فيتامين الشمس: ما الذي نعرفه عنه؟ وكيف يمكن الحصول عليه؟
أوس ستار الغانمي
2024-09-01 05:38
بعد مشاهدتك لشمس الشروق الزاهر تتسلل أشعتها الذهبية عبر نافذتك، تبدأ يومك الجديد بشعور من الحماس والتفاؤل، تقف في ضوء الشمس، تشعر بدفئها اللطيف على بشرتك. لكن هل تساءلت يوماً كيف لهذا الضوء الطبيعي أن يؤثر على صحة جسمك بشكل أساسي؟
إنه أحد الألغاز الرائعة التي يكشف عنها العلم الحديث؛ فالفيتامين D، الذي يعرف أحيانًا بفيتامين الشمس، يلعب دورًا حيويًا لا يمكن تجاهله في الحفاظ على صحة عظامنا، وتعزيز نشاط جهازنا المناعي، وحتى في الحماية من أمراض مزمنة متعددة. إن هذه العلاقة بين ضوء الشمس وصحتنا تتجاوز مجرد الحصول على لون اسمر جميل، لتتعمق في الجوانب الدقيقة لكيمياء جسم الإنسان.
يعتبر فيتامين D واحدًا من أسرار الطبيعة القديمة التي تواصل دهشتنا. من خلال هذه النقاط المتشابكة بين الشمس وجلدك، يبدأ جسمك عمليات كيميائية تساعده على الاستفادة القصوى من هذا العنصر الغذائي الفريد. في قصتنا اليوم، سنستكشف معًا الأماكن والطرق التي نحصل من خلالها على فيتامين D، وكيف يمكن لهذا الفيتامين أن يكون المفتاح للعديد من الجوانب الصحية التي قد يغفل الناس عنها. فلنتعمق في هذا العالم المشوق ونتعرف على الفوائد العديدة لهذا الفيتامين الذي يبدو بسيطًا ولكنه يحمل في طياته إمكانيات لا حصر لها.
كيف يصنع الجلد فيتامين "د"؟
ـ يحتوي الجلد على عوامل فيتامين "د" الأولية، ويطلق عليها (Vitamin D Precursor).
ـ يمتص الجلد الطاقة الموجودة في الأشعة فوق البنفسجية من النوع "بي"، ويستخدمها في تحويل عوامل فيتامين "د" الأولية إلى فيتامين "د3".
ـ ينتقل فيتامين "د3" إلى الكبد، حيث يخضع لعملية كيميائية يضاف فيها زوج من ذرات الأكسجين والهيدروجين ليصبح (25-hydroxyvitamin D).
ـ ينتقل الفيتامين من الكبد إلى الكلى، وهناك يضاف زوج آخر من الأكسجين والهيدروجين ليصبح (1,25 dihydroxyvitamin D)، وهو فيتامين "د" النهائي الذي يحتاج إليه الجسم.
ووفقا لمكتب المكملات الغذائية التابع للمعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة*، فإن التعرض لأشعة الشمس في الداخل عبر النافذة لا يؤدي إلى تكون فيتامين "د"، كما أن الأيام الغائمة والأماكن الظليلة تقللان من إنتاج الفيتامين في الجلد، مع الإشارة إلى أن امتلاك الشخص بشرة داكنة اللون يقلل أيضا من تصنيع فيتامين "د" عند التعرض للشمس.
ويجب التعرض لأشعة الشمس بحكمة وحذر لتقليل مخاطر سرطان الجلد، وهذا يكون عبر اتباع الآتي:
ـ تجنب التعرض للشمس في أوقات سطوعها، وهي ما بين الساعة العاشرة صباحا وحتى السادسة مساء.
ـ يجب ارتداء رداء طويل يحجب الشمس عن الجسد.
ـ استخدام واقي شمس ذي معامل حماية مرتفع لا يقل عن ثلاثين أو أكثر، ودهنه بشكل دوري على الجلد مع وضع كمية كبيرة منه في كل مرة.
ـ إذا كنت تعاني من نقص في فيتامين "د" فراجع الطبيب الذي قد يوصيك بتغيير نظامك الغذائي وتناول مكملات فيتامين "د". بحسب ما نشره موقع “الجزيرة نت”.
ما هي أعراض الإصابة بنقص فيتامين "د"؟
هل أنت قلق بشأن معدّل فيتامين (د) لديك؟ في الواقع، قد تكون من بين الأشخاص الذين يعانون من نقص بهذا الفيتامين من دون معرفتهم بالأمر. ولكن، هناك عدد من الأعراض التي يشعر بها الإنسان حتمًا، ومن المهم التنبه لها.
وأوضحت وزارة الصحة والسكان المصرية، عبر حسابها الرسمي على موقع "إنستغرام"، أن الإرهاق والشعور بألم في المفاصل والعظام، من أعراض الإصابة بنقص فيتامين (د).
لذلك، من الضروري جدًا أن تستشير طبيبك لتلقي العلاج المناسب.
وفي وقت سابق، أشارت المنصة الرئيسية للتوعية الصحية بوزارة الصحة السعودية، "عش بصحة"، بتغريدة عبر "تويتر"، إلى ضرورة أخذ احتياجاتك الكافية من فيتامين (د) بالتعرض المباشر للشمس في الأوقات الصحيحة.
وخلال فترة الصيف، يمكن التعرّض لأشعة الشمس من الساعة الثامنة والنصف صباحاً إلى العاشرة والنصف صباحاً، ومن الساعة 2 ظهراً إلى الرابعة عصراً.
وفي موسم الشتاء، يمكن القيام بذلك من الساعة العاشرة صباحاً، إلى الثانية ظهراً.
وبينما يقول بعض الأشخاص إن الجلوس عند النافذة بالقرب من ضوء الشمس، يُعتبر أمرًا كافيًا لتلقي ما يحتاجه جسمك من فيتامين "د"، إلّا أن ذلك ليس سوى مجرد اعتقاد خاطئ. بحسب موقع “CNN”.
دراسة تفند أسطورة شائعة عن فيتامين D
كشفت دراسة علمية أن مكملات فيتامين D لا تحسن قوة العظام أو تقلل من خطر الإصابة بالكسور لدى الأطفال الذين يعانون من نقص فيتامين D.
وتشير مجلة The Lancet Diabetes & Endocrinology إلى أن علماء جامعة كوين ماري في لندن بالتعاون مع علماء كلية هارفارد للصحة العامة توصلوا إلى هذه الاستنتاجات، من نتائج الدراسة التي شارك فيها أكثر من 8 آلاف تلميذ أعمارهم 6-13 عاما يعيشون في منغوليا، التي تعاني بشكل خاص من معدلات عالية من الكسور ونقص فيتامين D على نطاق واسع، لتناول مكملات فيتامين D لمدة ثلاث سنوات. واتضح أن 95.5 بالمئة منهم في بداية الدراسة كانوا يعانون من نقص فيتامين D.
وبعد انتهاء المدة المقررة، جدد الباحثون بعض البيانات الصحية للمشاركين وقيموا قوة عظامهم باستخدام الموجات فوق الصوتية. وتبين أن تناول المكملات الغذائية لم يكن له أي تأثير على قوة العظام لدى الأطفال والمراهقين أو على خطر الإصابة بالكسور. ولكن خلال هذه التجربة التي استمرت ثلاث سنوات، تم القضاء على نقص هذا الفيتامين لدى جميع المشاركين.
ويعتقد الباحثون أن قلة الفائدة قد ترجع إلى أن المشاركين لم يتناولوا الكالسيوم في نفس الوقت الذي يتناولون فيه فيتامين D.
ويشير الباحثون إلى أن الأطفال الذين شخصت إصابتهم بالكساح أثناء الفحص للمشاركة في الدراسة استبعدوا، لأن تقديم علاجا وهميا لهم مسألة غير أخلاقية. لذلك، فإن النتائج تنطبق فقط على الأطفال الذين يعانون من انخفاض مستويات فيتامين D والذين لم يصابوا بمضاعفات. بحسب موقع “RT”.
هل تختلف أعراض نقص فيتامين "د" عند الرجال مقارنة بالنساء؟
تتشابه أعراض نقص فيتامين "د" عند الرجال والنساء على حد سواء. وفقاً للموقع الالكتروني الرسمي لـ “مكتبة الطب الوطنية" في أمريكا.
ويمكن أن يؤدي انخفاض معدلاته بشكل بسيط إلى نقص كالسيوم الدم المزمن، وفرط نشاط الغدد جارات الدرقية (hyperparathyroidism).
ما الذي يسبب نقص فيتامين "د"؟
يمكن أن يًصاب الشخص بنقص فيتامين "د" لأسباب مختلفة، وفقاً لما جاء على موقع Medlineplus"" الإلكتروني التابع لـ “مكتبة الطب الوطنية" في أمريكا، وتشمل ما يلي:
ـ عدم الحصول على ما يكفي من فيتامين "د" في النظام الغذائي
ـ عدم امتصاص الجسم لكميات كافية من فيتامين "د" من الطعام
ـ عدم التعرض لأشعة الشمس الكافية
ـ عدم قدرة الكبد أو الكليتين على تحويل فيتامين "د" إلى شكله النشط في الجسم
ـ تناول أدوية تتعارض مع قدرة الجسم على تحويل أو امتصاص فيتامين "د"
ما هي الأعراض الجانبية التي يسببها نقص فيتامين "د"؟
قد يؤدي نقص فيتامين "د" إلى فقدان كثافة العظام، مما قد يساهم في إصابة الجسم بهشاشة العظام والكسور، بالإضافة إلى أمراض أخرى مثل:
1ـ الكساح عند الأطفال، وهو مرض نادر يجعل العظام لينة وقابلة للانحناء.
2ـ تلين العظام عند البالغين من الرجال والنساء، مما يؤدي إلى ضعف العضلات والشعور بآلام شديدة.
كيف يمكن للجسم الحصول على المزيد من فيتامين "د"؟
تحتوي بعض الأطعمة طبيعياً على فيتامين "د"، منها:
ـ الأسماك الدهنية مثل السلمون، والتونة، والماكريل
ـ كبد البقر
ـ الجبن
ـ الفطر
ـ صفار البيض
كما يمكن الحصول على فيتامين "د" من خلال تناول الأطعمة المدعمة به، وتشمل:
ـ الحليب
ـ حبوب الفطور
ـ عصير البرتقال
ـ منتجات الألبان الأخرى مثل الزبادي
ـ مشروبات الصويا. بحسب موقع “CNN”.
يزيد من مخاطر الوفاة
تقول دراسة حديثة إن نقص فيتامين "د" يزيد من مخاطر الوفاة وأن رفع مستويات الفيتامين في جسم الإنسان إلى الحدود الأدنى المتفق عليها طبياً قد يقلل بشدة من هذه المخاطر. فماذا كشفت هذه الدراسة أيضا؟
قال باحثون بريطانيون واستراليون إن نقص فيتامين "د" يزيد من مخاطر الوفاة وأن رفع مستويات الفيتامين في الجسم ولو بشكل طفيف يمكن أن يقلل من تلك المخاطر.
استخدم الباحثون نهج التوزيع العشوائي المندلي، الذي يستخدم المتغيرات الجينية "كمؤشرات بديلة" للعوامل الخارجية التي تؤثر على مستويات فيتامين د ، مثل التعرض للشمس أو المدخول الغذائي، وقاموا بفحض بيانات عدد كبير من المرضى، ما سمح بتحليل العلاقة بين نقص مستويات الفيتامين والنتائج بما في ذلك الوفيات، والتي لا يمكن إجراؤها في التجارب السريرية العشوائية لأسباب أخلاقية، بحسب ما ذكر موقع ساينس سبكترو.
وباستخدام هذه الطريقة، وجد خبير التغذية جوشوا ب. ساذرلاند، من المركز الأسترالي للصحة الدقيقة (Adelaide)، وزملاؤه ارتباطًا بين مستويات فيتامين د المتوقعة وراثيًا والوفيات، ضمن عدة أسباب رئيسية أخرى، مع وجود أدلة على ذلك بين الأشخاص الذين تم قياس تركيزات الفيتامين في أجسادهم بأقل من 50 نانومول/ لتر.
نُشرت النتائج على الإنترنت في 24 أكتوبر / تشرين الأول في دورية Annals of Internal Medicine.
ويقول الدكتور ساذرلاند: "على عكس الأنواع الأخرى من الدراسات القائمة على الملاحظة، فقد تغلبنا على بعض العقبات المنهجية. وما يميز هذه الدراسة الجديدة هو أننا كنا قادرين على النظر إلى الأشخاص الذين لديهم تركيزات منخفضة جدًا من فيتامين د وماذا سيحدث إذا كانت تركيزاته لديهم أعلى قليلاً".
ويضيف: "معظم التجارب العشوائية ذات الشواهد لا تظهر الكثير من التأثير. وذلك لأن أغلب الناس لديهم تركيزات كافية منه. لكننا أخلاقياً لا يمكننا إجراء تجربة على الأشخاص الذين يعانون من مستويات منخفضة للغاية دون علاجهم".
وتدعم البيانات الحد الأدنى المقرر عند 50 نانومول/ لتر والذي أقرته الأكاديمية الوطنية الأمريكية للطب وتتوافق مع البيانات السابقة التي تشير إلى أن فائدة مكملات فيتامين د تتضح إلى حد كبير لدى الأشخاص الذين يعانون من نقص.
من جانبها، تقول الدكتورة إيلينا هايبونين الباحثة المشاركة في الدراسة: "يُنصح كل شخص لديه مستويات فيتامين د أقل من 50 نانومول/ لتر بزيادة مستوياته. وتشير نتائجنا إلى أنه لا داعي لرفعه بدرجة كبيرة. والرسالة الإيجابية هي أنه إذا تمكننا من رفع المستويات لتلائم التوصيات الأمريكية الحالية فقط، فهذا يعني أنه ليست هناك حاجة لاستخدام جرعات كبيرة من المكملات الغذائية المحتوية على الفيتامين".
وتنصح هايبونين قائلة: "من الواضح أن المكملات الغذائية تساعد، خاصة خلال فصل الشتاء أو إذا كان الشخص لا يحصل على ما يكفي من فيتامين د من الشمس أو في الأماكن التي لا يتم فيها تحصين الطعام بفيتامين د"، مضيفة أن البيانات لا تدعم نهج استخدام جرعات كبيرة متقطعة.
وتشير هايبونين إلى أنه "في بعض الأحيان قد يرغب الأطباء في علاج انخفاض مستويات الفيتامين بسرعة من خلال تناول جرعة كبيرة، تليها جرعات أصغر، لكن تشير الأدلة المتزايدة إلى أن هذا النهج ليس مفيدًا وقد يزعج عملية التمثيل الغذائي في الجسم بحيث لا يتمكن من الحصول على الكمية التي يحتاجها. صحيح أن العملية آمنة بشكل عام ولكن قد لا تعمل بالطريقة التي نريدها". بحسب موقع “DW”.
ست علامات تظهر على أجسامنا تعني نقص فيتامين أساسي
في حين أن الكثيرين ممن يعانون من نقص فيتامين D لا تظهر عليهم أي أعراض، إلا أن هناك عددا من العلامات التي يمكن أن تشير إلى عدم وجود مستويات كافية من هذا الفيتامين المهم.
ويعد فيتامين D (أو كما يشار إليه باسم فيتامين أشعة الشمس) أحد العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم لبناء عظام صحية والحفاظ عليه، ولذلك، فإن نقصه سيؤثر سلبا على الصحة العامة للأفراد.
وكشفت كلير بارنز، أخصائية التغذية المسجلة في Bio-Kult، عن مجموعة من الأعراض قد يعني ملاحظتها نقص فيتامين "أشعة الشمس".
1. التعب
تم ربط التعب المبلغ عنه ذاتيا وانخفاض الطاقة بانخفاض مستوى فيتامين D.
وقالت كلير: "تشير مراجعة حديثة للدراسات إلى أن تناول مكملات فيتامين D قد يكون له تأثير كبير على تقليل التعب لدى المصابين بالتصلب المتعدد (حالة مناعة ذاتية تؤدي إلى عدد من الأعراض، ويكون التعب هو الأكثر شيوعا)"
2. انخفاض الحالة المزاجية
قالت كلير إن زيادة مستقبلات فيتامين D موجودة في مناطق الدماغ المرتبطة بتنظيم المزاج.
وأوضحت: "أظهرت الدراسات أن الأفراد الذين يعانون من الاكتئاب لديهم مستويات أقل من فيتامين D مقارنة بالأفراد الأصحاء. ومن المثير للاهتمام أن أولئك الذين لديهم أدنى مستويات فيتامين D يبدو أنهم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت التجارب السريرية تحسنا في مستويات الاكتئاب عند تناول مكملات فيتامين D".
3. سوء صحة الفم
في حين أن الكثيرين يدركون أهمية الكالسيوم لأسنان صحية، إلا أن القليل منهم يدركون أن مستويات فيتامين D المثالية ضرورية لامتصاص الكالسيوم.
وشرحت كلير: "في الواقع، يلعب فيتامين D دورا رئيسيا في تمعدن العظام والأسنان، ويبدو أن الحصول على مستويات جيدة من الفيتامين يرتبط بتطور صحة الفم بشكل أفضل طوال الحياة. ومن ناحية أخرى، فإن نقص فيتامين D له علاقة كبيرة بأمراض الفم".
4. آلام العظام والعضلات
يشتهر فيتامين D بدوره في صحة العضلات والعظام، وبحسب كلير فإن انخفاض مستويات فيتامين D "يسبب انخفاضا في امتصاص الكالسيوم، والذي بدوره يمكن أن يؤدي إلى إطلاق هرمون الغدة الدرقية، الذي يعزز ارتشاف العظام وفي النهاية فقدان العظام أو تليينها".
وتابعت: "يمكن أن تتنوع أسباب آلام العضلات. ومع ذلك، تشير الأدلة إلى أن نقص فيتامين D يمكن أن يكون سببا محتملا. وتشير نتائج مراجعة الدراسات التي شملت أكثر من 3000 مشارك إلى أن مكملات فيتامين D يمكن أن يكون لها دور في إدارة الألم المزمن".
5. الشعور بالمرض في كثير من الأحيان
يلعب فيتامين D دورا مهما في تعديل الجهاز المناعي، ومعظم خلايا الجهاز المناعي تعبر عن مستقبلات فيتامين D.
وقالت كلير: "في الواقع، هناك أدلة علمية كبيرة على أن فيتامين D له تأثيرات متنوعة على وظيفة الجهاز المناعي. وعلى العكس من ذلك، قد يؤدي نقص فيتامين D إلى خلل تنظيم جهاز المناعة ويمكن أن يؤدي إما إلى كبت المناعة أو رد فعل مناعي متزايد غير مناسب".
6. مشاكل في الجهاز الهضمي
أحد أدوار فيتامين D الذي ربما لا يكون الناس على دراية به هو أهميته لصحة الأمعاء. وبحسب كلير: "تُظهر الأبحاث أن الحالة المثالية لفيتامين D تلعب دورا مهما في الحفاظ على التوازن داخل الأمعاء من خلال العديد من الأنشطة التنظيمية، بما في ذلك تعديل الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء. وأظهرت مكملات فيتامين D أنها تؤدي إلى تقليل البكتيريا الضارة وزيادة ثراء البكتيريا الصديقة في الجهاز الهضمي العلوي. وتظهر الدراسات الحديثة أيضا أن مكملات البكتيريا الحية يمكن أن تزيد في المقابل من تعبير ونشاط مستقبلات فيتامين D، ما يؤدي إلى زيادة مستويات فيتامين D المضيف". بحسب موقع “RT”.
بين العلم والمفاهيم الخاطئة
مع عودة ظهور متحور جديد من فيروس كورونا يسمى إي جي.5 "EG.5"، ويُطلق عليه تسمية غير رسمية هي "إيريس" Eris، بدأ الحديث مجددا عن سبل الوقاية وتعزيز المناعة، وبطبيعة الحال عاد معها الحديث عن فيتامين بعينه ألا وهو فيتامين د.
فقد تحدثت تقارير طبية عن دور مهم لهذا الفيتامين في الوقاية من الإصابة بالفيروس رغم عدم وجود دليل علمي قاطع على نجاعة استخدامه كعلاج في حالة الإصابة، على الأقل بشكل منفرد من دون علاجات أخرى.
يقول الدكتور بسام زوان عضو الكلية الملكية لجراحي العظام في بريطانيا: "وجدت دراسات عديدة أن غالبية الحالات التي تأثرت بشكل كبير بفيروس كورونا واضطرت للدخول إلى المستشفى أو إلى وحدات العناية المركزة كانت تعاني من عوز فيتامين د، المعروف بعلاقته المباشرة بتعزيز جهاز المناعة".
لكن فضاء وسائل التواصل الاجتماعي الرحب يمتلئ بالمعلومات عن هذا العنصر المهم، والتي قد يبدو بعضها غير دقيق ولا يستند إلى أساس علمي.
فيتامين د هو عنصر غذائي مهم معروف بقدرته على مساعدة الجسم على امتصاص الكالسيوم والفوسفات، الضروريين لبناء العظام، والاحتفاظ بهما.
ويصنّع جسم الإنسان فيتامين د عن طريق تعرض الجلد بشكل مباشر لأشعة الشمس، وتُظهر الدراسات المخبرية أن فيتامين د يمكن أن يقلل من نمو الخلايا السرطانية، ويساعد في السيطرة على العدوى وتقليل الالتهاب.
ويحتوي العديد من أعضاء وأنسجة الجسم على مستقبلات لفيتامين د، مما يشير إلى أدوار مهمة تتجاوز صحة العظام، وهذا بالضبط ما يدفع العلماء للبحث بنشاط عن وظائف أخرى محتملة له.
تحتوي بعض الأطعمة بشكل طبيعي على فيتامين د، غير أنه بالنسبة لمعظم الأشخاص، فإن أفضل طريقة للحصول على ما يكفي من فيتامين د هي تناول المكملات الغذائية لأنه من الصعب تناول ما يكفي من خلال الطعام.
تقول أخصائية التغذية ديمة الكيلاني: "يمكن أن نحصل على فيتامين د من خلال تناول أطعمة من قبيل الأسماك الدهنية مثل السالمون والماكريل والسردين، أو الأطعمة المدعمة بالفيتامين مثل حبوب الإفطار والحليب، وكذلك زيت كبد السمك وصفار البيض"، لكنها تؤكد أن الطعام بشكل عام، لا يمكن أن يكون مصدرا كافيا لفيتامين د.
يعد إنتاج فيتامين د في الجلد المصدر الطبيعي الأساسي، لكن العديد من الأشخاص لديهم مستويات غير كافية لأنهم يعيشون في أماكن تكون فيها أشعة الشمس محدودة في الشتاء، أو لأن تعرضهم لأشعة الشمس محدود بسبب طبيعة عملهم المكتبية أو وجودهم في المنزل لوقت طويل.
كما أن الأشخاص ذوي البشرة الداكنة تكون مستويات فيتامين د في الدم لديهم أقل لأن صباغ (الميلانين) يعمل كالظل، مما يقلل من إنتاج فيتامين د.
يقول الدكتور بسام زوان عضو الكلية الملكية لجراحي العظام في بريطانيا: " بالنسبة لبعض الأشخاص يكون امتصاص فيتامين د غير كافٍ بسبب عدة عوامل منها لون البشرة، إذ يكون أقل لدى ذوي البشرة الداكنة، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل سوء الامتصاص الناجم عن بعض الأمراض المزمنة مثل داء كرون".
ما هي أشكال فيتامين د؟
هناك شكلان معروفان لفيتامين د، هما د2 ود3، فما الفرق بينهما؟ وأيهما يحتاج جسم الإنسان؟
يقول الدكتور زوان " إن الفيتامين د2 هو الشكل الخام غير الفعال من فيتامين د الذي نحصل عليه عن طريق الغذاء، والذي يتفعل في الكبد ليصبح د3 وهو الشكل الفعال الذي نستفيد منه، وينبغي على الإنسان الحرص على الحصول على كميات كافية من فيتامين د وفحص نسبه بشكل دوري، إذ ثبت أن وجود معدلات كافية منه يحمي من أمراض كثيرة مثل سرطان البنكرياس وسرطان المستقيم والقولون وسرطان البروستاتا، كما أثبتت تجارب حديثة دوره المهم في تأخير أمراض الخرف وألزهايمر".
وبطبيعة الحال تختلف الكميات التي يحتاجها الشخص باختلاف المرحلة العمرية، فالأطفال منذ الولادة حتى عمر سنة واحدة يحتاجون من 8.5 إلى 10 ميكروغرام من فيتامين د يوميا.
وتؤكد أخصائية التغذية ديمة الكيلاني على أهمية أن يعطى الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية جرعات مكملة من فيتامين د.
والميكروغرام أصغر بألف مرة من المليغرام، ويكتب أحيانا بالرمز اليوناني μ متبوعا بالحرف g، وفي بعض الأحيان يُعبَّر عن كمية فيتامين د بالوحدات الدولية (IU).
1 ميكروغرام من فيتامين د يساوي 40 وحدة دولية، لذا فإن 10 ميكروغرام من فيتامين د تساوي 400 (IU).
ويحتاج الأطفال فوق عمر السنة والبالغون 10 ميكروغرام من فيتامين د يوميا.
ويؤكد الدكتور بسام زوان عضو الكلية الملكية لجراحي العظام في بريطانيا أن هذه الكميات تنطبق على الأصحاء، لكن هناك عوامل أخرى مثل لون البشرة الداكنة والأمراض المزمنة وأمراض الكبد والكلى تسبب عوزا مما يقتضي أن يتناول الشخص كميات أكبر من فيتامين د عن طريق المكملات الغذائية.
عوز فيتامين د وآثاره على الصحة
قد يحدث عوز فيتامين د بسبب نقصه في النظام الغذائي، أو سوء الامتصاص، أو حاجة الجسم لكميات أكبر منه من أجل تحسين عملية الأيض.
إذا لم يتناول الشخص ما يكفي من فيتامين د، ولم يحصل على ما يكفي منه من خلال التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية على مدى فترة طويلة فقد ينشأ العوز.
والأشخاص الذين لا يدخل الحليب والبيض والأسماك في نظامهم الغذائي، مثل أولئك الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز، أو الذين يتبعون نظاما غذائيا نباتيا، يكونون أكثر عرضة للإصابة بنقص أو عوز فيتامين د.
الأشخاص الآخرون المعرضون لخطر الإصابة بنقص فيتامين د:
ـ الأشخاص الذين يعانون من مرض التهاب الأمعاء (التهاب القولون التقرحي أو داء كرون) أو غيرها من الحالات التي تعطل الهضم الطبيعي للدهون، إذ إن فيتامين د قابل للذوبان في الدهون ويعتمد على قدرة الأمعاء على امتصاص الدهون الغذائية.
ـ الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، إذ يتراكم فيتامين د في الأنسجة الدهنية الزائدة ولكن ليس من السهل أن يستخدمه الجسم عند الحاجة.
ـ الأشخاص الذين خضعوا لعملية جراحية لتحويل مسار المعدة، والتي عادة ما تتم فيها إزالة الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة حيث يتم امتصاص فيتامين د.
تشير أخصائية التغذية ديمة الكيلاني إلى أن "أغلب الأشخاص الذين يعانون من السمنة تكون مستويات فيتامين د لديهم متدنية بشكل عام"، وتنصح من يتبعون حمية غذائية قليلة الدهون بالاستعانة بمكملات فيتامين د، كون الدهون التي تفتقر إليها الحمية التي يتبعونها، مهمة للغاية في عملية امتصاصه.
لكن تناول كثير من مكملات فيتامين د على مدى فترة طويلة من الزمن يمكن أن يسبب تراكم الكثير من الكالسيوم في الجسم (فرط كالسيوم الدم)، والذي يمكن أن يضعف العظام ويلحق الضرر بالكلى والقلب.
ويؤدي نقص فيتامين د في الجسم لفترات طويلة إلى حالات مرضية تختلف بين الأطفال والبالغين:
ـ عند الأطفال والرّضع قد يتسبب عوز فيتامين د بمرض الكساح، وهو حالة تكون فيها العظام لينة تترافق مع تشوهات في الهيكل العظمي ناجمة عن عدم قدرة العظام على أن تصبح صلبة.
ـ عند البالغين قد يتسبب في تلين العظام، وهي حالة تكون فيها العظام ضعيفة ولينة ولكن يمكن علاجها بالمكملات الغذائية، وهي تختلف عن هشاشة العظام، التي تكون العظام فيها مسامية وهشة وهي حالة غير قابلة للعلاج.
انتشار بعض المفاهيم الخاطئة
ونظرا لما لفيتامين د من أهمية انتشر الكثير من النصائح والتوصيات حوله، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بعضها قد يبدو مقنعا رغم أنه في الواقع لا يستند إلى دليل علمي.
من تلك النصائح أنه لا ينبغي تناول مكملات فيتامين د الغذائية ليلا، أو أنه قد يؤثر سلبا على معادن وعناصر أخرى مثل المغنيسيوم، أو أنه قد يكون ساما، أو عدم فائدة التعرض لأشعة الشمس من خلف الزجاج، فكيف نميز بين المعلومات الدقيقة والمفاهيم الخاطئة؟
يقول الدكتور بسام زوان: " ليس لتوقيت تناول مكملات فيتامين د أي تأثير، فلا فرق إن تم تناولها في الصباح أو المساء أو أي وقت آخر، لكن بالنسبة للتعرض لأشعة الشمس من خلف الزجاج، فهذا كلام دقيق، لأن الزجاج يمنع امتصاص الجلد للأشعة فوق البنفسجية الضرورية لتصنيعه في الجسم".
ويشرح الحالات التي يمكن فيها أن يكون لكميات زائدة من فيتامين د آثار سلبية: " يساعد فيتامين د على امتصاص المغنيسيوم، فهو يزيد من امتصاص هذا المعدن المهم بنسبة 40 في المئة، وبالتالي فتأثيره إيجابي، كما يمكن تناول الزنك وفيتامين ك لتعزيز امتصاص فيتامين د، لكن الكميات الكبيرة من فيتامين د تؤثر سلبا على امتصاص فيتامين أ، والعكس صحيح إذ إن الكميات الزائدة من فيتامين أ تؤثر سلبا على امتصاص الجسم لفيتامين د".
ومن غير المرجح أن تصل الكميات المنخفضة من الفيتامين د الموجود في الطعام إلى مستوى سام، كما أن التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة لا يؤدي إلى التسمم لأن الحرارة الزائدة على البشرة تمنع تكوين الشكل الفعال د3.
لكن تناول مكملات د بكميات كبيرة قد يؤدي إلى ما يسمى بسمية فيتامين د، لذلك يُنصح بعدم تناول المكملات التي تحتوي على أكثر من 4000 وحدة دولية بشكل يومي إلا تحت إشراف الطبيب. بحسب موقع “BBC”.
الوقاية من أمراض القلب
أظهرت نتائج دراسة أجراها علماء معهد البحوث الطبية الأسترالي (QIMR)، أن تناول فيتامين D يمكن أن يخفض من خطر إصابة الأشخاص الذين أعمارهم فوق 60 عاما بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وجاء في تقرير الباحثين "أظهرت دراستنا أن تناول فيتامين D يخفض من خطر تطور أمراض القلب والأوعية الدموية. وأن فعاليته تزداد لدى المرضى الذين يتناولون أدوية القلب". بحسب مجلة The BMJ.
وقد شارك في دراسة تأثير فيتامين D التي استمرت ستة أعوام 21 ألف شخص أعمارهم 60-84 عاما. كان المشاركون يحصلون على جرعة شهرية من الفيتامين أو دواء وهمي لمدة خمس سنوات، ثم خضعوا لفحص شامل. فسمحت هذه الطريقة بتحديد الدور الذي تلعبه الفيتامينات في الوقاية من أمراض القلب.
ويقول الباحثون "اكتشفنا أن 6 بالمئة فقط من المشاركين الذي تناولوا فيتامين D خلال فترة الدراسة عانوا من تفاقم أمراض القلب والأوعية الدموية. أما في المجموعة التي تناولت دواء وهميا فإن نسبتهم لا تقل عن 19 بالمئة".
وتجدر الإشارة، إلى أن العلماء لم يتمكنوا سابقا من إثبات إن تناول الفيتامينات وخاصة فيتامين D يفيد في الوقاية من أمراض القلب. نقلا عن موقع “RT”.