أين أصبح علاج كورونا؟

علي عواد

2020-03-25 04:00

منذ تفشي فيروس «سارس» في 2002 - 2003، اجتهد العلماء بحثاً عن وسائل للتعامل مع الأمراض التي يمكن أن تنتج عن عائلة فيروسات «كورونا»، والتي عادةً ما تهاجم الجهاز التنفسي، وتصبح مميتة في كثير من الأحيان. مرّ 17 عاماً منذ ذلك الحين، تحوّل خلالها فيروس «سارس-كوف-2» (كورونا الجديد) إلى وباءٍ عالمي، يشكّل تهديداً متعاظماً للبشرية، وتحدّياً كبيراً أمام العلماء والخبراء المختصّين. وتوازياً، برزت عقبة أساسية أمام محاولة احتوائه، تمثّلت في آلية صنع اللقاحات التي غالباً ما تشكّل حلّاً مبدئياً لمعضلات كهذه، والتي تحتاج من 10 إلى 15 عاماً للوصول إليها، الأمر الذي يلقي بضغوط كبرى على مراكز الأبحاث، وعلى نهج تطوير العقاقير، واللقاحات التقليدية نفسها.

ما تقدّم لا ينفي القفزات الهائلة التي شهدتها التكنولوجيا، والتي منحت العلماء حلولاً بديلة وقدرة على المناورة، بالاعتماد على الفهم السريع لتسلسل الفيروس وعلى تكنولوجيا الحمض الريبي النووي الموجّه (gRNA)، ما قد يتيح أمام مراكز الأبحاث إمكانية صنع الفيروسات الصديقة للبشر، التي تتمحور مهمتها حول الدخول إلى أجساد المصابين للقضاء على الفيروسات المعادية. أمّا الحلول الأخرى، فتتمثّل في بعض الأدوية المطروحة لعلاج مرض «كوفيد - 19»، الذي يتسبب به فيروس «سارس-كوف-2»، والتي كانت موجودة من قبل، وهي:

دواء «رِمدسيفير» من شركة «جيليد» الأميركية

في مقالٍ علمي نشرته مجلة Science المرموقة، جاء أن شركة «جيليد» كانت قد طوّرت عقار «رِمدسيفير» لمواجهة فيروس «إيبولا». ورغم أنّه لم يكن نافعاً في ذلك، إلا أنّه يبدو واعداً لمواجهة «كوفيد-19» (بحسب منظمة الصحة العالمية يبدو «رِمدسيفير» أكثر الأدوية المرشّحة للعلاج). تشرع الشركة، حالياً، في تجارب سريرية على مرضى في الولايات المتحدة والصين، لمعرفة إذا ما كان يمكن لهذا الدواء أن يكون فعّالًا بشكل كامل ضد فيروس «كورونا» الجديد، كما تعمل مع الحكومات في سبيل توفيره كعلاج طارئ في الحالات الحرِجة، حيث لا خيارات أخرى. وحالياً، تجري تجربة «رِمدسيفير» على عدد كبير من البشر.

كاليترا من شركة AbbVie

ذكرت مجلّة «نيتشر» العلمية في أحد مقالاتها، أنه منذ بداية تفشّي مرض «كوفيد-19»، عالجت بعض المرافق الطبية الصينية المرضى بعقار «كاليترا»، وهو مزيج من أدوية «ريتونافير» و«لوبينافير» المعتمدة لمحاربة «فيروس نقص المناعة البشرية». وقد لاحظت منظمة الصحة العالمية أنّ هذا المزيج يمكن أن يوفّر بعض الفوائد السريرية. كذلك، يجري حالياً اختبار «كاليترا» مع أدوية أخرى، من المعروف أنها تستهدف أجزاء من آلية نسخ الفيروس لنفسه، تشبه تلك الموجودة في فيروس «سارس-كوف-2». وفي هذا الإطار، تتعاون شركة AbbVie الأميركية مع السلطات الصحية في الولايات المتحدة، مثل «مركز السيطرة على الأمراض» ـــ CDC، ومع منظمة الصحة العالمية.

لقاح من شركة Moderna

يشير مقال علمي نشره موقع «لايف ساينس» إلى أن شركة Moderna الأميركية تطور لقاحاً محتملاً ضد مرض «كوفيد-19»، يعمل على تجهيز جهاز المناعة البشري، لصنع مضادّات ضد التيجان الموجودة على فيروس «كورونا» الجديد. وفيما لم يمر هذا اللقاح في مرحلة التجارب على الحيوانات، بسبب الضغوط الكبيرة لصنع علاج، تمّ تصنيع مجموعة منه وتسليمها إلى «المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية» في الولايات المتحدة، لإجراء الجولة الأولى من الاختبارات عليه.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا