لهيب الصيف يشتعل: الكهرباء تتلاشى في حر العراق الحارق

وكالات

2024-06-03 09:20

تراجعت ساعات إمداد الطاقة الكهربائية بشكل ملحوظ في العاصمة بغداد وباقي المحافظات العراقية، باستثناء إقليم كردستان، مع ارتفاع درجات الحرارة وبدء موسم الصيف، ويواجه المواطنون قلة ساعات إمداد الطاقة من شبكة منظومة الكهرباء الوطنية، معبرين عن استيائهم من هذا الوضع ومطالبين بتحرك عاجل من قبل وزارة الكهرباء لإيجاد حلول لهذه الأزمة، ويعاني العراق أزمة نقص كهرباء مزمنة منذ عقود، جراء الحصار والحروب المتتالية.

ويحتج السكان منذ سنوات طويلة على الانقطاع المتكرر للكهرباء، خاصة خلال فصل الصيف، إذ تصل درجات الحرارة أحياناً إلى 50 درجة مئوية، وقال محمد العلي، من بغداد:”لقد أصبح الوضع لا يُطاق. درجات الحرارة مرتفعة جداً، ولا نستطيع الاعتماد على الكهرباء الوطنية. علينا أن نبحث عن حلول بديلة مثل المولدات الخاصة، ولكنها مكلفة للغاية ولا يمكن للجميع تحمل تكاليفها.”

وتكشف سارة كريم، من البصرة عبر التواصل الاجتماعي : “نحن نعاني في كل صيف من نفس المشكلة. لا توجد كهرباء، ونحن مضطرون لتحمل الحرارة الشديدة بدون مكيفات أو حتى مروحات. نطالب الحكومة بالتحرك فوراً وتحسين خدمات الكهرباء"، وكتب أحمد جاسم، من النجف على منصة فيسبوك: “الأطفال وكبار السن هم الأكثر تأثراً بانقطاع الكهرباء. ليس من العدل أن نعاني كل صيف بدون حلول. يجب على وزارة الكهرباء أن تجد حلاً جذرياً لهذه الأزمة المتكررة.”

وتُعد أزمة الكهرباء في العراق من أبرز المشكلات التي يعاني منها البلد منذ عقود. يعود السبب الرئيسي لهذه الأزمة إلى البنية التحتية الضعيفة. تعاني المنظومة الكهربائية من نقص في الاستثمارات اللازمة للتحديث والتطوير، فضلاً عن انتشار الفساد وسوء الإدارة.

ومع بداية موسم الصيف وارتفاع درجات الحرارة، يزداد الطلب على الكهرباء بشكل كبير لتشغيل أجهزة التبريد، ما يؤدي إلى زيادة الضغط على الشبكة الوطنية، وغالباً ما يلجأ المواطنون إلى استخدام المولدات الخاصة لتعويض نقص الكهرباء، ما يشكل عبئاً مالياً إضافياً على الأسر العراقية.

بدأ فصل الصيف في العراق رسميًا يوم السبت 1 حزيران/يونيو، ومن المتوقع أن يستمر لمدة 90 يومًا حتى الاعتدال الخريفي في 22 أيلول/سبتمبر. ويعتبر الصيف أطول فصول السنة في العراق، حيث تشهد درجات الحرارة ارتفاعًا كبيرًا خلال هذه الفترة.

يواجه المواطنون العراقيون معاناة كبيرة خلال فصل الصيف بسبب انقطاع التيار الكهربائي المتكرر، حيث تعجز شبكة الكهرباء الوطنية عن تلبية الطلب المتزايد على الطاقة لتشغيل المكيفات والمراوح الهوائية لتبريد المنازل والمباني. ويضطر العديد من العراقيين إلى الاعتماد على مولدات الكهرباء الخاصة، التي تكلفهم الكثير من المال لشراء الوقود اللازم لتشغيلها.

وتعاني البنية التحتية الكهربائية في العراق من التدهور والإهمال بعد عقود من الحروب والنزاعات والحصار الاقتصادي والفساد، وزيادة الطلب على الكهرباء بسبب النمو السكاني والتوسع العمراني يفاقم المشكلة.

ويعتبر انقطاع التيار الكهربائي أحد أكبر التحديات التي تواجه الحكومة العراقية، حيث يؤدي إلى احتجاجات شعبية واسعة النطاق خلال فصل الصيف، وعلى رغم محاولات زيادة إنتاج الكهرباء من خلال إنشاء محطات جديدة وترميم المحطات القائمة، الا ان نهب أموال المشاريع حال دون تحقيق الهدف، يدعو خبراء ومراقبون إلى ضرورة إجراء إصلاحات جذرية في قطاع الكهرباء، بما في ذلك تحديث البنية التحتية القديمة، ومكافحة الفساد، وتنويع مصادر الطاقة باستخدام الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية.


ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي