات السرطان أيضا في إتلاف الغدة الزعترية، ما يجعل التعافي من العدوى أبطأ كثيرا بالنسبة للشباب المصابين بهذا المرض.

ويقول العلماء إن النتائج قد تكون مهمة في تطوير علاجات تعزيز المناعة لمن هم فوق سن الستين، وأولئك الذين يخضعون لعلاج السرطان.

وقال الدكتور كيلين تشاو، المعد المشارك في الدراسة من معهد أبحاث WEHI في ملبورن بأستراليا: "تمكننا هذه المعرفة من التحقيق فيما إذا كان من الممكن استهداف هذه الخلايا علاجيا في المستقبل للمساعدة في إعادة عقارب الساعة إلى الوراء بالنسبة للغدة الزعترية المتقدمة في السن، وتعزيز وظيفة الخلايا التائية لدى البشر مع تقدمنا في السن".

وقال البروفيسور دانييل غراي، رئيس المختبر في WEHI: "يحتاج البالغون الذين يعانون من استنفاد أجهزتهم المناعية إلى سنوات لاستعادة خلاياهم التائية، أو في بعض الأحيان لا يفعلون ذلك أبدا، ما يعرضهم لخطر أكبر للإصابة بعدوى تهدد حياتهم. إن استكشاف طرق استعادة وظيفة الغدة الزعترية أمر بالغ الأهمية لإيجاد علاجات جديدة يمكن أن تحسن النتائج لهؤلاء المرضى المعرضين للخطر، وإيجاد طريقة لضمان إنتاج مستوى صحي من الخلايا التائية طوال حياتنا".

وأضاف غراي: "يوفر اكتشافنا زاوية جديدة لتجديد الغدة الزعترية واستعادة المناعة، ويمكن أن يكشف عن طريقة لتعزيز وظيفة المناعة لدى المرضى المعرضين للخطر في المستقبل". بحسب موقع “RT”.

6 مشروبات دافئة تساهم في تعزيز مناعة الجسم.. ما هي؟

مع انتشار الأوبئة والفيروسات من حول العالم، بدأ يحرص المزيد من الأشخاص على تقوية جهازهم المناعي بمختلف الأطعمة، والمشروبات، والفيتامينات.

وتنصح وزارة الصحة والسكان المصرية، عبر حسابها الرسمي على موقع "إنستغرام"، الأشخاص بتناول مجموعة من المشروبات الدافئة التي يمكن أن تساعد حتمًا في هذه المهمة.

ما أبرزها؟

ـ النعناع

ـ الشاي

ـ القرنفل

ـ الحلبة

ـ اليانسون

ـ الشمر

وتساهم هذه المشروبات في ترطيب الفم باستمرار، بسبب احتوائها على مضادات الأكسدة والزيوت، التي لديها تأثير طارد للبلغم ومضاد للالتهاب.

وفي وقت سابق، نشرت وزارة الصحة والسكان المصرية، بتغريدة عبر "تويتر"، مجموعة من الأغذية التي يمكن إضافتها للوجبات الأساسية أو تناولها بين الوجبات، لتقوية الجهاز المناعي لدى الإنسان.

الأغذية الغنية بفيتامين "ج" أو فيتامين "سي":

ـ البرتقال

ـ اليوسفي

ـ الليمون

ـ الفراولة

ـ الجوافة

ـ الفلفل الحلو الملون

ـ بعض أنواع الخضار مثل البروكلي والسبانخ

الأغذية الغنية بفيتامين "أ" مثل:

ـ الجزر

ـ البطاطا الحلوة

ـ الطماطم

ـ الكبدة

ـ القرع العسلي

ـ المانجو

ـ الخضار الورقية الداكنة مثل الجرجير والسبانخ

فيتامين "د":

وأوضحت الصحة المصرية أهمية التعرض لأشعة الشمس يومياً لفترة تتراوح بين 10 إلى 15 دقيقة، لأن ذلك يساعد على تكوين فيتامين "د" في الجسم، ما يقوي المناعة ويساعد في الحفاظ على صحة العظام.

الأغذية الغنية بالزنك:

ـ تناول اللحوم الحمراء، ولكن بكميات قليلة

ـ البقوليات مثل الحمص، والعدس، والفول، حيث تحتوي على كميات كبيرة من الزنك

ـ منتجات الألبان، والبيض، والمكسرات

الأغذية الغنية بالأوميجا 3:

ـ زيت الزيتون

ـ بذر الكتان

ـ بذور الشيا

ـ الأسماك مثل الماكاريل والتونة. بحسب موقع “CNN”.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي