أمراض القلب.. تستهدف قصار القامة وتفاقهما الضوضاء

عبد الامير رويح

2015-08-02 08:19

أمراض القلب والأوعية الدموية وبحسب تقارير منظمة الصحة العالمية باتت تعد السبب الأول للوفيات حول العالم، فقد اودت الأمراض القلبية الوعائية وبحسب بعض المصادر بحياة اكثر من 17.5 مليون نسمة، وهو ما يمثل 31% من مجموع الوفيات التي وقعت في العالم في العام نفسه. ومن أصل مجموع تلك الوفيات حدثت 7.4 مليون حالة وفاة بسبب الأمراض القلبية التاجية وحدثت 6.7 مليون حالة جرّاء السكتات الدماغية. وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن ترتفع تلك الأعداد إلى 23.3 مليون حالة وفاة في العالم بحلول عام 2030. هذا بالإضافة الى الخسائر الاقتصادية الكبيرة فما بين عامي 2005 و2015، تكبدت الاقتصاد الصيني خسائر تزيد على 550 مليار دولار في حين تتكبد روسيا أكثر من 300 مليار دولار بسبب تلك الأمراض في الفترة الزمنية نفسها، وفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية.

ويرى بعض الخبراء ان امراض القلب ومع تفاقم المشكلات البيئية والحياتية، التي اثرت سلبا على الصحة العامة، قد اصبحت اليوم محط اهتمام خاص من قبل العلماء والاطباء الباحثين عن اجراءات وسبل جديدة من السيطرة على هذه الامراض، خصوصا وان اغلب أمراض القلب والأوعية الدموية يمكن الوقاية منها من خلال التصدي لعوامل الخطر، مثل تعاطي التبغ والنظام الغذائي غير الصحي والسمنة والخمول البدني وتعاطي الكحول وغيرها من المسببات الاخرى، هذا بالإضافة الى الاستمرار بالبحوث والاختراعات العلمية وتقديم النصائح والارشادات الطبية التي قد تساعد بإنقاذ حياة المصابين.

مضادات الحموضة

وفي هذا الشأن فقد اظهرت دراسة حديثة ان بعض الادوية المستخدمة لتقليص الحموضة في المعدة قد تكون مرتبطة بزيادة تراوح نسبتها بين 16 و21% في خطر التعرض لنوبة قلبية. هذه الادوية المعروفة بإسم مثبطات مضخة البروتون مثل الـ"نكسيوم" والـ"بريلوزيك" والـ"بريفاسيد" هي من بين اكثر العلاجات الموصوفة طبيا في العالم، وتمثل سوقا بقيمة 14 مليار دولار، على ما اوضح معدو هذه الدراسة من كلية الطب في جامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا الاميركية.

كما أن هذه الادوية اظهرت فعالية في تقليص الحموضة في المعدة ومنع حصول حروق في الصدر عندما يصعد حمض المعدة الى المريء. وقال نيغام شاه الاستاذ المساعد في المعلوماتية الحيوية الطبية في جامعة ستانفورد وأحد معدي الدراسة ان "الرابط الذي توصلنا اليه بين استخدام هذه الادوية وزيادة مخاطر التعرض لنوبة قلبية لا يثبت بنفسه وجود علاقة سببية بين الامرين".

لكنه شدد على انه بالنظر الى أن هذا التحليل تناول الملفات الطبية الالكترونية لنحو ثلاثة ملايين شخص وشمل مليارات البيانات الطبية، يتعين أخذ حقيقة هذا الرابط على محمل الجد خصوصا أن بعض هذه المضادات للحموضة متوافرة للبيع من دون وصفة طبية. وأوضح الباحثون الذين نشرت نتائج بحثهم في مجلة "بلوس وان" الاميركية ان الاطباء يقدمون اكثر من مئة مليون وصفة طبية سنويا بهذه المضادات للحموضة في الولايات المتحدة حيث تعتبر من الادوية الحميدة إلا بالنسبة للاشخاص الذين يتناولون دواء "بلافيكس" المضاد للتخثر.

وعلق نيكولاس ليبر الاستاذ المساعد في جراحة القلب والاوعية الدموية بجامعة ستانفورد والمعد الرئيسي لهذه الاعمال قائلا ان "هذه الادوية قد لا تكون آمنة بالقدر الذي نظنه". وعلى سبيل المقارنة، لا يوجد رابط بين فئة ثانية من المضادات للحموضة معروفة بمضادات الهيستامين "اتش 2" مثل الـ"بيبسيد" والـ"تاغاميت" والـ"زانتيك" وزيادة خطر الاصابة بنوبات قلبية، بحسب تحليل لملفات طبية عائدة لـ2,9 مليون مريض. هذه المضادات للهيستامين "اتش 2" موجودة في الاسواق منذ وقت اطول مقارنة مع مثبطات مضخة البروتون كما لها فعالية مقبولة ضد حروق المعدة. بحسب فرانس برس.

وتثبت نتائج الدراسة تلك الصادرة عن بحث سابق اجرته ايضا جامعة ستانفورد قبل سنوات قليلة وتبين من خلاله ان هذه الادوية تمنع انتاج مادة مهمة هي اكسيد النيتريك في الخلايا البطانية التي تنتشر في داخل الاوعية الدموية. وأشار هؤلاء الباحثون الى تسجيل نسبة اكبر من الاصابات بالنوبات القلبية حتى لدى الاشخاص الذين يتناولون مضادات للحموضة من نوع مثبطات مضخة البروتون واعمارهم اقل من 45 عاما وهم في صحة ظاهرة جيدة.

الاثار اقتصادية واجتماعية

الى جانب ذلك قالت دراسة اقتصادية جديدة إن تقليل مستويات الضوضاء الخطيرة وهي من الأسباب التي قد تؤدي للإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب في الأجزاء الأكثر صخبا من الولايات المتحدة قد يوفر أكثر من ثلاثة مليارات دولار سنويا. وقال ريتشارد إل. نيتزل الذي قاد فريق الدراسة ويعمل في كلية الصحة العامة في جامعة ميشيجان "بذلت الكثير من الجهود لمكافحة تلوث الهواء وتخفيف العبء الذي يمثله على الصحة العامة ... لكن يبدو أن الضوضاء لم تأخذ نفس القدر من الاهتمام."

وأضاف أن المستويات المرتفعة من الضوضاء ترتبط بتراجع الحالة الصحية ويشمل ذلك الاصابة بأمراض القلب ربما لأن اضطرابات النوم تسبب الاجهاد وتعوق دورة الدم في الجسم. وقال نيتزل "هذه تقديرات أولية لما يمكن توفيره إذا ما قللنا التعرض لهذا الأمر الشائع للغاية." وكانت وكالة حماية البيئة الأمريكية قد أوصت في عام 1974 بألا يزيد التعرض للضوضاء خلال أربع وعشرين ساعة في المتوسط على 55 ديسيبل (وحدة شدة الصوت).

وقدر نيتزل وزملاؤه أنه في عام 2013 تعرض 46.2 في المئة من الأمريكيين أو 145.5 مليون شخص لنحو 58 ديسيبل على الأقل من الضوضاء بينما تعرض 13.9 في المئة أو 43.8 مليون أمريكي لنحو 65 ديسيبل على الأقل يوميا. وباستخدام التقديرات السابقة يعتقد الباحثون أن مخاطر الاصابة بارتفاع ضغط الدم أو مرض الشريان التاجي تزيد بنسبة سبعة الى 17 في المئة مع كل زيادة للضوضاء قدرها عشرة ديسيبل. بحسب رويترز.

ويمثل ضغط الدم المرتفع وأمراض القلب والشرايين 15 في المئة من نفقات الرعاية الصحية في الولايات المتحدة أو نحو 324 مليار دولار سنويا. ويعاني ثلث البالغين في الولايات المتحدة من ارتفاع ضغط الدم وفقا لتقديرات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. وأشار الباحثون في الدورية الأمريكية للطب الوقائي الى ان تقليل المستويات اليومية من الضوضاء بمقدار خمسة ديسيبل سيقلص أعداد المصابين بضغط الدم في الولايات المتحدة بنسبة 1.4 في المئة وبمرض الشريان التاجي بنسبة 1.8 بالمئة وهو ما يعني توفير 3.9 مليار دولار سنويا من نفقات الرعاية الصحية.

على صعيد متصل اظهرت دراسة جينية واسعة النطاق اجراها باحثون بريطانيون ونشرت نتائجها في الولايات المتحدة أنه كلما كان الشخص البالغ قصير القامة ازداد خطر اصابته بأمراض قلبية وعائية. وأوضح معدو الدراسة ومن بينهم نيليش ساماني استاذ طب القلب في جامعة ليستر والمشرف على هذه الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة "نيو انغلند جورنال اوف ميديسين"، أن كل تغيير في طول القامة بواقع 6,5 سنتيمترات يزيد خطر الاصابة بمرض في الشرايين التاجية بنسبة 13,5%. على سبيل المثال، يواجه الشخص البالغ طوله 1,52 متر خطرا للاصابة بمرض قلبي وعائي اعلى بمعدل 32% مقارنة مع الخطر الذي يواجهه شخص بطول 1,67 متر.

وأشار ساماني الى انه "منذ اكثر من 60 عاما ثمة علاقة عكسية بين الطول وخطر الاصابة بمرض في الشرايين التاجية". وأضاف "لكن كنا نجهل ما اذا كانت عوامل اخرى مرتبطة بالنمو مثل الفقر او التغذية خلال الطفولة تلعب دورا او ما اذا كان ثمة رابط جيني محدد بين قصر القامة وزيادة خطر الاصابة بامراض في الشرايين التاجية". هذه الدراسة التي اجريت على اكثر من 183 الف رجل وامرأة متحدرين من اصول اوروبية، تناولت تحليلا لـ180 تغيرا جينيا مرتبطا بالطول وبخطر الاصابة بامراض قلبية وعائية.

وقال هذا الباحث "حددنا الان وجود رابط مباشر بين قصر القامة وارتفاع في خطر الاصابة بامراض قلبية وعائية"، من دون تسجيل اي دور ظاهر لعوامل اخرى مثل التغذية خلال الطفولة او عوامل بيئية. وأوضح انه "في حال كان قصر القامة مرتبطا مباشرة بزيادة خطر الاصابة بمرض في الشرايين التاجية يمكننا الاستخلاص بأن التغيرات الجينية المسؤولة عن طول القامة مرتبطة ايضا بهذا المرض وهذا تحديدا ما لاحظناه". بحسب فرانس برس.

وأكد المشرف على الدراسة ضرورة اجراء مزيد من البحوث بشأن هذه التغيرات الجينية يمكن ان تسمح بتقليص خطر الاصابة بامراض القلب والدورة الدموية. وخلص البروفسور ساماني الى "اننا نعرف اساسا ان عوامل عدة مثل التدخين والسكري تزيد من خطر الاصابة بامراض قلبية وعائية، الا ان نتائج دراستنا تكشف ان اسباب هذه الامراض المتفشية هي في الحقيقة معقدة جدا وثمة مسارات اخرى لا نفهمها جيدا لها ايضا تأثير مهم". وتعتبر الامراض القلبية الوعائية السبب الاول للوفيات المبكرة في العالم.

مريضات كرب ما بعد الصدمة

من جانب اخر أشارت نتائج دراسة حديثة الى ان النساء اللائي يعانين من أعراض متلازمة اضطراب كرب ما بعد الصدمة ربما يكن عرضة بصورة متزايدة للاصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية. وقال الباحثون في دورية الجمعية الأمريكية لأمراض القلب إن النسوة اللائي يعانين من معظم أعراض متلازمة اضطراب كرب ما بعد الصدمة أكثر عرضة بنسبة نحو 60 في المئة للاصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وقالت جينيفر سومنر كبيرة المشرفين على الدراسة من كلية ميلمان للصحة العامة بجامعة كولومبيا في نيويورك "يتعين على النسوة اللائي يعانين من متلازمة اضطراب كرب ما بعد الصدمة ان يعرفن بانهن أكثر عرضة للاصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية". وقالت إن الاطباء المعالجين لنسوة يعانين من هذه المتلازمة يجب ان ياخذوا في اعتبارهم عوامل الخطر الخاصة بالاصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وتحدث الاصابة باضطراب كرب ما بعد الصدمة في اعقاب المرور بحالات معاناة شديدة تترك آثارها عليهم وقد يتماثلون للشفاء مع تجنب التعرض لأوضاع معينة. وقال الباحثون إنه يعتقد ان نحو عشرة في المئة من النسوة اصبن باضطراب كرب ما بعد الصدمة خلال حياتهن بالمقارنة بنسبة خمسة في المئة لدى الرجال. بحسب رويترز.

وقالت سومنر إن اضطراب كرب ما بعد الصدمة يرتبط باصابات سابقة بامراض القلب والاوعية الدموية لكن معظم الدراسات تضمنت ذكورا من قدامى المحاربين. واستعان الباحثون في الدراسة الحديثة بمعلومات مستقاة من نحو 50 ألفا من الممرضات تمت متابعة حالاتهن على مدى 20 عاما بدءا من عام 1989 عندما كانت اعمارهن تتراوح بين 25 و42 عاما. وخلال فترة البحث اصيبت 277 منهن بازمات قلبية و271 بالسكتة الدماغية.

زرع صمام للقلب

في السياق ذاته جاء في دراسة دنمركية عرضت على اجتماع لكلية القلب الامريكية في سان دييجو ان تدخلا جراحيا بسيطا يسمح للجراح بزراعة صمام جديد للقلب يمد أعضاء الجسم بالدم هو آمن للمرضى الذين تتدنى لديهم المخاطر. وأظهرت نتائج الدراسة التي شملت 280 مريضا دنمركيا ان هذه الفئة من المرضى لم تزد عندها مخاطر الاصابة بجلطة او ازمة قلبية او مخاطر الوفاة بعد مرور عام كامل على زراعة صمام قلب بالتدخل الجراحي البسيط يتم من خلال القسطرة مقارنة بمن تمت لهم زراعة صمام خلال جراحات القلب المفتوح.

وقال الدكتور سمير كاباديا طبيب القلب بمستشفى كليفلاند في اوهايو إنه على الرغم من أن نتائج استبدال الصمام الأورطي عن طريق القسطرة (تافر) مشجعة هناك حاجة الى مزيد من التجارب لمتابعة عدد أكبر من الناس ولفترات أطول. ونشرت الدراسة في دورية كلية القلب الامريكية. وتهم النتائج على وجه خاص الشركات المنتجة لأدوات هذا الاسلوب من التدخل. وتمت الموافقة بالفعل على استخدام هذا الاسلوب مع المرضى الذين ترتفع لديهم المخاطر ولا تسمح حالتهم الصحية العامة بجراحة للقلب المفتوح. بحسب رويترز.

أما إقرار الاستخدام الاوسع لهذا الاسلوب فيعتمد على دراسات أخرى تشمل المرضى الذين تتهددهم مخاطر على المستوى المتوسط والمنخفض لاثبات ان التدخل الجراحي المحدود (تافر) آمن بل أفضل من جراحات القلب المفتوح لاستبدال الصمام. وكان المرضى الذين شملتهم الدراسة الهولندية من الفئة التي تتدنى لديها المخاطر فيما يتعلق باستبدال الصمام الأورطي. وتم لهم استبدال الصمام من خلال جراحة للقلب المفتوح أو بنظام تافر الذي تستخدم فيه القسطرة لتمرير الصمام الجديد وايصاله للقلب من خلال شريان في الساق او الصدر.

قلب صناعي جديد

من جهة اخرى قال أحد مؤسسي شركة كارما الفرنسية لتلفزيون (بي اف ام) إن الشركة ستقوم في غضون ثلاثة أشهر على أكثر تقدير بتركيب قلب صناعي جديد لمريض رابع. وتجري الشركة الفرنسية تجارب على القلب الصناعي الجديد الذي يضاهي الوظيفة الطبيعية للقلب البشري بالاستعانة بمواد بيولوجية وأجهزة استشعار وهو غير مصمم كي يكون مرحلة انتقالية لعملية زرع قلب لكنه جهاز مستديم يسهم في محاولة إطالة أجل المرضى الميئوس من شفائهم ممن فقدوا الأمل في زرع قلب طبيعي إما لكبر سنهم وإما لندرة المتبرعين.

وكان أول مريض أجريت له عملية زرع قلب صناعي من إنتاج الشركة وهو رجل عمره 76 عاما قد توفي في مارس آذار من العام الماضي بعد العملية بشهرين ونصف الشهر. وتوفي مريض ثان تم تركيب قلب صناعي له من انتاج كارمات في الثاني من مايو ايار الماضي بعد تسعة أشهر من تركيب الجهاز فيما أشارت الشركة الى ان الوفاة نجمت عن مشكلة فنية تتعلق باجهزة التحكم في محرك القلب الصناعي. أما المريض الثالث الذي تم تركيب قلب صناعي له في الثامن من أبريل نيسان الماضي فيخضع للعلاج الطبيعي.

وقال آلان كاربنتييه مبتكر الجهاز لتلفزيون (بي اف ام) "المريض الرابع ستجرى له جراحة فور الانتهاء من التحاليل ومتى يكون بمقدور المهندسين القول لي: امض قدما لقد راجعنا كل شيء وتم التأكد من كل شيء وان الجهاز الجديد لن يصادف نفس المسائل السابقة". واذا قدر للمريضين الثالث والرابع البقاء على قيد الحياة بالقلب الصناعي فستجري شركة كارما تجارب اكلينيكية اوسع نطاقا تتضمن نحو 20 مريضا في شتى أرجاء اوروبا وهو شرط ضروري لتعميم جهازها تجاريا في دول الاتحاد الاوروبي.

وتعتبر التجربة الاكلينيكية ناجحة اذا ظل من زرع له قلب صناعي من إنتاج الشركة على قيد الحياة شهرا على الأقل. ويعاني المرضى الذين اختيروا لتركيب القلب الصناعي من فشل كلي في وظائف القلب -أي عندما يعجز القلب المريض عن ضخ ما يكفي من الدم لإمداد الجسم باحتياجاته- كما أن فرصة بقائهم على قيد الحياة لا تتعدى بضعة أسابيع او أيام. بحسب رويترز.

ويزن القلب الصناعي الجديد نحو 900 جرام أي ما يعادل متوسط وزن القلب البشري السليم بواقع ثلاث مرات. ويضاهي القلب الصناعي مثيله الطبيعي في عملية انقباض عضلة القلب ويحتوي على اجهزة استشعار تتحكم في تدفق الدم حسب حركة المريض. ويستمد القلب الصناعي طاقته من بطاريات ليثيوم-ايون يتم تركيبها خارج الجسم. أما اسطح الجدران الداخلية للقلب الصناعي فيدخل في تركيبها أنسجة مأخوذة من الأبقار بدلا من المواد التخليقية كاللدائن التي تتسبب في حدوث الجلطات.

للرجال فقط

النوبات القلبية كثيرة الانتشار والخطورة، لكن الأعراض التي تنذر بالإصابة بها قد لا تكون خطيرة أو واضحة. ومع انتشار النوبات القلبية والجلطات عالمياً بسبب ارتفاع نسبة السمنة، وأسلوب الحياة غير الصحي، يجب الانتباه إلى المؤشرات التي تدل على إمكانية الإصابة بهذه الحالة المرضية. أما أهم الأعراض التي تدل على هذا المرض لدى الرجال فتتمثل بالشعور بألم في الصدر، وخصوصاً في الجهة اليمنى. وبعكس الإعتقاد السائد، فإن الشعور بالألم قد لا يكون فجائياً أو حاداً، لأنه قد يأتي بشكل متوسط وعلى فترات طويلة.

بالإضافة لذلك، يُوجد أعراض أخرى مثل الشعور بالحرقة في الجهة العليا من الصدر أو الشعور بعسر الهضم، أو الشعور بالضغط على الصدر، وكأن هناك ثقلاً يرقد عليه، أو الشعور بعدم الراحة في منطقة الصدر بشكل عام. وهناك إشارات غير مباشرة قد تدل على النوبات القلبية لدى الرجال، مثل الشعور العام بالقلق أو الخوف، أو الغثيان والتقيؤ، أو التعرق بشكل غير متوقع في ظل برودة الجسم. وهناك أيضاً أعراض ضيق النفس والشعور بعدم القدرة على استنشاق كمية كافية من الهواء. ومن مؤشرات النوبات القلبية أيضاً الشعور بالدوار أو الإغماء، أو الشعور بالوهن والتعب.

وعادة، ما يتجاهل الرجال هذه الأعراض ويتأخرون في طلب المساعدة، ربما لأن هذه الأعراض قد تتكرر بشكل طبيعي. لكن النوبات القلبية والجلطات قد تسبب عطباً دائماً في القلب، لذا يجب الحرص على عدم تجاهل الأعراض الصحية المرتبطة بها. ومن المفضل، الاتصال بالإسعاف وعدم الانتظار أي وقت إضافي، وقد يطلب المسعفون تناول حبة من الأسبرين تساعد على سيلان الدم، ويجب على المريض إعلام الطبيب إذا كان يتعاطى أدوية أخرى أو يعاني من حساسية ضد الأسبيرين. بحسب CNN.

وفي غرفة العمليات، يجب على المريض أن يطلب من الطبيب شرح نتائج الفحوصات وأسباب الأعراض. ويُطلب من العديد من الرجال الذين يعانون من أعراض النوبات القلبية قضاء ليلة في المستشفى حتى إذا لم تظهر الفحوصات، أي إصابة لديهم، بنوبة أو جلطة، وذلك من باب الحرص فقط. وإذا شعر المريض بأعراض الجلطة مرة أخرى، بعد خروجه من المستشفى، فيجب عليه الاتصال بالإسعاف. أما، إذا كان الشخص يتعرض لنوبة القلبية، فيجب عليه القيام بإجراءات احترازية مثل كتابة قائمة بالأمراض التي يعاني منها، والأدوية التي يتناولها، بالإضافة إلى تدوين اسم طبيبه ورقم الطبيب، كما أن عائلة المريض بحاجة إلى معرفة هذه المعلومات للمساعدة في إسعافه.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي