ماذا نعرف عن القلب: العضو الأهم في أجسامنا
مروة الاسدي
2022-11-10 07:33
يعمل قلب الإنسان 24 ساعة في اليوم دون توقف، لا وقت النوم ولا أثناء العمل أو تناول الطعام أو الاستراحة.. فماذا نعرف عن القلب، هذا العضو الأهم في أجسامنا: القلب لیس فقط العضو الذي نتذكره عندما نتحدث عن الحب والسعادة والحزن ومشاعرنا الخاصة، ولكنه أحد أعضاء الجسم الأساسية التي إن علت تأثر الجسم كله، ولا قدر لله قد یؤدي للوفاة المفاجئة وغالبا ما یترافق مشاكل القلب بمشاكل في ضغط الدم والكولسترول اللذان أصبحا من أفات عصرنا الحالي، ولأن صحة جسمك ترتبط ارتباطا وثيقا بنظام حیاتك وتغذیتك فلابد من الاهتمام بهذه الجوانب لتقوى عضلة قلبك.
فمع التغيرات التي طرأت على أسلوب الحياة والضغوط الكبيرة المصاحبة لها، ازداد احتمال التعرض لمشاكل القلب مثل النوبات القلبية التي يمكن أن تؤدي إلى الوفاة، وتمثل الوقاية السبيل الأمثل للابتعاد عن أمراض القلب، وتكمن أهمية جهاز القلب والشرايين في الحفاظ على صحة الجسم وعلى سلامة اعضاءه واداءها لوظائفها الحيوية بأفضل صورة، ذلك لأن جهاز القلب والشرايين هو المسؤول عن تزويد اعضاء الجسم كافة بالأكسجين، لذا يعد القلب العنصر الحيوي والأساسي الذي يزود كافة أعضاء الجسم بالدم.
ومن المناسب ان نضيف القلب الى المثل القائل العقل السليم في الجسم السليم ليصبح العقل والقلب السليم في الجسم السليم. فيمكن الحفاظ على القلب سليما معافى اذا تمكنت من الحفاظ على الغذاء المناسب الذي لا يشكل في المديين القريب والبعيد اي خطر على الشرايين التي تغذي القلب بالمكونات الاساسية. فعليك ابقاء القلب سليما وبكامل طاقته وقدراته ليستطيع العمل على مدار الساعة دون كلل او ملل ليضخ الدم الى كافة مناطق الجسم الاخرى بما فيها الدماغ وجسم القلب نفسه.
لذا يعد مرض القلب من أكثر الأمراض خطورةً على حياة الإنسان، فكلنا نعلم مدى أهمية القلب بالنسبة لنا، لذلك لا عجب ان الناس يشعرون بالقلق عندما يسمعون بان شخص لديه مشاكل في القلب، أمراض القلب تكثر أساسا عند كبار السن وهذا يعني أن هناك مشاكل في القلب والأوعية الدموية ولكن مرضى القلب قد يكونون من كل الاعمار، ففي هذه الأيام تتزايد أعداد المرضي الذين يسقطون صرعي أمراض القلب و الأوعية الدموية، وأصبحت هذه الأمراض شائعة بين الشباب والشيوخ دون فرق، ويرجع ذلك إلي تغيير النظام الغذاء الذي تعودنا عليه منذ القدم، والاتجاه المتزايد الى الوجبات السريعة والدسمة والتي تتميز بتركيز في محتوياتها الكربوايدراتية مما ساهم ذلك في انتشار أمراض القلب التي لم تكن معروفة قبل ذلك، كما ساهمت هموم الحياة العصرية وضيق الناس بما يسمعونه ويرونه من أخبار كئيبة و حوادث بشعة .. كل ذلك قد ساعد على تفشي أمراض الدم، وتصلب الشرايين، وتضخم عضلة القلب، وانسداد الأوعية الدموية.
الى ذلك يقول الاطباء ان علاج أمراض القلب يشمل، اعتماد أسلوب حياة صحي (الغذاء الصحي والنشاط البدني)، المعالجة الدوائية، المعالجة الجراحية.
اما بالنسبة الوقاية من أمراض القلب فهناك أنواع معينة من أمراض القلب، مثل العيوب الخِلْقية للقلب، لا يمكن منعها؛ لكن التغييرات في أسلوب الحياة وتحويله إلى أسلوب صحي، تساعد على تحسين حالة بعض المرضى الذين يعانون أمراض القلب، وقد تساعد أيضا على منع العديد من أنواع أمراض القلب، وتشمل هذه التغييرات الابتعاد عن التدخين، الحفاظ على مستويات طبيعية من ضغط الدم والكوليسترول والسكري، الحرص على ممارسة النشاط البدني، الحرص على نظام غذائي صحي، خفض مستوى التوتر والسيطرة عليه.
بينما تتواصل الأبحاث والدراسات حول الاهتمام بصحة القلب لأنه أهم عضو في جسم الإنسان، فهو يقوم بإمداد باقي الأعضاء بالدم اللازم للحياة، وبدون القلب تتوقف حياة الإنسان، وقد رصدت (شبكة النبأ المعلوماتية) بعض الأخبار والدراسات نستعرض أبرزها في التقرير أدناه.
الوزن الزائد خلال المراهقة
أظهرت دراسة سويدية أن الرجال الذين عانوا من الوزن الزائد في فترة المراهقة أكثر عرضة للإصابة بنوع نادر من ضعف عضلة القلب الذي قد يؤدي لقصور القلب مقارنة بالرجال الذين حافظوا على وزن صحي في تلك المرحلة.
وفحص الباحثون بيانات عن الطول والوزن واللياقة تخص أكثر من 1.6 مليون رجل سُجلوا بالخدمة العسكرية الإلزامية بالسويد بين عامي 1969 و2005 عندما كانت أعمارهم 18 أو 19 عاما. وكان نحو عشرة بالمئة منهم من أصحاب الوزن الزائد بينما عانى نحو اثنين بالمئة من البدانة، وبعد متابعة استمرت 27 عاما، وجد الباحثون أن 4477 رجلا أصيبوا بمرض يسمى اعتلال عضلة القلب يجعل ضخ الدم إلى الجسم أصعب على القلب. وقد يؤدي ذلك لقصور القلب، وتوصلت الدراسة إلى أن الرجال الذين يتمتعون بوزن صحي لكنه كان أعلى بقليل خلال مرحلة المراهقة يصبحون أكثر عرضة بنسبة 38 في المئة للإصابة باعتلال عضلة القلب، ووجدت الدراسة أن الرجال الذين كانوا من أصحاب الوزن الزائد في مرحلة المراهقة أصبحوا أكثر عرضة بمقدار المثلين على الأقل للإصابة بهذا الاعتلال بينما يزداد الاحتمال إلى خمسة أمثال عند الذين عانوا البدانة.
وكانت أعمار الرجال عندما أصيبوا باعتلال عضلة القلب 46 عاما في المتوسط، ومع ذلك يعد هذا المرض نادرا، إذ تم تشخيص 0.27 في المئة من الرجال فقط بالإصابة بأحد أشكال هذا الاعتلال المختلفة خلال فترة الدراسة، وهناك عدة أنواع لاعتلال عضلة القلب لكن سببها غير مفهوم. وفي أحد أنواعه، ويسمى اعتلال عضلة القلب التوسعي، تصبح عضلة القلب ضعيفة وغير قادرة على ضخ الدم بكفاءة. وفي نوع آخر يدعى اعتلال عضلة القلب التضخمي تصاب العضلة بالتيبس ولا يمتلئ القلب بالدم كما ينبغي.
