ما هي آداب القيادة؟

عزيز ملا هذال

2025-11-24 03:22

بسبب ضعف القانون وقبله غياب وتغيب الأخلاق والضوابط العامة في العراق، باتت الكثير من الآداب الاجتماعية في مهب الريح أو في طي النسيان، وأصبح الغالبية من الناس يتصرفون كالبهائم بل أضل سبيلاً وواحدة من الآداب التي بدأت تتلاشى هي آداب القيادة في الشارع، فما هي مخلفات الابتعاد عن آداب القيادة؟ وما هي الآداب التي يجب أن يلتزم بها الجميع من دون استثناء؟

ما يتركه تخلف الناس عن الالتزام بآداب القيادة هو تحول الشارع إلى مكان غير مفضل بالنسبة للكثيرين من الناس المحافظين على آدابهم، فيودّ البعض، نتيجة الفوضى وانعدام الاحترام والتجاوزات التي تصادفه في الشارع، لو يستطيع ترك القيادة لما تسببه له من أذى نفسي. وبالتالي تعكس السلوكيات الشاذة صوراً غير مريحة للناس المحليين وللزوار من الخارج.

أصوات المنبهات العالية، والسرعة المبالغ فيها، والتوقف بدون تشغيل إشارة، والاجتياز من الجهة الخاطئة، وتشغيل الأصوات بصوت مرتفع، والتدخين داخل السيارة. كل هذه السلوكيات وأكثر هي سلوكيات الغالبية من السائقين والتي نراها في كل يوم تقريباً، وهو ما دعاني لتذكير نفسي ومن يقرأ كتابتي بضرورة الالتزام بقواعد القيادة.

ما هي قواعد القيادة؟

هناك صنفان من قواعد السير، الأول هو القواعد المكتوبة وهي القوانين الخاصة بالمرور والتي يتوجب على جميع سائقي السيارات الالتزام بها لتجنب ارتكاب المخالفات المرورية. أما النوع الثاني فهو القواعد غير المكتوبة والتي تفرضها الأخلاق ويجب على كل شخص أن يتحلى بها أثناء القيادة على الطرقات، ليظهر رقيه وتحضره. وأهم هذه القواعد ما يلي:

الالتزام بالسرعة المحددة: من الآداب العامة للقيادة التي يجب الالتزام بها هي الالتزام بالسرعة المحددة قدر الإمكان سواء في الشوارع الرئيسة أو الشوارع الفرعية، لأن تخطي حدود السرعة يعرض السائق ومن معه إلى الخطر. والعلاقة بين تلافي الأخطاء والسرعة التي يسير بها السائق عكسية، فكلما انخفضت السرعة كلما أصبح التحكم بالسيارة أفضل والعكس هو المنطقي، فلا يجب الاستهانة بهذا الأمر مطلقاً، فالخطأ مرة واحدة كافٍ لأن تكون القاضية.

الابتعاد عن الضغط على المنبهات: ومن الآداب التي يجب على الجميع الالتزام بها هي الابتعاد عن الضغط على منبهات السيارات، حيث إن المنبه وضع أساساً لتنبيه الغافلين من الناس أثناء عبور الشارع، وهو ليس طريقة لإلقاء السلام ولا طريقة للمزاح كما يفعل الكثير من الشباب وبشكل مستمر في الشارع.

تجنب عرقلة السير: ومن الأدب ألا يتحدث السائق من شباك سيارته مع سائق سيارة أخرى في وسط الشارع، وعشرات السيارات الأخرى وراءه تنتظر أن يفسحوا المجال لهم ليمروا إلى حيث يريدون الذهاب. فهذه السلوكية المنتشرة تمثل الانحدار الأخلاقي لمن يمارسها وخروجه عن قواعد ومحددات الذوق العام.

خفض صوت الموسيقى: كما من الأدب أن يبتعد السائقون عن تشغيل الأغاني والأناشيد أو أي شيء آخر بصوت عالٍ مع فتح نوافذ السيارات، فمثل هذه السلوكية تمثل إساءة حقيقية لمن في الشارع وتعدياً صريحاً على حقهم، ويجب الإقلاع عن هذه الظاهرة غير الأخلاقية.

تجنب إيقاف السيارة أمام الأبواب: ومن آداب القيادة عدم إيقاف السيارة أو أية وسيلة نقل أخرى في باب منزل، سيما في المناطق التجارية المتاخمة للمناطق السكنية، لأن هذا السلوك سيعرض أصحاب المنزل للضرر، سيما حين يريدون الخروج من منزلهم بسيارتهم. فالكل معرض لأي طارئ، والوقوف بالباب بهذه الطريقة سيعرض أصحاب المنزل للمخاطر بأرواحهم، لذا يجب الانتباه إلى هذا الأمر.

المساعدة عند الحاجة: وأخيراً، من النبل أن نتوقف لنعرض المساعدة على من تعطلت سيارته أو تعرض لحادث سير أو حصل معه أية مشكلة، لأن مثل هذه السلوكية تديم الإنسانية وروح التعاون بين بني البشر على اختلاف صنوفهم ومشاربهم.

في الختام نقول: إن التقصير في عدم الالتزام بقواعد وآداب القيادة يتحمله السائقون والجهات الرقابية معاً، إذ إن الكثير من السائقين استهتروا في الشارع بسبب عدم وجود روادع قانونية توقفهم عن سلوكياتهم الشاذة. لذا على الجهات المعنية أن تأخذ دورها الحقيقي في حماية أرواح الناس وممتلكاتهم من العابثين والمستهترين. إذا كانت الأخلاق قاصرة عن إيقاف التجاوزات، يجب أن تكون القوانين رادعة لها.

ذات صلة

زحف التفكك الأسري والاختلال المجتمعيالحكومة العراقية القادمة.. بين التحديات والفرصالسيدة الزهراء منهج السماءمن هو رئيس الوزراء القادم؟تونس تبحث عن ربيع عربي جديد للخلاص من الاختناق السام للاستبداد