السفر الصيفي بالطائرات يرتفع رغم ازمة التضخم

شبكة النبأ

2023-06-19 05:39

يسجل قطاع الطيران انتعاشا واضحا سيمكنه من معاودة تحقيق أرباح بعد انهياره في ظل تفشي وباء كوفيد، مع ارتفاع عدد الركاب هذه السنة حيث تتوقع شركات الطيران أن تقل 4,35 مليارات راكب عبر العالم هذه السنة.

وسيترافق هذا الانتعاش الكبير في حركة النقل الجوي الذي استفاد بصورة خاصة من إعادة فتح الصين حدودها، مع تسجيل شركات الطيران مجددا أرباحا.

ويرى مسؤولون في قطاع الطيران ان عودة السياح الصينيين للسفر ستقود حركة انتعاش السياحة العالمية بعد اغلاقات فيروس كورونا هذا العام.

وأعلنت شركات الطيران العالمية في الأشهر الماضية عن نتائج قوية في الوقت الذي تستعد فيه لموسم صيفي نشط، مع عدم ظهور أي علامة على ضعف الطلب على السفر على الرغم من زيادة التضخم.

وترتفع أسعار تذاكر الطيران فيما يقوّض التضخم القدرة الشرائية، لكن شركات الطيران في أوروبا تؤكد امتلاء الحجوزات الصيفية آملة في طيّ صفحة أزمتها بعد تجاوز ذروة تفشي فيروس كوفيد.

وتوقعت إيرباص الأربعاء أن يحتاج العالم إلى 40850 طائرة جديدة ما بين طائرات ركاب وطائرات شحن بحلول 2042، ما سيرفع حجم الأسطول العالمي إلى 46560 طائرة في مقابل 22880 في مطلع 2020.

وترى بوينغ أن الشركات المتدنية التكلفة ستواصل نموها في السنوات العشرين المقبلة و"ستزيد حجمها بأكثر من الضعف.

زيادة حجم الطبقة المتوسطة

توقعت شركة بوينغ أن يتضاعف عدد الطائرات التجارية عبر العالم خلال السنوات العشرين المقبلة، وفق تقديرات نشرتها الأحد وجاءت أعلى بقليل من توقعات منافستها إيرباص.

وأوردت الشركة الأميركية لصناعة الطائرات أن يصل عدد الطائرات في الخدمة إلى 48575 طائرة عام 2042 بالمقارنة مع 24500 العام الماضي، وهذا سيحتم على شركات صناعة الطائرات مجتمعة إنتاج 42595 طائرة يخصص نصفها لتبديل الأسطول المستخدم حاليا، والنصف الآخر لتأمين نمو القطاع.

وستوجه 23% من الطائرات الجديدة إلى أميركا الشمالية، و22% إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ و21% لأوراسيا، فيما تذهب 20% منها إلى الصين وحدها.

وهذه التوقعات الصادرة عشية افتتاح معرض لو بورجيه الدولي للطيران في ضواحي باريس، قريبة من الأرقام التي نشرتها بوينغ العام الماضي وقدرت فيها أن يصل عدد الطائرات في العالم العام 2041 إلى 47080 طائرة.

وتوقعت إيرباص الأربعاء أن يحتاج العالم إلى 40850 طائرة جديدة ما بين طائرات ركاب وطائرات شحن بحلول 2042، ما سيرفع حجم الأسطول العالمي إلى 46560 طائرة في مقابل 22880 في مطلع 2020.

وأوضح دارن هالست مسؤول التسويق التجاري في شركة بوينغ أنه بعد الخروج من أزمة تفشي وباء كوفيد التي انعكست بشدة على الطلب "ننتقل من مرحلة انتعاش إلى استعادة الأسس التي يقوم عليها قطاع الرحلات الجوية" منذ ستين عاما.

وأشار خصوصا إلى الرابط بين السفر ونمو إجمالي الناتج المحلي العالمي الذي سيصل بحسبه إلى 2,6% في السنة، ما يمثل زيادة بنسبة 70% على مدى عقدين، وهذا ما سيزيد حجم الطبقة المتوسطة بمقدار 500 مليون شخص يقبلون أكثر على السفر جوا.

كذلك، ترى بوينغ أن الشركات المتدنية التكلفة ستواصل نموها في السنوات العشرين المقبلة و"ستزيد حجمها بأكثر من الضعف" ولو أن الوتيرة ستكون أضعف منها خلال العقدين المنصرمين حين ازداد أسطولها من الطائرات بستة أضعاف.

وتتوقع الشركة أن يبقى الطلب على طائرات الشحن قويا بمستوى 3,5% بوتيرة سنوية متخطيا الزيادة في حجم المبادلات التجارية عبر العالم التي تقدر بحسب أرقام بوينغ بـ3% سنويا على مدى عشرين عاما.

قطاع الطيران ينتعش

يسجل قطاع الطيران انتعاشا واضحا سيمكنه من معاودة تحقيق أرباح بعد انهياره في ظل تفشي وباء كوفيد، مع ارتفاع عدد الركاب هذه السنة إلى ما يقارب مستواه عام 2019، غير أن الشركات تحذر من أن الأوضاع لا تزال هشة.

وتتوقع شركات الطيران أن تقل 4,35 مليارات راكب عبر العالم هذه السنة، ما يكاد يساوي الرقم القياسي المسجل عام 2019 وقدره 4,54 مليارات راكب، وفق ما اعلن الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) الإثنين خلال عقد جمعيته العامة في اسطنبول.

وسيترافق هذا الانتعاش الكبير في حركة النقل الجوي الذي استفاد بصورة خاصة من إعادة فتح الصين حدودها، مع تسجيل شركات الطيران مجددا أرباحا.

ويتوقع إياتا أن تحقق الشركات هذه السنة 9,8 مليارات دولار من الأرباح الصافية، أي ضعف توقعاته السابقة، كما خفض الاتحاد تقديراته للخسائر عام 2022 بمعدل النصف إلى 3,6 مليارات دولار.

كذلك رفع إياتا توقعاته السابقة لإجمالي إيرادات شركات النقل الجوي من 779 إلى 803 مليارات دولار، بفارق ضئيل عن أرقام 2019 التي بلغت 838 مليار دولار.

وحتى لو بقيت هوامش التشغيل في هذا القطاع ضعيفة جدا هذه السنة بحدود 1,2%، فإن هذه الأرباح الأولى منذ بدء تفشي الوباء ستكون مؤشرا إلى تحسن كبير بعد خسائر بلغت 42 مليار دولار عام 2021 ووصلت إلى 137,7 مليار دولار في 2020.

غير أن إياتا حذر من أن الأرباح لن تتوزع على كل المناطق الجغرافية هذه السنة، بل ستتركز في أميركا الشمالية وأوروبا والشرق الأوسط حيث ستصل الأرباح المتراكمة لشركات الطيران إلى 11,5 مليار دولار و5,1 مليارات ومليارين على التوالي.

في المقابل، يتوقع أن تسجل شركات الطيران في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وأميركا اللاتينية إفريقيا خسائر ستبلغ على التوالي 6,9 مليارات دولار و1,4 مليار و500 مليون.

وقال المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي ويلي والش إن "الأداء المالي لشركات الطيران أفضل من المتوقع، وهذه الربحية القوية تستند إلى عدة تطورات إيجابية".

ورغم أن الهوامش العملانية لصناعة الطيران تبقى ضعيفة هذا العام ولا تتجاوز 1,2 في المئة بحسب الاتحاد الدولي، فإن هذه الارباح، الاولى منذ بدء انتشار الوباء، تشكل تحسنا لافتا مقارنة ب42 مليار دولار من الخسائر سجلت في 2021 بعد خسائر قياسية بلغت 137,7 مليارا في 2020.

لكن الاتحاد نبه الى أن الارباح هذا العام لن تشمل كل المناطق الجغرافية. فشركات الملاحة الجوية في أميركا الشمالية وأوروبا والشرق الاوسط ستحقق أرباحا ملحوظة قدرت على التوالي ب11,5 مليار دولار و5,1 مليارات ومليارين، في حين أن نظيراتها في مناطق آسيا المحيط الهادىء وأميركا اللاتينية وإفريقيا ستسجل خسائر تبلغ على التوالي 6,9 مليارات دولار و1,4 مليار و500 مليون.

مشكلات إمداد

وذكر من هذه التطورات أن "الصين رفعت القيود المرتبطة بكوفيد-19 في شكل مبكر، وتبقى عائدات الشحن أعلى مما كانت عليه في المرحلة السابقة للوباء، رغم أن ذلك لا ينطبق على الأحجام. كما أن الكلفة بدأت تتراجع، فأسعار وقود الطائرات انخفضت في النصف الأول من السنة ولو أنها لا تزال مرتفعة".

وستنفق الشركات عام 2023 بحسب إياتا حوالى 215 مليار دولار لشراء الوقود، ما يساوي 28% من نفقاتها على أساس متوسط أسعار للكيروسين قدره 98,5 دولارا للبرميل.

ووصل سعر الكيروسين عام 2022 إلى 135,6 دولارا للبرميل وشكل نسبة 30% من إنفاق هذه الشركات بالمقارنة مع 24% عام 2019.

غير أن والش لفت إلى أن أرباح شركات الطيران لن تتخطى متوسط 2,25 دولارا للراكب.

وفي هذا السياق، أقر بأن "شركات عديدة ستجد صعوبة في موازنة حساباتها وتأمين عوائد مستدامة على الاستثمار" لمساهميها.

ولفت الاتحاد الذي يجمع حوالى 300 شركة طيران تمثل 83% من حركة الركاب في العالم، إلى أن مردودية القطاع تبقى "هشة" وقد تتأثر بعدد من العوامل.

وإن كانت المصارف المركزية رفعت معدلات فائدتها الرئيسية للحد من التضخم مع السعي لتفادي انكماش اقتصادي، فإن إياتا لفت إلى أن هذا الخطر لا يزال قائما وقال "إذا تسبب انكماش بإلغاء وظائف، فقد تنتقل آفاق القطاع إلى النطاق السلبي".

كما أشار الاتحاد إلى أن "الحرب في أوكرانيا لم تكن لها تبعات على مردودية معظم الشركات" إلا أن القطاع قد يعاني من تصعيد جيوسياسي جديد.

ومن المواضيع التي ستتصدر المناقشات خلال جمعية اسطنبول انقطاع المواد الأولية وقطع التبديل التي تؤثر على إمكانات نمو القطاع، بحسب إياتا.

وأوضحت المنظمة أنه بسبب مشكلات شبكات الإمداد "التي لم يتمكن مصنعو الطائرات والمحركات من تسويتها" تواجه الشركات صعوبة في "صيانة أساطليها الحالية ونشرها".

وانهار عدد ركاب الرحلات الجوية في 2020، السنة الأولى من تفشي كوفيد، بنسبة 60% إلى 1,8 مليار راكب، ثم ارتفع بصورة طفيفة في 2021 إلى 2,3 مليار ليعود في 2022 إلى نسبة 74% من مستواه ما قبل الأزمة مسجلا حوالى 3,3 مليارات مسافر، بحسب منظمة الطيران المدني الدولي، الوكالة التابعة للأمم المتحدة.

عدم ضعف الطلب مع زيادة التضخم

وقال المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي ويلي والش إن "الاداء المالي لشركات الطيران هو أفضل من المتوقع"، عازيا "هذه الربحية القوية الى تطورات إيجابية عدة: قيام الصين برفع القيود المرتبطة بكوفيد-19 في شكل مبكر، وبقاء عائدات الشحن أعلى مما كانت عليه في المرحلة التي سبقت الوباء، رغم أن ذلك لا ينطبق على الأحجام، وتراجع أسعار وقود الطائرات خلال النصف الاول من هذا العام".

لكنه أضاف أن هوامش الربح التي سجلت 1.2 بالمئة لا تزال ضعيفة جدا لدرجة أنها لا تكفي لضمان القوة المالية للقطاع على المدى البعيد.

وأعلنت شركات الطيران العالمية في الأشهر الماضية عن نتائج قوية في الوقت الذي تستعد فيه لموسم صيفي نشط، مع عدم ظهور أي علامة على ضعف الطلب على السفر على الرغم من زيادة التضخم.

كما تراجعت ضغوط أسعار النفط هذا العام.

وقال والش لرويترز في مقابلة منفصلة "كثير من الناس ليسوا مضطرين فقط للسفر، بل يرغبون في السفر. وسيبقون هكذا خلال هذا العام".

وأشار إلى أن الطلب يرتفع بسبب زيادة مستويات التوظيف حتى مع توقعات أضعف للاقتصاد الكلي.

وقال "يؤدي ذلك إلى منح المستهلكين ثقة بأن بمقدورهم إنفاق النقود ويمكنهم تحمل بعض الدين لمواصلة الاستمتاع بما يفعلونه".

قال والش أمام مندوبين من نحو 300 شركة طيران إن التحديات المستمرة، مثل مشكلات سلاسل التوريد وارتفاع رسوم المطارات، تعوق تعافي الصناعة.

وأضاف "تباطأ موردو تصنيع المعدات الأصلية بشدة في التعامل مع عوائق سلاسل التوريد التي ترفع التكاليف وتحد أيضا من قدرتنا على توزيع الطائرات".

وقال "شركات الطيران وصلت إلى ما هو أبعد من خيبة الأمل. يجب إيجاد حل".

وظلت توقعات كميات عمليات الشحن منخفضة جدا مقارنة بعام 2019، ومن المتوقع أن تسجل 57.8 مليون طن في عام 2023 مقابل 61.5 مليون طن في 2019 بسبب تباطؤ أحجام التجارة العالمية.

حجوزات الطيران الصيفية تمتلئ

ترتفع أسعار تذاكر الطيران فيما يقوّض التضخم القدرة الشرائية، لكن شركات الطيران في أوروبا تؤكد امتلاء الحجوزات الصيفية آملة في طيّ صفحة أزمتها بعد تجاوز ذروة تفشي فيروس كوفيد.

لم تستأنف بعض الشركات بالكامل قدرتها التشغيلية التي تقلصت خلال الأزمة الصحية، فيما تواجه شركتا إيرباص وبوينغ صعوبات في تسليم الطائرات الجديدة في الوقت المحدد، لكن الزبائن يقبلون على تذاكر الطيران بأعداد أكبر مما كانت عليه عام 2022.

في ظل هذه الظروف، تتجلى تداعيات قانون العرض والطلب، ففي فرنسا مثلا زادت أسعار التذاكر بنسبة 23,6% على أساس سنوي في الربع الأول من عام 2023، وفق ما تظهر احصائيات وزارة التحول البيئي.

من أهم أسباب ارتفاع أسعار التذاكر تنامي سعر المحروقات منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، إذ يمثّل وقود الطائرات نحو 30% من تكاليف شركات الطيران.

في هذا الصدد، يقول الرئيس التنفيذي لشركة "إيزي جيت" يوهان لوندغرين لوكالة فرانس برس "بسبب ارتفاع أسعار النفط بنسبة 71% على أساس سنوي، ارتفع متوسط تعريفتنا بنسبة 31%".

لكن هناك عوامل أخرى مثل "الزيادة الحادة للغاية في تكاليف الصيانة" المرتبطة بشحّ بعض المعادن وتعطل سلاسل التوريد، وفق رئيس شركتي "إير كاراييب" و"فرانش بيي" الفرنسيتين مارك روشيه.

كما يشير روشيه إلى تداعيات زيادات أجور موظفي شركات الطيران على أسعار التذاكر.

ومع ذلك يؤكد لوندغرين أنه "لا نرى ضعفا في الطلب"، رغم أن الزبائن "يبحثون عن أفضل قيمة مقابل مالهم".

أولوية أكبر للسفر

يشاركه الشعور نيكولا حنين المدير العام المساعد لشركة "ترانسافيا فرنسا" المكلف المبيعات والتسويق، ويقول إنه يسمع "الكثير من التعليقات" من الزبائن الذين لاحظوا تكلفة التذاكر العالية نسبيًا.

لكن يلفت حنين إلى أنه "في الوقت الحالي، لم نر أي تأثير على الطلب" رغم أن "ذلك أمر نراقبه عن كثب".

ويرى لوندغرين أنه "منذ الوباء، أعطى الناس أولوية أكبر للسفر".

سجلت رحلات "ترانسافيا" الصيفية إلى اليونان، إحدى وجهاتها الرئيسية، امتلاء بنسبة 60% بحلول منتصف نيسان/أبريل.

كما فتحت الشركة وجهات جديدة (دكار، يريفان، بافوس، وغيرها) وزادت أسطولها إلى 71 طائرة، وقد شهدت شركة الطيران منخفض التكلفة التابعة لمجموعة "إير فرانس- كاي إل إم" زيادة في قدرتها بنسبة 65% على مدى أربع سنوات.

والمدن المغاربية من الوجهات الأخرى التي تشهد "انتعاشًا مهمًا للغاية"، وذلك لأن "الناس لم يتمكنوا لفترة من زيارتها لرؤية عائلاتهم"، بحسب حنين. وقد رفعت الجزائر مؤخرا فقط القيود على الرحلات الجوية.

بعد أن كانوا يميلون إلى الحجز في وقت متأخر جدًا أثناء الوباء وسط حالة عدم اليقين بشأن إغلاق الحدود، يعود أيضا تدريجياً الزبائن "الأكثر انتقائية في الأسعار" إلى سلوكهم القديم، ومنه حجز تذاكرهم مقدمًا بخمسة أشهر مثلا للوجهات البعيدة، وفق روشيه.

هناك الكثير من الأخبار السارة لقطاع الطيران الذي يعيش "وضعا جيدا جدا، في حالة انتعاش كاملة" بعد كابوس كوفيد، وفق الخبير في شركة "أليكس بارترنرز" باسكال فابر.

وأشار المتخصص خلال اجتماع مع الصحافة عقد مؤخرا إلى أن ارتفاع الأسعار "حقق للعديد من الشركات حجم مبيعات أعلى في عام 2022 مما كانت عليه قبل الأزمة"، وقد قامت شركات النقل "بتحقيق عوائد وبدأت في تقليص المديونية".

ذلك هو حال شركة "إير فرانس- كاي إل إم" التي أعلنت في وقت سابق هذا الأسبوع انها "سددت بالكامل" المساعدة التي نالتها من الدولة الفرنسية لتمكينها من تجاوز الأزمة الصحية.

لكن هناك من ينبّه من الإفراط في التفاؤل، إذ يحذّر فاعلون في القطاع من تكرر نقص الموظفين خلال ذروة الموسم على غرار الصيف الماضي، ما قد يسبب فوضى خبروها أيضا في آذار/مارس أثناء إضراب مراقبي الحركة الجوية في فرنسا.

عودة السياح الصينيين

يرى مسؤولون في قطاع الطيران ان عودة السياح الصينيين للسفر ستقود حركة انتعاش السياحة العالمية بعد اغلاقات فيروس كورونا هذا العام.

وقال رئيس شركة بوينغ ديفيد كالهون متحدثا خلال مؤتمر في الدوحة عن جهود عملاق الطيران لتلبية الطلب على الطائرات "الرغبة في السفر أكبر من أي وقت مضى، والقطاع يكافح من أجل الاستجابة لهذا الطلب".

ووفقا لرئيس مجموعة فنادق "أكور" سيباستيان بازين، أكبر مجموعة فنادق في أوروبا، فإنّ السفر لغرض السياحة والترفيه أصبح السبب الرئيسي لركوب طائرة أو حجز غرفة فندقية.

ومن المتوقع أن يؤدي موسم السفر الصيفي إلى عودة حركة الطيران إلى المستويات التي كانت عليها قبل بداية انتشار الوباء في كانون الأول/ديسمبر 2019.

وذكر مسؤولون تنفيذيون في قطاع لطيران خلال منتدى الدوحة الاقتصادي هذا الاسبوع، انّ السياح الصينيين الذين ينفقون أموالا طائلة سيلعبون دورا رئيسيا لدفع مسار الانتعاش قدما.

وتوقعت مجموعة أكور الفندقية أن "ملايين" الصينيين يمكن أن يعزّزوا موارد قطاع السفر في الأشهر المقبلة.

من جهته، قال الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية أكبر الباكر إنّ جميع طائرات شركته التي تغادر الصين "ممتلئة تماما".

وأضاف "هم لا يدفعون ما نطلبه فقط بسبب نقص السعة المتاحة لهم، ولكن أيضًا مقدار الأموال التي ينفقونها في السوق الحرة في مطار (الدوحة) هو أكبر من أي مبالغ من جنسيات أخرى".

كما قال الملياردير التايلاندي الأميركي ويليام إلوود هاينكي مالك مجموعة الضيافة "مينور" إنه في الربع الأول من عام 2023 كان عدد السياح الصينيين في تايلاند أقل بنسبة 85 بالمئة عن عام 2019.

وتابع "أعتقد أننا بالتأكيد في حالة انتعاش، لكن الأهم من ذلك أننا لم نشهد عودة الصين بعد"، متوقعا أن تكتمل حركة العودة في النصف الثاني من 2023.

بالنسبة لرجل الأعمال الماليزي توني فرنانديز الذي تضم مجموعته شركة طيران "آراسيا"، فإنّه يأمل في أن تعود جميع الطائرات الـ250 ضمن أسطوله والتي تم إيقافها خلال كوفيد-19، للطيران مرة أخرى بحلول آب/أغسطس.

وأوضح "نحن في وضع غريب، حيث أننا كنا نقاتل من أجل البقاء، والآن نعيد تشغيل 200 طائرة وهي مهمة ضخمة".

في وقت سابق من الشهر الحالي، أفادت شركة "طيران الإمارات" ومقرها دبي بتحقيق أرباح قياسية للعام المالي المنصرم بلغت ثلاثة مليارات دولار، معلنة "التعافي الكامل" من تبعات الوباء.

وقال فرنانديز إن بيانات شركات الطيران وبطاقات الائتمان تشير إلى أن السفر الترفيهي والسياحي أصبح الآن أولوية رئيسية للمسافر.

أما بازين فرأى ان فنادق مجموعته البالغ عددها 5400 قد شهدت "تحوّلًا كليًا" في عادات السفر.

فطوال عقود، كان لسلاسل الفنادق الكبرى ثلث من العملاء من رجال الأعمال، وثلث من المسافرين لغرض السياحة والترفيه.

وأوضح بازين متحدّثا عن ثورة "العمل عن بعد" انه "الآن من المحتمل أن ينعكس هذا المزيج. فنحن بالفعل نرى 55 في المئة من الزبائن يأتون من أجل السياحة و45 في المئة من أجل العمل".

وفي سياق آخر، دافع مالكو الفنادق وشركات الطيران عن الأسعار المرتفعة التي يفرضونها حاليا.

وقال بازين "لقد مررنا بعامين من الجحيم"، مشيرا إلى أن أسعار الغرف الفاخرة أعلى بنحو 33 إلى 35 بالمئة من 2019، في حين أن الغرف العادية أغلى بنسبة 10 إلى 12 بالمئة.

وشرح أنّه كان على قطاع الفنادق تعويض المليارات من الإيرادات، بينما أصبح الآن من الصعب العثور على موظفين والاحتفاظ بهم.

بدوره، أصرّ فرنانديز على أن المسافرين يدفعون الآن "ثمناً معقولاً" لتذاكر الطائرة.

حجوزات رحلات العمل

كما اقتربت حجوزات رحلات العمل على شركات الطيران العالمية هذا الخريف من مستويات عام 2019، في مؤشر على التعافي، وفقا لإحدى شركات بيانات السفر لكن المخاوف المتعلقة بالمناخ والمتاعب الاقتصادية يمكن أن تبطئ الطلب على الرحلات المتعلقة بالعمل.

ويتأخر تعافي رحلات الأعمال من جائحة كوفيد-19 عن الرحلات الترفيهية بشكل عام. وقال الرئيس التنفيذي لشركة يونايتد إيرلاينز سكوت كيربي هذا الأسبوع إن الولايات المتحدة تشهد "ركودا في الأعمال" وإن تعافي حركة السفر المرتبطة بالشركات سيستغرق مزيدا من الوقت.

لكن حجوزات الطيران لغرض الأعمال من سبتمبر أيلول إلى نوفمبر تشرين الثاني تقل عن مستويات 2019 بنحو 10 بالمئة فقط، وهي أفضل نسبة منذ ذلك العام، وفقا لبيانات من المقرر أن تنشرها شركة فوروارد كيز لتحليل حركة السفر.

قال أوليفييه بونتي نائب رئيس شركة فوروارد كيز إن التعافي الأوسع في قطاع الرحلات الجوية وإنهاء القيود المتعلقة بالجائحة سهلا التخطيط لرحلات العمل. وتستند البيانات إلى حجوزات شركات الطيران العالمية الكبرى ومقارنتها بالفترة نفسها من عام 2019.

وتشهد كل من شركات الطيران والفنادق زيادة في حركة السفر لغرض العمل من الشركات الصغيرة والمتوسطة مقارنة مع الشركات الكبيرة.

وقال كريستوفر ناسيتا الرئيس التنفيذي لشركة هيلتون العالمية في مؤتمر بجامعة نيويورك يوم الاثنين إن ما بين 85 و90 بالمئة من حجوزات فنادق هيلتون جاء من الشركات الصغيرة والمتوسطة ارتفاعا من 80 بالمئة في فترة ما قبل الجائحة.

لكن من المتوقع أن تؤثر المخاوف المتعلقة بالمناخ على مكاسب رحلات العمل إذ قالت أربع من كل 10 شركات أوروبية وثلث الشركات الأمريكية إنها بحاجة إلى خفض الرحلات لكل موظف بأكثر من 20 بالمئة لتحقيق أهداف الاستدامة لعام 2030، حسبما قالت شركة ديلويت للاستشارات.

ذات صلة

أزمة البرود الجنسي: أسبابها وحلولهاالخطاب السياسي الإسلامي في العراق.. اضاءات في طريق التجديددفاع عن المثقفكيف أصبحت جامعة كولومبيا بؤرة للاحتجاجات في الجامعات العالمية؟الدولة من الريع الاستهلاكي الى الاستثمار الانتاجي