الحشرات.. عالم غرائبي يتفاعل الانسان

عبد الامير رويح

2015-02-21 02:59

تعد الحشرات وبحسب بعض المصادر أكثر الكائنات الحية تنوعاً على الإطلاق، حيث يوجد حالياً ما يزيد عن مليون نوع مُكتشف وموصوف من قبل العلماء، يُشكل هذا المليون أكثر من نصف أنواع الحيوانات كلها. وتوجد الحشرات تقريباً في جميع البيئات، ووجد علماء الحشرات أن عدد الحشرات في الميل المربع يعادل عدد الإنسان فوق الأرض حيث يوجد ملايين الأنواع منها، ويكتشفون سنويا من 7 إلى 10 آلاف نوع جديد. ويقدر بعض العلماء الأعداد التي لم تكتشف منها حتى الآن حوالي 10 ملايين نوع حيث يصادفون منها كل عام حشرات جديدة مدهشة.

وانتشار الحشرات الهائل وبحسب بعض الخبراء كان سببا في وجود تفاعلات مباشرة وغير مباشرة بينها وبين البشر، ولبعض هذه الحشرات العديد من الفوائد والمنافع المهمة التي يحتاجها الانسان، كما ان الكثير منها قد يتسبب بأضرار كبيرة، لذا فقد اصبحت الحشرات وبمختلف انواعها، محط اهتمام العلماء والباحثين حيث كانت سبباً ووسيلة في تفهم الكثير من المواضيع والعلوم المختلفة وخصوصا تلك التي تتعلق بمجال الصحة و البيئة وباقي الامور الاخرى، يضاف الى ذلك الاضرار الاخرى التي تتعرض لها هذه المخلوقات والتي قد تؤثر سلباً في التنوع الحيوي على كوكب الارض، والحشرات أول الحيوانات التي ظهرت فوق سطح الأرض منذ حوالي 435 مليون سنة.

أقدم مجتمع

وفيما يخص هذا العالم الغريب والمهم فقد ظهر أقدم مجتمع على وجه الأرض منذ قرابة 200 مليون عام، حتى قبل ظهور البشرية بزمن بعيد، وقبل ظهور النمل العادي. وقد نشأ ذلك المجتمع مع ظهور النمل الأبيض، والذي يعد أول مجتمع للحشرات. وقد بدأ بوضع القواعد الأساسية لسلوك أفراده، وتنظيمهم إلى فئات مختلفة، وبأدوار مختلفة، حتى تسهم كل نملة من النمل الأبيض في تحقيق الصالح العام في مجتمعها. وقد حقق مجتمع النمل الأبيض منذ نشأته أكبر نجاح بكل المقاييس تقريبًا، إذ تمكن قرابة ثلاثة آلاف نوع من أنواع النمل الأبيض من النجاة حتى اليوم، وتستعمر هذه الأنواع معظم القارات، وتعيش في مجتمعات يبلغ عدد أفرادها ملايين عدة.

السبب الرئيسي لبقاء النمل الأبيض على قيد الحياة هو كيفية تعايشه مع بعضه البعض، وبنفس القدر من الأهمية قد تكون كيفية تعامل هذه الحشرات مع الصراعات، وكيفية التصرف عن مواجهة الأزمات. وقد اختبر العلماء ذلك من خلال إحداث ذعر في مجموعة من النمل الأبيض حتى يروا طريقة رد فعلهم.

واختارت عالمة الحشرات، تساي وانغ، وزملاؤها في مركز الزراعة بجامعة لويزيانا في باتون روج، بالولايات المتحدة، مجموعة من النمل الأبيض تتكون من مئة من فئة العاملين، وعشرة من الجنود من ذلك النمل. وكانوا قد جمعوا كل الحشرات في الأصل من البرية، ووضعوا النمل الأبيض في سلسلة من أطباق تعرف باسم "أطباق بتري"، وهي عبارة عن حاويات بلاستيكية صغيرة تستخدم عادة في المختبرات، وعند هذه النقطة، التفت الحشرات عشوائيا حول كل طبق.

ثم أحدث العلماء اضطرابًا وذلك بتحريك كل طبق بلطف، مما يثير الهلع بين الحشرات، وكرروا ذلك 20 مرة، وفي كل مرة استخدموا نملاً جديداً، وقدموا تقريرهم في مجلة ساينس لعالم الحشرات. وعند الشعور بالذعر، تتجمع فئة العمال من النمل ويركضون في نفس الاتجاه على طول حافة كل طبق، في حين تركض فئة الجنود في الاتجاه المعاكس، أو إلى وسط الطبق، مع التكشير عن أنيابهم. وأصدر كل من الجنود والعمال أصوات تنبيه، وذلك بملامسة بطونهم بالأرض.

واستمر النمل الأبيض في تنظيم صفوفه على هذا النحو لمدة ربع ساعة، وقال الباحثون إن تلك التجارب كشفت بعضًا من قواعد مجتمع النمل الأبيض وكيف تتحرك مجموعات كبيرة معًا لتفادي الخطر. وكشفت دراسات أجريت على النمل على سبيل المثال عن أن أفراد النمل لا تميل إلى الأنانية أو عدم التحلي بالصبر. لكن حتى النمل قد يستغل الأمر على نحو خاطئ، حيث قد تتوجه المجموعة بأكملها نحو نقطة خروج واحدة عندما توجد أكثر من فتحة خروج، وقد تشعر أفراد النمل المنعزلة بالذعر وتقف في المخارج أو المقاطعات فتجعل من الصعب على بقية النمل الهرب.

ويقول العلماء إن مجتمع النمل الأبيض أقدم كذلك من مجتمعات النمل العادي، ولديها عادة قديمة في اتخاذ القرار. لكن حتى اليوم، لم يستطع أحد أن يوثق كيفية استجابتها لكارثة ما. ويرى الباحثون أنها تتبع حواف الطبق عند الذعر لأن الهيكل المادي يحد من الحركات العشوائية للحشرات، مما يمنع التصادم، وتبقى المجموعات في حالة منتظمة ويصبح خروجها فعالا. وفي الوقت الذي يسرع فيه الجنود في الاتجاه المعاكس للتصدي لأي تهديد، تبحث الأغلبية عن مكان للخروج بشكل مناسب. بحسب بي بي سي.

وقد تفسر هذه "الحكمة" الجماعية النجاح التطوري لهذا النمل البيض. وقد يساعد ذلك البشر في استيعاب كيفية الاستجابة أثناء الكوارث؛ إذ يميل الناس في المواقف المهددة للحياة إلى التصرف بشكل فوضوي. وعلى سبيل المثال، عندما ضرب زلزال قوته 8.0 بمقياس ريختر مقاطعة سيخوان الصينية عام 2008، أخلى 2,300 طالب ومعلم في إحدى المدارس الثانوية بنجاح المباني في أقل من 100 ثانية، بحسب ما صرح به العلماء. وقد خرج الطلاب في صفوف الواحد تلو الآخر، مع تنظيم المعلمين لسيرهم، وسرعة خطاهم. وقد كتب العلماء في دراستهم أن "معايير الإخلاء هذه تعتبر تدابير فطرية يتبعها النمل الأبيض."

مضار تجارة النحل

الى جانب ذلك قال علماء إن تجارة النحل بغية الحصول على عسله أو بغية تلقيح المحاصيل يمكن أن يكون له تأثير ضار على النحل البري وباقي الحشرات الأخرى. وأضاف فريق البحث في جامعة إكستر أن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات جديدة بهدف وقف الأمراض التي تنتقل عن طريق النحل الذي يستخدم لأغراض تجارية حتى لا تنتشر إلى النحل البري الذي يعيش طليقا في البرية.

وتشير الأدلة المتوافرة إلى أن النحل الذي يُربى لأهداف تجارية يمكن أن ينقل أمراضا قد تشكل تهديدا للنحل البري الطليق. وتستخدم أنواع من النحل لأهداف تجارية من أجل تلقيح محاصيل مثل الفلفل والبذور الزيتية. ومن المعروف أن أنواع النحل التي تستخدم لهذا الغرض أو في خلايا النحل التجارية يتعرض للعدوى الطفيلية كما يتعرض لأكثر من 20 نوعا من أنواع الفيروسات.

وتؤثر عدة أنواع من هذه الفيروسات أيضا على النحل البري الذي لا ينتج العسل وعلى الدبابير وعلى الذباب الذي يحوم حول الزهور. واستعرضت الدراسة التي نشرت في "مجلة الدراسات البيئية التطبيقية البيانات المستمدة من الدراسات الحالية بهدف دراسة احتمال انتقال الأوبئة من النحل الذي يربى لأهداف تجارية إلى الحشرات التي تعيش في البرية.

وقالت الباحثة الرئيسية، لينا ويلفرت، "تبرز دراستنا أهمية منع الأمراض التي تنتقل عبر الملقحات إلى النحل الذي يعيش في البرية". وأضافت الباحثة قائلة "تصيب الأوبئة التي تأتي من بعض أنواع النحل الذي يربى لأغراض تجارية الملقحات البرية (أي النحل البري الذي يستخدم كملقحات)، لكن يمكن تجنب انتشار هذه الأوبئة بفضل عمليات رصد أفضل أو ممارسات إدارية أحسن".

ومضت ويلفرت قائلة "مربو النحل لأغراض تجارية عليهم مسؤولية حماية مجتمعات النحل البري، التي تستخدم كملقحات، من الإصابة بالأوبئة، وخصوصا أن لها أهمية بيئية واقتصادية". والأوبئة التي تصيب مجتمعات النحل التي تنتج عسلا أصبحت معروفة، ومن ضمنها طفيلية وفيروس يؤدي إلى نشوء أجنحة مشوهة والتي عثر عليها في النحل البري الذي لا ينتج عسلا.

وقالت فانيسا أمارال-روجرز، الناشطة في منظمة خيرية بريطانية تسمى "باك لايف" إن نتائج الدراسة تنطوي على أهمية بالغة تستدعي إدخال تغييرات على كيفية استيراد الحكومة البريطانية للنحل من بلدان أخرى. وأضافت الناشطة قائلة إن "النحل البري الذي ينتج عسلا قد يندثر في إنجلترا وويلز، بسبب انتشار الأوبئة كما يعتقد". بحسب بي بي سي.

ومضت أمارال-روجرز قائلة "تظهر هذه الدراسات الآن كيف أن الأوبئة تنتقل بين النحل التجاري الذي ينتج عسلا والنحل التجاري الذي لا ينتج عسلا، والذي يمكن أن يحدث تأثيرات جذرية محتملة على باقي الملقحات البرية (أي النحل البري الذي يستخدم لأغراض التلقيح)". وتابعت أمارال-روجرز قائلة إن دراسة صدرت السنة الماضية بشأن عينة تخص خلايا نحل تجارية لا تنتج عسلا استوردتها بريطانيا خلصت إلى أن 77 في المئة من هذا النحل أصيب بالتلوث عن طريق نحو خمس أنواع من الطفيليات. وقال أستاذ في جامعة ساسكس، البروفيسور، ديفيد غولسون "من الأهمية بمكان دراسة صحة النحل سواء في البرية أو في الخلايا المستخدمة لأغراض تجارية". وأضاف قائلا "ينبغي أن نتحلى بالحذر الشديد حتى لا ننشر الأوبئة من قارة إلى أخرى".

إنقاذ الفراشات الملكية

الى جانب ذلك نظمت الهيئة الأمريكية للأسماك والحياة البرية وجماعات الحفاظ على البيئة حملة تكلفها 3.2 مليون دولار لإنقاذ أماكن معيشة الفراشات الملكية المهددة بالانقراض والتي تراجعت اعدادها بحدة خلال السنوات الاخيرة. وتعرضت الفراشات الملكية -التي تشتهر بهجرتها آلاف الكيلومترات على مدى عدة أجيال من المكسيك عبر الولايات المتحدة الى كندا ثم تعود ادراجها ثانية- لفقدان اماكن معيشتها (الموئل) بسبب الانشطة الزراعية والتوسع العمراني.

وبحسب بعض التقارير فقد ارتفع عدد أسراب الفراشات الملكية التي تقضي الشتاء في المكسيك الى 56.5 مليون هذا العام من 34 مليونا العام الماضي -وهو أدني رقم قياسي تصل اليه- غير ان أنصار الحفاظ على البيئة قالوا إن هذه الزيادة طفيفة للغاية ولا تكفي للحد من خطر تعرض هذه الحشرات للانقراض.

وقالت الهيئة الأمريكية للأسماك والحياة البرية في وقت سابق، إن هذه الفراشات ذات اللونين البرتقالي والأسود ربما تحتاج إلى بسط الحماية عليها بموجب القانون الأمريكي الخاص بحماية الأنواع المهددة بالانقراض بعد فقدان مكان المعيشة (الموئل) وسط الزراعات ما أدى الى تراجع حاد في أنشطة هجراتها عبر البلاد.

وقالت سارينا جيبسن مديرة قسم الانواع المهددة بالانقراض في جمعية زيرسيس للحفاظ على اللافقاريات إن العلماء توقعوا ان ملاءمة الطقس في مناطق تكاثر هذه الفراشات في الغرب الاوسط الامريكي وفي مناطق اخرى سيتمخض عن مزيد من هجرتها الى المكسيك هذا العام عن تقديرات الحكومة المكسيكية وفرع صندوق الحياة البرية هناك هذا الاسبوع والتي تشير الى 56.5 مليون.

وقالت جيبسن إن احدث التقديرات لإعداد هذه الفراشات تمثل ثاني أقل اعداد منذ بدء عمليات الحصر في 1993 وان هذه الفراشات تواجه خطر الانقراض دون وجود موئل لها وتوفير صور أخرى من الحماية تتمثل في اضافة هذه الحشرات الى القائمة الاتحادية الامريكية للانواع المهددة بالانقراض. وقالت "نشعر بسعادة لزيادة أعدادها هذا العام عن الشتاء الماضي إلا اننا لا نزال نشهد تراجعا بنسبة تزيد على 90 في المئة بالمقارنة بمليار من الفراشات الملكية التي هاجرت الى المكسيك في منتصف تسعينات القرن الماضي".

وقال أنصار الحفاظ على البيئة إن تناقص عشائر الفراشات الملكية الرائعة مرجعه هلاك نبتة حشيشة اللبن التي تعتمد عليها هذه الحشرات في وضع بيضها وتغذية يرقاتها اليافعات. ويرتبط اختفاء نبتة حشيشة اللبن بعوامل منها التوسع في زراعة محاصيل مهندسة وراثيا يمكنها الصمود أمام مبيدات الحشائش التي تقتل نباتات تنمو محليا ومنها حشيشة اللبن.

وقالت عالمة الأحياء كارين اوبرهاوس بجامعة مينيسوتا إن مما يتهدد حياة الفراشات الملكية -وهي فراشات فريدة من نوعها بسبب دقة واتساق دورة حياتها وطول مسافات هجرتها السنوية- أيضا انتشار استخدام مبيدات الآفات وقطع الغابات الجبلية في وسط المكسيك وسواحل كاليفورنيا حيث تقضي بعض عشائر هذه الحشرة فصل الشتاء. بحسب رويترز.

وتنقسم هذه الحشرات -التي تعشق لألوانها الأخاذة بعد خروجها من شرانقها الموشاة بالخيوط الذهبية- إلى عشيرتين على وجه التقريب في الولايات المتحدة وفقا لأنماط هجرتها الخريفية. وتهاجر العشيرة الأولى من الشرق لتقطع ثلاثة آلاف ميل إلى المكسيك فيما تقطع عشيرة الغرب رحلة أقصر الى كاليفورنيا.

وربما تمثل الهجرة الجماعية التي تقوم بها الفراشات الملكية لمسافة 4800 كيلومتر في أمريكا الشمالية واحدة من أكثر مهرجانات الفراشات إبهارا في العالم حين تشرع الملايين من هذه الحشرات في رحلة خريفية مضنية من كندا شمالا وحتى المكسيك وسواحل كاليفورنيا جنوبا. وتزهو الفراشات البالغة باللون البرتقالي لاجنحتها ذي العروق السوداء والبقع البيضاء بمحاذاة الحواف الخارجية. وتصل أقصى مسافة بين الجناجين إلى عشرة سنتيمترات ولون الجسم أسود.

نبات مفترس

على صعيد متصل يمثل نبات مخادع يأكل النمل وينمو في جزيرة بورنيو الاندونيسية برهانا حيا على ان الدهاء وحده ليس كافيا للتفوق على الفريسة. ويقول العلماء إن هذا النبات اللاحم الذي ينمو في المناطق الحارة عادة ما يستغل تقلبات الطقس الطبيعية لضبط درجة لزوجة فخاخه الزلقة كي يقتنص ويتغذى على أسراب من النمل في المرة الواحدة بدلا من ان يقتات على فرادى النمل. وتضمن البحث أنواعا اسيوية من نبات البوقية الذي اتخذ اسمه من شكل الاوراق الشبيهة بالبوق الذي يمثل فخا تنزلق فيه الحشرات.

وعندما تكون حافة بوق النبات رطبة فانها تصبح زلقة بصورة كبيرة ليسقط فيها النمل الذي يسير على سطحها ويصير لقمة سائغة لهذا النبات المفترس. إلا انه في الطقس المشمس الحار يجف سطح البوق ويصبح آمنا لسير النمل. وتمثل آحاد النمل فرقا استكشافية لخدمة مستعمرات تتولى استطلاع وجمع الرحيق العذب من الفخ قبل ان تقفل راجعة الى أعشاشها لتخبر أقرانها بمكان وجود هذه الوجبة الشهية.

ثم تسير أسراب النمل بعد ذلك نحو الفخ وهي غافلة بحثا عن الطعام ليتم الايقاع بها لان النبات عمد آنئذ الى جعل الفخ زلقا لا يمكن الفكاك منه لذا فان النبات يكون قد ترك أفراد النمل من الكشافة تعود الى حال سبيلها لكنه يخدع أسرابا أخرى ليلتهمها في نهاية المطاف. وحتى يتحكم النبات في الموقف ليكون الفخ زلقا فانه يفرز عصارة سكرية تمهد السبيل لسطح الفخ كي يكون رطبا وذلك من خلال تكثيف بخار الماء عند مستويات منخفضة من الرطوبة وذلك بالمقارنة بأسطح النباتات الأخرى.

ويسهم ذلك في تنشيط الفخ خلال فترات الظهيرة عندما تكون معظم الحشرات النشطة نهارا لا تزال تجوب المكان جيئة وذهابا. وقال أولريك باور عالم الاحياء بجامعة بريستول البريطانية الذي أشرف على هذه الدراسة التي أوردتها دورية (بروسيدنجز اوف ذا رويال سوسايتي بي) ‬التي تختص بنشر التقارير العلمية للجمعية الملكية "بطبيعة الحال فان النبات ليس ذكيا بالمفهوم البشري للكلمة -فليس بمقدوره ان يرسم خطة مثلا. لكنه الانتخاب الطبيعي الذي لا تأخذه الرأفة بأحد ولا يكافئ سوى الاستراتيجيات الناجحة". بحسب رويترز.

وهناك نحو 600 نوع من هذا النبات اللاحم في العالم. وعادة ما ينمو نبات البوقية في أماكن معيشة شحيحة الغذاء وذلك هو السبب وراء ميله لاقتناص الفرائس الحيوانية للتغذي عليها. وتصطاد معظم هذه الانواع الحشرات لكن قلة منها تتصيد الثدييات الصغيرة وتجمع فضلاتها كي تقتات عليها. وقال باور "إن ما يبدو ظاهريا انه يشبه سباق التسلح بين لصوص الرحيق والمفترسات الضارية ليس سوى حالة متطورة من المنفعة المتبادلة في واقع الأمر". ومضى يقول "ما دام المكسب الخاص بالطاقة (امتصاص الرحيق) يفوق الخسارة الناجمة عن فقدان الشغالات من النمل فان مستعمرة النمل تستفيد بهذه العلاقة مثلها مثل النبات".

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي