ما هو تصحيح الأسواق المالية وكيف تتعامل معه؟
Fifreedomtoday
2025-11-08 06:02
مع عودة الأسواق المالية إلى التراجع، سواء في سوق الأسهم أو سوق العملات المشفّرة، يبرز مجددًا مصطلح «تصحيح الأسواق المالية»، وهو ظاهرة طبيعية في دورة الاقتصاد، تحدث عندما تتراجع الأسعار مؤقتًا بعد فترة من الارتفاعات المتتالية، في محاولة لإعادة التوازن بين القيمة الحقيقية والتوقعات المبالغ فيها. ويُعد «تصحيح الأسواق المالية» اختبارًا حقيقيًا لقوة أساسيات السوق وصبر المستثمرين.
ما هو تصحيح الأسواق المالية؟
رغم عدم وجود تعريف رسمي، يُعتبر «تصحيح الأسواق المالية» عمومًا انخفاضًا بنسبة 10% على الأقل عن أعلى مستويات السوق الأخيرة. ويمكن تطبيق التصحيحات على أي نوع من الاستثمارات، بما في ذلك الأسهم الفردية، والسندات، والسلع، ومؤشرات الأسهم، وحتى العملات المشفرة.
كيف تتم عملية تصحيح الأسواق المالية؟
بحسب شركة الاستثمار Fidelity، يُعدّ تصحيح الأسواق المالية جزءًا أساسيًا من طبيعة الاستثمار، فكما ترتفع الأسواق، فإنها تنخفض أيضًا.
وقد تستمر فترات التراجع هذه أيامًا أو حتى أشهرًا. فعلى سبيل المثال، انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 — الذي يُستخدم عادةً لقياس الأداء العام للسوق — بأكثر من 10% عن أعلى مستوى له في نحو ثلث الفترات منذ عام 1927. وفي كل مرة، تعافت الأسواق لاحقًا واستأنفت مسارها الصاعد، وإن كان الأداء السابق لا يضمن النتائج المستقبلية.
ما الذي يسبب تصحيح الأسواق المالية؟
تُسهم عدة عوامل في حدوث تصحيح الأسواق، من أبرزها:
1. عناوين الأخبار
الأحداث السياسية والصراعات العالمية تؤثر مباشرة على ثقة المستثمرين.
فعلى سبيل المثال، قد يدفع عدم اليقين الناجم عن تغييرات السياسات المستثمرين إلى بيع الأسهم واللجوء إلى الملاذات الآمنة مثل السندات أو الذهب.
2. البيانات الاقتصادية
سواء تعلق الأمر بأرقام الوظائف أو معدلات التضخم أو طلبات المصانع، فإن البيانات الاقتصادية الضعيفة قد تُحفّز تصحيحًا في السوق.
كما تلعب معنويات المستثمرين دورًا مهمًا، إذ قد تؤدي المخاوف بشأن البطالة أو ضعف ثقة المستهلك إلى موجة بيع، حتى لو لم تُظهر البيانات الفعلية مؤشرات سلبية واضحة.
3. تقارير الأرباح
تُصدر الشركات بشكل دوري تقارير الأرباح لإطلاع المستثمرين على أدائها المالي. وعندما تتجاوز الأرباح التوقعات، غالبًا ما ترتفع أسعار الأسهم، لكن في حال جاءت النتائج مخيبة، فإن الأسعار تميل إلى الانخفاض.
ماذا يجب أن تفعل أثناء تصحيح الأسواق المالية؟
تُبنى استراتيجية الاستثمار السليمة على وضعك المالي الحالي، وأهدافك طويلة الأجل، وقدرتك على تحمّل المخاطر. والأهم هو الالتزام بالخطة خلال فترات الصعود والهبوط.
وفي هذا السياق، تقدم شركة Fidelity مجموعة من النصائح لمساعدة المستثمرين ورواد الأعمال على التعامل مع فترة التصحيح بذكاء:
1. بناء وسادة نقدية للطوارئ
وجود مدّخرات للطوارئ يعني أنك لن تضطر إلى بيع أصولك لتغطية النفقات المفاجئة أو فقدان الدخل.
وتقترح الشركة البدء بمبلغ 1000 دولار، ثم زيادة المدخرات لتغطية نفقات من 3 إلى 6 أشهر.
2. تنويع الاستثمارات
التنويع يعني توزيع أموالك على مجموعة مختلفة من الأصول — مثل الأسهم، السندات، العملات المشفرة، أو الاستثمارات قصيرة الأجل — لتقليل المخاطر، فعندما ينخفض سعر أحد الأصول، قد يرتفع آخر، مما يؤدي إلى تجربة استثمارية أكثر توازنًا مع مرور الوقت. ومع ذلك، يبقى التنويع غير كافٍ لضمان الأرباح أو تجنب الخسائر بالكامل.
3. إعادة التوازن
احرص على الحفاظ على نسبة التوزيع المستهدفة لأصولك من خلال إعادة التوازن بشكل دوري، فإذا لم تقم بتعديل محفظتك، فقد يتغير مستوى المخاطر بما لا يتوافق مع أهدافك واستراتيجيتك الاستثمارية.
4. حصاد الخسائر الضريبية
قد يشكل تراجع السوق فرصة لتطبيق استراتيجية تُعرف باسم «حصاد الخسائر الضريبية» في الحسابات الخاضعة للضريبة.
وتعني هذه الاستراتيجية بيع الاستثمارات الخاسرة لتقليل الضرائب المستحقة على الأرباح المحققة من استثمارات أخرى، فبيع استثمارات رابحة يُخضعك للضريبة، بينما بيع الخاسرة يمكن أن يُخفّض دخلك الخاضع للضريبة ويعزز كفاءة محفظتك.