التنمر المدرسي والالكتروني.. سلوك عدواني ينتهك حقوق الاطفال

شبكة النبأ

2023-11-05 07:34

اليوم الدولي لمكافحة كل أشكال العنف والتنمر في المدارس، ومنها التنمر الإلكتروني

يّعدّ العنف المدرسي والتنمّر الإلكتروني ظاهرة لا تفتأ تشتدّ وتتفاقم، وتطال عواقبها عدداً هائلاً من الأطفال والمراهقين.

وقد وافقت الدول الأعضاء لدى اليونسكو على إعلان كل أول يوم خميس من شهر تشرين الثاني/نوفمبر يوماً دولياً لمكافحة كل أشكال العنف والتنمر في المدارس، ومنها التنمر الإلكتروني. وإنها وإذ تقوم بهذه الخطوة، إنّما تقرّ بأنّ العنف في البيئة المدرسيّة يمثّل بشتّى أشكاله انتهاكاً صارخاً لحق الأطفال والمراهقين بالتعليم والصحة والرفاهية. ومن هنا، فإنّها تدعو جميع الدول الأعضاء لدى اليونسكو، وشركاء الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية والإقليمية ذات الصلة، والمجتمع المدني، والمنظمات غير الحكومية، والأفراد، وغيرهم من الأطراف المعنيّة، إلى المساعدة في الترويج لهذا اليوم الدولي والاحتفال به بيُسر وبلا عقبات.

وأفاد تلميذ واحد من كل ثلاثة تلاميذ تقريباً بأنّه تعرّض للتنمّر من قبل أقرانه مرّة واحدة على الأقل خلال الشهر الماضي، في حين أفادت نفس النسبة بأنّها تعرضت للعنف الجسدي. وتَبدُر ممارسات التنمّر والعنف في البيئة المدرسية من الأقران، لكن يُمارس العاملون في المدرسة أيضاً، ومن بينهم المعلّمين، مثل هذه الانتهاكات في بعض الأحيان. ولا يزال العقاب الجسدي في المدارس مسموحاً به في 67 بلداً.

يُعرّف التنمر على أنه سلوك عدواني ينطوي على أفعال سلبية غير مرغوب فيها تتكرر باستمرار وتعكس اختلالا في القوة أو البأس بين الجاني والضحية.

ويسفر العنف عن آثار سلبية للغاية تضرّ بالتحصيل الدراسي للتلاميذ، ناهيك عن صحتهم العقلية ونوعية حياتهم بشكل عام. وتعدّ احتمالات شعور الطلاب المعرّضين للتنمّر بأنهم منبوذون في المدرسة ثلاثة أضعاف احتمال شعور غيرهم من الطلاب بذلك. وتبلغ احتمالات غياب ضحايا التنمّر عن المدرسة ضعف احتمالات غياب سائر التلاميذ عنها. هذا ويحرز ضحايا التنمّر نتائج دراسية أسوأ من النتائج التي يحرزها أقرانهم، ويعدّون أكثر عرضة للانقطاع عن التعليم النظامي بعد إتمام التعليم الثانوي.

وأقيم اليوم الدولي لمكافحة كل أشكال العنف والتنمر في المدارس، ومنها التنمر الإلكتروني لعام 2023 بتاريخ 2 تشرين الثاني/ نوفمبر، وتتمثل الغاية المرجوة من هذا اليوم في إبراز الصلات المتينة بين العنف المدرسي والصحة النفسية. ويجري عليه الاحتفال به تحت شعار: لا مكان للخوف: القضاء على العنف في المدارس من أجل تحسين الصحة النفسية والتعلم.

ومن المفترض أن تكون المدارس بيئات آمنة وداعمة للمتعلمين والمدرّسين، بيد أنّ الدلائل تُبيّن أنّ الأمر ليس كذلك على الدوام، إذ قد تكون العديد من المدارس أماكن يمس فيها العنف والتنمر الجميع.

إن الصلات المتينة القائمة بين الصحة النفسية والعنف في المدارس تبعث على القلق: يمكن لتجارب العنف والتنمر والتمييز في المدرسة أن تسهم في اعتلال الصحة النفسية وتؤثر في التعلم، بيد أنّ مشاعر الأمان مرتبطة بتحقيق صحة نفسية ونتائج تعليمية أفضل. علينا القضاء على العنف وتعزيز الصحة النفسية الجيدة في المدارس لضمان تعلّم المتعلمين ونموهم في أماكن آمنة وداعمة.

وقالت المديرة العامة لمنظمة التربية والعلم والثقافة (اليونسكو) أوردي أزولاي: "في هذا اليوم تحرص اليونسكو على تذكير جميع ضحايا التنمر بأنهم ليسوا وحدهم. المجتمع الدولي بأسره يدعمهم ويقف إلى جانبهم. لقد حان الوقت لوضع حد لهذه الآفة العالمية بشكل نهائي. حان الوقت للقيام بذلك معا."

ففي رسالتها بمناسبة دعت أزولاي إلى تعزيز الالتزام الجماعي بالقضاء على هذه الآفة، بما في ذلك التنمر الإلكتروني، "لجعل المدارس مساحات لازدهار المعارف وضروب الخيال وسبل التلاقي."

وشددت السيدة أزولاي في رسالتها على أن التنمر لم يعد يتوقف عند بوابات المدارس، بل بات يتواصل ويتفرع عبر الإنترنت، خارج أوقات الدوام المدرسي.

وقالت: "يجب علينا في هذا اليوم الدولي، كما في كل يوم من أيام السنة، أن نعزز التزامنا الجماعي بالقضاء على التنمر والتنمر الإلكتروني. لقد حان الوقت لإيلاء الاعتبار الواجب لمكافحة التنمر والتنمر الإلكتروني، أي إدراجها في سلم أولويات سياساتنا التعليمية. فينبغي أن يشعر كل طفل بأنه يحظى بالاحترام والقبول والأمان حتى يتمكن من التعلم والازدهار التام في البيئة المدرسية".

وشجعت المنظمة المدارس على القيام بأنشطة لتعزيز الوعي بشأن الوقاية من العنف والتنمر في المدارس، والعمل معا لجعل المدارس والمؤسسات التعليمية أكثر أمانا وحيوية لجميع المتعلمين.

دور المعلمين في إيجاد فضاءات آمنة

وقد بحثت حلقة دراسية في باريس بهذه المناسبة دور المعلمين في إيجاد فضاءات آمنة لجميع الطلاب في المدارس.

وتشير اليونسكو إلى أن المناهج الفعّالة القائمة على الأدلة لمنع العنف المدرسي والتصدي له تستخدم النموذج الشامل والذي يُعرف باسم "نهج المدرسة الكلي."

ويتضمن مثل هذا النهج الشامل مجموعة من الإجراءات التكميلية ويتطلب مشاركة مختلف أصحاب المصلحة داخل بيئة المدرسة وخارجها. ويقوم المعلمون بدور مهم ضمن هذا النموذج.

والمعلمون أساسيون في إنشاء بيئات مدرسية وفصول دراسية آمنة جسديا ونفسيا، وتُعدّ علاقتهم بالطلاب أساسية في منع العنف المدرسي والتصدي له.

بإمكانهم أن يكونوا نموذجا للعلاقات القائمة على الرعاية والاحترام وتوجيه الطلاب في اتخاذ الإجراءات بأنفسهم من خلال المبادرات التي يرغب بها الطلاب.

المعلمون أيضا في وضع فريد للتعرف على حوادث العنف والاستجابة لها وربط الطلاب بخدمات الإحالة عند الحاجة. بالإضافة إلى ذلك، يوفر المعلمون رابطا بين المدرسة والمجتمع من خلال علاقتهم مع أولياء الأمور. كما أن المعلمين يشكلون مصدرا مهما في جمع الأدلة وتقييم ما يصلح على مستوى المدرسة.

وتؤكد اليونسكو على حاجة المعلمين إلى التدريب والدعم للعب هذا الدور الحاسم. فقد وجد استطلاع عالمي عبر الإنترنت أجرته اليونسكو عام 2020 أن ما يقرب من نصف المعلمين الذين شملهم الاستطلاع يقولون إنهم تلقوا تدريبات قليلة أو معدومة عن العنف المدرسي والتنمّر قبل أن يبدأوا بالتدريس.

وقال أكثر من الثلثين إنهم تعلموا كيفية إدارة العنف المدرسي من خلال التجربة. وأفاد ثلاثة من بين كل أربعة معلمين بأن بإمكانهم تحديد العنف الجنسي والجسدي ولكنهم أقل قدرة على التعرف على بعض أشكال العنف النفسي.

ويساعد أربعة من كل خمسة معلمين الضحايا، لكن نصفهم فقط يتعامل مع الطلاب الذين يشهدون العنف.

عواقب التنمر على الإنترنت

من جهته عقد مجلس حقوق الإنسان جلسة نقاش لتسليط الضوء على عواقب التنمر عبر الإنترنت ضد الأطفال بما فيها القلق والاضطراب العاطفي والانتحار، وأهمية تطوير استراتيجيات وقائية أفضل بمشاركة شركات التكنولوجيا الكبرى.

واستمع المجلس إلى شهادة مؤثرة من سانتا روز ماري، البالغة من العمر 15 عاما، وهي مدافعة عن حقوق الأطفال من أوغندا، والتي قالت إنه بمجرد مشاركة معلومات شخصية أو صور حميمية لشخص ما عبر الإنترنت، "فإنك لا تستطيع حتى مواجهة المجتمع الذي تعيش فيه. لا تستطيع حتى مواجهة والديك".

وحذرت من أن مثل هذه المواقف يمكن أن تدفع الطفل إلى الانتحار عندما "يكون لديه هذا الشعور بأن المجتمع ليس بحاجة إليه".

وفقا لأرقام منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، فإن 130 مليون طالب في جميع أنحاء العالم يتعرضون للتنمر، والذي تفاقم بسبب انتشار التقنيات الرقمية.

وتشير تقديرات اليونيسف إلى أن واحدا من كل ثلاثة طلاب تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاما يقع ضحية للتنمر.

وأشارت نائبة مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، ندى الناشف إلى أنه وفقا للجنة المعنية بالقضاء على التمييز ضد المرأة، فإن التنمر عبر الإنترنت يؤثر تقريبا على ضعف عدد الفتيات مقارنة بالأولاد.

واستشهدت الناشف في كلمتها أمام جلسة النقاش - التي عقدت في إطار الدورة الـ 54 لمجلس حقوق الإنسان - ببحث أجرته منظمة الصحة العالمية يظهر أن الأطفال الذين يتعرضون للتنمر يزداد بينهم احتمال التغيب عن المدرسة، ويكون أداؤهم أقل في الاختبارات، ويمكن أن يعانوا من الأرق والألم الجسدي النفسي.

وأضافت أن بعض الدراسات تظهر أيضا "آثارا بعيدة المدى تمتد إلى مرحلة البلوغ"، مثل ارتفاع احتمال الإصابة بالاكتئاب، والبطالة.

وقالت المسؤولة الأممية إن موضوع التنمر عبر الإنترنت الذي وصفته بأنه "معقد"، يتقاطع مع قضايا حقوق الإنسان، والقضايا الرقمية، وقضايا السياسات.

وأكدت أن التعامل مع هذا الموضوع بالشكل الصحيح يتطلب "اعتماد نهج شامل ومعالجة الأسباب الجذرية"، مؤكدة أن صوت الأطفال أنفسهم هو محور هذا الأمر.

وشددت كذلك على محورية وقوة الشركات في الفضاء الإلكتروني، مؤكدة على مسؤولية شركات التكنولوجيا في توفير أدوات خصوصية ملائمة، واتباع إرشادات الإشراف على المحتوى بما يتماشى مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان.

15 مليون منشور تنمر وتحرش

من المشاركين في الجلسة مديرة سياسة السلامة في شركة ميتا (Meta)، ديبالي ليبرهان، التي تحدثت عن حجم المشكلة، قائلة إنه في الربع الثالث من عام 2023 وحده، تم اكتشاف حوالي 15 مليون منشور لمحتوى على منصات ميتا فيسبوك وإنستغرام تعد تنمرا وتحرشا.

وأكدت أن معظم ذلك المحتوى تمت إزالته بشكل استباقي بواسطة ميتا قبل الإبلاغ عنه.

وسلطت ليبرهان الضوء على سياسات الإشراف على المحتوى الخاصة بالشركة والطرق التي تطبقها ميتا على منصاتها، والشراكة مع الخبراء للاطلاع على الإجراء الذي تتخذه، ودمج أدوات مكافحة التنمر في تجربة المستخدم.

وفي ختام الجلسة، أكد عضو لجنة حقوق الطفل، فيليب جافي على "المسؤولية الجماعية تجاه سلامة أطفالنا".

وأضاف "نحن بحاجة إلى جعل الأطفال أكثر وعيا بحقوقهم، وجعل الدول ومكونات المجتمع الأخرى أكثر إدراكا لالتزاماتها بحمايتهم".

نصف مراهقي العالم يعانون من عنف أقرانهم

وأفاد تقرير أصدرته منظمة اليونيسف أن نصف الطلاب ممن تتراوح أعمارهم بين 13 و15عاما في جميع أنحاء العالم، حوالي 150 مليون، أفادوا بتعرضهم للعنف من نظرائهم داخل المدرسة وما حولها. وأضاف التقرير أن التنمر(التحرش) بين الأقران في المدارس يؤثر على تعلم الطلاب ورفاههم في البلدان الغنية والفقيرة على حد سواء.

ولخص التقرير مجموعة متنوعة من الطرق التي يواجه بها الطلاب العنف داخل الفصل الدراسي وما حوله. فعلى الصعيد العالمي، يقول التقرير، إن أكثر من ثلث الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاما يعانون من تعرضهم للتنمر(التحرش)، فيما تنخرط نفس النسبة تقريبا في المعارك البدنية، وأقر 3 من كل 10 طلاب في 39 دولة صناعية بتعرضهم للتنمر بواسطة أقرانهم.

وذكر تقرير اليونيسف أن نحو 720 مليون طفل في سن الدراسة يعيشون في بلدان لا يُحظر فيها العقاب البدني في المدرسة بشكل كامل.

وأوضحت اليونيسف أنه في الوقت الذي يتعرض الفتيان والفتيات بصورة متساوية لخطر التنمر، فمن المرجح أن الفتيات يصبحن ضحايا للأشكال النفسية للتنمر فيما يصبح الفتيان أكثر عرضة لخطر العنف الجسدي والتهديد.

ويشير التقرير إلى أن العنف الذي ينطوي على استخدام الأسلحة في المدارس، مثل السكاكين والأسلحة النارية، لا يزال يزهق الأرواح. وفي عالم رقمي متزايد، لا يكلف المتنمرون نشر محتوى عنيف ومؤذٍ ومهين سوى نقرة زر.

وفي سبيل الحد من العنف في المدارس، أطلقت اليونيسف بالتعاون مع إدارة التنمية الدولية بالمملكة المتحدة واليونسكو وبعض الشركاء الدوليين حملة بعنوان "درس كل يوم، أنهوا العنف في المدارس" كجزء من حملتها العالمية لتسليط الضوء على قضية العنف في المدارس وما حولها.

وقالت اليونيسف إن الحملة تتضمن عقد سلسلة من المحادثات والمناقشات الشبابية في جميع أنحاء العالم، خلال الأشهر المقبلة، بهدف توفير ﻣﻧبر للشباب يتبادلون من خلاله خبراتهم بشأن التعرض للعنف والتحدث بشأن ما يحتاجونه للشعور بالأمان في المدرسة وما حولها ورفع توصيات إلى قادة العالم حول تلك المناقشات.

ولإنهاء العنف في المدارس، دعت اليونيسف وشركاؤها إلى اتخاذ إجراءات عاجلة في عدد من المجالات منها تنفيذ سياسات وتشريعات لحماية الطلاب من العنف في المدارس، وتعزيز تدابير المنع والاستجابة في المدارس إضافة إلى جمع بيانات مفصلة عن العنف ضد الأطفال داخل المدارس وما حولها ومشاركة ما تثبت نجاحها من تلك البيانات.

ليس من طقوس العبور

والتنمّر الجسدي هو أكثر أنواع التنمّر شيوعا في العديد من المناطق – باستثناء أميركا الشمالية وأوروبا – حيث يكون التنمّر النفسي أكثر شيوعا.

ويُعتبر التنمّر الجنسي – بما في ذلك النكات أو التعليقات أو الإيماءات الجنسية العدائية – ثاني أكثر أشكال التحرّش شيوعا في المدرسة في العديد من المناطق.

وعلى الرغم من أن العنف والتسلّط في المدرسة يؤثران على الطلاب الذكور والإناث، إلا أن التنمّر الجسدي أكثر شيوعا بين الأولاد.

وأفاد الطلاب بأن المظهر الجسدي للشخص هو السبب الأكثر شيوعا للتنمر، يليه العرق أو الجنسية أو لون البشرة.

وتابعت اليونسكو أن الإساءة النفسية أكثر شيوعا بين الفتيات، إذ يتعرّضن "للإقصاء والرفض، والتجاهل، والإهانات، ونشر الشائعات، واختلاق الأكاذيب، والشتائم، والسخرية، بالإضافة إلى الإذلال والتهديد".

رفضت اليونسكو الاعتقاد السائد بأن التنمّر هو من "طقوس العبور" لأي مرحلة من المراحل التي يمرّ بها الطالب، وأنه لا يمكن فعل الكثير للقضاء عليه، وأصرت المنظمة على أن عشرات الدول قد أحرزت تقدما كبيرا في معالجة المشكلة.

وأشارت إلى أن الرغبة السياسية في التغيير كانت أساسية، إلى جانب تعزيز بيئة مدرسية تهتم بالطالب، وتعمل على تدريب المعلمين واتباع آليات الإبلاغ عن التنمّر ودعم الطلاب المتضررين.

علامات تدل على التنمر المدرسي

وتواجه المدارس الأمريكية أزمة حقيقية في التنمّر، إذ أبلغ واحد من كل خمسة طلاب عن تعرضه للتنمر، وفقًا لما ذكرته بيانات المركز الوطني لإحصاءات التعليم، وهو جزء من وزارة التربية والتعليم في الولايات المتحدة.

ويُعرِّف موقع "StopBullying.gov" التابع للحكومة الأمريكية سلوك التنمر على أنه اختلال في توازن القوة بين الجاني والضحية، وحوادث متكرّرة (أو احتمالية تكرارها).

وتُعد الوقاية جوهر حلّ مشكلة التنمر، بدلاً من انتظار حصول نوبة أكثر عنفًا أو بمجرد تصاعد العديد من الحوادث وتحولها إلى مأساة.

ويمكن للوالدين القيام بدور رئيسي في هذا الجهد، من خلال علامات تشير إلى تعرض الطفل للتنمر:

ابحث عن التغييرات التي يعاني منها الطفل. ومع ذلك، يجب أن تدرك أنه ليس كل الأطفال الذين يتعرضون للتنمر تظهر عليهم علامات تحذيرية.

بعض العلامات التي قد تشير إلى وجود مشكلة تنمر:

إصابات غير مبررة

فقدان الملابس، أو الكتب أو الأجهزة الإلكترونية أو المجوهرات

صداع متكرر أو آلام في المعدة، والشعور بالمرض أو التظاهر بالمرض

التغييرات في عادات الأكل، مثل التخطي المفاجئ لوجبات الطعام أو الإفراط في تناول الطعام.

صعوبة النوم أو الكوابيس المتكررة

انخفاض درجات الدراسة، أو فقدان الاهتمام بالعمل المدرسي، أو عدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة

فقدان الأصدقاء المفاجئ أو تجنب المواقف الاجتماعية

الشعور بالعجز أو نقص الثقة بالنفس

السلوكيات المدمرة مثل الهروب من المنزل أو إيذاء النفس أو التحدث عن الانتحار

علامات تشير إلى طفل مُتنمّر

الانخراط في معارك بدنية أو لفظية

تحيط به مجموعة من الأصدقاء المتنمرين

معاناته من العدوانية بشكل متزايد

لديه أموال إضافية غير مبررة أو متعلقات جديدة

لوم الآخرين على مشاكله

لا يتحمل مسؤولية أفعاله

الشعور بتنافسية عالية

كيف يؤثر التنمر على الصحة النفسية والجسدية؟

يأخذ التنمر عدة أشكال، ومن بينها إغاظة الآخرين، واستخدام أسماء مسيئة، والصورة النمطية، والقتال، والتجاهل، ونشر الشائعات، والفضائح العلنية، والتهديد العدواني، وذلك قد يكون في الحياة الواقعية أو عبر الإنترنت.

وأظهر تقرير أن الطلاب الذين أقروا بأنهم تعرضوا للتنمر بسبب العرق أو الجنسية، كانوا أكثر عرضة لتدخين السجائر، وقد كانت معدلات شرب الكحول لديهم أعلى بمعدل 4 من بين كل 10 طلاب منهم لجأوا للكحول خلال الأشهر الـ12 التي سبقت، مقارنة بـ 3 من أصل كل 10 طلاب لم يتعرضوا للتنمر.

ويتوافق التحليل مع النتائج التي توصلت إليها دراسة استقصائية أُجريت عام 2018، نُشرت في مجلة "JAMA Pediatrics" لأكثر من 2500 مراهق. وأشارت الدراسة إلى أن المخاوف المتعلقة بالتمييز المتزايد، ارتبطت بزيادة وتيرة تعاطي المخدرات أو الكحول، واحتمالات أعلى بنسبة 11٪ للاكتئاب، وزيادة أعراض اضطراب فرط الحركة الناتج عن نقص الانتباه بنسبة 12٪.

وإذا كان الحاضر مؤلماً، فالمستقبل لا يبشر أيضاً بالخير للطلاب المعرضين للتنمر. ووجدت دراسة نُشرت في عام 2015 أن المراهقين الذين يتعرضون للتنمر من قبل أقرانهم لأي سبب من الأسباب، سيعانون من آثار على المدى الطويل على الصحة العقلية، بشكل أسوأ من الأطفال الذين أُسيئت معاملتهم من قبل البالغين. وقد أظهر البحث أن الأطفال الذين يتعرضون للتنمر هم أكثر عرضة للإصابة بالقلق، والاكتئاب، والتفكير في إيذاء النفس، والانتحار في وقت لاحق من الحياة.

بالإضافة إلى ذلك، وصف تقرير حديث صادر عن الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب، التنمر باعتباره مشكلة خطيرة في الصحة العامة. وإلى جانب التسبب في الاكتئاب والقلق، وتسببه بتعاطي الكحول والمخدرات، تظهر الآثار الضارة للتنمر جسدياً لدى الأطفال والمراهقين عن طريق تعطيل نومهم، والتسبب في مشاكل في الجهاز الهضمي، والصداع.

ووجدت دراسة منفصلة أن الأطفال الذين تعرضوا للتنمر طيلة مسيرتهم الدراسية، لديهم درجات اختبار متدنية، وكراهية متزايدة للمدرسة، وفشل في الثقة في قدراتهم.

ومع ذلك، فإن المتنمرين أنفسهم يعانون أيضاً، كما تقول الأكاديميات الوطنية، بحيث لديهم معدلات أعلى من الاكتئاب مقارنة بأولئك الذين لم يمارسوا التنمر ولم يتعرضوا له.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي