هل غرق شبكات التواصل الاجتماعي يكشف زيف الواقع الافتراضي؟
وكالات
2022-11-12 06:55
بعد مرور أسبوع واحد فقط على تهاوي أسهمها في أسواق الأوراق المالية، أعلنت الشركة الأم التي تجمع فيس بوك وماسنجر وإنستاغرام اعتبارا من الأربعاء 7 نوفمبر/تشرين الثاني عن أول موجة غير مسبوقة من تسريح العمالة. وقال رئيس المجموعة مارك زوكربيرغ إن شركته ستسرح 11 ألف موظف أي 13 بالمئة من القوى العاملة بها من أصل موظفي المجموعة البالغ عددهم 87 ألف موظف. وجاء تصريح زوكربيرغ ليؤكد ما نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية التي حددت الأربعاء كتاريخ الإعلان الرسمي عن هذه الخطة.
تعاني الشركة الأم لفيس بوك بالفعل منذ أمد بعيد من مشاكل هيكلية فاقمها السياق الاقتصادي العالمي المتردي... تعاني "ميتا" في المقام الأول من عبء الاستثمارات الضخمة التي قام بها مارك زوكربيرغ لتطوير "ميتافيرس"، إنترنت المستقبل، حيث سيتمكن المستخدم من التفاعل في عالم افتراضي في الواقع المعزز. ابتلع هذا الثقب الأسود المالي الذي لا يزال في مهده، 21 مليار دولار في عامين فقط، دون أن ينجح في إقناع المستثمرين أو الجمهور.
وأثناء نشر أحدث النتائج الفصلية المخيّبة للآمال مؤخراً، أشار رئيس المجموعة مارك زاكربرغ إلى أن عدد الموظفين في الشركة لا ينبغي أن يرتفع بحلول نهاية العام 2023، حتى أنه يجب أن يتراجع قليلًا.
كما أعلنت مجموعتان في سيليكون فالي هما "سترايب" و"ليفت" تسريح عدد كبير من موظفيهما فيما جمّدت مجموعة "أمازون" التوظيف.
وما إن استحوذ إلون ماسك رئيس شركة تيسلا وأغنى رجل في العالم، على منصّة تويتر حتى سرّح نحو نصف موظّفيها البالغ عددهم 7500.
وتعاني المنصّات الإلكترونية التي يرتكز نموذجها الاقتصادي على الإعلانات، خصوصًا من خفض المعلنين إنفاقهم على خلفية التضخم العالمي وارتفاع معدّلات الفائدة.
وتراجعت الأرباح الصافية لمجموعة "ميتا" إلى 4,4 مليار دولار في الفصل الثالث من العام (-52% على أساس سنوي).
وأشار زاكربرغ أواخر تشرين الأول/أكتوبر إلى "أننا نواجه اقتصادًا كليًا متقلبًا وازدياد المنافسة وخسارة إعلانات وتزايد تكاليف استثماراتنا الطويلة الأمد"، مشددا على أن "آفاق منتجنا تبدو، مما أشاهد، أفضل حالا مما تشير إليه بعض التعليقات".
إلا أن سهم المجموعة تراجع في اليوم التالي بنسبة 24,56% في بورصة وول ستريت.
وتأتي تخفيضات الوظائف في الوقت الذي تواجه فيه "ميتا" مجموعة من التحديات لأعمالها الأساسية، كما يأتي وسط موجة من عمليات تسريح العمالة في شركات التكنولوجيا الأخرى في الأشهر الأخيرة، كرد فعل لتفاعل القطاع مع ارتفاع معدلات التضخم وأسعار الفائدة المرتفعة والمخاوف من الركود الذي يلوح في الأفق.
وأضاف زوكربيرغ في مدونته "أن تخفيضات الوظائف ستؤثر على العديد من جوانب الشركة، لكن فريق التوظيف في ميتا سيتضرر بشكل خاص لأننا نخطط لتوظيف عدد أقل من الأشخاص العام المقبل". وتابع بالقول سيتم تمديد تجميد التوظيف حتى الربع الأول من العام المقبل، مع استثناءات قليلة.
وكتب زوكربيرغ في المدونة: "أريد أن أتحمل المسؤولية عن هذه القرارات وكيف وصلنا إلى هنا"، مضيفا: "أعلم أن هذا صعب على الجميع، وأنا آسف بشكل خاص لأولئك المتأثرين".
وكانت شركة ميتا أعلنت تحقيق أرباح أفضل من المتوقع في الربع الأول من عام 2022، للسهم الواحد بلغت 2.72 دولار، مقارنة بتوقعات المحللين المقدرة بـ 2.56 دولار. وانخفضت إيرادات الربع الأول عند 27.91 مليار دولار مقارنة بـ 28.24 مليار دولار المتوقعة.
وتضررت أنشطة مبيعات الإعلانات الأساسية لشركة ميتا بسبب تغييرات الخصوصية التي طبقتها شركة أبل، والميزانيات المحكمة للمعلنين، مع تزايد المنافسة من المنافسين الجدد مثل "تيك توك".
وشركة ميتا ليست وحدها التي تشعر بتراجع السوق، إذ يواجه قطاع التكنولوجيا اختبارًا كبيرا بسبب التضخم وارتفاع أسعار الفائدة، وأعلن عدد قليل من شركات في الأشهر الأخيرة وقف التعيين أو تخفيضات في العمالة، بعد أن حققت نموًا سريعًا خلال الوباء.
ماذا تخبرنا موجة تسريح العمال؟
جاء تقرير الوظائف في الولايات المتحدة قويًا: أضاف الاقتصاد الأمريكي 261 ألف وظيفة جديدة في أكتوبر/تشرين أول، مقارنة بتوقعات المحللين عند 200 ألف، حتى مع ارتفاع معدل البطالة إلى 3.7٪. بحسب سي ان ان.
لكن لا تدع ازدهار الوظائف يعطيك شعورا زائفا بالأمن الوظيفي. بدأت تخفيضات الوظائف والتوقف المؤقت عن التوظيف في التدفق عبر قطاع التكنولوجيا، الذي يضم بعضًا من أكثر الشركات قيمة في العالم. هذه أخبار سيئة للاقتصاد ككل.
ما الذي يحدث: تعلن شركات التكنولوجيا عن عدد ينذر بالخطر من عمليات تسريح العمال وتجميد التوظيف.
أعلنت أمازون عن إيقاف عمليات التوظيف مؤقتا. في أواخر الشهر الماضي، توقعت أمازون أن تكون إيراداتها الفصلية أقل مما توقعه المحللون. انخفضت أسهم أمازون بأكثر من 47٪ هذا العام.
أفادت تقارير أن شركة أبل قامت بتجميد التوظيف الخاص بها في جميع المجالات باستثناء البحث والتطوير. في بيان، قالتApple إنها ستستمر في التوظيف وهي واثقة من مستقبلها، "ولكن نظرًا للبيئة الاقتصادية الحالية، فإننا نتخذ نهجًا مدروسًا للغاية في بعض أجزاء العمل."
ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال يوم الأحد أن ميتا تخطط لبدء تسريح العمال على نطاق واسع هذا الأسبوع. قد تقوم الشركة الأم لفيسبوك بالغاء آلاف الوظائف من قوتها العاملة البالغ عددها 87000 وظيفة.
قالت Lyft إنها ستسرح 13٪ من موظفيها، أو ما يقرب من 700 شخص، لأنها تعيد التفكير في التوظيف وسط ارتفاع التضخم والمخاوف من ركود يلوح في الأفق.
كتب الرئيس التنفيذي باتريك كوليسون في مذكرة إلى الموظفين، أن شركة Stripe العملاقة للمدفوعات عبر الإنترنت ستسرح حوالي 14٪ من موظفيها. وكتب كوليسون في المذكرة: "كنا مفرطين في التفاؤل بشأن النمو على المدى القريب لاقتصاد الإنترنت في عامي 2022 و2023، وقللنا من احتمالية وتأثير التباطؤ على نطاق أوسع". في العام الماضي فقط، أصبحت Stripe أكثر الشركات الناشئة قيمة في الولايات المتحدة، حيث بلغت قيمتها 95 مليار دولار.
أعلن موقع تويتر عن تسريح كبير للعمال، حيث قام الرئيس التنفيذي الجديد إيلون ماسك بالاستغناء عن حوالي نصف عدد القوى العاملة بالشركة البالغ عددها 7500 شخص.
المحصلة النهائية: لا تزال أرقام الوظائف الرئيسية وأرباح الشركات في الربع الثالث تعكس اقتصادًا قويًا بشكل عام. لكن الشركات الأخرى لن تكون محصنة ضد انخفاض الطلب من المستهلكين والشركات الذي شهدته شركات التكنولوجيا.
عالم مهجور على الإنترنت
"عوالم الأفق" أو منصة الواقع الافتراضي التي تم تقديمها على أنها "حجر الأساس" للميتافيرس، تضم أقل من مئتي ألف مستخدم شهريا وذلك بعد عشرة أشهر على انطلاقها، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال". يبدو إذن أن العالم على الشبكة العنكبوتية مهجور ومستقبل الميتافيرس بات مشكوكًا فيه من قبل عدد كبير من المراقبين.
يقول دومينيك بولييه، عالم اجتماع الاستخدام الرقمي في معهد الدراسات السياسية في باريس: "من المستحيل التنبؤ بمستقبل الميتافيرس، لكن ما تم إنجازه إلى الآن لم يجلب الكثير من الأرباح". هذه الاستثمارات الضخمة لا تعكس صورة جيدة للمجموعة، "فإذا كان من الطبيعي في عالم الأعمال أن تخسر المال، غير إن هذه الاستثمارات لا تزال تمثل مبالغ خيالية".
فيما تقول فيرجيني كليفر، مستشارة الإستراتيجية الرقمية، "إن الميتافيرس يخاطر ببقائه مجرد واجهة للزينة". وهو ما يجعل المرء يتذكر "الحياة الثانية" [عالم افتراضي صدر في عام 2003، ملاحظة المحرر]، والذي كان فاتنا في البداية ثم أسلم الروح في النهاية. وبخاصة أن تكلفة الطاقة اللازمة لتشغيله هائلة، وفي السياق الحالي، تبدو غير واقعية بالمرة".
كما أن مشروع مارك زوكربيرغ المجنون الذي من المفترض أن يصبح مستقبل الإنترنت، يثير الكثير من التساؤلات حول احترام البيانات الشخصية للمستخدمين. يؤكد دومينيك بولييه بقوله "إن الميتافيرس يهدف إلى التقاط جميع بيانات المستخدمين من خلال مجموع أنشطتهم، وحتى ما يفكرون فيه حيال العالم الافتراضي، وذلك من أجل تحقيق الأرباح". ثم يواصل بالقول: "قد تشكل هذه الإستراتيجية خرقا للائحة العامة لحماية البيانات في أوروبا. وقد ينتهي الأمر بالمستخدمين إلى الملل من هذا النوع من الانجذاب الدائم الذي هو في نهاية المطاف تدخل تطفلي خطير على الخصوصية الشخصية".
تعاني ميتا بالفعل من تلك السمعة السيئة في هذا الخصوص. فقد حصلت على لقب "أسوأ شركة" عام 2021 من قبل "ياهو فاينانس"، كما شهدت تشوه صورتها بسبب فضائح "كامبريدج أناليتيكا" و"أوراق فيس بوك". وعلى الرغم من تغييرها لاسمها، فإن الشكوك لا تزال تحوم حول أخلاقياتها ما يقلص من عائداتها الإعلانية التي أضعفها بالفعل السياق الاقتصادي العالمي.
"ميتا تمر بمرحلة سلبية من جهة السمعة" كما يشير دومينيك بولييه. فقد تدهورت صورتها بوجه كبير في عيون المستثمرين والمعلنين. تستمر الاستثمارات في الضخ، لكن علاماتها التجارية المتعددة لم تعد تتمتع بثقة المستثمرين الكاملة. فهم يعيدون تقييم مواضع استثماراتهم ولم يعودوا يريدون وضع كل بيضهم في سلة واحدة".
بالإضافة إلى ذلك، خسرت الشركة مليارات الدولارات من عائدات الإعلانات بسبب التغييرات التي أجرتها أبل في نظم تشغيل هواتفها الذكية عام 2021. فقد نفذت أبل مجموعة من التغييرات لحماية أكبر للبيانات الشخصية لمستخدميها، مما قلل من قدرات ميتا من جهة استخدام سياسة الإعلانات المستهدفة لمجتمعات بعينها.
كما أن العملاقين منخرطان بالفعل في صراع على قيمة الضريبة البالغة 30 بالمئة والتي كانت أبل تعتزم فرضها منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي على المحتوى المشمول بالرعاية على فيس بوك وإنستاغرام، بالإضافة إلى تلك التي تفرضها حاليا على رسوم المشتريات التي تتم داخل تطبيقات الهواتف الذكية. وهكذا اعترف مارك زوكربيرغ "بالمشاكل المتعلقة بالإعلانات الاستهدافية" التي تضاف إلى مشكلات أخرى مثل كبر أعمارجمهوره وتراجع أعدادهم والمنافسة الشرسة مع تيك توك، والتي تؤدي إلى تبخر إيرادات "ميتا".
لكن فيرجيني كليف تذكرنا بأنه لا يجب أن ننخدع بكل ذلك، "فالشركة لا تزال بعيدة عن الإفلاس". ثم توضح بالقول: "تواصل ميتا جمع مبالغ كبيرة من المال كما أنها تظل صلبة للغاية. وإفلاسها ليس أمرا واردا بالمرة، فإنستاغرام تتمتع بنمو قوي من جهة عدد المستخدمين وكذلك الأرباح". وبالتالي فإن الشركة لا تزال قادرة على المقاومة. يوضح دومينيك بولييه قائلا: " إن لديهم ثلاث حراب على الأقل". فمع فيس بوك وإنستاغرام، تتمكن "ميتا" تمكن من تحقيق التوازن؛ فتطبيقاتها تتنوع حسب البلدان المنتشرة فيها، ولكن عموما، فإن الشركة قادرة على التماسك بفضل تنوع عروضها".
تحتفظ "ميتا" أيضا بالقدرة على نسخ ابتكارات منافسيها بشكل فعال ولا تتردد في "قطع الفروع الميتة من شجرتها"، كما تلاحظ فيرجيني كليف. وهكذا أوقف مارك زوكربيرغ الشراكة التي جمعت فيس بوك بعدد كبير من الصحف، ورحب بنجاح مشروع "Reels"، مقاطع الفيديو القصيرة المستوحاة مباشرة من منافسه "تيك توك".
وأعلن زوكربيرغ نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي مبتهجا أن "140 مليون من هذه المقاطع القصيرة يجري تشغيلها على فيس بوك وإنستاغرام يوميا، أي بزيادة 50 بالمئة عما كان عليه الوضع قبل أكثر من ستة أشهر". وأضاف "نعتقد أننا نكتسب حصة مهمة من السوق من أيدي منافسينا مثل تيك توك".
على الرغم من فقدانها للتسارع في النمو، لا تزال الشبكة تحتفظ بما يقرب من ثلاثة مليارات مستخدم يوميا في جميع أنحاء العالم عام 2022 – بما في ذلك 40 مليونا في فرنسا - وهي ليست على وشك أن تخسرهم. "التوقف عن استعمال شبكة اجتماعية يعد أمرا معقدا"، كما يقول دومينيك بولييه. "بمجرد أن يستثمر المستخدم وقتا فيها، يكون اتخاذ قرار المغادرة مكلفا له، ولا يمكنه استرداد كل ما قام بفعله ونشره عليها".
وإن كان العصر الذهبي لفيس بوك يبدو الآن أنه قد أفل، فالشركة لم تخسر بعد مكانتها لأنها لا تزال "ملكة" شبكات التواصل الاجتماعي. "لقد أصبح بالفعل عصر النمو المفرط لشركة ميتا أمرا من الماضي، فقد تأثرت ولأول مرة بالسياق الاقتصادي العالمي مثل أي شركة أخرى"، تلخص فيرجيني كليف. لكن لا ينبغي مع ذلك الحديث عن أفول تام بقدر الحديث عن الوصول لسن الرشد والنضوج. فشركة ميتا لا تزال تحقق أرباحا خيالية".
تويتر يواجه لحظة مصيرية
يراقب العالم أغنى رجل في العالم وهو يدمر بمفرده واحدة من أقوى منصات التواصل وأكثرها أهمية في العالم، وذلك بعد أسابيع فقط من الحصول عليها مقابل 44 مليار دولار.
من الصعب تلخيص الفوضى المطلقة التي شهدها تويتر على مدار الساعات الماضية حيث يستمر إيلون ماسك في إحداث فوضى في الشركة. قال أحد موظفي تويتر الذي تم تسريحه مؤخرًا: "بصراحة، يبدو الأمر وكأنه بداية النهاية" واصفًا الشركة بأنها "تيتانيك" و"كل شخص يبحث عن قوارب نجاة." بحسب سي ان ان.
وعلى ما يبدو، فالعديد من هؤلاء الموظفين من كبار المدراء التنفيذيين، وذكر موقع Platformer أن بول روث رئيس الثقة والأمان في الشركة استقال.. ذكرت بلومبرغ بأن رئيس الإعلانات روبن ويلر كان في طريقه للخروج. وفي وقت سابق من اليوم، علمنا أن كبيرة مسؤولي أمن المعلومات في تويتر ليا كيسنر قد استقالت، وكذلك كبير مسؤولي الخصوصية داميان كيران.
ومما زاد الطين بلة، أن خروج كيسنر وكيران جاء بعد أن حذر عضو بارز في الفريق القانوني بتويتر في رسالة داخلية للشركة من أن الأولوية الوحيدة لماسك كانت "تعويض الخسائر التي تكبدها نتيجة فشله في الخروج من التزامه بشراء تويتر"، وأضاف الموظف أن ماسك لم يكن يشعر بالقلق من المسؤولية المحتملة قبل لجنة التجارة الفيدرالية، الأمر الذي أثار الدهشة على ما يبدو في الوكالة الفيدرالية. وقال متحدث باسم الوكالة بأنها "تتابع التطورات الأخيرة على تويتر بقلق عميق".
وأضاف المتحدث: "لا يوجد رئيس تنفيذي أو شركة فوق القانون، ويجب على الشركات اتباع قرارات الموافقة الخاصة بنا. يمنحنا أمر الموافقة المعدل لدينا أدوات جديدة لضمان الامتثال، ونحن على استعداد لاستخدامها."
لكن لدى ماسك أيضًا العديد من المشكلات المؤلمة الأخرى.
ستجعل خسارة كبار المسؤولين التنفيذيين، وخاصة روث وويلر، جذب المعلنين المتشككين بالفعل للعودة إلى موقع التواصل الاجتماعي صعبًا للغاية. ومع قيام ماسك بجعل التحقق من الحساب على تويتر مدفوعًا، وافساح المجال للمتصيدين وغيرهم ممن ينشؤون حسابات وهمية، سيصبح من الصعب معرفة سبب قيام المعلنين بوضع أموالهم (وإيمانهم) في تويتر.
وبالنظر إلى أن تويتر يعتمد بشكل كبير على عائدات الإعلانات، فإن التطورات تثير أخبارًا مقلقة بشكل استثنائي للشركة المهددة بالفعل.
وهذا هو السبب في أن ماسك ربما يطرح بالفعل احتمالية انهيار موقع تويتر. فقد حذر ماسك في بريده الإلكتروني الأول لجميع الموظفين، حيث أعلن فجأة عن العودة الإلزامية إلى المكتب، من أن "الصورة الاقتصادية المقبلة رهيبة" وقال في أول لقاء له مع موظفي تويتر: "بدون عائدات اشتراك كبيرة، هناك فرصة جيدة بأن تويتر لن ينجو من الانكماش في الاقتصاد القادم." أفادت بلوميبرغ أن ماسك قال إن الإفلاس مطروح على الطاولة إذا لم تبدأ الشركة في جني المزيد من الأموال قريبًا.
ربما يجد تويتر طريقًا للمضي قدمًا، ولكن يبدو ذلك شاقًا للغاية. وكما قالت Accountable Tech وهي منظمة غير هادفة للربح: "هذا المشهد الجحيمي سيصبح أكثر جحيمًا. المزيد من الكلام الذي يحض على الكراهية والتحرش. المزيد من الخداع وانتحال الهوية. المزيد من مخاطر الخصوصية والأمان لنا جميعًا. نود مرة أخرى أن نطلب من المعلنين القفز من السفينة، ولكن في هذه المرحلة، لا يحتاج أي مدير تسويق يعمل عقله بشكل صحيح لهذه النصيحة."