خطة تربوية

محمد عبد الجبار الشبوط

2020-10-03 07:12

"رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي يشدد على ان تكون خطة بناء المدارس شاملة لانحاء العراق كافة"، هذا مقطع من تصريح رسمي نشر في تويتر قبل ايام، جيد ان تتذكر الدولة، في مثل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها العراق، موضوع الابنية المدرسية، فبرغم كل الاحوال، يجب ان تكون المدرسة هي موضع الاهتمام الاول من قبل الدولة.

لكن ما جاء في التصريح اعلاه، مجرد اقتراح، والدولة لا تقترح، انما تفعل. بمعنى ان تتخذ الدولة اجراءات عملية لتنفيذ هذه المقترحات، وهو اقتراح ناقص، لان المسألة التربوية ليست مقتصرة على الابنية المدرسية، انما هي النظام التربوي باسره.

وقد اقترحت على حيدر العبادي وعادل عبد المهدي ومصطفى الكاظمي خطوة اولى في سبيل وضع نظام تربوي يكون من مقدمات اقامة الدولة الحضارية الحديثة في العراق، والنقطة الاولى في المقترح هي تشكيل المجلس الدائم للتربية في العراق من افراد متطوعين، وبعض موظفي وزارة التربية لتجنب اضافة اعباء مالية جديدة على الدولة.

وظيفة هذا المجلس وضع نطام تربوي حديث وخطة تربوية حديثة تغطي فترة ١٢ عاما هي مدة الدورة الدراسية الكاملة في مدارس العراق، وتستمر عضوية المجلس الدائم للتربية مدة ١٢ عاما ولا تنقطع الا بالوفاة او الاستقالة او اي سبب قانوني اخر.

ينقسم النظام التربوي المقترح الى قسمين: القسم النظري من جهة، والقسم المادي من جهة ثانية، يتعلق القسم الاول بالمحتوى العلمي والمعرفي والقيمي الذي تقوم المدرسة بتنشئة الطلاب وتربيتهم بموجبه لمدة ١٢ عاما بهدف خلق مواطنين فعالين يكونون لبنات الدولة الحضارية الحديثة، ويتضح هذا في المنهج الدراسي لكل المراحل من المرحلة الابتدائية (او حتى الروضة) وانتهاء بالمرحلة الاعدادية (وقد يمتد الى المرحلة الجامعية ايضا).

وتكون القيم الحافة بالمركب الحضاري هي محور المناهج الدراسية، باعتبار ان المركب الحضاري هو الاساس الذي تقوم عليه الدولة الحضارية الحديثة. وتتعلق هذه القيم بالانسان والطبيعة والزمن والعلم والعمل. وهذه هي عناصر المركب الحضاري الخمسة. وتكون القيم العليا مؤشرات السلوك المتعلق بهذه العناصر. وتكون هذه القيم قاعدة بناء شخصية المواطن الفعال.

ويقوم المجلس الدائم للتربية بوضع مفردات منظومة القيم، فيما يقوم خبراء متخصصون بكتابة المناهج الدراسية بتنزيل هذه القيم في المقررات المدرسية حسب المراحل الدراسية/ العمرية، هذا على ان يتم العمل لتطبيق النظام التربوي الجديدة انطلاقا من ١٢ نقطة شروع.

اما القسم المادي للنظام التربوي فهو المتعلق ببناء المدارس وتجهيزها بالاثاث والمستلزمات الدراسية المختلفة من اجهزة كومبيتر ومختبرات وغير ذلك، وتتولى وزارة التربية تنفيذ القسم المادي من النظام التربوي، وهو يتضمن بناء مدارس حديثة بمواصفات تربوية عالمية ومجهزة باحدث المستلزمات التربوية والتعليمية.

وبسبب الازمة المالية الحالية، فقد اقترح الصديق عادل شبر تمويل بناء المدارس الجديدة من سندات الحكومة الاميركية التي يملكها العراق بقيمة حوالي ٣٥ مليار دولار. ويمكن التفاوض مع واشنطن لغرض اطلاق ٢-٣ مليار دولار لتمويل بناء المدارس الجديدة. ويمكن ان تنفذ المشروع شركات اميركية على تستخدم ايدي عاملة عراقية للمساهمة في حل مشكلة البطالة. وعلى هامش حملة بناء المدارس يمكن الطلب باطلاق مبالغ اخرى (٥ مليارات دولار مثلا) لتشييد او اكمال المستشفيات والمستوصفات وتعبيد الطرق وغير ذلك من مشاريع البنية التحتية، بنفس الشرط المذكور اي استخدام ايدي عاملة عراقية. ونوفر بذلك فرص عمل للكثير من الشباب العاطلين، وقد قدمت كل هذه الافكار والمقترحات والمشاريع الى رئيس مجلس الوزراء لكن لا يبدو انه وضع النظر فيها ودراستها ضمن جدول اعماله.

..........................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا