أميرة الألماس تُبحر مع كورونا: الإصابات مستمرّة في الانخفاض
علي عواد
2020-02-24 04:15
القصة هنا حزينة وبشعة للغاية، فيما المؤسف أنه كان يمكن تفادي ما حصل. وكما لفيلم «تايتانك» بطلان، هما: روز وجاك، فَلِسفينة «أميرة الألماس» بطلان أيضاً. دايفيد وسالي آيبل هما مواطنان بريطانيان في خريف العمر، أرادا الذهاب في رحلة استجمام على متن السفينة، ليستمتعا بهدوء البحار والمحيطات بعيداً عن كلّ شيء، لكن اليابسة أرادت غير ذلك.
في الـ 20 من شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، يصعد مسافرٌ على متن السفينة الراسية في خليج يوكوهاما ــــ اليابان. ولمدّة خمسة أيام، يتنقّل هذا الشخص بين المسافرين مستمتعاً برحلته البحرية، ليعود وينزل منها في هونغ كونغ. هناك، يتمّ فحصه من قِبَل الطواقم الطبية، لتأتي النتيجة بالإيجاب: مصابٌ بفيروس كورونا الجديد. تكمل «أميرة الألماس» رحلتها، تمرّ في فييتنام، ثم تايوان، لتعود في الرابع من شهر شباط/ فبراير الحالي إلى خليج يوكوهاما ــــ اليابان. يتهيّأ الركاب للنزول، وإذا بـ 10 منهم مصابون بالفيروس. تستنفر اليابان، وتضع «أميرة الألماس» تحت الحجر الصحي.
يبلغ عدد طاقم السفينة 1045 شخصاً، فيما عدد المسافرين 2666. وبدلاً من أن تعمد اليابان الى إنزال الركاب جميعهم ووضعهم في منطقة آمنة تَسهُل فيها عملية عزل الأفراد المصابين عن السالمين، قرّرت، لسببٍ ما، تركهم داخلها، وإلزامهم بالبقاء في الغرف المخصّصة لهم، مع إمكانية الصعود إلى السطح لممارسة الرياضة كلّ بضعة أيام. وبالتوازي، فرزت طوكيو فرقاً طبية للكشف على ركاب السفينة وإحصاء الإصابات. اعتقد العالم أن الدولة اليابانية تسيطر على الأمر، لكن أرقام المصابين الجدد يومياً دحضت ذلك، فيما كان دايفيد آيبل وزوجته سالي هما مصدر المعلومات الوحيد لغالبية الشاشات العالمية، حيث كشفا عن سوء الإدارة والتنظيم، كما عن هشاشة الإجراءات الوقائية لمنع تناقل العدوى. اليوم، تجلي الدول رعاياها عن «أميرة الألماس» بعدما انتشرت العدوى بينهم، فأصابت حوالى 700 شخص بالفيروس، ومن ضمنهم، دايفيد وسالي آيبل.
آخر التطورات في الصين والعالم
يستمرّ عدد الإصابات الجديدة في الانخفاض لليوم الثاني على التوالي؛ إذ لم يلامس البارحة الـ 2000، ليصبح عدد المصابين الكلي 75309، تَعالج منهم 15126 شخصاً، فيما توفي 2014. بالتوازي مع ذلك، رحّبت «منظمة الصحة العالمية»، بتحقيق «تقدّم كبير» في مكافحة فيروس كورونا الجديد منذ ظهوره في الصين في كانون الأول/ ديسمبر الماضي. وأعلن مدير الطوارئ في المنظمة لمنطقة الشرق الأوسط، ريتشارد برينان، خلال مؤتمر صحافي في المكتب الإقليمي لـ«الصحة العالمية» في القاهرة، «(أننا) حقّقنا تقدّماً كبيراً خلال فترة قصيرة»، فيما أكد المدير الإقليمي للمنظمة أحمد المنظري «(أننا) بتنا قادرين على تشخيص الفيروس في كلّ مكان الآن». لكن برينان رأى أن من «المبكر جداً القول إنه تمت السيطرة على الفيروس».
في هذا الوقت، أعلنت وزارة الصحة المصرية و«منظمة الصحة العالمية»، أمس، أن الشخص الذي شُخّصت إصابته بفيروس كورونا في مصر خضع لفحص ثانٍ جاءت نتيجته سلبية. ويعني ذلك أنه ليس حاملاً للفيروس، لكن لا يمكن إعلانه سليماً من المرض إلا بعد 14 يوماً من الحجر الصحي، كما أكد لـ«فرانس برس» مسؤول في «الصحة العالمية». وأضاف إنه لا يمكن إعلان خلوّ القارة الإفريقية تماماً من الفيروس، مع الإشارة إلى احتمال وجود مصابين آخرين لم تُكتشف حالاتهم بعد.
المستجدات في إيران
توفي مسنّان في إيران في مدينة قم جراء فيروس كورونا الجديد، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية أمس، وذلك بعد ساعات من تأكيدها إصابتهما بالفيروس. ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم وزارة الصحة، كيانوش جهانبور، أن «المؤسف أنهما توفّيا في وحدة للعناية الفائقة بسبب تقدّمهما في السن وفقدانهما المناعة». وهذه هي المرة الأولى التي يتوفّى فيها مرضى في الشرق الأوسط يعانون من الفيروس، فيما ليس معلوماً ما إذا كانا قد سافرا إلى الخارج. وأفادت الوكالة الرسمية بأن أحدهما كان من قدامى المحاربين، وأصيب بالأسلحة الكيميائية التي استخدمتها بغداد خلال الحرب بين العراق وإيران.
كذلك، أكد جهانبور أنه «في اليومين الماضيين، رُصدت بعض الحالات المشتبه فيها بفيروس كورونا الجديد في مدينة قم»، لافتاً إلى أن من «بين العيّنات التي أرسلت، أكد مختبر إصابة اثنتين منها بالفيروس». من جهته، أعلن مدير الخدمات الصحية في قم، محمد رضا غدير، أن مستشفيَين «تمّ تحضيرهما استعداداً للحجر الصحي» على حالات الإصابة بـ«كورونا»، مطمئناً إلى أن «انتشار الفيروس في قم تحت السيطرة».