مرض السرطان.. تحديات ومخاطر التحول السريع في أنماط المعيشة
عبد الامير رويح
2015-05-12 06:58
السرطان وكما جاء في موقع ويب طب، هو مصطلح طبي يشمل مجموعة واسعة من الامراض التي تتميز بنمو غير طبيعي للخلايا التي تنقسم بدون رقابة ولديها القدرة على اختراق الانسجة وتدمير انسجة سليمة في الجسم. وهو قادر على الانتشار في جميع انحاء الجسم. ومرض السرطان هو احد الاسباب الرئيسية للوفاة في العالم، فقد تسبّب هذا المرض في وفاة 7.6 مليون نسمة (نحو 13% من مجموع الوفيات) في عام 2008، ومن المتوقع أن يتواصل ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن السرطان على الصعيد العالمي، وأن يناهز 13.1 مليون وفاة في عام 2030.
ويشير التقرير العالمي لسرطان لعام 2014 الصادر عن الوكالة الدولية لبحوث السرطان والوكالة المتخصصة في السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية كما نقلت بعض المصادر، وهو ثمرة تعاون بين أكثر من 250 عالماً رائداً من أكثر من 40 بلداً، ويتناول التقرير جوانب متعددة من بحوث السرطان ومكافحته، كما يظهر مدى تنامى عبء السرطان بوتيرة منذرة ويشدد على الحاجة الملحة إلى تنفيذ استراتيجيات وقائية فعالة للحد من استفحال المرض.
وأشار الدكتور كريستوفر ويلد، مدير الوكالة الدولية لبحوث السرطان وأحد محرري الكتاب، إنه رغم ما تحقق من تقدم بارز فإن هذا التقرير يظهر عدم قدرتنا على تسوية مشكل السرطان. وثمة حاجة ماسة إلى مزيد من الالتزام بالوقاية والكشف المبكر لتكميل العلاجات المحسنة والتصدي للتزايد المقلق في عبء السرطان على الصعيد العالمي. وكشف التقرير أن عدد حالات الإصابة بمرض السرطان حول العالم قد ارتفع وتشير التنبؤات إلى أن عدد الوفيات من جراء السرطان سيرتفع ايضا. ويتصدر التحول السريع في أنماط المعيشة في العالم لائحة الأسباب الرئيسية لهذه الزيادة، بالإضافة إلى زيادة معدلات التدخين والسمنة وارتفاع معدلات التقدم في العمر.
سرطان الرئة
وفي هذا الشأن فقد بينت احصاءات نشرتها "اميركان كانسر سوسايتي" (الجمعية الاميركية للسرطان) ان سرطان الرئة اصبح المسبب الاول للوفيات لدى النساء في الدول المتقدمة من بين امراض السرطان الاخرى، بسبب ارتفاع نسبة التدخين في اوساطهن. وكان سرطان الثدي يعد اكبر امراض السرطان المسببة للوفاة لدى النساء في البلدان الغنية، لكن ارتفاع اعداد المدخنات جعل سرطان الرئة بتقدم اللائحة، بحسب ما جاء في تقرير نشرته الجمعية الاميركية للسرطان بالتعاون مع الوكالة الدولية للابحاث حول السرطان.
اما في الدول النامية، فما زال سرطان الثدي متقدما على غيره من امراض الاورام الخبيثة، وفقا لهذه الدراسة المستندة على احصاءات تعود الى العام 2012. وباتت امراض السرطان تلقي عبئا ثقيلا على المجتمعات في الدول المتقدمة كما في الدول النامية، وتزداد وتيرة الاصابة بالأورام الخبيثة لأسباب كثيرة منها ارتفاع معدل الاعمار، والمخاطر الصحية المتصلة بالنمو الاقتصادي والعمران، مثل التدخين وزيادة الوزن والخمول. وبحسب التقرير، سجلت في العام 2012 اكثر من 14 مليون اصابة جديدة بهذا المرض في العالم، و8,2 مليون وفاة من بين المصابين به. وفي الدول النامية، يتقدم سرطان الرئة امراض السرطان الاخرى المسببة للوفاة في صفوف الرجال، والحال معكوس في صفوف النساء.
اما في الدول الغنية، فان سرطان البروستات والثدي هي الاكثر تشخيصا، لكن سرطان الرئة هو الاكثر تسببا للوفاة عند الرجال والنساء على حد سواء. وبات سرطان القولون والمستقيم من السرطانات الاكثر تسببا بالوفاة في الدول النامية والمتقدمة معا. وقال معدو التقرير ان الاصابة بإمراض سرطان الثدي والرئة والقولون والمستقيم تزداد في الدول التي تعيش حالة تحول اقتصادي، وكذلك امراض السرطان الناجمة عن التهابات، وسرطان الكبد والمعدة وعنق الرحم. وجاء في الدراسة "ان جزءا كبيرا من هذه الامراض يمكن تجنبها من خلال مكافحة التدخين والتلقيح (في حالات سرطانات الكبد والرحم وعنق الرحم)، والتشخيص المبكر، وممارسة التمارين الرياضية، واتباع نظام غذائي سليم".
الى جانب ذلك وجدت دراسة أمريكية أن السكان الذين يعيشون في أحياء فقيرة لا ينتشر فيها التعليم العالي قد يموتون بعد جراحات تتعلق بسرطان الرئة بمعدل أعلى من المرضى الأثرياء. واستعرض الباحثون سجلات أكثر من 200 ألف مريض خضعوا لجراحات تتعلق بمرض سرطان الرئة في الفترة من 2003 إلى 2011. ووجد الباحثون أنه بينما تؤثر عوامل مثل السن والنوع وظروف صحية أخرى على شفاء المريض فهناك متغيرات غير سريرية تلعب دورا أيضا في هذه المسألة مثل الأحياء التي يقطنها المرضى ونوع المستشفيات التي عولجوا بها.
وقال فليكس فرنانديز من كلية الطب في جامعة إيموري في أتلانتا الذي قاد فريق الدراسة إن الباحثين توقعوا أن ترتبط النتائج بالعوامل الاجتماعية والاقتصادية. وتقول مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة إن التدخين هو السبب في 90 في المئة تقريبا من الاصابات. وتقدر رابطة الرئة الأمريكية أن أكثر من نصف مرضى سرطان الرئة يموتون في غضون عام من الاصابة.
وكتب فرنانديز وزملاؤه في دورية الكلية للأمريكية للجراحين American College of Surgeons أن المعيار الذهبي للشفاء من المرض هو محاصرته قبل أن ينتشر واستئصال الأنسجة المصابة. وحتى حينها تحدث مضاعفات كبيرة في كل جراحة من بين ثلاث عمليات جراحية. وغالبية المرضى الذين خضعوا لهذه الدراسة من البيض الذين يبلغون 65 عاما وتساوت تقريبا اعداد الرجال مع النساء في الدراسة. وقلت احتمالات نجاة المرضى خلال 30 يوما من الجراحة كلما كانوا أكبر أو يعانون من ظروف صحية معقدة أخرى أو كانت حالة الورم متأخرة. بحسب فرانس برس.
كما تقلصت احتمالات نجاة المرضى خلال 30 يوما من الجراحة الذين يعيشون خارج المدن في مجتمعات منخفضة الدخل تشهد مستويات منخفضة من التعليم أو إذا ما تم علاجهم في مراكز طبية غير أكاديمية. وقال الطبيب بول زاروجوليديس في رسالة بالبريد الالكتروني لرويترز هيلث "عادة لا يحصل المرضى الذين يأتون من أحياء منخفضة الدخل على أفضل علاج بعد مرحلة الجراحة ليس فقط من النظام الصحي لكن أيضا من عائلاتهم.". ويعمل زاروجوليديس في وحدة أورام الرئة في جامعة أرسطو باليونان.
التحولات العشوائية في الجينات
على صعيد متصل خلص باحثون إلى أن مجرد الحظ العاثر يلعب دورا رئيسيا في تحديد من يصاب بالسرطان ومن لا يصاب وقالوا إن ثلثي حالات الإصابة بأنواع السرطان المختلفة تعزى إلى طفرات عشوائية في الجينات لا إلى أسباب وراثية أو عادات ضارة مثل التدخين. وقال الباحثون إن التحولات العشوائية في الحمض النووي (دي. إن. إيه) في مختلف أجزاء الجسم أثناء الانقسام المعتاد للخلايا هي السبب الرئيسي في الكثير من أنواع السرطان.
وقام الباحثون بدراسة 31 نوعا من أنواع السرطان ووجدوا أن 22 نوعا منها سرطانات الدم والبنكرياس والعظام والخصية والمبايض والمخ تعزى إلى حد كبير إلى هذه الطفرات العشوائية. ووجد الباحثون أن الأنواع التسعة الأخرى ومنها سرطان القولون والمستقيم وسرطان الجلد المعروف باسم سرطان الخلايا القاعدية وسرطان الرئة المرتبط بالتدخين ترتبط ارتباطا قويا بعوامل وراثية وبيئية مثل السلوكيات الضارة والتعرض للمواد المسرطنة.
وإجمالا أرجع الباحثون 65 في المائة من حالات الإصابة بالسرطان إلى التحولات العشوائية في الجينات. وقال خبير الأورام الدكتور بيرت فوجلشتاين في مدرسة الطب بجامعة هوبكنز في بالتيمور الذي أجرى الدراسة المنشورة في دورية ساينس مع كريستيان توماسيتي عالم الرياضيات الأحيائية في جون هوبكنز "حينما يصاب إنسان بالسرطان يسأل الناس على الفور عن السبب." وأضاف قوله "إنهم يريدون الاعتقاد أن للإصابة سببا. ولكن السبب الحقيقي في الكثير من الحالات ليس لأن المرء أتى سلوكيات سيئة أو تعرض لبعض المؤثرات البيئية الضارة. إنه مجرد الحظ العاثر لهذا الشخص."
وقال توماسيتي أن حدوث التحولات الضارة في الجينات "لا يرجع إلى سبب معين سوى العشوائية" لأن الخلايا الرئيسية للجسم التي يطلق عليها خلايا المنشأ او الخلايا الجذعية تتفرع منها مختلف الأنسجة. واضاف توماسيتي قوله إن الدراسة تبين أن تغيير نمط حياة المرء وعادات له مثل التدخين لتفادي السرطان قد لا يساعد على منع الإصابة بأنواع معينة من السرطان لكنه قد يكون ناجعا ومفيدا مع آخرين. بحسب رويترز.
وقال توماسيتي "ومن ثم يجب أن نركز مزيدا من البحوث والموارد على إيجاد سبل رصد مثل هذه الأنواع من السرطان في مراحل مبكرة يكون فيها الشفاء من المرض ممكنا." ولم تشمل الدراسة كل أنواع السرطان. فقد استبعد سرطان الثدي والبروستانا لأن الباحثين لم يتمكنوا من التحقق من معدلات انقسام الخلايا الجذعية.
الحظ السيء ومرض السرطان
من جانب اخر كشفت دراسة أمريكية أن "الحظ السيء" يمثل غالبا السبب الأول في الإصابة بداء السرطان، أكثر من الأسباب الوراثية أو العادات "السيئة" على غرار التدخين. ونشرت هذه الدراسة في مجلة "ساينس" وأعدها باحثون في جامعة "جونز هوبكينز"، وارتكزت على بيانات إحصائية لمصابين بأنواع متعددة من السرطان، ما عدا سرطان الثدي الذي يصيب النساء غالبا، وسرطان "البروستات" الذي ينتشر بين الرجال.
وقال الباحثون إن ثلثي حالات الإصابة بالمرض تعود إلى طفرات جينية عشوائية تساهم في نمو الأورام، والثلث الباقي يعود إلى أسباب وراثية أو مرتبطة بالظروف التي يعيش فيها الشخص. وأكد برت فوغلشتاين الأستاذ في جامعة "جونز هوبكينز" أن "هذه الدراسة تظهر أن التدخين وغيره من العادات السيئة يمكن أن تزيد خطر الإصابة بالسرطان، لكن أنواعا كثيرة من هذا المرض تعود إلى الحظ السيء، وإلى طفرات جينية تسبب المرض، دون أي علاقة مع الظروف المحيطة أو العوامل الوراثية". بحسب فرانس برس.
وركز الباحثون في الدراسة على عملية تجديد الخلايا في جسم الإنسان، والتي تجعل الجسم يستبدل الخلايا الميتة في أعضائه بأخرى جديدة. وقال كريستيان توماسيتي الأستاذ في جامعة "جونز هوبكنز" إن "تغيير العادات (السيئة) قد يكون مفيدا لتجنب بعض أنواع السرطان، لكنه ليس كافيا لتجنب أنواع أخرى". وتابع "علينا أن نبذل جهودا إضافية للتوصل إلى بدائل لتشخيص هذه الأنواع من السرطانات في مراحل مبكرة".
حرقة المعدة
في السياق ذاته تحذر حملة صحية المواطنين في إنجلترا من عدم تجاهل حرقة المعدة باعتبارها قد تكون مؤشرا على الإصابة بسرطان المعدة أو المريء. ودعت هيئة الصحة العامة بانجلترا لتوجه الأفراد إلى الطبيب إذا كانوا يعانون من حرقة في المعدة باستمرار أو صعوبة في هضم الطعام لثلاثة أسابيع أو أكثر. لكنها أشارت إلى أن معظم الناس ليسوا على دراية بالأعراض.
ويمثل سرطان المعدة والمريء خامس أكثر أنواع السرطانات شيوعا في إنجلترا. وتظهر إحصائيات هيئة الصحة العامة أن نحو 12900 شخص يصابون بهذين النوعين من السرطان كل عام في إنجلترا، وأن نحو عشرة آلاف شخص يتوفون سنويا جراء هذه الأمراض. لكن من الممكن إنقاذ حياة نحو 950 شخصا كل عام إذا بلغت نسبة العلاج من أمراض سرطان المريء والمعدة مستويات تعادل أفضل المعدلات المسجلة في أوروبا.
في الوقت الحالي، تسجل بريطانيا أعلى نسبة من الإصابة بسرطان المريء بالنسبة للرجال والنساء في الاتحاد الأوروبي، وهذا قد يكون نتيجة للتدخين وارتفاع مستويات البدانة وقلة الفاكهة والخضروات في الأنظمة الغذائية والاستهلاك المستمر للمشروبات الكحولية. وكلما اكتشف السرطان مبكرا، كلما زادت فرص نجاح العلاج. والأعراض المحتملة للإصابة بسرطان المعدة والمريء هي: عسر الهضم بصورة متقطعة لمدة ثلاثة أسابيع أو أكثر والشعور بالتصاق الطعام في الحلق أثناء البلع وفقدان الوزن دون سبب واضح وانحسار الريح والغازات في المعدة والتجشؤ المتكرر والشعور بالشبع سريعا جدا عند تناول الطعام والغثيان أو القيء والألم أو الاضطراب أعلى المعدة.
ولذا تركز الحملة التي أطلقتها هيئة الصحة العامة في إنجلترا - بعنوان "التعرف بوضوح على أعراض السرطان" - على كيفية اكتشاف وتحديد أعراض الإصابة بسرطان المريء والمعدة. وقال شون دافي خبير أمراض السرطان في هيئة الصحة العامة بانجلترا إن الاكتشاف المبكر للسرطان يمثل عاملا مهما لتحسين فرص التعافي. وأضاف دافي "يجب على المرضى الذين يكتشفون علامات وأعراض مبكرة محتملة زيارة طبيبهم الممارس، حيث سيكون من الضروري إحالتهم لإجراء فحوص ويمكن أن يبدأ العلاج سريعا."
وقال البروفيسور ميشيل غريفين أستاذ الجراحة في "وحدة الشمال لأمراض المعدة والمريء" إنه يجب على الأشخاص ألا يشعروا بأنهم يسببون أي إزعاج لطبيبهم الممارس بلا داعي. وأضاف غريفين "إنك لن تضيّع وقت الطبيب، بل إنك ستحصل على تطمينات بعدم وجود سرطان، أو إذا كان هناك هذا المرض، فإنه ستكون لديك فرصة أفضل لعلاج ناجح." ويمكن التقليل من أعداد الأشخاص الذين يتوفون سنويا بسبب سرطان المعدة في حال الكشف المبكر عن المرض ودرس بحث نشر في دورية "الممارسة العامة" البريطانية والتي تمولها هيئة أبحاث السرطان البريطانية الأسباب التي تجعل الأشخاص يتجاهلون الأعراض الواضحة التي تشير لاحتمال الإصابة بالسرطان.
وأوضح البحث أنه في بعض الأحيان يكون السبب هو خشية الناس من اكتشاف إصابتهم بالسرطان، أو أنهم يتبنون توجها أكثر تحفظا إزاء الحديث عن مشاكلهم الصحية. وأشارت الدراسة إلى من الأسباب الأخرى أن البعض ليس لديهم ثقة في طبيبهم الممارس، وأنهم يعتقدون أن المشكلة لها علاقة بالتقدم في العمر. لكن الأنباء المشجعة لهيئة الصحة بانجلترا هي أن الحملات الصحية بدأت تشجع الناس على ما يبدو على طلب المساعدة.
وقالت الدكتور كاترينا وايتيكر مؤلفة الدراسة وكبيرة الزملاء الباحثين في جامعة (كوليدج لندن) إن "البعض اتخذ قرارا بفحص هذه الأعراض بعد الاطلاع على حملة التوعية بالسرطان، أو شجعه على ذلك أفراد العائلة والأصدقاء، وهذا تقريبا يبرز أهمية هذه الأعراض على ما يبدو." واعتبرت سارة هيوم، مديرة قسم الفحص المبكر في مؤسسة أبحاث السرطان البريطانية أن هذه النتائج تمثل وسيلة مفيدة جدا للتعرف على كيف يفكر البريطانيون في هذا الشأن. بحسب بي بي سي.
وقالت هيوم "المقارنات الدولية أظهرت بالفعل أن أفراد الشعب البريطاني لديهم قلق من أن يكونوا عبئا على النظام الصحي أو إهدار وقت الطبيب بدرجة أكبر من مواطني دول أخرى متقدمة." وأوضحت أن هذه الدراسة قد تساعد في التوصل إلى سبل لتشجيع جميع الأشخاص، الذين لديهم أعراض مقلقة تشير لاحتمال الإصابة بالسرطان، على طلب المساعدة في أسرع وقت ممكن.
حمامات الشمس
الى جانب ذلك خلص العلماء الى ان الضرر الذي تلحقه الأشعة فوق البنفسجية (يو.في) بالبشرة والجلد لا يتوقف بمجرد الابتعاد عن الشمس. وقال باحثون إن ضرر الأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من الشمس أو من الأسرة التي تستخدم تقنية خاصة لإعطاء الجلد سمرة مشبعة باللون الاحمر وهو ما قد يؤدي إلى الإصابة بالسرطان يحدث بعد ثلاث أو أربع ساعات من التعرض للأشعة.
لكن الجانب المشرق من البحث هو أن العلماء يقولون إن هناك امكانية لتطوير واق من الشمس يمكن أن يحمي من هذه الأضرار. وأورام الميلانوما مرتبطة بالتعرض للأشعة فوق البنفسجية وهي المسؤولة عن غالبية حالات الوفاة بسرطان الجلد. والدور الذي تلعبه مادة الميلانين -التي تحدد لون الجلد والعينين والشعر- في تعزيز الضرر الذي يلحق بالحمض النووي (دي.إن.ايه) كان مفاجئا للباحثين لانه كان يعتقد من قبل أن هذه المادة تلعب دورا في الحماية من الضرر بامتصاصها معظم طاقة الأشعة فوق البنفسجية قبل أن تخترق الجلد. بحسب رويترز.
وقال دوجلاس براش أستاذ الأمراض الجلدية والعلاج الاشعاعي بكلية الطب بجامعة ييل الذي نشر دراسته في دورية ساينس "الخصائص الكيماوية غير المعتادة لمادة الميلانين والتي تجعلها تمتص الأشعة فوق البنفسجية هي نفسها التي تجعلها عرضة لتفاعلات كيماوية أخرى تصادف أن لها نفس النتائج التي تحدثها الاشعة فوق البنفسجية." وعرض الباحثون هذا الجانب من الميلانين في تجارب معملية على خلايا بشرية أو من خلال فئران التجارب. ويمكن أن يحدث التعرض للأشعة فوق البنفسجية ضررا في الحمض النووي يؤدي إلى تحور سرطاني في الخلايا المنتجة لمادة الميلانين.
اختبار التنفس
من جهة اخرى خلصت دراسة علمية إلى أن اختبار بسيط على التنفس يمكن أن يساعد في التنبؤ بما إذا كان الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الأمعاء أكثر عرضة للإصابة بسرطان المعدة. وتعتمد الدراسة على كشف المركبات الكيميائية الموجودة في الزفير، في محاولة لتمييز "بصمة النفس" في الأشخاص الذين قد تحدث لهم تغيرات خطيرة قبل الإصابة بالسرطان. ويقول خبراء إن نتائج هذه الدراسة، إذا ما تأكدت في التجارب الاكبر، ستساعد في تحديد الأشخاص الذين على وشك الإصابة بالسرطان، وبذلك يمكن علاجهم في وقت مبكر. ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الابحاث للتحقق من صحة الاختبار، الذي نشرت تفاصيله في مجلة "غت Gut".
ويُشخص المرض في معظم الدول الغربية في وقت متأخر عندما تتضاءل فرص البقاء على قيد الحياة، ويرجع ذلك بصورة جزئية إلى أن الأعراض – مثل عسر الهضم والشعور بالألم – يمكن أن تشخص بصورة خاطئة على أنها أعراض لأمراض أخرى. ويعتقد العلماء أن الكشف المبكر قد يساعد في التشخيص.
ويعتمد الاختبار على فكرة أن الأشخاص الذين يعانون من السرطان قد يكون لهم "بصمات تنفس فريدة من نوعها" تحتوي على مركبات كيميائية صغيرة لا توجد في زفير الأشخاص الذين لا يعانون من المرض. ودرس الباحثون عينات الزفير لـ 145 مريض، كان من بينهم نحو 30 شخصا معروف إصابتهم بالفعل بسرطان المعدة. أما الباقون فجرى فحصهم بسبب ظهور أعراض تدعو للقلق عليهم. ولم يكونوا مصابين بالسرطان لكن كان لدى بعضهم تغييرات مثيرة للقلق يطلق عليها الأطباء اسم "ما قبل سرطانية"، والتي يمكن أن تتطور إلى أورام خبيثة.
وأجرى العلماء الاختبار وفقا لعدد من السيناريوهات المختلفة، ونجح إلى حد ما في التمييز بين العينات السرطانية وغير السرطانية. وحقق الاختبار نجاحا في تحديد التغيرات قبل السرطانية المقلقة، والتي تزيد احتمالات تطورها إلى مرض السرطان. ومع ذلك، لم يكن الاختبار دقيقا في كل حالة، إذ جرى تشخيص البعض بصورة خاطئة على أنهم معرضون بشكل كبير للإصابة بالمرض. بحسب بي بي سي.
ويقول العلماء إن هناك حاجة إلى مزيد من العمل قبل أن يصبح هذا الاختبار جاهزا للاستخدام في العيادات الطبية. وتقول إيما سميث، من معهد أبحاث السرطان في بريطانيا "تشخيص السرطان في مراحله المبكرة يقدم للمرضى أفضل فرصة لنجاح العلاج، لذا فإن الأبحاث من هذا القبيل تساعد في إنقاذ الأرواح." وأضافت "لكن يتعين علينا أن نتأكد من أن الاختبار حساس ودقيق بما يكفي لاستخدامه على نطاق أوسع." وتجري الآن أبحاث في أوروبا يشارك فيها آلاف المرضى.