حرق القمامة ودخان المصانع يخنق العراقيين
وكالات
2019-06-09 05:02
(رويترز) - كأن الحياة لم تكن قاسية بما يكفي بالنسبة لعدنان كاظم الذي يعيش في حي فقير تتخلص فيه سلطات البلدية من قمامة العاصمة العراقية بغداد، حتى يأتي آخرون لإضرام النار في النفايات مما يؤدي لإصابة أطفاله بالمرض، وفي الوقت الذي تحتفل فيه الأمم المتحدة باليوم العالمي للبيئة، يعاني العراق من أزمة تلوث، مع تكدس أكوام القمامة في أنحاء البلاد وتلبد السماء بغيوم كثيفة من الدخان الذي تنفثه المصانع.
قال الرجل البالغ من العمر 48 عاما وخلفه تلال من القمامة ”القاذورات. أطفالنا يصابون بالمرض وعائلاتنا تمرض. ابنتي تعاني من الربو واضطررت لنقل عائلتي إلى المستشفى الليلة الماضية. اضطررنا للخروج في الساعة الثانية صباحا لإعطائها أكسجين. ما الذي اقترفناه لنستحق هذا؟، ولا يعرف أحد في الحي العشوائي الواقع داخل منطقة الزعفرانية بجنوب شرق بغداد من الذي يضرم النار في القمامة ولا تجد شكاواهم للحكومة والسلطات البلدية إلا آذانا صماء لأنه ليس من المفترض بالنسبة لهم أن يعيشوا في تلك المنطقة.
وقال جبار عامل البناء ”ساكنين في سكن الزعفرانية قبيل هذا المعسكر.. معسكر رشيد. صار لنا أسبوع.. عشر أيام لا نقدر ننام.. لا نقدر نقعد.. لا نقدر الواحد يطلع إلى الشغل.. قاعدين وساكتين.. من ورا الدخانة هذه“.
وأضاف ”يوميا صار لنا أسبوع عشر أيام تطلع من المغرب.. ما تطفي إلا الصبح. وشوف الآليات قدامك. والله اتدمرنا. نناشد الحكومة ما حد ينشد لك طلب.. تروح للأمانة.. ما حد يقول لك... يا إلي تروح لي يقول لك روح والله كريم“.
ويقول المسؤولون إن العراق يفتقر إلى نظام رسمي للتخلص من النفايات، لكنهم يعملون على إدخال نظام يأملون أن يخفف المخاطر البيئية الكثيرة في البلاد ومن ضمنها أيضا التلوث الناجم عن إنتاج النفط وغير ذلك من الصناعات.
ويقول جاسم حمادي نائب وزير البيئة ”يؤسفني كذلك أن أقول بأنه لا توجد مقالب صحية نظامية. كل اللي موجود الآن هي عبارة عن مناطق عشوائية لتجميع النفايات. نعمل جاهدين اليوم من خلال التوجه الحكومي الجاد لإقرار القانون.. المركز الوطني لإدارة النفايات“، وأضاف أن زيادة معدلات التلوث و“التحديات البيئية“ الأخرى يمكن أن تكون لها صلة بارتفاع معدلات الأمراض المزمنة مثل السرطان ومشاكل التنفس وتشوهات الولادة، ومضى قائلا إن العراق يعمل مع الهيئات الدولية على خطة لمساعدته في هذا الشأن، ويقول أرباب الأعمال إنهم يبذلون قصارى جهدهم لاتباع أساليب أقل تلويثا للبيئة، لكن ذلك يعد أمرا مكلفا للغاية. ويؤكدون أنهم بحاجة إلى المساعدة للقيام بذلك.
وفي مصنع للطوب في النهروان بشرق بغداد، تنفث أفران تعمل بالنفط الخام دخانا كثيفا في الجو، مما يجعل التنفس أو حتى الرؤية أمرا صعبا، ويقول علي ربيعي وهو صاحب مصنع للطوب ”الوقود الذي نستخدمه هو النفط الأسود. النفط الأسود إذا اتحرق بصورة غير صحيحة سيؤدي إلى انبعاثات“، وأضاف ”الأفران الجديدة التي نطورها ستخفض هذه الانبعاثات بنسبة 60 في المئة لكن لا ينبغي أن يكون ذلك سقف طموحاتنا“، لكن تكلفة الأفران الحديثة صديقة البيئة تتراوح بين أربعة مليارات وستة مليارات دينار عراقي (3.2 و4.8 مليون دولار) وهي تكلفة باهظة وأمر لا جدوى منه عمليا في عمل كهذا.