ما هو الخطر الأكبر على البيئة!

مروة الاسدي

2018-07-02 06:20

تشكل النفايات البلاستيكية من زجاجات واكياس واشياء اخرى الخطر الاكبر الذي يهدد المحيطات، على ما اعلنت منظمة "سورفرايدر"، وتناول التقرير اوضاع البحار في خمس مناطق فرنسية واسبانية، وشارك في اعداده مئات المتطوعين لجمع نفايات من الشطآن والمياه واعماق البحار لتحليلها.

وقال رئيس "سورفرايدر" جيل اسنجو في بيان "ترمى ثمانية اطنان من النفايات كل يوم في المحيط"، و80 % من التلوث الذي يصيب البحار مصدره النشاط البشري على اليابسة، وهو ذو تأثير رهيب على البيئة والتنوع البيئي.

وبحسب المنظمة، تشكل النفايات البلاستيكية اكثر من 80 % من النفايات في المواقع الخمسة التي درستها المنظمة كعينات عن سائر المواقع البحرية في اوروبا، وتبين مثلا ان 96,6 % من النفايات المجموعة البالغ عددها خمسة الاف و866 في شاطئ بورومندي في اسبانيا مكونة من البلاستيك والبوليستيرين.

اما في شاطئ انغليه الفرنسي، فقد ارتفعت هذه النسبة الى 94,5 % من النفايات المجموعة البالغ عددها عشرة الاف و884، واضافة الى القطع البلاستيكية، عثر المتطوعون في المواقع الخمسة المختارة على شباك وحبال واعقاب سجائر وعبوات لتغليف المواد الغذائية وقنان من الزجاج وغير ذلك. بحسب فرانس برس.

وقال اسنجو "انها المرة الاولى التي تكون في حوزتنا مؤشرات اوروبية" عن التلوث البحري، "ومن الواضح ان النفايات البلاستيكية هي الخطر الاكبر على البحار، لانها وبخلاف النفايات الخشبية او الورقية، تتطلب مئات السنوات لتتحلل"، واضاف "وحين لا تكون النفايات قريبة منا على الشواطئ، تؤدي الى اختناق الحيوانات البحرية التي تلتهمها..هذا عدا عن المواد السامة التي تدخلها في السلسلة الغذائية".

نفوق الكائنات البحرية

يتسبب البلاستيك المستخدم في صناعة البضائع في تلوث البيئة البحرية، إذ أن الكثير من النفايات البلاستيكية ينتهي بها الحال في وسط البحار والمحيطات، ما يؤثر على الحيتان والطيور والسلاحف ويضر بالأسماك التي تتغذى عليها.

بين تقرير علمي نشره فريق من معهد الأبحاث الصناعية والعلمية الأسترالي أن عدداً كبيراً من الحيوانات يعاني من تأثير النفايات البلاستيكية على نظامه الغذائي، والتي تضر بصحته وتؤدي إلى نفوقه. ووفقاً للتقرير الذي نشرته مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم، فإن 99 في المائة من الطيور البحرية معرضة لابتلاع جزيئات البلاستيك جنباً إلى جنب مع الغذاء حتى عام 2050. واعتمد الباحثون في تقييمهم على دراسات كانت قد نُشرت مابين 1962 و2012 وشملت 186 نوعاً من الطيور، حسب ما جاء في موقع "تسايت أونلاين" الألماني.

وذكر التقرير أيضاً أن ثلثي الطيور البحرية ابتلعت جزيئات البلاستيك جنباً إلى جنب مع الغذاء، وقال كريس ويلكوكس من فريق الباحثين: "هذه النسبة العالية تشير إلى مدى تلوث المحيطات بالبلاستيك". وجاء في موقع "تسايت أونلاين" أيضاً أن نسبة الطيور المتضررة من نفايات البلاستيك لم تتعدى في ستينيات القرن المنصرم خمسة في المائة. أما خلال الخمسين سنة الأخيرة، فقد وصلت هذه النسبة إلى 80 في المائة. ويُرجع العلماء تراجع أعداد أنواع كثيرة من الطيور في جنوب المحيط بالقرب من أستراليا إلى تلوث المحيطات بكمية كبيرة من جزيئات البلاستيك.

ومن أجل وقف تلوث المحيطات، ينصح خبراء البيئة باتباع استراتيجية للوقاية من النفايات تتمثل في خفض نسبة القمامة البلاستيكية بشكل كبير جداً. كذلك يجب العمل على إعادة تدوير أكياس البلاستيك اللينة التي تستخدم في الأسواق التجارية وتملأ شوارع ومقالب القمامة. كما أن مبادرة فرز القمامة في كيسين منفصلين، أولهما للقمامة العضوية والثاني للأشياء التي يمكن إعادة تدويرها مثل البلاستيك والورق المقوى، تبقى المبادرة الأكثر رفقاً بالصحة والبيئة وبالطيور البحرية.

ما هو الحل الامثل؟

اكتشف علماء نوعاً جديداً من البكتيريا القادرة على العيش عن طريق أكل أحد أكثر أنواع البلاستيك انتشاراً على كوكب الأرض، فسارع البعض لاعتبار الاكتشاف الجديد حلاً محتملاً لأزمة التخلص من النفايات البلاستيكية.

فطبقاً لما ذكرته مجلة Science العلمية، تمكّن علماء يابانيون من معهد كيوتو للتكنولوجيا وجامعة كيو اليابانية من اكتشاف نوع جديد من البكتيريا تسمى “ايديونيلاساكايينسيس Ideonellasakaiensis" قادرة على تحليل بلاستيك "بولي ايثيلين تيرفثالات polyethylene terephthalate"، وهو البلاستيك الذي تصنَّع منه زجاجات المياه المعدنية.

وجمع العلماء 250 عينةً بلاستيكيةً ملوثةً من بيئات مختلفة مثل المجاري والتربة وغيرهما، ثم تم مسح جميع البكتيريا التي تتواجد على هذه العينات لمعرفة أيها يعيش على البلاستيك، ووجد العلماء أن النوع الجديد المكتشف يتميز بإفرازه أنواعاً معينة من الإنزيمات القادرة على تكسير وتحليل هذا النوع من البلاستيك إلى مركب كيميائي وسيط، تقوم البكتيريا بتكسيره مرة أخرى عبر مجموعة ثانية من الإنزيمات، لتتمكن من الحصول على الكربون والأوكسجين اللازمين لإتمام جميع العمليات الحيوية الأساسية الخاصة بها، وتمكّن النوع الجديد من البكتيريا من تحليل طبقة رقيقة من البلاستيك خلال 6 أسابيع، إذا ما تم الحفاظ على درجة الحرارة في حدود 29 درجة مئوية.

وقد أوضح بعض العلماء أن هذا الاكتشاف لا يعني بالضرورة إيجاد حل نهائي لمشكلة تراكم النفايات البلاستيكية في البيئة. فقد ذكر الباحث بمعهد ماساشوستس تراسي مينسر، أنه لا يرى أهمية كبيرة لهذه البكتيريا أكثر من إعادة التدوير، التي يتم فيها صهر البلاستيك وإعادة تشكيله، وربما يرجع ذلك إلى البطء النسبي في تحليل هذه البكتيريا، لذلك يأمل مينسر في توصل العلماء إلى أنواع أخرى من البكتيريا، التي يمكنها تحليل جميع أنواع البلاستيك الموجودة في العالم لتصبح الحل الدائم والمثالي للتخلص منه، طبقاً لما ذكره لصحيفة The Guardian البريطانية، والبلاستيك مادة تتكون من مواد عضوية مصنعة وغير مصنعة، وتتميز بعدة صفات منها الليونة ورخص الثمن وسهولة التصنيع وعدم نفاذ الماء من خلالها، ما يجعلها أكثر المواد مثالية في عمليات التعبئة والتغليف وصناعة المواسير وبعض أجزاء الآلات والسيارات.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي