مركز الامام الباقر يعقد ندوة عن سيرة السيد محمد تقي الحكيم
شبكة النبأ
2018-05-15 04:20
عقد مركز الإمام محمد الباقر(ع) لإحياء التراث، يوم الاثنين، التاسع من شهر نيسان (2018)، ندوته الفكرية التخصصية الدورية، بالتعاون مع مكتبة الإمام الحسن(ع) العامة، في مقر المكتبة بالنجف الأشرف، لإحياء التراث الفكري والإنساني لعلماء شيعة أهل البيت(ع). وكان المحاضر في الندوة الموسومة (آية الله السيد محمد تقي الحكيم – السيرة والمسيرة) الدكتور السيد علاء الدين الحكيم.
وقد وقع البحث في هذه المحاضرة ضمن ثلاث نقاط رئيسة:
الأولى: المحيط الأسري الذي نشأ فيه المترجم له.
بدأ المحاضر ترجمة مختصرة للمترجم له، فهو المفكر الإسلامي آية الله السيد محمد تقي ابن السيد محمد سعيد الحكيم، المولود في النجف الأشرف سنة 1341 ه - 1922م.
فوالده السيد محمد سعيد الحكيم، أحد دعائم مرجعية السيد محسن الحكيم في الجانب الاجتماعي، وكان نائبه في صلاة الجماعة، يصلي مكانه عند غيابه. وكان من المشاركين في جهاد الانكليز لدى غزوهم العراق عام 1914م، في جبهة القرنة مع السيد مهدي الحيدري، ومن المؤسسين والمشرفين على مشروع منتدى النشر، وكان له النشاطات الواسعة والأفكار الإبداعية في مجالات معرفية عدة. ويعدّ من الدعامات الرئيسة لمرجع الطائفة في وقته السيد محسن الطباطبائي الحكيم.
{img_1}
الثانية: ملامح الإبداع في نهجه الحوزوي.
بدأ السيد محمد تقي الحكيم دراسته في الرابعة من عمره بدخوله الكتاتيب. وفي السابعة تبنى نشأته وتعليمه أخوه السيد محمد حسين الحكيم، فدرس عنده علوم العربية وأكمل قطر الندى وهو في سن التاسعة.
أكمل السطوح على السيد يوسف الحكيم والسيد موسى الجصاني (ت 1941)، والسيد صادق السعبري(ت 1979) والشيخ علي ثامر(ت 1964)، ثم السطوح العالية على السيد محمد علي الحكيم والشيخ محمد رضا المظفر. وحضر البحث الخارج عند السيد محسن الحكيم والشيخ حسين الحلي.
ذكر السيد محمد علي الحكيم للباحث، قال "في كل يوم يأتي إلي السيد محمد تقي الحكيم لنتدارس الكفاية، وبعد المذاكرة نذهب الى بحث السيد محسن الحكيم في جامع الرأس".
وفي عام 1967 غادر المرجع السيد محسن الحكيم الى الحج، في بعثة كبيرة، وقسم السيد أعضاء بعثته ومهامهم، فكان للسيد محمد تقي الحكيم كل ما يتعلق بالشؤون الفكرية، وطلب من الجميع عدم الجواب على أي إشكال ثقافي أو معرفي.
في عام 1968 بدأ تدريس البحث الخارج في مقبرة السادة آل الحكيم، في القواعد الفقهية. ثم بدأ تدريس البحث الخارج في أصول الفقه عام 1970.
في عام 1974 منع من قبل النظام البائد تدريس البحث الخارج، بعد انضمام كثير من طلبة العلوم الدينية الى درسه وخصوصا الطلبة اللبنانيين، وتوقف السيد محمد باقر الصدر من إلقاء دروسه.
استمر تحت الإقامة الجبرية بعد نكبة الأسرة بشهدائها في الثمانينيات القرن الماضي، حتى وفاته سنة 2002م.
الكتب المؤلفة عنه
1- د. محمد مكي. من ثمرات النجف: السيد محمد تقي الحكيم.
2- السيد محمد تقي الحكيم وحركته الإصلاحية
3- السيد محمد تقي الحكيم، رائد علم الأصول المقارن
4- التطوير الفقهي عند السيد محمد تقي الحكيم. الدكتور عبد الأمير زاهد.
5- السيد محمد تقي الحكيم وجهوده العلمية. د. صالح القرشي
6- المنهج التاريخي عند السيد محمد تقي الحكيم. د. علاء الدين الحكيم.
7- الفكر الإسلامي المعاصر. السيد محمد تقي الحكيم أنموذجا.
بالإضافة الى أربع رسائل جامعية عنه.
{img_2}
الثالث: نشاطه الفكري خارج الحوزة.
من روافد بنائه الفكري جمعية منتدى النشر، التي تأسست سنة 1935، وافتتحت بصف لدراسة العلوم العربية والمنطق والفقه والأدب.
فقد دخل مدرستها طالبا ذكيا، وبعد أسبوع من دوامه في الصف الثاني نقل الى الصف الثالث، وتخرج منها في السنة نفسها، ودرّس فيها علوم البلاغة. يقول الشيخ الوائلي" كنا نحبو في العلم حبوا، وكان السيد محمد تقي الحكيم يقفز فيه قفزات"
قال أ.د حازم الحلي: غاب أستاذنا الشيخ عبد المهدي مطر عن الدرس بسبب ذهابه الى الحج، وكان السيد محمد تقي الحكيم يشغل كل شاغر في الدروس، فبدأ في التدريس من حيث انتهى الشيخ عبد المهدي مطر، وكان عن فعل الأمر.
فكتب السيد على اللوحة: قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل.. وطلب من الطلاب إعراب البيت، ثم فصل القول في فعل الأمر، وأحوال بنائه، وأحكامه عند اتصاله بالضمائر، وحال الألف في (قفا)، وفصل لنا القول في الضمائر البارزة والمستترة، ولما انتهى الوقت حدد لنا موعدا لإكمال الدرس، فقلت له: أستاذنا الجليل، متى (نبكي)، قال: غدا.
وهو من مؤسسي المجمع الثقافي لمنتدى النشر سنة 1944. قال الشيخ المظفر"ان محور لجنة المجمع هذا الحكيم النابغ وهو في ريعان الشباب وقد أوتي حظا من قلم سيال وأدب عال وأسلوب رصين وخيال واسع".
وفي الجانب الأكاديمي درّس السيد محمد تقي الحكيم في كلية الفقه، مواد الفقه والتاريخ والأدب والنقد الأدبي وتاريخ التشريع وفقه اللغة وقواعد الفقه المقارن، وأصول الفقه المقارن، على مدار 20 سنة.
كلف من قبل مرجع الطائفة السيد محسن الحكيم بقبول التدريس في معهد الدراسات الإسلامية العليا – جامعة بغداد – واستمر الى حين إغلاق المعهد عام 1967. وكانت له محاضرات أسبوعية – تقريبا – تناول فيها (مناهج البحث في التأريخ) و(مشكلة الأدب النجفي) و(زرارة بن أعين) و(عبد الله بن عباس) و(مالك الأشتر) و(السيد الحميري)، دونت بعد ذلك في كتيبات مستقلة.
رشح السيد لعضوية المجمع العلمي العراقي - المؤسس سنة 1947، وهو أعلى هيأة علمية في العراق- بعد وفاة الشيخ محمد رضا المظفر، من قبل علامتي العراق: الدكتور مصطفى جواد، والشيخ محمد رضا الشبيبي. وشارك السيد في لجان الشريعة، والحضارة، والأصول، وحصل على درجة الأستاذية (البروفيسور) من جامعة بغداد عام 1964 عن مؤلفه (الأصول العامة للفقه المقارن).
وهو –مع كل هذا- من رواد والتجديد في جامعة النجف الدينية، والمساهم في المشروع التقريبي بين المذاهب، مساهمة فاعلة أثمرت تعريفا شافيا بالفكر الشيعي، وأينعت تقاربا منتجا بين المذاهب الإسلامية، بما ألف من كتب قيمة في هذا المجال، وبمشاركاته الفاعلة في المؤتمرات الإسلامية.
كان للسيد محمد تقي الحكيم محاضرة قيمة عن المعنى الحرفي في اللغة والأصول والفلسفة، ألقاها في الجلسة المشتركة لأعضاء المجمعين العلميين: العراقي والمصري، في القاهرة. وكان الدكتور طه حسين حاضرا فيها. وبعد مدة من الزمان سافر السيد محمد تقي الى القاهرة، لحضور مؤتمر علمي، فكان الدكتور طه حسين جالسا، ولما أراد السيد أن يسلم عليه، عرف صوته مباشرة، وقال له (ما زال المعنى الحرفي يرن في أذني).
وبعد أن أنهى المحاضر النقاط المتعلقة بالبحث، تقدم عدد من الفضلاء بمجموعة من الأسئلة والاستفسارات والمداخلات التي أغنت موضوع المحاضرة، وأثرته بما عاد على الحضور بالنفع، وعلى موضوع البحث بالغنى والأهمية. وقد حضر الندوة جمع غفير من علماء الحوزة وفضلائها وحملة الشهادات الأكاديمية وبعض وجهاء العشائر العراقية في النجف وخارجها. كما حضر الندوة عدد من ممثلي مكاتب المرجعيات الدينية في النجف الأشرف.
وقد أبدى الحضور ارتياحه الكبير للجهود المتميزة التي يبذلها مركز الإمام محمد الباقر(ع) لإحياء التراث، في طريق إحياء تراث وذكر علمائنا الأعلام الذين شيدوا أركان الفكر، وبذلوا كل غال في سبيل المحافظة على الشريعة المقدسة. متأملين تكرر هذه الندوات النافعة في فرصة قريبة.
{img_3}