احذر تناول الأسبرين يوميا
تشير مراجعة بحثية إلى أن تناول الأشخاص الذين لا يعانون من أمراض في القلب للأسبرين يوميا بهدف الوقاية من النوبات القلبية والجلطات قد يزيد من خطر حدوث نزيف حاد في المخ بدرجة تفوق أي فائدة محتملة لتناوله.
وينصح الأطباء الأمريكيون منذ فترة طويلة البالغين الذين لم يتعرضوا لأزمة قلبية أو جلطة دماغية لكنهم معرضون بشكل كبير لهذه الأزمات، بتناول حبوب الأسبرين يوميا كنوع من الوقاية الأولية، وعلى الرغم من وجود أدلة واضحة على أن الأسبرين يفيد في هذا الغرض فإن العديد من الأطباء والمرضى يترددون في اتباع التوصيات بسبب خطر حدوث نزيف داخلي نادر ولكنه قاتل، وخلال الدراسة الحالية راجع الباحثون بيانات من 13 تجربة سريرية عن تأثيرات الأسبرين شملت أكثر من 134 ألف بالغ.
وكان خطر حدوث نزيف في المخ نادرا ووجدت الدراسة أن تناول الأسبرين يرتبط بحالتين إضافيتين من هذا النوع من النزيف الداخلي لكل ألف شخص، لكن مخاطر النزيف كانت أعلى بنسبة 37 في المئة لدى الأشخاص الذين يتناولون الأسبرين مقارنة بمن لا يتناولونه، وقال الدكتور مينج لي من كلية الطب في جامعة تشانج جونج في تايوان ”يمثل النزف داخل الجمجمة مصدر قلق خاص لأنه يرتبط بقوة بارتفاع مخاطر الوفاة وضعف الصحة على مدى سنوات العمر“، وأضاف في رسالة بالبريد الإلكتروني ”تشير هذه النتائج إلى ضرورة توخي الحذر فيما يتعلق باستخدام الأسبرين بجرعة منخفضة في الأفراد الذين لا يعانون من أعراض أمراض القلب والأوعية الدموية“.
وكتب الباحثون في دورية جاما لأمراض الجهاز العصبي أنه بالنسبة للأشخاص الذين تعرضوا بالفعل لأزمة قلبية أو جلطة دماغية هناك أدلة تؤكد على الاستفادة من تناول جرعة منخفضة من الأسبرين لمنع حدوث مضاعفات كبيرة أخرى في القلب. لكن الباحثين كتبوا أن قيمة الأسبرين أقل وضوحا لدى الأشخاص الأصحاء الذين قد تتجاوز مخاطر تعرضهم للنزيف أي أهمية من تناول الأسبرين.
وتشير الإرشادات الخاصة بتناول الأسبرين للوقاية الأولية من أمراض القلب في الولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا بالفعل إلى الحاجة إلى موازنة الفوائد المحتملة مع مخاطر النزيف. وبالنسبة لكبار السن الذين يعانون من خطر النزيف أكثر من البالغين الأصغر عمرا، قد تكون المخاطر أكبر من أي استفادة من الأسبرين.
ما يضر القلب يضر المخ أيضا
كشفت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين تزيد لديهم عوامل الإصابة بأمراض القلب مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بتغيرات في المخ يمكن أن تؤدي إلى الخرف، وفحص الباحثون بيانات 9772 بالغا خضعوا جميعا لفحص المخ بالرنين المغناطيسي مرة واحدة على الأقل وقدموا معلومات عن صحتهم العامة وسجلاتهم الطبية، وركزت الدراسة على وجود صلة بين بنية المخ وما يسمى عوامل الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ووجدوا أنه باستثناء ارتفاع الكولسترول فإن جميع عوامل الخطر الأخرى وهي التدخين وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري والسمنة، كانت مرتبطة بتغيرات دماغية غير طبيعية يعاني منها المصابون بالخرف.
وكلما زادت عوامل الإصابة بأمراض الأوعية الدموية كلما تدهورت صحة المخ كما يتضح من انكماش حجمه، وتراجع حجم المادة الرمادية (وهي أنسجة توجد بالأساس على سطح المخ ومسؤولة عن إصدار الأوامر لكافة أعضاء الجسم أو ما يسمى الإشارات العصبية) واعتلال المادة البيضاء (وهي أنسجة موجودة في الأجزاء العميقة من المخ ووظيفتها نقل الإشارات العصبية إلى باقي أعضاء الجسم).
وقال سيمون كوكس الذي رأس فريق الدراسة وهو من جامعة إدنبره في المملكة المتحدة ”هناك بعض الأشياء التي تسهم في شيخوخة المخ والوظائف الإدراكية والتي لا نستطيع أن نغيرها (مثل جيناتنا)، ولذا يمكننا النظر إلى هذا الأمر على أنه قائمة من الأشياء التي نملك بعض السيطرة عليها أو ما يسمى بعوامل الخطر المرنة“.
وقال كوكس عبر البريد الإلكتروني ”هناك الكثير من المنافع الأخرى التي يمكن أن تجنيها من وراء تحسين صحة القلب والأوعية الدموية (تحسين النظام الغذائي والوزن وممارسة الرياضة والسيطرة على نسبة السكر في الدم والإقلاع عن التدخين) ولكن هناك أدلة قوية أخرى ترجح أن من هذه المنافع أيضا الحفاظ على صحة المخ“.
وظهرت أقوى الروابط بين عوامل الإصابة بأمراض الأوعية الدموية وبنية المخ في مناطق من الدماغ معروفة بأنها مسؤولة عن مهارات التفكير الأكثر تعقيدا والتي تتدهور أثناء تطور مرض ألزهايمر والخرف، وأفاد الباحثون في دورية القلب الأوروبية أن عوامل الإصابة بأمراض القلب فيما يبدو تؤثر على صحة المخ في منتصف العمر بقدر ما تفعل في الكبر.
التنمر والعنف في العمل
أفادت دراسة أوروبية بأن الأشخاص الذين يتعرضون للتنمر أو العنف في عملهم ربما أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مقارنة بمن لا يواجهون هذه التحديات، وفحص الباحثون بيانات استقصائية تخص أكثر من 79 ألف رجل وامرأة يعملون وتتراوح أعمارهم بين 19 و65 عاما وليس لديهم تاريخ من أمراض القلب. وفي المجمل، قال نحو تسعة بالمئة منهم إنهم تعرضوا للتنمر وقال 13 في المئة منهم إنهم تعرضوا للعنف في العمل خلال العام السابق، وبعد متابعة استمرت 12 عاما في المتوسط، أصيب 3229 شخصا، أو نحو أربعة في المئة من هؤلاء، بمرض في القلب أو نُقلوا إلى المستشفى بسبب مشاكل مرتبطة بذلك مثل نوبة قلبية أو جلطة، ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون التنمر في العمل هم أكثر عرضة بنسبة 59 في المئة للإصابة بأمراض القلب أو دخول المستشفى بسبب أزمات قلبية أو جلطات مقارنة بمن لا يعانون التنمر.
كما وجدت أن العاملين الذين يتعرضون للعنف يزيد لديهم احتمال الإصابة بأمراض القلب أو دخول المستشفى لمشكلات تتعلق بالقلب بنسبة 25 في المئة، وقالت تيانوي شو من جامعة كوبنهاجن في الدنمرك وكبيرة الباحثين في الدراسة ”لو كان بمقدورنا القضاء على التنمر والعنف في العمل، لكان تأثير ذلك على الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية مماثلا للقضاء على تأثير داء السكري وتناول الكحول بإفراط“.
وكتب الباحثون في الدورية الأوروبية للقلب أن ظروف العمل الصعبة، بما في ذلك الإجهاد وساعات العمل الطويلة، ترتبط منذ مدة طويلة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، لكن الأبحاث لم تقدم صورة واضحة حتى الآن للدور الذي قد يلعبه التعرض للتنمر والعنف في العمل، وأشار الباحثون إلى أن الضغوط مثل التنمر والعنف قد تسهم أيضا في اضطرابات المزاج مثل القلق أو الاكتئاب أو تعزز أنواع سلوك غير صحية مثل التدخين أو الإفراط في الأكل، وأضافوا أن الضغط الشديد ربما يسهم أيضا في ارتفاع ضغط الدم والذي يزيد بدوره خطر الإصابة بأمراض القلب.
ووجدت الدراسة أن معظم حالات التنمر تكون من زملاء في العمل أو رؤساء أو مرؤوسين. أما مرتكبي العنف الجسدي فمعظمهم عملاء أو أشخاص يحصلون على خدمة من الموظف، وبدا أن بعض المهن تنطوي على تهديد أكبر بالتعرض لعنف جسدي: فأكثر من 47 في المئة من الأخصائيين الاجتماعيين تعرضوا للعنف، وأيضا أكثر من 29 في المئة ممن يقدمون خدمات شخصية وخدمات حماية، وأكثر من 25 في المئة من العاملين في مجال الصحة، وأكثر من 16 في المئة من المعلمين.
وقال كريستوف هيرمان-لينجن من جامعة مركز جوتنجن الطبي في ألمانيا وكاتب الافتتاحية المصاحبة للدراسة، إن الحالة النفسية المسبقة وخبرات الطفولة ومهارات المواجهة كلها عوامل قد تؤثر في ما إذا كان التنمر أو العنف سيزيد خطر الإصابة بأمراض القلب وإلى أي حد سيزيد هذا الخطر.
الأزمات القلبية قد تزيد مع برودة الطقس
أفادت دراسة جديدة موسعة أن الأزمات القلبية تحدث في كثير من الأحيان عندما تنخفض درجات الحرارة، وذكر تقرير نشر في دورية جمعية القلب الأمريكية أنه استنادا إلى بيانات طبية ومعلومات عن الطقس خلال فترة تزيد عن 15 عاما، ربط الباحثون بين زيادة التعرض للنوبات القلبية وانخفاض درجة حرارة الجو والضغط الجوي وزيادة سرعة الرياح وتراجع فترات سطوع الشمس.
وقال كبير الباحثين إن الشيء الفريد في الدراسة الجديدة هو أنه ”تمت متابعة جميع الأزمات القلبية التي تحدث في بلد بأكمله لمدة 16 عاما بالإضافة إلى بيانات الطقس في يوم حدوث النوبة القلبية“، وقال الدكتور ديفيد إيرلينج رئيس قسم أمراض القلب في جامعة لوند ومستشفى سكونه الجامعي في السويد لرويترز هيلث ”لدينا بيانات عن أكثر من 280 ألف أزمة قلبية وثلاثة ملايين معلومة من بيانات الأرصاد الجوية“.
وفحص إيرلينج وزملاؤه سجلات القلب السويدية التي تسجل كل المرضى الذين عانوا من أعراض تشبه الأزمة القلبية ونقلوا إلى وحدات الرعاية المركزة أو مختبرات القسطرة التاجية. وتضم السجلات معلومات صحية عن المرضى بينها السن وكتلة الجسم والتدخين من عدمه ونتائج رسم القلب وأنواع التدخلات الجراحية والأدوية والتشخيص.
وبالنسبة لمعلومات الأحوال الجوية لجأ الباحثون إلى المعهد السويدي للأرصاد الجوية الذي يسجل بيانات من 132 محطة جوية في أنحاء البلاد، وحلل إيرلينج وزملاؤه بيانات الطقس والأحوال الجوية من عام 1998 إلى 2013 لنحو 274 ألفا و29 مريضا نصفهم في سن 71 أو أكثر، وبينما ارتبط انخفاض درجة حرارة الجو والضغط الجوي وزيادة سرعة الرياح وتراجع فترات سطوع الشمس جميعا بزيادة مهمة من الناحية الاحصائية بخطر الإصابة بأزمة قلبية، ارتبط التأثير الأكثر وضوحا بدرجات الحرارة.
ووجد الباحثون زيادة في الإصابة بالأزمات القلبية في الأيام التي تقل فيها الحرارة عن درجة التجمد. وانخفض معدل الإصابة عندما ارتفعت درجات الحرارة عن ثلاث أو أربع درجات مئوية، لكن لماذا قد ترفع برودة الطقس خطر الإصابة بأزمة قلبية؟.
قالت الدكتورة نيشا جالاني من مركز العلاجات التدخلية للأوعية الدموية في نيويورك ”تزيد درجات الحرارة الباردة من ضيق الشرايين والأوردة... ومع شخص ما لديه انسداد بنسبة 70 إلى 80 في المئة في الشرايين وهو ما قد لا يسبب أي أعراض.. قد تضيق الشرايين بما يكفي لوقف تدفق الدم بالدرجة المطلوبة“، وأضافت أن البرد قد يزيد أيضا احتمالات تجلط الدم، وذكرت جالاني أن هناك عوامل أخرى مرتبطة بالشتاء يمكن أن تزيد من مخاطر الإصابة بأزمات قلبية مثل إزالة الثلوج الذي يرفع ضغط الدم. وأضافت أن للكافيين تأثيرا مماثلا على الشرايين وإن كان أقل بكثير، وتابعت ”لذا فإن أسوأ شيء يمكنك القيام به هو الخروج في درجات حرارة تحت الصفر ثم إزالة الثلوج ثم تناول القهوة للشعور بالدفء“.
لقاح الانفلونزا وفشل القلب
تشير دراسة دنمركية إلى أن الأشخاص المصابين بفشل في القلب ويتم حقنهم بلقاح مضاد للانفلونزا ربما يقل لديهم احتمال الموت المبكر بالمقارنة مع نظرائهم الذين لم يحصلوا على هذا اللقاح، وتابع باحثون أكثر من 134 ألف مريض مصابين بفشل في القلب فيما بين عامي 2003 و2015 مع بقاء نصف المرضى في الدراسة لفترة 3.7 سنة على الأقل. وبصفة عامة فإن الحصول على حقنة واحدة على الأقل ضد الأنفلونزا كان مرتبطا بتراجع بنسبة 18 في المئة في خطر الموت المفاجئ من كل الأسباب وبصفة خاصة نتيجة مشكلات في الأوعية القلبية، وقال دانييل مودين الذي رأس هذه الدراسة وهو من مستشفى جينتفوتي الجامعي وجامعة كوبنهاجن ”وجدنا أيضا أن تواتر التطعيم السنوي والتطعيم مبكرا في الموسم مرتبطان بزيادة تراجع خطر الوفاة، ”نعرف بالفعل أن التطعيم ضد الانفلونزا يفيد الناس بصفة عامة ولكن دراستنا دعمت أهمية التطعيم ضد الانفلونزا في المرضى المصابين بفشل في القلب وتشير أيضا إلى أن التطعيم السنوي والمستمر مهم لهذه الفئة من المرضى“.
وتزيد الإصابة بعدوى مثل الانفلونزا من طلب الجسم للطاقة وتتطلب أن يضخ القلب دما بشكل أقوى. والقلوب التي تعاني من فشل ربما لا تستطيع أداء هذه المهمة مما يزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة للانفلونزا مثل الالتهاب الرئوي.
وقال الطبيب كيفين شوارتز من معهد أونتاريو للصحة العامة إنه يجب على الأشخاص غير المصابين بفشل في القلب أن يحصلوا على تطعيم أيضا لأنهم لا يساعدون في حماية أنفسهم فحسب وإنما يساعدون أيضا الأشخاص الذين لديهم أجهزة مناعة ضعيفة ولا يمكنهم الحصول على تطعيم، وقال شوارتز الذي لم يشارك في هذه الدراسة عبر البريد الإلكتروني ”لقاح الانفلونزا ضروري سنويا لكل من تجاوز عمره ستة أشهر، ”يجب على الجميع الحصول على لقاح الانفلونزا حتى إذا كنت شابا وبصحة جيدة من أجل حماية من حولك والمعرضين بشكل كبير لخطر مثل الأطفال الذين سنهم أصغر من أن يتم تطعيمهم ومن لديهم أجهزة مناعة ضعيفة وربما لا يستجيبون بشكل طيب للقاح“.
كره المدير وعدم العناية بنظافة الأسنان
نعلم جميعا أن التبغ والبدانة وقلة ممارسة الرياضة تزيد من احتمالات الإصابة بنوبة قلبية، بيد أن أسبابا أخرى ربما لا تعلمها يمكن أن تحدث دون أن تلاحظها تسهم في حدوث الإصابة، وتشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن أمراض القلب والأوعية الدموية تعد سببا رئيسيا لحدوث الوفاة في العالم، وفيما يلي نظرة على بعض تلك المخاطر الخفية.
وأظهرت دراسات عديدة أن الأشخاص الذين يعانون من سوء نظافة الفم لديهم معدلات أعلى من حيث الإصابة بمشكلات القلب والأوعية الدموية، ويسمح النزيف أو اللثة الملتهبة بدخول بكتيريا الفم إلى مجرى الدم.
وتستطيع هذه البكتريا أن تشكل لويحات دهنية في الشرايين، كما تحفز الكبد على إنتاج مستويات عالية من بروتينات معينة، تسبب التهابا للأوعية الدموية، وقد يؤدي الالتهاب في النهاية إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية.
وما الحل؟ نظف أسنانك بانتظام، واحرص على زيارة طبيب الأسنان.
كره المدير في العمل، إنها ليست مزحة، نعم إن كره مديريك في العمل يضر بصحة القلب والأوعية الدموية، وخلصت دراسة سويدية استغرقت 10 سنوات، نشرتها المجلة الطبية البريطانية، إلى أن العلاقة السيئة مع قيادة العمل تزيد من احتمالات الإصابة بأزمة قلبية بنسبة 40 في المئة من الأشخاص.
ويقول فيجاي كومار، اختصاصي القلب في معهد "هيلث هارت" بولاية أورلاندو الأمريكية : "يمكن أن تحدث النوبات القلبية بسبب الإجهاد الشديد في العمل"، وفضلا عن عوامل أخرى مثل عدم كفاية النوم واتباع نظام غذائي سيئ، يزيد خطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي.
صمام صناعي يجدد الأمل
أظهرت نتائج تجارب من المقرر أن تُعلن يوم الأحد أن صمامات قلب بديلة من إنتاج ميدترونيك ومنافستها إدواردز لايف ساينس تضاهي أو أفضل من جراحات القلب المفتوح للمرضى الأصغر سنا والذي يعتبر التدخل الجراحي أقل خطورة بالنسبة لهم.
وحصلت الشركتان بالفعل على ترخيصين لأجهزة ”تافر“ (تي.إيه.في.آر) التي تؤدي دور الصمام الأبهري للمرضى الأقل تحملا للجراحة والذين توصف حالاتهم بأنها متوسطة الخطر. وستفتح منح الموافقة للمرضى التي تعد حالاتهم أقل خطورة المجال أمام عدد أكبر من المرضى للحصول على الأجهزة التي تراها الشركتان حيوية لنمو أعمالها.
وقالت ميدترونيك إن هناك ما يقدر بنحو 165 ألف حالة متوسطة الخطر تعاني من ضيق الصمام الأبهري في الولايات المتحدة، وأوروبا الغربية، واليابان كل عام مشيرة إلى أن هذه المشكلة قد تفضي إلى فشل القلب خلال فترة قد لا تتجاوز عامين.
ويتم زرع الصمام البديل في مكانه من خلال شريان وبواسطة قسطرة مما يجنب المرضى الجراحة التي تستلزم فتح القفص الصدري، وقالت شركة إدواردز التي تملك نحو 70 بالمئة من سوق أجهزة ”تافر“ في الولايات المتحدة إنها تتوقع أن يصل حجم السوق العالمية في هذه الأجهزة إلى نحو سبعة مليارات دولار في عام 2024.
وأثبت جهاز ”إدواردز سابين 3 تافر“ تفوقه على الجراحة ضمن تجربة شملت ألف مريض وذلك بعد عام من زراعته. وأظهرت بيانات عرضت في الاجتماع العلمي للكلية الأمريكية لطب القلب بمدينة نيو أورليانز أن معدل المخاطر تراجع مع الجهاز إلى 8.5 بالمئة مقارنة بنسبة 15.1 للجراحة، وبعد مرور 30 يوما، تمكن جهاز سابين أيضا من خفض معدل الجلطات مسجلا 0.6 مقارنة بنحو 2.4 للجراحة.
علاج جديد
قال باحثون إن رقعة "ضخ" مليئة بملايين الخلايا الجذعية الحية النابضة قد تساعد في تدارك الأضرار التي تنتج عن النوبات القلبية، وتُخاط هذه الرقعة، التي يبلغ حجمها 3 سنتيمترات طولا وسنتيمترين عرضا في القلب بعد أن تستزرع في المعمل من عينة من الخلايا الحية للمريض، لتتحول إلى عضلة سليمة تعمل جيدا في القلب.
كما تفرز هذه الرقعة موادا كيمائية تعمل على إصلاح وتجديد خلايا القلب الموجودة بالفعل، وأظهر الابتكار الجديد نجاحا عند استخدامه مع الأرانب بعد أن ثبت أنه آمن، وفقا لما أُعلن في أحد مؤتمرات أمراض القلب الرائدة الذي تنظمه كلية لندن الملكية في مانشستر، ومن المرجح أن تُجرى اختبارات الرقعة الجديدة على البشر خلال العامين المقبلين، وفقا لما ذُكر في اجتماع في الجمعية البريطانية لأمراض القلب والأوعية الدموية.
وتحدث الأزمات القلبية بسبب اعتراض أحد الشرايين المسدودة طريق الدم ومنعه من التدفق إلى عضلة القلب، مما يحرمها من الأكسجين والمواد الغذائية اللازمة لعملها، وقد يؤدي ذلك إلى إلحاق ضرر بالغ بقدرة القلب على ضخ الدماء، مما قد يؤدي إلى قصور في القلب، ويُقدر عدد المصابين بقصور في القلب في بريطانيا بحوالي 920 ألف شخص، وقال الباحث والطبيب ريتشارد جبور: "آمل أن يأتي يوم نتمكن فيه من استخدام رقع القلب في القيام بالإجراءات العلاجية التي يوفرها الطبيب للمرضى عقب الإصابة بالأزمات القلبية"، وأضاف: "وقد نتمكن أيضا من أن نوفر هذه الرقع مع بعض الأدوية لشخص يعاني من قصور في القلب، والتي يمكن الاحتفاظ بها لرزعها في قلب المريض مباشرة عند الحاجة إليها."
وقال مارتن أفكيران، من مؤسسة القلب البريطانية التي مولت هذا المشروع البحثي: "القصور في القلب من الحالات التي تلحق أضرارا بالغة بالمرضى وقد تغير حياتهم تماما إذا لم تُعالج، مما يصعب مهمة جميع المعنيين إلى حدٍ بعيد وأضاف: "إذا تمكننا من إلحاق هذه الرقعة بالقلب ومساعدته على الشفاء، يمكننا أن نغير مستقبل هؤلاء الناس".