في الدول النامية.. النمو الاقتصادي ينعش الامراض المعدية
شبكة النبأ
2014-12-25 12:43
الأمراض والأوبئة التي تهدد الصحة العامة وعلى الرغم من التطور العلمي الكبير الذي يشهده العالم، لاتزال تشكل مصدر قلق كبير فقد حذر الخبراء من انتشار بعض تلك الإمراض التي تهدد حياة الكثير من البشر في مختلف دول العالم، ولأسباب مختلفة منها التطور السريع الذي اثر وبشكل سلبي على الحياة العامة بسبب التغيرات في الأنظمة الغذائية وأنماط العمل وغيرها من الأمور الأخرى، يضاف الى ذلك ان بعض الأمراض قد تمكنت من تطوير نفسها وأصبحت قادرة على مقاومة بعض العقاقير المضادة الطبية، هذا بالإضافة الى مخاطر التغيرات المناخية المتفاقمة التي تعد من اكبر واهم التحديات العالمية.
وفي هذا الشأن قالت المراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها إن عينات من حالات الانفلونزا الموسمية تشير إلى ان اللقاحات المضادة الحالية قد لا تكون مؤثرة ضد السلالة المنتشرة حاليا في الولايات المتحدة. وأصدرت المراكز نصيحة للأطباء بأن عينات فيروس الانفلونزا التي اخذتها المراكز خلال الفترة من أول اكتوبر تشرين الأول حتى الثاني والعشرين من نوفمبر تشرين الثاني أظهرت أن أقل من النصف فقط من اللقاحات المضادة لسلالة الانفلونزا (ايه) الحالية هي التي كان لها تأثير مما يشير إلى أن الفيروس قد تحور.
وقالت المراكز إنه في المواسم السابقة عندما تحورت سلالة الانفلونزا (ايه) كانت اللقاحات اقل تأثيرا. وأضافت المراكز أن الاطباء يجب ان يكونوا مستعدين لاستخدام الادوية المضادة للفيروسات مثل تاميفلو الذي تنتجه شركة روش وريلينزا الذي تنتجه شركة جلاكسو سميثكلاين اذا دعت الضرورة.
وباء السل
في السياق ذاته أفادت تقارير طبية أن تطور الدول النامية بشكل متسارع، قد يتسبب بتفشي أمراض مميتة ومعدية، مثل مرض السل. وتؤدي الطفرة في النمو الاقتصادي إلى الكثير من التغيرات في الأنظمة الغذائية وأنماط حياة الأفراد الذين ينتقلون للعيش في المناطق الحضرية بهدف العمل، الأمر الذي ينجم عنه معدلات أعلى من الأمراض، ومن بينها مرض السكري من الدرجة الثانية. وأثبتت التقارير أن 382 مليون شخصاً أصيبوا بمرض السكري في العام 2013. ويقلل مرض السكري من قدرة الجسم على إنتاج مادة الأنسولين وامتصاص الغلوكوز في مجرى الأوعية الدموية.
ويتوقع الاتحاد الدولي للسكري أنّه يمكن تفادي ما يزيد عن 70 في المائة من مرض السكري من الدرجة ثانية، من خلال اعتماد نمط الحياة الصحية. وقد يؤدي مرض السكري إلى مضاعفة خطر الإصابة بمرض السل بنسبة ثلاثة أضعاف، ما يمكن أن يعيق الجهود للسيطرة على عدوى مرض السل. وأفادت تقارير صادرة عن منظمة الصحة العالمية أن 9 مليون شخص أصيبوا بمرض السل في العام 2013، وتوفي مليون ونصف نتيجة الإصابة بالمرض.
وكشفت الأرقام الإحصائية في العام 2012 والصادرة عن منظمة الصحة العالمية عن تصدر الهند لدول العالم من حيث الإصابة بمرض السل، إذ يبلغ عدد الأشخاص المصابين حوالي مليونين، تليها الصين بمعدل بمليون مريض، وجنوب أفريقيا بنسبة 530 ألف مصاب بالمرض، وإندونيسيا وباكستان بنسبة 460 ألف و410 آلاف على التوالي. وقال كبير مستشاري الاتحاد الدولي لمكافحة السل وأمراض الرئة الدكتور أنثوني هاريس إن "مرض السكّري يقلل من المناعة لدى الإنسان،" مضيفاً: "يوجد حوالي ملياري شخص مصابين بعدوى السل الكامنة على مستوى العالم، ويعد مرض السكّري أحد أبرز الأسباب التي تؤدي إلى تفاقم خطر الإصابة به."
وتجدر الإشارة، إلى أن مرض السل لم يعد مرتبطاً بالفقر، فيما لم يعد مرض السكري مرتبطاً بالأثرياء، بل بالنظام الغذائي الغني بالدهون والسكريات. وأوضح الدكتور أنيل كابور في المؤسسة العالمية للسكري أن "80 في المائة من مرضى السكري يعيشون في دول منخفضة أو متوسطة الدخل،" لافتاً إلى أن "غالباً، لا يتم تشخيص حالة هؤلاء المرضى،" ومضيفاً أن "أعراض الإصابة بأمراض السل والسكري يمكن أن تتشابه، وأبرزها فقدان الوزن، والإرهاق، والشعور بالضيق."
وسجلت الصين والهند أعلى نسبة بإصابات مرض السكري على مستوى العالم بمعدل 98 و65 في المائة على التوالي، بحسب ما أفاد أطلس الاتحاد الدولي للسكري للعام 2013. ومن المتوقع ارتفاع عدد الإصابات بنسبة 142 و109 في المائة بحلول العام 2035، فيما تأتي الولايات المتحدة الأمريكية في المرتبة الثالثة بنسبة 24 في المائة، وتسجّل ارتفاع 29 في المائة بحلول العام 2035. بحسب CNN.
وأشار كابور إلى أن غالبية البلدان المتضررة من مرض السكري تفتقر للأنظمة الوقائية والعلاجية، موضحاً أن هذه الدول تركز اهتمامها حالياً على علاج مرض السل. وعلى المستوى العالمي، ينخفض معدل الإصابة بمرض السل بنسبة 1.5 في المائة فقط سنوياً، فيما تعتبر العوامل التي يمكن أن تزيد من احتمال انتشار المرض كارثية، بطريقة مشابهة للإصابة بمرض السل منذ 20 عاماً. ومن المتوقع، أن يزيد عدد الأشخاص المصابين بمرض السكري حتى يبلغ 592 مليون شخصاً بحلول العام 2035، إذ تتركز غالبية الإصابات في بلدان ذات معدلات عالية من الإصابة بمرض السل مثل الهند، والصين، والبرازيل، وإندونيسيا، وباكستان، وروسيا.
حمى الدنج
الى جانب ذلك أظهرت أول خرائط عن المناطق المعرضة لحمى الدنج أن مساحات واسعة من أوروبا ووسط وغرب أفريقيا وأمريكا الجنوبية مهددة بانتشار الفيروس المسبب للحمى المهلكة نتيجة التغير المناخي والتمدد الحضري. وأظهر البحث الذي أجرته جامعة الأمم المتحدة أن حمى الدنج التي تنتقل عبر لدغة إناث البعوض وتتسبب بآلام مبرحة تنتشر من مكان لاخر وأوضحت الخرائط الأماكن الأكثر عرضة كوسيلة لمنع انتشارها. وقال التقرير "التغيرات المناخية قد تتسبب بزيادة التعرض (للحمى) وتشكل خطرا حقيقيا على مناطق لا تواجه حاليا وباء الدنج."
وأشار الباحثون إلى أن ارتفاع حرارة كوكب الأرض قد يؤدي إلى انتشار حمى الدنج في أجزاء واسعة من أوروبا والمناطق الجبلية في أمريكا الجنوبية التي تشهد في الوقت الحالي طقسا باردا يمنع توطن البعوض فيها على مدار العام. كما يتوقع الباحثون أن ينتشر المرض حيث تقل المياه وخدمات الصرف الصحي في وسط وغرب أفريقيا فضلا عن عجز قطاع الرعاية الصحية.
وقالت كورين شستر والاس وهي باحثة بارزة في جامعة الأمم المتحدة "لقد تعلمنا من خلال الإيبولا أنه في هذا العالم الذي نعيش فيه يمكن للأمراض المعدية ان تنتشر." بحسب رويترز.
وقالت والاس إن الخرائط لا تتكهن بتفشي المرض لكن اذا وجد البعوض والفيروس في المناطق المعرضة للخطر فإن حمى الدنج سرعان ما تتحول إلى وباء. ولا يوجد أي لقاح يقي من حمى الدنج التي تتسبب في وفاة نحو 20 ألف شخص كل عام وتصيب أكثر من 100 مليون شخص وفق إحصاءات منظمة الصحة العالمية.
الدودة الحلزونية
على صعيد متصل قالت منظمة الصحة العالمية إن ثلاثة جرحى على الأقل اصيبوا قرب دمشق بمرض مداري ينتشر عن طريق الذباب لم يظهر من قبل في سوريا. ويرجع انتشار مرض الدودة الحلزونية (النغف) الى تدهور النظام الصحي ومستوى مياه الشرب. وقالت المنظمة إن هذا المرض لا يهدد الحياة لكن ظهوره مؤشر على ما آلت إليه الأوضاع الصحية المتردية.
وأظهر شريط فيديو نشر على الإنترنت طبيبا يزيل يرقات من الجزء الخلفي لفروة رأس طفلة جريحة و12 دودة تتلوى في وعاء صغير. وفي صور لاحقة تظهر الطفلة بعدما عاد شعرها للنمو وقد اصيبت ببقع صغيرة انحسر عنها الشعر. وقالت إليزابيث هوف ممثلة منظمة الصحة العالمية في دمشق "نشعر بالقلق الشديد ليس فقط على الحالات الثلاث لكن على الصحة العامة." وأضافت "نشعر بالقلق إزاء تدهور وضع المياه والنظام الصحي."
وقالت منظمة الصحة العالمية إن الهلال الأحمر العربي السوري أبلغ عن الحالات الثلاث في منطقة الغوطة الشرقية وهو ما أكده أحد المتعاونين المحليين مع المنظمة. ويحدث مرض النغف عندما تعدي اليرقات الطائرة الجروح المفتوحة. وتشمل التدابير الوقائية استخدام المبيدات الحشرية لقتل الذباب وغسل الملابس في الماء الساخن أو كيها وهي إجراءات صعبة في المناطق التي تعاني نقصا في المبيدات الحشرية والكهرباء والصابون.
وقالت هوف "إذا كان هناك وصول ملائم لخدمات المياه والصحة فيمكن وقف (المرض)... تدعو منظمة الصحة العالمية إلى تحسين مستوى المياه والنظام الصحي في المنطقة وتحاول ارسال أدوات للنظافة." وفي مثال على صعوبة الأوضاع قالت منظمة الصحة العالمية إن الجماعات المسلحة سيطرت على مصدرين رئيسيين لمياه الشرب لدمشق وقطعت ثلثي الإمدادات 28 ساعة. بحسب رويترز.
وأضافت المنظمة أن هناك مفاوضات منذ ذلك الحين بين الحكومة والجماعات المسلحة لاستعادة الامدادات بشكل كامل. وقدرت المنظمة أن حوالي 300 ألف شخص في المناطق الريفية جنوبي دمشق يعيشون بدون مياه شرب اثناء انقطاع الإمدادات نظرا لأن الآبار حولت إلى شبكة لإمداد العاصمة بالمياه.
الجراثيم المقاومة
الى جانب ذلك جاء في دراسة نشرت نتائجها أخيرا ان الالتهابات التي تسببها الجراثيم المقاومة للعقاقير المستخدمة حاليا ستتسبب في زيادة عدد الوفيات في انحاء العالم بحوالي 10 ملايين وفاة، وهو عدد يفوق عدد الذين يموتون حاليا نتيجة اصابتهم بالسرطانات المختلفة، بحلول عام 2050 ما لم تتخذ خطوات جدية لتدارك الأمر. ويذكر ان هذه الجراثيم تلعب دورا الآن بحوالي 700 الف حالة وفاة سنويا.
وتقول الدراسة التحليلية التي اشرف عليها الاقتصادي جيم اونيل إن الخسارة المادية التي ستتسبب بها هذه الزيادة ستتجاوز 100 ترليون دولار. وكان رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون قد كلف اونيل في وقت سابق بالإشراف على دراسة خاصة بالجراثيم المقاومة للعقاقير وتأثيراتها الاقتصادية والاجتماعية. وقال اونيل "لأجل فهم الحجم الهائل للتأثيرات المتوقعة، علينا ان نعي ان الناتج السنوي الاجمالي لبريطانيا يعادل حوالي 3 ترليونات دولار، مما يعني ان الخسائر المتوقعة ستعادل غياب بريطانيا عن الاقتصاد العالمي لمدة 35 عاما." واضاف ان تناقص عدد السكان وتأثير هذه الجراثيم على الوضع الصحي سيقلص الناتج الاقتصادي العالمي بحوالي 2 الى 3,5 بالمئة.
واعتمد فريق التحليل في التوصل الى استنتاجاته على سيناريوهات وضعها باحثون في مؤسستي راند اوروبا و(كي بي ام جي). وتوصلوا الى ان جراثيم اي كولاي (E. coli) وعصيات السل وطفيليات الملاريا ستكون الاكثر ضررا وتأثيرا. وقالوا إن المقاومة التي تطورها الجراثيم للمضادات الحيوية تتسبب في 50 الف حالة وفاة في بريطانيا والولايات المتحدة فقط، واذا لم يتم تدارك المشكلة سيتضاعف عدد الوفيات عشر مرات بحلول عام 2050.
واونيل معروف بتحليلاته الاقتصادية للدول النامية واهمية هذه الدول المتنامية للتجارة العالمية. وهو الذي ابتكر تعبير "دول بريك" للاشارة الى البرازيل والهند والصين وروسيا وتعبير "مينت" للاشارة الى المكسيك واندونيسيا ونيجيريا وتركيا. وقال اونيل إن تأثير الجراثيم المقاومة للعقاقير ستشعر به هذه الدول اكثر من غيرها. وقال "ففي نيجيريا على سبيل المثال ستتسبب هذه الجراثيم في ربع الوفيات بحلول عام 2050، فيما ستشهد الهند زيادة بعدد الوفيات تبلغ مليوني حالة."
وعبر فريق التحليل عن اعتقاده بأن الارقام التي توصل اليها تمثل تقديرا متواضعا جدا للتأثير المحتمل للإخفاق في التعامل مع ظاهرة مقاومة الجراثيم للعقاقير المستخدمة حاليا، كونها لا تشمل تأثيرات هذه الظاهرة على الانظمة الصحية في حال توقف هذه العقاقير عن العمل. فعلى سبيل المثال، وفيما يخص المجال الجراحي فقط، تعتمد جراحات كاستبدال المفاصل والولادات القيصرية وزرع الاعضاء على وجود المضادات الحيوية لمنع الالتهابات، كما تعتمد عليه العلاجات الكيمياوية للسرطانات.
ويقدر الفريق ان الولادات القيصرية تسهم بنسبة 2 بالمئة للناتج الاقتصادي الاجمالي العالمي فيما تسهم عمليات استبدال المفاصل بحوالي 0,65 بالمئة والعقاقير الكيمياوية للسرطانات بحوالي 0,75 بالمئة وعمليات زرع الاعضاء بحوالي 0,1 بالمئة. وتمثل هذه الارقام عدد الارواح التي يتم انقاذها والامراض التي تتم الوقاية منها في القوى العاملة. وستصبح هذه العمليات مستحيلة او على اقل تقدير اكثر خطورة في حالة غياب المضادات الحيوية. ويقدر الفريق ان هذه المضاعفات ستكلف 100 ترليون دولار اخرى بحلول عام 2050.
وقال اونيل إن فريقه سيبحث الخطوات الممكن اتخاذها لتفادي هذه الازمة المحدقة. ومن الخطوات التي سيركز عليها الفريق: كيفية تغيير أساليب استخدام العقاقير الموجودة حاليا من اجل تقليص تطور المقاومة لها. كيفية تطوير وانتاج عقاقير جديدة. الحاجة لجهد دولي مشترك حول استخدام العقاقير في البشر والحيوانات. بحسب بي بي سي.
وقال اونيل إنه من الضروري جدا الحصول على تعاون دول بريك ومينت في هذه الجهود، مشيرا الى ان الصين ستستضيف قمة دول العشرين في عام 2016. وعبر عن امله في ان يحظى هذا الموضوع بقدر من الاهتمام في مناقشات القادة العالميين. وقال إن العلماء اكثر يقينا بالمشكلات التي ستسببها مقاومة الجراثيم للعقاقير على المدى القصير من يقينهم بتأثيرات التغير المناخي.
لقاحات تقوية المناعة
من جهة اخرى وجد فريق دولي من العلماء ان من الممكن جعل لقاحات الانفلونزا الموسمية اكثر فعالية باستخدام "لقاحات تقوبة المناعة" والوقاية المسبقة من فيروس الانفلونزا. وفي دراسة نشرت نتائجها في دورية (ساينس) قال الفريق الذي تشرف عليه جامعة كمبردج إن نتائج هذا البحث سوف تساعد في اكتساب المناعة ضد سلالات الانفلونزا المحتملة في المستقبل وايضا في التصدي للسلالات المنتشرة حاليا.
وقال سام ويلكس احد كبار الباحثين المشاركين في الدراسة "بدلا من محاولة احتواء المرض بعد الاصابة من الأفضل ان نتحسب ونتأهب للخطوة القادمة المحتملة لتطور فيروس الانفلونزا". ومع وجود سلالات كثيرة ومختلفة من فيروسات الانفلونزا التي تصيب كلا من البشر والحيوانات على حد سواء وتحورها بسرعة فائقة لذا بات من الصعب التصدي للفيروس. ويتعين على منتجي اللقاحات انتاج حوالي 350 مليون لقاح كل عام لمكافحة الانفلونزا ومن اجل تحقيق هذا عليهم ان يعرفوا ماهي السلالة التي يجب ان نعد لها اللقاح مسبقا قبل موسم انتشار الانفلونزا وما هو الوقت الذي تتحور فيه الفيروسات.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن الانفلونزا الموسمية تتسبب في 3 الى 5 ملايين حالة خطيرة كل عام حول العالم وما يتجاوز نصف مليون حالة وفاة علاوة على الآثار الإقتصادية الضخمة. وتختلف سياسات التطعيم من بلد لاخر لكن غالبا ما يوصى بتطعيم من هم أكثر عرضة للمضاعفات مثل الحوامل والمسنين. ويجتمع علماء منظمة الصحة العالمية في كل عام لاختيار السلالة التي يجب اعداد لقاح لها يستخدم في العام التالي لكنهم دائما ما يواجهون مشكلة احتمال تحور الفيروس قبل بدء موسم الانفلونزا.
ومن اجل تذليل هذه المشكلة يستخدم الباحثون بيانات المناعة لرصد نشاط جهاز المناعة. وبالاستعانة بطريقة حديثة تعتمد على الكمبيوتر استطاع الباحثون عمل خريطة مساحية للاجسام المضادة توضح بالتفصيل كيف يستجيب الجهاز المناعي للاجسام المسببة للامراض مثل الانفلونزا التي تتحور وتؤدي إلي اصابتنا من جديد. بحسب رويترز.
وبتحليل كل هذه المعلومات وجد العلماء انه عند الاصابة بفيروس الانفلونزا من جديد يتعامل الجهاز المناعي ليس فقط مع السلالة المعدية ولكن ايضا مع كل السلالات التي واجهها المريض في الماضي وهي الظاهرة التي اسماها العلماء التقوية المسبقة للمناعة. وقال العلماء إن هذا يوضح انه من المنطقي اجراء التطعيم الوقائي ضد سلالات الانفلونز المحتملة في المستقبل بدلا من اخذ تطعيم وقائي ضد السلالة المنتشرة بالفعل بين الناس. وقال ويلكس "وحسما للموضوع فانه عندما يتم تحديث اللقاح مسبقا فإنه يعطي تحفيزا افضل من اجل الحماية المستقبلية من الفيروسات. وهذا لا يمثل اي عبء مادي مقارنة بالوقاية ضد الفيروسات المنتشرة حاليا".