ما يجب معرفته عن جرثومة المعدة

أوس ستار الغانمي

2024-07-01 05:37

من المعروف أن بكتيريا جرثومة المعدة تتسبب في القرحة الهضمية والتهاب المعدة وأوجاع مزمنة. وأظهرت أبحاث علمية أن ما يقرب من ثلثي سكان العالم مصاب بهذه البكتيريا المعدية التي تنتقل بسهولة بين الأشخاص. وقد لا تتسبب هذه البكتيريا دائما في آلام أو أمراض، أما إذا كان الحال عكس ذلك فهناك علاجات مختلفة لمكافحة جرثومة المعدة وأعراضها.

وجرثومة المعدة هي عبارة عن بكتيريا تتواجد في السائل الحمضي الموجود في المعدة وتكون سببا في إحداث الكثير من الالتهابات والقرحات في جدار المعدة وتعمل على زيادة حموضة المعدة مما يتسبب في إحداث آلام حادة فيها.

وتعد "جرثومة المعدة" من أبرز مشكلات الجهاز الهضمي التي يواجهها 60% من البالغين حول العالم. ورغم أن هذه البكتيريا التي تنمو في الجهاز الهضمي قد لا تسبب الضرر لبعض المصابين بها، إلا أنها في بعض الأحيان تكون مسؤولة عن قرح المعدة والتهابها.

أعراض جرثومة المعدة

يعاني معظم الناس من البكتيريا لسنوات دون أن يعرفوا ذلك لعدم ظهور أي أعراض عليهم. كما أن الخبراء لا يعرفون السبب، وذلك وفقا لجامعة جونز هوبكنز (The Johns Hopkins University).

قد يكون لديك احمرار وتورم، وهذا يعني التهابا في بطانة معدتك، وهو ما يسمى التهاب المعدة.

وربما تصاب بقروح أو تقرحات هضمية في معدتك أو الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة (الاثني عشر).

قد تشمل أعراض القرحة آلاما في البطن، والتي يمكن أن تكون:

ـ ألما خفيفا مستمرا.

ـ ألما يحدث بعد 2 إلى 3 ساعات من تناول الطعام.

ـ ألما يظهر ثم يختفي لعدة أيام أو أسابيع.

ـ ألما يحدث في منتصف الليل عندما تكون معدتك فارغة.

ـ ألما يختفي عند تناول الأدوية التي تقلل من مستوى حمض المعدة (مضادات الحموضة).

قد تشمل الأعراض الأخرى للقرحة:

ـ فقدان الوزن.

ـ عدم الشعور بالجوع.

ـ انتفاخا.

ـ التجشؤ.

ـ الشعور باضطراب في المعدة أو الغثيان.

ـ التقيؤ.

ـ برازا أسود.

قد تبدو أعراض القرحة مثل مشاكل صحية أخرى. ودائما راجع مقدم الرعاية الصحية الخاص بك للتأكد. بحسب موقع “الجزيرة نت”.

أسباب جرثومة المعدة

لم تثبت الدراسات حتى الآن، بحسب "المكتبة الوطنية للطب" في أمريكا، كيفية انتشار هذه الجرثومة، ولكن يعتقد الباحثون أنها تعود للأسباب التالية:

ـ تناول الطعام غير النظيف

ـ شرب الماء غير النظيف

ـ التعرض للعاب شخص آخر مصاب

على الرغم من حداثة المعرفة بتشخيص الجرثومة الحلزونية الخاصة بالتهاب المعدة (هيليكوباكتر بيلوري Helicobacter pylori) فإنها أصبحت تمثل هاجساً للكثيرين، وذلك لكثرة المعلومات الخاطئة المتداولة عنها، ما سبَّب حالة من الخوف الشديد للآباء حين علمهم بتشخيص أحد أبنائهم بجرثومة المعدة.

لم تكن الإصابة بالجرثومة شائعة في الأطفال، ولكن في السنوات الأخيرة بدأت الإصابات تتزايد خاصة في مرحلة الطفولة المتأخرة والمراهقة. وتحدث الإصابة عادة من الطعام أو الماء أو أدوات الأكل الملوثة، وتنتشر في المناطق المزدحمة التي تفتقر للمعايير الصحية مثل المياه النظيفة أو أنظمة صرف صحي جيدة، ويمكن الإصابة بها أيضاً من خلال اللعاب وسوائل الجسم الأخرى.

وتقوم الجرثومة بإضعاف الطبقة المبطنة لجدار المعدة والأمعاء الدقيقة (هذه الطبقة تحمى المعدة من حمض الهيدروكلوريك HCL الموجود فيها)، وفي حالة عدم علاجها يصل الحمض الموجود في المعدة إلى الجدار نفسه، مما يسبب حدوث ألم حرقة المعدة، ومع الوقت تحدث تقرحات.

خلافاً لتصور معظم الأمهات، ففي الأغلب لا تسبب الإصابة بجرثومة المعدة فقط الآلام في البطن (إلا إذا تسببت في حدوث قرحة)، ولكن الميكروب نفسه لا يسبب مغصاً أو ألماً في الجزء الأعلى من المعدة. وفي حالة حدوث ألم في الأغلب يكون نتيجة لأسباب أخرى مثل عسر الهضم والعدوى بالفيروسات المختلفة، فضلاً عن التوتر والقلق (المعدة من أكثر الأعضاء التي تتأثر بالأعراض النفسية - الجسدية). وأيضاً يجب التفكير في التهاب الزائدة الدودية، خاصة إذا كان الألم في الجانب الأيمن.

اكتشاف الجرثومة

وفي الأغلب يتم اكتشاف جرثومة المعدة بالصدفة عند إجراء تحليل بعد الاشتباه في الإصابة بها، في حالة عدم تحسن الأعراض الخاصة بالجهاز الهضمي، سواء الحموضة (burning) التي لا تستجيب للأدوية المضادة للحموضة، أو آلام القرحة بعد أسبوعين من تناول العلاج.

إذا تسببت البكتيريا في حدوث أعراض فهي عادة إما أعراض التهاب المعدة وإما القرحة، وقد تشمل الأعراض الشعور بالغثيان والقيء، خاصة عند تناول أدوية مسكنة أو أطعمة يمكن أن تسبب تهيجاً في جدار المعدة، مثل الأطعمة الحارة بالفلفل أو التي تم قليها بالزيت، وأيضاً بعض المشروبات الحمضية مثل عصير البرتقال. وفي الأغلب يحدث انتفاخ وألم في المنطقة أسفل الضلوع وأعلى المعدة.

في حالة عدم استجابة قرحة المعدة للعلاج يمكن أن يحدث نزيف، سواء من الجزء العلوي للجهاز الهضمي على شكل (قيء دموي) يكون بني اللون أشبه بالقهوة المطحونة، أو بعد أن يكون قد اختلط بالعصارة المعدية وينزل على شكل براز أسود اللون (البراز). وهذه الأعراض تحتاج للعرض الفوري على الطبيب لوصف العلاج الملائم للحالة من أدوية توقف النزيف بجانب أدوية أخرى لعلاج بطانة المعدة، وتعويض الجسم عن كمّ السوائل التي تم فقدانها جراء القيء والبراز المدمم، والعلاج يجب أن يتم في المستشفى وليس في المنزل.

يتم تشخيص جرثومة المعدة من خلال إجراء تحليل للكشف عن الأجسام المضادة لوجودها في البراز. والأجسام المضادة هي بروتينات خاصة يقوم الجهاز المناعي للجسم بتكوينها لمحاربة الميكروبات، وفي الأغلب تبقى في الجسم في حالة استعداد لمحاربة الميكروب نفسه مرة أخرى، بعد أن تكون قد تعرفت على تركيبته الكيميائية.

هناك احتياطات خاصة يجب أن يلتزم بها الأطفال الذين أُصيبوا بقرحة في المعدة سابقاً مثل عدم تناول المسكنات، خاصة من عائلة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) مثل الإيبيروفين، ويمكن تناول الباراسيتامول بديلاً عنه، ويجب الامتناع عن تناول كميات كبيرة من المشروبات المهيجة للمعدة مثل المشروبات الغازية بشكل عام، خاصة الكولا، والكافيين خاصة القهوة، والأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الفلفل الأحمر، وكذلك الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الدهون، وأيضاً الكميات الكبيرة من الشوكولاته.

“تضعف الجرثومة الطبقة المبطنة لجدار المعدة والأمعاء الدقيقة”

نصائح للمرضى

يُنصح المرضى بتناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات والبقوليات، وقليلة الدهون مثل الأسماك واللحوم الخالية من الدهون، والمشروبات غير الغازية مثل العصائر الطبيعية غير الحمضية، وبشكل عام يفضل تناول مشروبات خالية من الكافيين تماماً للأطفال حتى الذين لا يعانون من التهاب المعدة أو مرضى بالجرثومة المعدية حتى القهوة يمكن تناولها خالية من الكافيين.

يتم علاج جرثومة المعدة عن طريق المضادات الحيوية المناسبة لها، وفي الأغلب يقوم الطبيب باستخدام مجموعة من عدة عائلات للمضادات، وذلك لأن مقاومة الجرثومة لعمل المضادات تُعد من أهم العوامل التي تعوق الشفاء وتطيل فترة العلاج، ويجب أيضاً أن يتناول الطفل

الأدوية المثبطة للحموضة بجانب الأدوية التي تقوم ببناء جدار المعدة مجدداً، وتمنع حدوث القرحة مرة أخرى.

للمساعدة في تهدئة آلام البطن يفضل اتباع جدول معين لتناول وجبات الطعام بحيث لا تبقى معدة الطفل فارغة لفترات طويلة، ويكون من الأفضل أن يقوم الطفل بتناول 5 أو 6 وجبات صغيرة كل يوم، بدلاً من ثلاث وجبات كبيرة، ويجب أن يأخذ بعض الوقت للراحة بعد كل وجبة، ويجب على الأمهات التنبيه على أطفالهن بالالتزام بالنظافة العامة مثل غسل اليدين جيداً، خاصة بعد استخدام الحمام وقبل تناول الطعام. بحسب صحيفة “الشرق الأوسط”.

مكافحة جرثومة المعدة

عشبة رعي الحمام (اللويزة)

تساعد عشبة رعي الحمام (أو اللويزة أو الميليسا) في عملية الهضم والتخلص من انتفاخ البطن. وتشير دراسات مختلفة إلى أن الزيوت المستخلصة من اللويزة يمكن أن تساعد على مكافحة بكتيريا جرثومة المعدة والقضاء عليها نهائيا.

البروبوليس (العكبر)

البروبوليس أو العكبر هو عبارة عن مضاد حيوي طبيعي ومبيد بكتيري. فهذه المادة الحمضية اللزجة التي يجمعها النحل تقوي جهاز المناعة وتساعد على محاربة الالتهابات والمشاكل في المعدة. ويستخدم النحل العكبر لحماية خلية النحل من العدوى. ويؤكد الكثيرون على أنه يساعد أيضا على القضاء على بكتيريا جرثومة المعدة.

الزنجبيل

انتشر الزنجبيل في جميع أنحاء العالم وذاع صيته بسبب فوائده الصحية العديدة وخاصة مساعدته للجهاز الهضمي في عملية الهضم. ويُنصح باستهلاك الزنجبيل لعلاج الحرقة والدوخة والغثيان والآلام الحادة في المعدة، ووفقا لخبراء الصحة فإن هذا المبيد البكتيري الطبيعي يمكن أن يعطي مفعوله في مكافحة جرثومة المعدة.

الملفوف (الكرنب)

كذلك تناول الملفوف يساعد أيضا على محاربة بكتيريا جرثومة المعدة، ويمكن للملفوف أن يؤدي إلى انتفاخ البطن لذلك يُنصح باستهلاك كميات قليلة منه في البداية لمعرفة مدى تأثيره على المعدة. ويمكن تحضيره كسلطة على شكل قطع صغيرة مع قليل من الخل والليمون أو استهلاكه كعصير طازج مع قليل من الماء.

البروكلي (القرنبيط الأخضر)

يحتوي البروكلي على كمية كبيرة من الفيتامينات والمعادن بالإضافة إلى الألياف ومواد إضافية تُعرف بالفايتوكاميكال تساعد على محاربة الكثير من الأمراض. وأشارت العديد من الدراسات الطبية إلى أن استهلاك البروكلي يقاوم بكتيريا جرثومة المعدة. ويحتوي البروكلي أيضا على مادة سولفورافان التي تقي من التعرض لسرطان المعدة. ويتسبب تناول البروكلي في انتفاخ البطن لذلك فمن الأفضل طهيه بالبخار وتقديمه مع قليل من الكمون والزنجبيل.

الكركم

فوائد الكركم لا تعد ولا تحصى. وتم التعرف على مزاياه الطبية عن طريق الطب الصيني والهندي القديم وصار يتمتع خلال السنوات الأخيرة بمكانة طبية مهمة. ويساعد الكركم على التخلص من اضطرابات في المعدة ويُسهل عملية الهضم كما يساعد عند الشعور بالضيق أو بالرغبة بالتقيؤ والغثيان وانتفاخ البطن. ويحفز الكركم المعدة على إنتاج السّائل الحمضي وفي الوقت نفسه يحمي الغشاء المخاطي في المعدة ويحارب بكتيريا جرثومة المعدة. ويوصي خبراء الصحة بعدم المبالغة في استهلاك الكركم.

كما يؤكد الخبراء على الأشخاص المصابين ببكتيريا جرثومة المعدة باستهلاك المواد الغذائية التي تتوفر على المضادات الحيوية. ومن بين هذه المواد الثوم والبصل والزنجبيل والزعتر وإكليل الجبل والنعناع والعسل. أيضا الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك (متممات غذائية من البكتيريا الحية أو الخمائر) وبكتيريا حمض اللبنيك والبفيدوبكتيريا مفيدة لمحاربة بكتيريا جرثومة المعدة. وينصح الخبراء الأشخاص المصابين ببكتيريا جرثومة المعدة كذلك بتجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة كبيرة من السكر والطحين المكرر والأرز، وينصحون بتناول الفواكه والخضروات الطازجة والإكثار من شرب الماء. بحسب موقع “DW”.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي