أسعار النفط تتأرجح بين قرار التجميد وزيادة الانتاج

ندى علي

2016-09-04 10:18

على الرغم من بلوغ سعر البرميل الواحد من النفط سقف الـ (50) دولارا، إلا أن تذبذب الأسعار لا يزال هو الحالة التي تعبر عن عدم استقرار بيّن لهذه السلعة التي يحتاج إليها العالم كله، ومع ذلك هناك محاولات تمضي نحو صنع قرار جماعي لاعضاء منظمة اوبك لتجميد سقف الانتاج عند حد معين من اجل تقليص او التخلص من الكتلة النفطية الكبيرة المعروضة في اسواق النفط العالمية، وهناك سعي لأوبك تتضح عليه الجدية والاتفاق على اصدار قرار التجميد.

ولذلك انعكس ذلك على صعود اسعار النفط لتبلغ سقف الخمسين او ادنى قليلا، حيث ارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي خمسة سنتات إلى 44.75 دولار للبرميل بعدما هبطت 1.65 دولار في الجلسة السابقة. ويوجد لقاء نفطي قريب في الجزائر ربما يدفع بأعضاء اوبك الى الاتفاق، حتى تلك الدول المختلفة سياسيا ربما تجد مصلحة في مثل هذا الاتفاق على تجميد سقف انتاج النفط عند حدود ثابتة ولمدة زمنية محددة ومتفق عليها من اعضاء المنظمة.

في هذا السياق من المنتظر أن يلتقي أعضاء أوبك في الجزائر على هامش منتدى الطاقة الدولي خلال الفترة من 26 إلى 28 سبتمبر أيلول ومن المتوقع أن يسعوا إلى إحياء اتفاق لتثبيت الإنتاج. ومن المتوقع أن تشارك روسيا في المنتدى. ولكن هناك مشكلة زيادة الانتاج التي تلغي استقرار الاسعار وتجعلها في حالة مستمرة من التذبذب والتأرجح صعودا وهبوطا.

وقد أنتجت السعودية 10.67 مليون برميل يوميا في يوليو تموز وهو أعلى مستوى للإنتاج في تاريخ المملكة. وقال الفالح لرويترز الأسبوع الماضي إن إنتاج أغسطس آب ظل قرب هذا المستوى. وتبلغ الطاقة الإنتاجية للسعودية 12.5 مليون برميل يوميا الأمر الذي يمنحها القدرة على زيادة إنتاجها في حالة حدوث أي تعطل للإمدادات العالمية.

ايران العائدة الى السوق النفطية تبحث اقصى الفرص لتعويض ما فاتها، حيث قالت مصادر في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وقطاع النفط إن إيران تبعث بإشارات إيجابية على أنها قد تدعم اتخاذ إجراء مشترك لتعزيز سوق النفط وهو ما قد يدعم الجهود الرامية لإحياء اتفاق عالمي على تثبيت مستويات الإنتاج في محادثات ستجرى الشهر المقبل. فيما رفضت طهران الإنضمام إلى محاولة سابقة هذا العام من أوبك ومنتجين آخرين مثل روسيا لتجميد الإنتاج حيث انهارت المحادثات في ابريل نيسان.

ولم تتأكد بالفعل موافقة طهران على الموافقة بشأن تحديد الانتاج، فقد قال مصدر في وزارة النفط الايرانية لفرانس برس ان طهران لم تتخذ موقفا بعد حيال تحديد سقف الانتاج او المشاركة في اجتماع مرتقب لمنظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) في الجزائر. واضاف المصدر رافضا الكشف عن اسمه "من المبكر جدا الحديث عن قرار ايراني يتعلق بتجميد مستوى الانتاج".

وهكذا تبقى اسعار النفط محكومة بقانون العرض والطلب، واذا ما تم الاتفاق بين اعضاء الاوبك على وضع سقف محدد للانتاج او تجميد الزيادة في الانتاج فإن ذلك ينعكس فورا على زيادة الاسعار والعكس صحيح ايضا، ولهذا تعثر مؤخرا صعود أسعار النفط مع تقييم المتعاملين للسوق بعدما طغت مخاوف من زيادة إنتاج السعودية إلى مستويات قياسية مرتفعة على تأثير تراجع مخزونات النفط الخام والبنزين في الولايات المتحدة رغم حديث منظمة أوبك عن وسائل لتبديد تخمة المعروض العالمي.

قرب الاتفاق على تحديد انتاج النفط

في سياق مقارب تماسكت أسعار النفط مؤخرا بعدما قالت المملكة العربية السعودية إن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) تتحرك باتجاه اتخاذ موقف مشترك بشأن إنتاج النفط يعتقد بعض المستثمرين أنه قد يدعم الأسعار. ولم تسجل العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت تسليم نوفمبر تشرين الثاني تغيرا يذكر لتستقر عند 46.89 دولار للبرميل بحلول الساعة 0825 بتوقيت جرينتش بعدما أغلقت منخفضة 1.84 دولار في تسوية.

وارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي خمسة سنتات إلى 44.75 دولار للبرميل بعدما هبطت 1.65 دولار في الجلسة السابقة. وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن المنتجين من داخل أوبك وخارجها يتحركون بشكل متزايد صوب تبني موقف مشترك. وقال الجبير خلال إحدى الفعاليات في العاصمة اليابانية طوكيو "أعتقد أن هناك تحركا صوب (تبني) موقف مشترك، صوب جهد مشترك" بحسب رويترز.

ومن المنتظر أن يلتقي أعضاء أوبك في الجزائر على هامش منتدى الطاقة الدولي خلال الفترة من 26 إلى 28 سبتمبر أيلول ومن المتوقع أن يسعوا إلى إحياء اتفاق لتثبيت الإنتاج. ومن المتوقع أن تشارك روسيا في المنتدى.

وقال الجيير خلال كلمة ألقاها بإحدى المناسبات في طوكيو إن المنتجين في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وخارجها يتحركون بشكل متزايد صوب تبني موقف مشترك. وأضاف "أعتقد أن هناك تحركا صوب (تبني) موقف مشترك، صوب جهد مشترك... إذا اتفق المنتجون الآخرون فسيكون من المعقول للسعودية أن تقبل السير على نفس الدرب."

ومن المقرر أن يعقد أعضاء أوبك اجتماعا غير رسمي في الجزائر على هامش منتدى الطاقة الدولي في الفترة بين 26 و28 سبتمبر أيلول ومن المنتظر أن يسعوا إلى إحياء اتفاق عالمي على تثبيت الإنتاج. ومن المتوقع أن تحضر روسيا منتدى الطاقة الدولي. وقال الجبير "إذا أردت أن يكون لك تأثيرا فعلينا جميعا أن نتحمل المسؤولية وأرى أنه على مدى الأشهر الخمسة أو الستة الأخيرة كان هناك إدراكا متزايدا بأن هذا بمثابة جهد جماعي."

وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي هذا الأسبوع إن بلاده ثاني أكبر منتج في أوبك بعد السعودية ستدعم أي قرار بتثبيت إنتاج النفط لدعم الأسعار وإن وزير النفط العراقي قال من قبل إن بلاده تريد الاستمرار في زيادة الإنتاج. وفي الشهر الماضي قالت مصادر في أوبك وقطاع النفط لرويترز إن إيران أيضا تبعث إشارات إيجابية بأنها قد تدعم اتخاذ إجراء مشترك لتعزيز سوق النفط. ورفضت طهران المشاركة في محاولة سابقة من أوبك ومنتجين خارجها مثل روسيا هذا العام لإعادة الاستقرار إلى الإنتاج وانهارت المحادثات في أبريل نيسان.

مستوى انتاج النفط السعودي غير محدد

من جهته قال وزير الطاقة السعودي إن السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم لا تستهدف مستوى محددا لإنتاج الخام وإن إنتاج المملكة يتحدد بناء على احتياجات العملاء. وقال الوزير خالد الفالح لتلفزيون العربية متحدثا خلال زيارة رسمية للصين إنه متفائل بشأن الطلب العالمي رغم هبوط أسعار النفط مضيفا أن الطلب في الصين ما زال "صحيا جدا" وأن الطلب في الهند "جيد جدا" أيضا. وتابع "نحن في المملكة العربية السعودية ليس لدينا رقم مستهدف محدد.

إنتاج المملكة العربية السعودية هو تجاوب مع طلب العملاء سواء كانوا خارج المملكة - الدوليين - أو داخل المملكة." وأضاف "المملكة ستكون سياستها الإنتاجية بقدر كبير من المسؤولية" مشيرا إلى أن السعودية لن تغرق سوقا متخمة بالمعروض إذا لم يكن هناك طلب.

ومن المنتظر أن تعقد الدول الأعضاء في منظمة أوبك اجتماعا غير رسمي في الجزائر في سبتمبر أيلول حيث يتوقع أن تسعى إلى إحياء اتفاق عالمي لتثبيت الإنتاج. وزادت السعودية إنتاجها النفطي في يونيو حزيران ويوليو تموز إلى مستويات قياسية لتلبية الزيادة الموسمية في الطلب المحلي فضلا عن ارتفاع متطلبات التصدير. كانت مصادر بالقطاع قالت لرويترز إن الرياض قد تزيد الإنتاج إلى مستوى قياسي في أغسطس آب.

وأنتجت السعودية 10.67 مليون برميل يوميا في يوليو تموز وهو أعلى مستوى للإنتاج في تاريخ المملكة. وقال الفالح لرويترز الأسبوع الماضي إن إنتاج أغسطس آب ظل قرب هذا المستوى. وتبلغ الطاقة الإنتاجية للسعودية 12.5 مليون برميل يوميا الأمر الذي يمنحها القدرة على زيادة إنتاجها في حالة حدوث أي تعطل للإمدادات العالمية. وقال الفالح إنه لا يتوقع الوصول إلى هذا المستوى إلا إذا حدث تعطل غير متوقع في الإمدادات.

وتستورد آسيا عادة معظم احتياجاتها من الخام من السعودية لكن المملكة تتعرض لضغوط من منافسين مثل روسيا في أسواق من بينها الصين. ونفى الفالح وجود حرب أسعار بين المنتجين للفوز بالسوق الصينية وقال إن زيادة إمدادات روسيا إلى الصين أمر طبيعي ولا يشكل تهديدا للمملكة. وبموجب إصلاحات اقتصادية واسعة تخطط الحكومة السعودية لطرح أقل من خمسة بالمئة من شركة النفط الوطنية العملاقة أرامكو السعودية للبيع.

عدم تثبيت الإنتاج تسبب هبوط اسعار النفط

في سياق ذي صلة خفض محللون لأسواق النفط توقعاتهم لأسعار الخام للمرة الأولى منذ فبراير شباط مع تراجع احتمالات اتفاق كبار المنتجين على تثبيت مستويات الإنتاج وظهور مؤشرات على زيادة إنتاج الولايات المتحدة تدريجيا. وبعد خمسة أشهر متتالية من التعديلات الصعودية بلغ سعر خام القياس العالمي مزيج برنت في متوسط توقعات 34 من المحللين وخبراء الاقتصاد استطلعت رويترز آراءهم 45.44 دولار للبرميل في 2016 بانخفاض طفيف عن توقعات الشهر الماضي البالغة 45.51 دولار للبرميل في المتوسط بحسب رويترز.

وبلغ متوسط سعر خام بحر الشمال 42.59 دولار للبرميل منذ بداية العام حتى الآن بعدما ارتفع من أدنى مستوى في نحو 13 عاما الذي بلغ 27.10 دولار للبرميل في يناير كانون الثاني إلى أعلى مستوى في ثمانية أشهر الذي بلغ 52.86 دولار للبرميل في يونيو حزيران هذا العام. وبلغ متوسط المتوقع لسعر الخام الأمريكي في الاستطلاع 43.96 دولار للبرميل في 2016 مقارنة مع نحو 41 دولارا للبرميل في المتوسط منذ بداية العام إلى الآن.

إيران تبدي استعدادا أكبر لتعزيز أسعار النفط

وقد قالت مصادر في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وقطاع النفط إن إيران تبعث بإشارات إيجابية على أنها قد تدعم اتخاذ إجراء مشترك لتعزيز سوق النفط وهو ما قد يدعم الجهود الرامية لإحياء اتفاق عالمي على تثبيت مستويات الإنتاج في محادثات ستجرى الشهر المقبل. وتزيد إيران ثالث أكبر منتج للخام في أوبك إنتاجها منذ رفع العقوبات الغربية عنها في يناير كانون الثاني. ورفضت طهران الإنضمام إلى محاولة سابقة هذا العام من أوبك ومنتجين آخرين مثل روسيا لتجميد الإنتاج حيث انهارت المحادثات في ابريل نيسان.

وأضافت المصادر أنه رغم أن إيران لم تقرر حتى الآن ما إذا كانت ستشارك في أي جهود جديدة إلا أن طهران تبدو أكثر استعدادا للتوصل إلى تفاهم مع منتجي النفط الآخرين. وقام وزير النفط الفنزويلي إيولوخيو ديل بينو الأسبوع الماضي بجولة شملت دولا منتجة للنفط من بينها السعودية وإيران لحشد التأييد لاتفاق. ورغم صعود النفط هذا العام فإن السلع البالغ حاليا نحو 49 دولارا للبرميل هو أقل من نصف مستويات منتصف 2014 بحسب رويترز.

وقال مصدر مطلع على التفكير الإيراني بعد زيارة ديل بينو لطهران "ستصل إيران إلى مستويات إنتاج ما قبل العقوبات قريبا وبعدها يمكنها التعاون مع الآخرين." وأضاف "بصفة عامة تفضل إيران أخذ مزيد من الإجراءات من جانب أوبك لا مجرد الاكتفاء بتثبيت الإنتاج عند مستوياته القصوى لجميع الأعضاء. إذا كانت مسألة التثبيت هذه ستساعد على تحسين الأسعار فإن إيران ستسهم فيها."

ومن المقرر أن يعقد أعضاء أوبك اجتماعا غير رسمي في الجزائر الشهر المقبل على هامش منتدى الطاقة الدولي المتوقع أن تحضره روسيا أيضا. وتسعى فنزويلا التي تضرر اقتصادها بشدة من هبوط أسعار النفط منذ أشهر لحشد تأييد المنتجين لاتفاق لتقليص الإنتاج. وزار ديل بينو طهران في 15 أغسطس آب قبل أن يتوجه إلى جدة في السعودية.

وتريد روسيا التي كانت مستعدة في ابريل نيسان لتجميد الإنتاج أن ترى توافقا داخل أوبك قبل أن تقرر الإنضمام مجددا إلى مبادرة. وقال مصدر رفيع في قطاع النفط مشيرا إلى الرياض وطهران "المفاوضات مستمرة. أرى علامات إيجابية من دول ‘رئيسية‘ في أوبك." وتابع "تريد روسيا أن ترى توافقا داخل أوبك قبل أن تلتزم بأي شئ. ولذا فإن (أعضاء أوبك) مشغولون فيما بينهم للتوصل إلى اتفاق."

وتقول مصادر في أوبك إن مشاركة إيران في اتفاق بخصوص الإنتاج هي العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق. وفي ابريل نيسان انهارت المحاولة السابقة لتجميد الإنتاج عند مستويات يناير كانون الثاني بعدما قالت السعودية إنها تريد من جميع المنتجين بمن فيهم إيران الإنضمام إلى المبادرة.

وتصر طهران على أنها لن تكون مستعدة للانضمام إلى عمل مشترك إلا عندما يبلغ إنتاجها النفطي مستويات ما قبل العقوبات عند أربعة ملايين برميل يوميا. وأظهرت أرقام أوبك أن إيران ضخت 3.6 مليون برميل يوميا في يوليو تموز. لكن منذ تعيين خالد الفالح وزيرا للطاقة في السعودية في ابريل نيسان اتخذت المملكة نبرة أكثر ليونة تجاه إيران داخل أوبك. ومن المرجح أن تحيي المنظمة محادثات تجميد الإنتاج في سبتمبر أيلول حيث تبدو السعودية راغبة في أسعار أعلى.

وإلى جانب إيران فإن مستويات الإنتاج في نيجيريا وليبيا قد تعقد أيضا جهود التوصل إلى اتفاق. فبينما تضخ السعودية وإيران وروسيا إنتاجا قياسيا مرتفعا منذ ابريل نيسان فإن إنتاج نيجيريا سجل أدنى مستوياته في أكثر من 20 عاما بسبب الهجمات على المواقع النفطية. وتضخ ليبيا جزءا ضئيلا من إنتاجها قبل الحرب.

ايران لم تعلن بعد موقفها حيال تجميد سقف الانتاج

من جهته قال مصدر في وزارة النفط الايرانية لفرانس برس ان طهران لم تتخذ موقفا بعد حيال تحديد سقف الانتاج او المشاركة في اجتماع مرتقب لمنظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) في الجزائر. واضاف المصدر رافضا الكشف عن اسمه "من المبكر جدا الحديث عن قرار ايراني يتعلق بتجميد مستوى الانتاج".

وتاتي هذ التصريحات في اعقاب شائعات حول مشاركة ايران في اجتماع غير رسمي لاوبك في ايلول/سبتمبر على هامش منتدى مخصص لشؤون الطاقة. وارتفعت اسعار النفط اثر تقارير تؤكد ان طهران ارسلت "اشارات ايجابية" حول دعمها خطوة تتخذها اوبك وروسيا لتجميد مستويات الانتاج من اجل رفع الاسعار. لكن المصدر في وزارة النفط الايرانية وصف مشاركة ايران في الاجتماع بانه مجرد "تكهنات".

وقد فشلت محاولة اوبك تجميد الانتاج في وقت سابق من هذا العام بسبب رفض ايران التي كانت خرجت لتوها من العقوبات الدولية وابدت حرصها على زيادة عائداتها النفطية. كما تزايد التوتر في الاشهر الاخيرة مع منافستها الاقليمية السعودية، العضو المهيمن في منظمة اوبك.

تقول ايران انها ضاعفت صادراتها من النفط الى 2,7 مليون برميل يوميا منذ التوقيع على اتفاق مع القوى العالمية في تموز/يوليو 2015 ادى الى رفع العقوبات في مقابل فرض قيود على برنامجها النووي. وقد ارتفع انتاج النفط من 2,7 الى 3,85 مليون برميل يوميا مقتربا من المستوى الذي كان عليه قبل فرض العقوبات الدولية في عام 2012.

السعودية تلمح لرفع إنتاج النفط لمستوى قياسي

وما فتئت السعودية تبعث بإشارات تفيد بأنها ربما تزيد إنتاجها من النفط الخام إلى مستوى قياسي جديد متجاوزة روسيا أكبر منتج للخام في العالم مع استعداد المملكة لمحادثات صعبة الشهر القادم حول اتفاق عالمي لتجميد الإنتاج. وتقول مصادر في قطاع النفط إن المملكة وهي بالفعل أكبر بلد مصدر للخام في العالم بدأت زيادة الإنتاج من يونيو حزيران بعدما أبقته مستقرا في النصف الأول من العام لتلبية الطلب الموسمي المرتفع ومتطلبات زيادة الصادرات.

وأضافت المصادر أن زيادة الانتاج قد تمنح السعودية نفوذا أكبر خلال المحادثات في سبتمبر أيلول حيث يتوقع أن يجتمع منتجون من منظمة أوبك ومن خارجها بهدف إحياء اتفاق لتجميد الانتاج من أجل دعم الأسعار. ورغم ذلك قال محللون إن استخدام أساليب متشددة في المفاوضات قد تؤدي إلى نتائج عكسية على الرياض.

وقال أوليفييه جاكوب المحلل لدى بتروماتريكس في مذكرة "سيكون من الصعب للغاية على السعودية إقناع دول أخرى بالانضمام إلى خطة تحرك جماعي في حين أنها هي نفسها المصدر الرئيسي لزيادة الإمدادات بجانب إيران بعد رفع العقوبات." وبلغ انتاج المملكة في يونيو حزيران 10.55 مليون برميل يوميا وزاد إلى 10.67 مليون برميل يوميا في يوليو تموز أعلى مستوى في تاريخها.

وتتوقع المصادر الآن أن تزيد السعودية ذات الثقل في منظمة أوبك إنتاجها من الخام إلى مستوى قياسي جديد هذا الشهر حيث يبدو الطلب الداخلي والخارجي جيدا. وقال مصدر من خارج أوبك إن السعوديين يبلغون السوق بهدوء بأن إنتاج المملكة ربما يشهد مزيدا من الارتفاع في أغسطس آب ليصل إلى 10.8-10.9 مليون برميل يوميا بحسب رويترز.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن الفالح قوله "على الرغم من الشعور السائد في السوق البترولية حاليا لا يزال إنتاجنا من النفط الخام يشهد طلبا قويا في معظم أنحاء العالم لا سيما وأن العرض من خارج منظمة أوبك قد شهد انخفاضا سريعا مع زيادة حالات انقطاع الإمدادات في ظل المؤشرات القوية للطلب العالمي."

وقالت الوكالة إن السعودية ضخت في السوق 10.75 مليون برميل يوميا من الخام في يوليو تموز وهو أعلى من إنتاجها الفعلي حيث سحبت كميات إضافية من مخزوناتها الضخمة. وهبطت أسعار النفط إلى 27 دولارا للبرميل في يناير كانون الثاني من نحو 115 دولارا في منتصف 2014 وهو ما سبب أضرارا لميزانيات الدول المصدرة للخام على مستوى العالم ومن بينها السعودية التي سجلت عجزا قياسيا في الميزانية.

وانهارت في أبريل نيسان محاولة سابقة لتجميد الإنتاج عند مستويات يناير كانون الثاني بعدما قالت السعودية إنها تريد من جميع المنتجين ومن بينهم إيران الانضمام إلى المبادرة. لكن المملكة ومنذ تعيين الفالح تبنت نهجا أكثر لينا تجاه إيران داخل أوبك. وتقول مصادر في أوبك إن من المرجح أن تحيي المنظمة المحادثات بشأن تجميد الإنتاج عندما تجتمع مع المنتجين من خارجها في الجزائر الشهر القادم حيث ترغب الرياض فيما يبدو في أسعار أعلى لكن الاتفاق على مستوى للتجميد يشكل العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق.

صعود النفط يواجه ضغوط من إنتاج قياسي للسعودية

في سياق مقترب تعثر مؤخرا صعود أسعار النفط مع تقييم المتعاملين للسوق بعدما طغت مخاوف من زيادة إنتاج السعودية إلى مستويات قياسية مرتفعة على تأثير تراجع مخزونات النفط الخام والبنزين في الولايات المتحدة رغم حديث منظمة أوبك عن وسائل لتبديد تخمة المعروض العالمي.

وتعرضت السوق لمزيد من الضغوط بفعل تقارير عن توقف في أنشطة مصاف في الولايات المتحدة من بينها وحدة للخام في مصفاة لإكسون موبيل بطاقة حوالي 502 ألف برميل يوميا في باتون روج بلويزيانا. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي خمسة سنتات إلى 46.53 دولار للبرميل بحلول الساعة 1703 بتوقيت جرينتش بعدما صعدت بنحو 21 سنتا في وقت سابق بحسب رويترز.

وزادت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 42 سنتا إلى 49.65 دولار للبرميل بعدما ارتفعت في وقت سابق إلى 49.75 دولار مسجلة أعلى مستوياتها في خمسة أسابيع. وارتفعت أسعار النفط لوقت قصير بعدما قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن مخزونات النفط الخام المحلية هبطت 2.5 مليون برميل الأسبوع الماضي مما فاجأ المحللين الذين توقعوا زيادتها 522 ألف برميل.

وتراجعت مخزونات البنزين أيضا 2.7 مليون برميل متجاوزة التوقعات بانخفاض قدره 1.6 مليون برميل. لكن الصعود لم يلبث أن تضاءل بعدما ركزت السوق بشكل أكبر على تقرير لرويترز ذكر أن السعودية قد ترفع إنتاج الخام في أغسطس آب إلى 10.8-10.9 مليون برميل يوميا متجاوزة روسيا كأكبر منتج للنفط في العالم حتى مع سعي أوبك للاتفاق على كبح الإنتاج العالمي.

مستوى قياسي لإنتاج نفط أوبك

وقد خلص مسح أجرته رويترز مؤخرا إلى أن من المرجح أن يصل إنتاج نفط أوبك إلى مستوى قياسي مرتفع في أغسطس آب حيث عوضت الإمدادات الإضافية من السعودية والأعضاء الخليجيين الآخرين أثر التراجعات في نيجيريا وليبيا. وقالت مصادر في المسح إن من المرجح أن يكون إنتاج السعودية أكبر مصدر في أوبك قد بلغ مستوى قياسيا جديدا مع تلبيتها الطلب المحلي المرتفع عادة في هذا الوقت من السنة وتركيزها على المحافظة على حصتها السوقية.

وتعززت إمدادات المنتجين الكبار الآخرين في الشرق الأوسط باستثناء إيران. وبحسب المسح المستمد من بيانات الشحن ومعلومات مصادر بالقطاع زاد معروض منظمة البلدان المصدرة للبترول إلى 33.50 مليون برميل يوميا من قراءة معدلة تبلغ 33.46 مليون برميل يوميا في يوليو تموز. وقد يزيد ذلك الشكوك فيما يتعلق بتجدد الحديث داخل أوبك عن تثبيت الإنتاج لدعم الأسعار. وارتفع النفط صوب 48 دولارا للبرميل من 42 دولارا في مطلع أغسطس آب مدعوما بمثل تلك التكهنات لكن الآمال ضعفت في الأيام الأخيرة.

وقال أوليفييه جاكوب محلل سوق النفط في بتروماتركس "أوبك لا ترغب حقا في تثبيت الإنتاج.. لكنها تحلم بتثبيت الأسعار عند المستويات الحالية." وزاد المعروض منذ تخلت أوبك في 2014 عن دورها التاريخي المتمثل في تعديل الإنتاج لرفع الأسعار مع قيام السعودية والعراق وإيران بضخ المزيد. وارتفع الإنتاج أيضا بسبب عودة إندونيسيا في 2015 والجابون في يوليو تموز لعضوية المنظمة.

وأفسد تغير العضوية المقارنات التاريخية. وإنتاج أوبك في أغسطس آب باستبعاد الجابون وإندونيسيا 32.54 مليون برميل يوميا وهو أعلى مستوى في مسوح أوبك التي بدأت عام 1997. ولا توجد أي دلائل على تخفيضات متعمدة. كان وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أبلغ رويترز الاسبوع الماضي أن إنتاج أغسطس آب قريب من مستوى يوليو تموز لكنه لم يذكر رقما محددا بحسب رويترز.

وتواصل الإمارات العربية المتحدة زيادة إنتاجها الذي وصل إلى ثلاثة ملايين برميل يوميا في أغسطس آب للمرة الأولى في مسوح رويترز. وضخ العراق والكويت أكثر بقليل في يوليو تموز حسبما أظهر المسح. واستقر المعروض الإيراني هذا الشهر مع اقتراب الإنتاج من معدلات ما قبل العقوبات الغربية وكان البلد أسرع مصدر لنمو إنتاج أوبك في وقت سابق هذا العام بعد رفع العقوبات. وتسعى إيران إلى جذب الاستثمارات لمزيد من زيادة المعروض.

وعلى صعيد الدول التي تراجع إنتاجها جاء أكبر انخفاض من نيجيريا مع تعرض المنشآت النفطية لهجمات المتمردين. وحالة القوة القاهرة معلنة في خام كوا إيبوي أكبر مصدر لإمدادات البلاد على مدار الشهر بأكمله مما يقلص الصادرات. وتراجع إنتاج ليبيا أكثر وشهدت فنزويلا انخفاضا جديدا وسط أزمة اقتصادية.

إنتاج نفط أوبك يرتفع 40 ألف ب/ي

في السياق نفسه يظهر الجدول التالي إنتاج أوبك من النفط الخام بالمليون برميل يوميا في أغسطس آب ويوليو تموز وفقا لمسح أجرته رويترز ونشر مؤخرا. يفيد المسح بارتفاع إنتاج الأربعة عشر عضوا بمنظمة البلدان المصدرة للبترول 40 ألف برميل يوميا في أغسطس آب حيث طغت الزيادة بين أعضاء الشرق الأوسط على خسائر المنتجين الأفارقة.

لا تستهدف أوبك مستوى معينا للمعروض. وفي ديسمبر كانون الأول 2015 ألغت المنظمة سقف إنتاجها الذي كان يبلغ 30 مليون برميل يوميا وظلت تتخطاه لأشهر. وجرى تعديل أرقام إنتاج يوليو تموز للسعودية ونيجيريا والعراق مما أسفر عن زيادة قدرها 50 ألف برميل يوميا لإنتاج أوبك في ذلك الشهر.

الأرقام الإجمالية مقربة. ولا توجد حصص فردية للدول الأعضاء في أوبك.

              أغسطس        يوليو

الجزائر       1.09        1.10

أنجولا        1.77        1.74

الإكوادور     0.55       0.55

الجابون       0.22       0.21

إندونيسيا     0.74       0.74

إيران         3.62       3.62

العراق       4.31       4.29 (م)

الكويت     2.87       2.86

ليبيا         0.26       0.28

نيجيريا      1.47      1.52 (م)

قطر        0.65       0.65

السعودية  10.70     10.67 (م)

الإمارات    3.00       2.96

فنزويلا      2.25       2.27

إجمالي أوبك 33.50 33.46 (م)

م = معدلة.

ويهدف مسح أوبك إلى تقييم معروض الخام في السوق مع استبعاد الكميات المخصصة للتخزين لكن ليس المبيعة منه بحسب رويترز. وتشمل بيانات السعودية والكويت المنطقة المحايدة. فيما تشمل بيانات فنزويلا تشمل النفط التخليقي المحسن. إنتاج نيجيريا يشمل إمدادات أجبامي ولكن ليس مكثفات أوسو وأكبو.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي