انقراض الحيوانات البحرية وتداعيات انعدام الامن البيئي
مروة الاسدي
2016-10-16 03:13
على الرغم من ان العديد من الحيوانات البحرية تنتشر في جميع انحاء العالم الا ان العديد منها تضاءلت اعدادها كثيرا ودخلت ضمن قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض بسبب الصيد الصناعي وتخلل الامن البيئي، وبحسب الاحصاءات المتخصصة يوجد حوالي 620 نوع من انواع الحيوانات البحرية ضمن قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض واصبح ينظر الى تلك القائمة اما انها معرضة لخطر الانقراض او انها قد انقرضت بالفعل، فهناك العديد من الأشياء والملوثات التي تلقى في المحيطات والأنهار وتؤدي بحياة العديد من الحيوانات البحرية إلى الوفاة مما أدى ذلك إلى ظهور خطر الإنقراض على العديد من الأنواع بسبب سوء الإستخدام.
لذا تعددت الدراسات حول البحار والمحيطات والكائنات التي تعيش فيها، وفي الآونة الاخيرة حذر علماء في دراسة نشرت حديثا من ان النشاط البشري يوشك ان يؤدي الى انقراض على نطاق لم يسبق له مثيل للحيوانات البحرية الكبيرة، في الوقت الذي تتكاثر فيه الحيوانات البحرية الصغيرة، الامر الذي يهدد التوازن البيئي في المحيطات.
ويؤدي انحسار اعداد هذه الأسماك الكبيرة التي تفترس الاسماك الاصغر، الى خلل في السلسلة الغذائية برمتها، وتكاثر اعداد الاسماك الصغيرة. وحذر العلماء من ان ترك نشاط الصيد على ما هو عليه يوشك ان يقضي على انواع كثيرة من الحيوانات البحرية الكبيرة، لكن البيئات البحرية كانت بمنأى عن هذا الخطر لأن الانسان القديم لم يكن قادرا على الصيد الا على الشاطئ او قبالة الساحل، في حين تطورت التقنيات البشرية بحيث بات الصيد الصناعي يجوب عرض البحار، ظهر هذا الخطر على الاسماك الكبرى.
يقول الخبراء ان الوقت لم يتأخر بعد لوقف هذا التدهور، اذا ما اتخذت الاجراءات المناسبة الكفيلة بالحفاظ على هذه الانواع البحرية الكبرى المهددة، واتخذ المجتمع الدولي في السنوات الخمس الماضية اجراءات حازمة في مجال الحفاظ على البيئات البحرية، منها انشاء محميات من شأنها ان تحمي بعض الانواع من الاندثار، وقد قال علماء إن الأسماك الكبيرة وغيرها من الكائنات البحرية الضخمة معرضة لخطر الانقراض بدرجة أكبر من الكائنات الصغيرة الحجم وهو ما يقلب نمطا ظل سائدا 500 مليون عام ويلقي بالمسؤولية على الصيد البشري.
على صعيد ذي صلة أدت زيادة أعداد السائحين للقطب الشمالي إلى دخول سفن سياحية أكبر حجما إلى المنطقة التي يكسوها الجليد وكانت منعزلة ذات يوم، ودفع ذلك إلى إطلاق دعوات للحد من دخول السفن الكبيرة لمنع وقوع حوادث على غرار تيتانك وتلوث النظام البيئي الهش.
من جانب آخر يتأهب قطاع الشحن البحري العالمي لقرار تنظيمي قد يمثل علامة فارقة في تقليص التلوث البحري لكنه قد يضاعف تقريبا تكاليف الوقود في قطاع يترنح بالفعل من أسوأ انكماش له منذ عشرات السنين.
ويعد قطاع الشحن البحري أكبر ملوث للبيئة بالكبريت في العالم حيث يزيد محتوى أكسيد الكبريت في زيت الوقود الثقيل بما يصل إلى 3500 مرة عن أحدث مستويات أوروبية للديزل في السيارات.
ولمكافحة مثل هذا التلوث تجتمع لجنة حماية البيئة البحرية التابعة للمنظمة البحرية الدولية في لندن في الفترة من 24 إلى 28 أكتوبر تشرين الأول لبحث فرض سقف عالمي على انبعاثات أكسيد الكبريت اعتبارا من 2020 أو 2025 مما سيؤدي إلى تراجع انبعاثات الكبريت من الحد الأقصى الحالي الذي يبلغ 3.5 في المئة من محتوى الوقود إلى 0.5 في المئة.
في سياق هذا التقرير انضمت الولايات المتحدة إلى أكثر من 20 دولة لإعلان إقامة 40 محمية مائية جديدة حول العالم لحماية المحيطات من خطر التغير المناخي والتلوث، وفرضت المحميات التي كشف عنها في مؤتمر كبير بواشنطن قيودا على الصيد التجاري والتنقيب عن النفط والغاز وغيرها من الأنشطة البشرية التي تؤثر على الأنظمة البيئية بالمحيطات.
من جهته قال وزير إندونيسي إن بلاده ستستأنف استصلاح الأراضي التي ستساعد في الحيلولة دون غرق العاصمة جاكرتا تحت سطح البحر بعد تعليق العمل في المشروع لمدة خمسة أشهر بسبب مخاوف تنظيمية وبيئية.
وتقع جاكرتا الكبرى - وهي أحد أكثر المدن المأهولة بالسكان حول العالم - على سهل تكثر به المستنقعات وتغرق تحت مستوى سطح البحر بمعدل أسرع من أي مدينة أخرى في العالم،
نفت الشركة في بادئ الأمر مسؤوليتها عن تغير لون مياه النهر، اعترفت أكبر شركات إنتاج النيكل في العالم بأن تسربا بأحد منشآتها كان السبب وراء تحول مياه نهر في المنطقة القطبية الشمالية الروسية إلى اللون الأحمر، فيما يلي ادناه احدث الدراسات والاخبار حول البحار والمحيطات والكائنات البحرية المهددة بالانقراض.
انقراض لم يسبق له مثيل للانواع البحرية الكبيرة
حذر علماء في دراسة نشرت حديثا من ان النشاط البشري يوشك ان يؤدي الى انقراض على نطاق لم يسبق له مثيل للحيوانات البحرية الكبيرة، في الوقت الذي تتكاثر فيه الحيوانات البحرية الصغيرة، الامر الذي يهدد التوازن البيئي في المحيطات.
وحلل الباحثون في هذه الدراسة المنشورة في مجلة "ساينس" الاميركية العلمية اكبر خمس ظواهر انقراض عرفها كوكب الارض، وبرأي العلماء، فإن ما يجري حاليا هو بمثابة "الانقراض السادس"، وهو غير مسبوق من حيث ان الحيوانات البحرية الكبيرة فقط هي المعرضة لخطر الاندثار بسبب الصيد، مثل الحوت الازرق والتونة الحمراء والقرش الابيض.
وقال جوناثان باين الباحث في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا واحد معدي الدراسة "لاحظنا ان خطر الانقراض في المحيطات يطال حاليا الحيوانات الاكبر حجما"، واضاف "يرجح ان يكون السبب في ذلك ان الصيد الصناعي يستهدف خصوصا الاسماك الكبرى لانها ذات مردود تجاري اعلى"، ودرس الباحثون الفين و497 نوعا بحريا من الفقاريات والرخويات عاشت في السنوات الخمس مئة الاخيرة، وقارنوها مع تلك التي عاشت في الماضي الغابر للارض وصولا الى 445 مليون سنة، مع التركيز على الانواع التي عاشت في الاعوام الستة والستين الماضية، وقال نويل هيم الباحث في الفريق "حللنا مجموعات من المتحجرات تظهر بوضوح ان ما يجري حاليا في محيطات الارض مختلف تماما عما جرى في السابق"، واضاف "اظهر التحليل ان خطر الانقراض يكون اكبر كلما كان حجم الحيوان اكبر".
وقالت جودي سكوغ مديرة برنامج علوم الارض في مؤسسة "ناشونال ساينس" الممولة للدراسة "اظهر تحليل المتحجرات ان هذه الظاهرة لم يسبق لها مثيل"، ودعت الى اخذ هذه الخلاصات في الاعتبار عند اتخاذ قرارات حول تنظيم استثمار الموارد البحرية مثل الصيد، وسبق ان اظهرت دراسات مماثلة ان ظاهرة انقراض الحيوانات الكبرى بسبب النشاط البشري طالت الانواع البرية، مثل الماموث وغيرها من الحيوانات الضخمة التي كانت هدف الصيد الاول للانسان القديم في حقبات ما قبل التاريخ.
وقال ممثلون عن الصناعة إنه ينبغي لبلدان المنطقة النظر في الحد من أحجام السفن وحظر استخدام الوقود الثقيل وذلك بعد أن أبحرت أول سفينة سياحية بسلام عبر طريق نورث ويست باساج في كندا هذا الصيف، كان الطريق الذي يربط بين المحيطين الأطلسي والهادي عبر القطب الشمالي يعج بجبال الجليد في السابق لكنه بات الآن خاليا من الجليد بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري.
وبتذكرة بلغ الحد الأدنى لسعرها 19755 دولارا اتبع 1700 من ركاب وطاقم السفينة كريستال سيرينيتي الطريق التي سلكها أول مرة المستكشف النرويجي روالد أمونسن قبل أكثر من مئة عام. وكانت السفينة غادرت أنكوريدج في ألاسكا يوم 15 أغسطس آب ورست في نيويورك في 16 سبتمبر أيلول، وتقول كريستال كروزيز الشركة المشغلة للسفينة على موقعها الإلكتروني إنها ستكرر الرحلة في 2017 ورفضت الشركة طلبا للتعليق عندما اتصلت بها رويترز، وقال مسؤولان في الملاحة البحرية إنهما يشعران بقلق من احتمال ازدياد إقبال السائحين على هذه الرحلة وما يرتبط بها من مخاطر على السلامة والبيئة وتأثيرها على السكان المحليين بمنطقة لا يوجد بها ميناء واحد بين أنكوريدج ونووك في جرينلاند.
وقال تيرو فوراستي رئيس شركة أركتيا الفنلندية للملاحة "إن (طريق) نورث ويست باساج (يمتد) آلاف وآلاف الأميال البحرية دون (وجود) أي شيء إطلاقا"، ويرتبط القلق بعامل آخر وهو البيئة. وقال دانيال سكيلدام رئيس شركة هورتيجروتن المشغلة لسفن سياحية "إذا وقع حادث يرتبط بسفينة كبيرة فقد يمثل كارثة بيئية".
وتستخدم السفن السياحية في الغالب "النفط الثقيل" وهو نوع من الوقود يحتاج وقتا طويلا للتحلل في حال حدوث تسرب نفطي، وقال ماركو لامبرتيني المدير العام للصندوق العالمي للحياة البرية "النفط الثقيل في الظروف الباردة لزج ويستغرق وقتا أطول كثيرا في التحلل لذلك فإن له تأثير طويل الأمد على البيئة".
علماء يدعون لحماية مروج النباتات البحرية
تعرف مساحات النباتات البحرية باسم "رئات البحر" وذلك لقدرتها على إنتاج الأوكسجين عبر عملية التركيب الضوئي، دعا أكثر من 100 عالم من 28 بلدا إلى اتخاذ إجراء عالمي لحماية مروج النباتات البحرية، ومروج النباتات البحرية "seagrass" هي نباتات بحرية مزهرة تنمو بكثافة في قاع المياه البحرية الضحلة وتشكل ما يشبه المروج.
وينبغي تفريقها عن الأعشاب البحرية "Seaweed" وهي خليط من الطحالب البحرية والانواع ذات الخلية الواحدة التي تنمو في البحر وتوفر ملجأ وطعاما لمدى واسع من الحيوانات وبضمنها الأسماك والثدييات البحرية والطيور.
ويقول الباحثون أن العديد من مروج النباتات البحرية قد فقد بسبب نشاطات الإنسان، وقال العلماء في بيان أصدروه "إن مروج النباتات البحرية مهمة لحضانة الأسماك أثناء تكاثرها كما تشكل مناطق أساسية للصيد في العالم".
وأضافوا "أن فقدان النباتات البحرية يهدد سبل عيش ملايين البشر ويعرض الكثيرين إلى مستويات فقر متزايدة"، كما يهدد فقدان النباتات البحرية ما تبقى من الكائنات البحرية النادرة كتجمعات حيوانات: السلحفاة الخضراء وحيوان الأطوم البحري وانواع من فرس البحر، بحسب بيان العلماء، ويقود فريق الدعوة إلى العمل من أجل الحفاظ على النباتات البحرية الدكتور ريتشارد انسورث من جامعة سوانزي، وليس ثمة تشريع دولي بشان النباتات البحرية، لذا فأن اجراءات الحماية تتخذ على مستويات محلية وإقليمية.
وأطلق بيان الرابطة العالمية للنباتات البحرية قبيل اللقاء الدولي لحماية النباتات البحرية في شمال ويلز هذا الشهر، وتتدهور مساحات النباتات البحرية التي تنتشر في المياه الضحلة والمناطق الساحلية في كل القارات باستثناء القارة القطبية الشمالية بنسبة نحو 2 في المئة سنويا، وفي يناير/كانون الثاني، كشفت دراسة أجريت على مساحات النباتات البحرية في السواحل حول الجزر البريطانية عن أدلة على تضررها جراء التلوث وعوامل أخرى وقعت جراء نشاطات بشرية.
وكشف مسح أجري في 11 موقعا في انكلترا وويلز وشمال ايرلندا وجمهورية ايرلندا عن وجود مستويات مرتفعة من النتروجين تؤثر على صحة مروج النباتات البحرية في كل هذه المواقع باستثناء منطقتين، وتعرف مساحات النباتات البحرية باسم "رئات البحر" وذلك لقدرتها على إنتاج الأوكسجين عبر عملية التركيب الضوئي.
محميات جديدة بالمحيطات
انضمت الولايات المتحدة إلى أكثر من 20 دولة لإعلان إقامة 40 محمية مائية جديدة حول العالم لحماية المحيطات من خطر التغير المناخي والتلوث، وفرضت المحميات التي كشف عنها في مؤتمر كبير بواشنطن قيودا على الصيد التجاري والتنقيب عن النفط والغاز وغيرها من الأنشطة البشرية التي تؤثر على الأنظمة البيئية بالمحيطات.
وبشكل مشترك ستعلن الدول المشاركة في مؤتمر المحيطات إضافة محميات جديدة تغطي مساحة 1.19 مليون كيلومتر مربع من المحيط وهي مساحة تعادل جنوب أفريقيا تقريبا، وحدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أول محمية بحرية أمريكية في المحيط الأطلسي مساحتها 12724 كيلومترا مربعا وتعرف بجبالها وأخاديدها الواقعة تحت الماء قبالة ساحل نيو إنجلاند، ووصف أوباما الذي تحدث عن ركوبه الأمواج في المحيط الهادي خلال نشأته في هاواي التعهدات بأنها "دفعة مقدمة جيدة" لكنه قال إنه ينبغي القيام بتحرك دولي أكثر جرأة.
وقال أوباما في كلمته بالمؤتمر "فكرة أن المحيط الذي نشأت معه لن أستطيع تسليمه لأطفالي وأحفادي أمر غير مقبول ولا يمكن تصوره"، كان أوباما أصدر قرارا في الشهر الماضي بتوسيع محمية ضخمة قبالة ساحل هاواي وهي أكبر منطقة محمية من نوعها في العالم مع سعيه لتدعيم إرثه البيئي قبل نهاية ولايته الثانية بداية العام المقبل. بحسب رويترز.
ويقول المعارضون إن المحمية الجديدة في الأطلسي تهدد صناعة الصيد التجاري في المنطقة، ولكن أوباما قال إنها تستهدف احترام دور صناعة الصيد في اقتصاد المنطقة وفي التاريخ، وقالت كاثرين نوفيلي نائبة وزير الخارجية الأمريكي للنمو الاقتصادي والطاقة والبيئة إن المؤتمر سيؤكد الحاجة الملحة لمكافحة الصيد غير القانوني والتلوث الناجم عن المخلفات البلاستيكية وزيادة درجة حموضة المحيط التي تدمر الشعاب المرجانية والأصداف البحرية، وأضافت نوفيلي للصحفيين "نتوقع أكثر من مئة مبادرة جديدة ستقدر قيمتها بمليارات الدولارات".
قطاع الشحن البحري
قال توماس كونيوردوس من شركة يارا انترناشونال النرويجية "سفينة كبيرة واحدة يمكن أن تنشر في يوم واحد كمية من ثاني أكسيد الكبريت أكثر من كل السيارات الجديدة التي تسير في شوارع العالم خلال سنة"، واتفق الاتحاد الأوروبي بالفعل على أن شرط عدم تجاوز الحد الأقصى لانبعاثات الكبريت 0.5 في المئة من محتوى الوقود سيسري في 2020 في نطاق 370 كيلومترا من سواحل الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي بصرف النظر عما تقرره المنظمة البحرية الدولية، وتطالب أيضا الصين حيث توجد موانئ الحاويات ذات أعلى معدل حركة في العالم بوقود أنظف، وطبقت السلطات في مدينة شنتشن الصينية حيث يوجد ثالث أكبر ميناء حاويات في العالم قيودا أكثر صرامة هذا الشهر مطالبة السفن التي تستخدم الميناء بعدم استخدام وقود تتجاوز نسبة الكبريت فيه 0.5 في المئة.
الأسماك الكبيرة معرضة للانقراض بدرجة أكبر من الصغيرة الحجم
قال علماء إن الأسماك الكبيرة وغيرها من الكائنات البحرية الضخمة معرضة لخطر الانقراض بدرجة أكبر من الكائنات الصغيرة الحجم وهو ما يقلب نمطا ظل سائدا 500 مليون عام ويلقي بالمسؤولية على الصيد البشري، وذكرت الدراسة التي نشرت في دورية العلوم "ساينس" إن حفريات من خمس حوادث انقراض جماعية وقع آخرها عندما ضرب كويكب الأرض قبل 65 مليون عام أن حيوانات بحرية صغيرة كانت أكثر عرضة للانقراض مقارنة بمثيلاتها الأكبر حجما في كوارث ما قبل التاريخ.
وعلى النقيض كانت أسماك كبيرة الحجم في العصر الحديث مثل التونة والقرش وأيضا ثدييات منها الحيتان والفقمة معرضة للدخول في القائمة "الحمراء" للأنواع المهددة بالانقراض بدرجة أكبر من الأسماك الصغيرة والرخويات.
وقال جوناثان باين الباحث بجامعة ستانفورد ورئيس فريق الدراسة إن التهديدات الحديثة "يهيمن عليها الأجسام الأكبر حجما وليس حوادث الانقراض الماضية"، واضاف قائلا "لم يحدث هذا النوع من التأثير في المحيط من قبل... في نصف مليار عام" مشيرا إلى أن الصيد البشري هو التهديد الأكبر للحياة البحرية.
بناء "الحائط البحري العملاق" لحماية جاكرتا من الغرق
انضمت الولايات المتحدة إلى أكثر من 20 دولة لإعلان إقامة 40 محمية مائية جديدة حول العالم لحماية المحيطات من خطر التغير المناخي والتلوث، وفرضت المحميات التي كشف عنها في مؤتمر كبير بواشنطن قيودا على الصيد التجاري والتنقيب عن النفط والغاز وغيرها من الأنشطة البشرية التي تؤثر على الأنظمة البيئية بالمحيطات.
وتقع جاكرتا الكبرى - وهي أحد أكثر المدن المأهولة بالسكان حول العالم - على سهل تكثر به المستنقعات وتغرق تحت مستوى سطح البحر بمعدل أسرع من أي مدينة أخرى في العالم، وركزت جاكرتا اهتمامها على دعم دفاعاتها بحائط من المصدات البحرية بطول يزيد قليلا عن 24 كيلومترا وتجديد شبكة تصريف الفيضانات المتداعية.
وقال لوهوت بانجيتان وزير التنسيق البحري للصحفيين "إذا لم نكمل بناء الحائط البحري العملاق سيؤثر ذلك بقوة على جاكرتا فيما يتعلق بتسرب المياه المالحة"، ويشمل المخطط الرئيسي للمشروع بناء 17 جزيرة صناعية قبالة الساحل الشمالي لجاكرتا حيث تخطط الشركات العقارية لتشييد مراكز للتسوق ومزارات مشابهة لتلك التي بنتها سنغافورة على جزيرة سنتوسا، لكن العمل في المشروع توقف في أبريل نيسان بسبب خلافات بين الحكومة وحاكم جاكرتا حول من له صلاحية إصدار التصاريح. كما احتج صيادون أيضا على أعمال الاستصلاح وقالوا إنها ستقلل الكميات التي يصطادونها من الأسماك.
جهود محلية تعيد الطيور المهاجرة إلى دلتا الدانوب
تعود الطيور والأسماك ببطء ولكن باطراد إلى جزء من دلتا نهر الدانوب الخلابة في رومانيا تم تجفيفه خلال سنوات حكم الديكتاتور السابق نيكولاي تشاوشيسكو في الثمانينات لكن المجتمعات المحلية أعادته إلى سابق عهده.
وبمساعدة الصندوق العالمي للطبيعة وبتمويل من الاتحاد الأوروبي أعيد ربط نحو 900 هكتار في أنحاء منطقة ماهموديا - التي جرى تجفيفها لتحويلها إلى أراض زراعية - بشبكة القنوات والبحيرات في المنطقة.
واستخدمت معدات الحفر الثقيلة لشق ممرات مائية جديدة ستعود بالفائدة ليس فقط على الصيادين في واحد من أفقر المجتمعات المحلية الأوروبية لكن أيضا على شركات السياحة المحلية التي تنظم رحلات مشاهدة الطيور في البرية.
وقال إيون ميوتا نائب رئيس بلدية ماهموديا "الكثير من الطيور هاجرت إلى المنطقة ولم يعد هناك ما يدعو المرء لأن يضيع ساعات طويلة في السفر لبحيرات أخرى كي يشاهد الطيور"، ويعيش نحو 300 من أنواع الطيور المختلفة في دلتا الدانوب التي تمتد فوق 600 ألف هكتار من بينها طيور الغاق المائية والنسور ذات الذيل الأبيض. وتصل البجعات المصرية البيضاء كل ربيع ويهاجر الأوز القطبي إلى دلتا الدانوب فرارا من قسوة طقس الشتاء في شمال أوروبا، وتقول سلطة الحفاظ على المحيط الحيوي لدلتا الدانوب إن المنطقة المدرجة على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي هي ثالث أكثر الأماكن من حيث التنوع الحيوي في العالم بعد الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا وجزر جالاباجوس، وفرضت السلطات حظرا على صيد الأسماك لمدة عشر سنوات لحماية سمك الحفش البري المهدد بالانقراض وهو نوع أقدم من الديناصورات.
"النهر الأحمر" في روسيا "لا يهدد" البشر أو الحياة البرية
قالت شركة "نوريلسك نيكل" إن الأمطار الغزيرة في الخامس من سبتمبر/ أيلول الجاري تسببت امتلاء "سد الترشيح" بمحطة ناديجدا عن آخره وفيضانه إلى نهر دالديكا، لكن الشركة أكّدت أن ما حدث لا يشكل خطرا على الإنسان ولا الحياة البرية في محيط النهر.
وكانت نوريلسك نيكل قد نفت بشدة مسؤوليتها عن تغير مياه النهر إلى اللون الأحمر الأسبوع الماضي، وقال ناشط بجماعة "غرين بيس" في روسيا إن من المبكر تحديد الأثر المحتمل للتسرب على مياه النهر، وأضاف أليكسي كايسليوف لوكالة أنباء فرانس برس "لا يمكن القول إنها مسألة بسيطة".
وأشار إلى أن نوريلسك نيكل تسيطر على شبه جزيرة تايمير، موقع الحادث، وهو ما يعيق المحققين عن أداء عملهم الذي يستهدف كشف أي تلوث ناجم عن منشآت الشركة.
ورجح مسؤولون بوزارة البيئة الروسية الأسبوع الماضي أن يكون تسرب لملوثات كيماوية من أنبوب في الموقع الصناعي وراء تحول مياه النهر إلى لون الدم، ونفت الشركة العملاقة مثل هذه المزاعم، كما نشرت صورا تظهر مياه النهر بحالتها الطبيعية في السابع من سبتمبر/ أيلول، واتهمت جماعات من السكان الأصليين بالمنطقة الشركة بالتهاون في معايير السلامة.