قيمة أبل السوقية: وحيدة على العرش
وكالات
2022-01-31 05:46
تجاوزت القيمة السوقية لشركة أبل ثلاثة تريليونات دولار، وارتفعت أسهم الشركة المصنعة لهاتف آيفون لما يصل إلى 182.94 دولار بعد استقرارها عند 182.63 دولار عند الفتح. وتحتاج الأسهم إلى الإغلاق فوق مستوى 182.86 دولار لتحقق ذلك المستوى القياسي.
وحلت عقود أبل في المركز الثاني بعد تسلا فيما يتعلق بأكثر خيارات الأسهم الأمريكية تداولا.
وتمثل أبل نحو سبعة بالمئة من قيمة المؤشر ستاندر اند بورز 500، وفقا لبيانات رفينيتيف، وهي أعلى نسبة لسهم واحد في المؤشر عندما يكون المؤشر القياسي عند الذروة.
وأدت جائحة فيروس كورونا إلى زيادة الطلب على هواتف آيفون أجهزة ماك بوك وآي باد، مما ساعد على ارتفاع القيمة السوقية للشركة إلى ما يزيد على تريليوني دولار في أغسطس آب 2020 ثم تريليون إضافي بعد 16 شهرا.
وحيدة على العرش
وقال إدوارد مويا كبير محللي السوق لدى أواندا في نيويورك "كانت أبل إحدى أكثر الشركات المتداولة أسهمها خلال الجائحة. لكن مع خروجنا منها... سيكافح صانع آيفون قليلا".
وأضاف "الإنجاز الكبير التالي المتعلق بالإنتاج لن يكون قريبا. سيكون من الصعب جدا على أبل الوصول إلى أربعة وخمسة تريليونات مثلما فعلت في الانتقال من تريليونين إلى ثلاثة".
وتخطط أبل للتوسع في فئات مثل السيارات الذاتية القيادة والواقع المعزز، إذ تتطلع إلى تقليل اعتمادها على أجهزة آيفون الأكثر مبيعا والتي تشكل أكثر من نصف إيراداتها.
وبعد تجاوز قيمتها السوقية حاجز الثلاثة تريليونات دولار، تركت أبل مايكروسوفت وحيدة في نادي التريليوني دولار قبل أن تعود إليها مع نهاية التعاملات.
وتبلغ القيمة السوقية لمايكروسوفت حاليا حوالي 2.5 تريليون دولار. وتجاوزت ألفابت المالكة لجوجل، وأمازون وتسلا حاجز التريليون دولار. وتبلغ قيمة شركة النفط السعودية أرامكو حوالي 1.9 تريليون دولار، وفقا لبيانات رفينيتيف.
وقفزت أسهم أبل بنحو 5800 بالمئة منذ أن أعلن مؤسسها المشارك ورئيسها التنفيذي الراحل ستيف جوبز عن أول نسخة من آيفون في يناير كانون الثاني 2007، متفوقا بفارق هائل على مكاسب المؤشر ستاندرد اند بورز 500 التي بلغت حوالي 230 بالمئة خلال نفس الفترة.
وهي سابقة في تاريخ سوق الأوراق المالية تشهد على نجاح المجموعة التي زادت قيمتها عشرة أضعاف تقريبا منذ رحيل مؤسسها ستيف جوبز.
في مطلع آب/أغسطس 2018 أصبحت آبل أول شركة تتجاوز حاجز الألف مليار دولار بعد 38 عاما من الاكتتاب العام الأولي، قم احتاجت الشركة عامين فقط لتجاوز عتبة الألفي مليار دولار، ثم 16 شهرا لتتجاوز الثلاثة آلاف مليار دولار.
وارتفع سهم أبل موسعا مكاسبه التي تجاوزت 30 في المئة منذ بداية العام مع بقاء المستثمرين على ثقتهم في أن المستهلكين سيواصلون شراء هواتف آيفون وأجهزة ماك بوك وخدمات مثل أبل تي.في وأبل ميوزيك على الرغم من ارتفاع أسعارها.
في أيد أمينة
قال برايان فرانك، وهو مدير محفظة في فرانك كابيتال، "إنها الآن واحدة من أكثر الشركات قيمة في السوق، وهو ما يظهر هيمنة التكنولوجيا الأمريكية في العالم وكيف بات المستثمرون على ثقة أنهم في أيد أمينة ما داموا يستخدمون منتجات أبل. السهم استفاد على ما يبدو من كل نتيجة جيدة محتملة".
وأفاد دانيال مورجان كبير مديري المحافظ في ساينوفوس تراست إن من بين مصادر الإيرادات الجديدة التي يتوقعها المستثمرون أبل كار، إلى جانب النمو في فئات خدمات مثل التطبيقات والتلفزيون التي لا تزال متراجعة كثيرا فيما يتعلق بإدرار الدخل على أبل عن مبيعات آيفون التي تمثل 65 في المئة من إيرادات الشركة.
وسيعزز تجاوز حاجز الثلاثة تريليونات دولار من مكانة رئيس أبل التنفيذي تيم كوك، الذي تولى المنصب بعد استقالة ستيف جوبز عام 2011، ليشرف على توسع الشركة في منتجات وأسواق الجديدة.
قال إدوارد مويا المحلل في أواندا "لقد قام تيم كوك بعمل مذهل خلال العقد الماضي، إذ رفع سعر سهم أبل بما يزيد عن 1400 في المئة".
وكانت مايكروسوفت، التي تبلغ قيمتها السوقية نحو 2.6 تريليون دولار، أكثر الشركات قيمة في العالم حتى أواخر أكتوبر تشرين الأول عندما أفادت أبل بأن قيود سلاسل التوريد يمكن أن تؤثر على نموها خلال الفترة المتبقية من العام.
مبيعات أبل وأرباحها تتجاوز التوقعات
أعلنت شركة أبل الأمريكية عن مبيعات قياسية خلال الربع الأخير من 2021 والذي يتخلله موسم العطلات، محققة أرباحا فاقت التوقعات بينما تتغلب على النقص العالمي المكلف في رقائق الكمبيوتر.
قال محللون إن الشركة المصنعة لهواتف آيفون، وهي أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية، تعاملت مع تحديات سلاسل التوريد مثل إغلاق المصانع وتأخير الشحن الناجم عن جائحة فيروس كورونا على نحو أفضل من نظيراتها.
ارتفعت أسهم أبل بنحو خمسة بالمئة في تعاملات ما بعد الإغلاق، مما يعوض نصف خسائرها على مدار العام. وجاءت المكاسب بعد أن أعلنت الشركة عن طموحاتها في مجال الواقع المعزز.
وزاد الطلب على منتجات الشركة من هواتف آيفون وأجهزة آيباد وغيرها خلال الربع الرابع عما عرضته، مما كلفها مبيعات تجاوزت ستة دولار، أو بما يتماشى مع ما كانت تخشاه.
ومع ذلك، استخدمت أبل، أكبر عملاء العديد من مورديها لقطع الغيار والمكونات، قوتها الشرائية للضغط على هؤلاء الموردين لشحن ما يكفي من الأدوات لزيادة المبيعات القياسية لمنتجات آيفون وماك والأجهزة التي يمكن وضعها على الجسم، مثل الساعات الذكية، والملحقات.
وأفاد مسؤولو الشركة التنفيذيون بأن نقص الرقائق يؤثر في الغالب على النماذج القديمة من منتجاتها ويؤدي بشكل خاص إلى تباطؤ مبيعات الكمبيوتر اللوحي (آيباد).
قال رايان ريث، الذي يدرس سوق الهواتف الذكية، "لقد اجتازت (مشاكل) سلاسل التوريد بشكل أفضل من الجميع، وهذا يظهر في النتائج".
آيفون 13 في الصدارة
وذكرت أبل أن أكثر أربعة هواتف مبيعا في المناطق الحضرية بالصين كانت جميعها من طرازات آيفون، في ظل ما وجده المنافسون من صعوبة في طرح منتجات منافسة. وذكرت شركة كاونتربوينت ريسيرش للأبحاث أن أبل كانت أكثر الشركات من حيث المبيعات في الصين لأول مرة منذ ست سنوات.
وتساعد مبيعات أبل المتزايدة لخدمات مثل الموسيقى والتلفزيون واشتراكات اللياقة البدنية أيضا في تخفيف وطأة انخفاض المعروض من الأجهزة.
قالت الشركة إن لديها حاليا 785 مليون مشترك عبر ما لا يقل عن سبع خدمات وتطبيقات باشتراكات، بزيادة 40 مليونا عن الربع السابق في وقت يشهد فيه منافسون، مثل نتفليكس، تباطؤا في النمو.
وقال مدير أبل المالي لوكا مايستري لرويترز إن تراجع النقص في الرقائق يعني خسارة أقل من ستة مليارات دولار في الإيرادات في الربع الحالي. لكنه رفض تقديم مزيد من التقديرات المستقبلية.
وأضاف "مستوى النقص سيعتمد كثيرا على الشركات الأخرى، وعلى حجم الطلب على الرقائق من الشركات والصناعات الأخرى".
قاد هاتف آيفون 13، الذي بدأ طرحه قبل أيام من بداية الربع الرابع من 2021، مبيعات هواتف أبل عالميا بإيرادات بلغت 71.6 مليار دولار، بزيادة تسعة في المئة عن موسم عطلات 2020، وهو ما تجاوز بسهولة توقعات وول ستريت، وفقا لبيانات رفينيتيف.
أرجع مايستري ارتفاع المبيعات إلى عدد قياسي من التحديثات في أجهزة آيفون الجديدة وزيادة في خانة العشرات لعدد الأشخاص الذين يتحولون إلى اقتناء منتجات أبل بعد أن كانوا يستخدمون أجهزة شركات منافسة.
توقعات متشائمة
بلغ إجمالي إيرادات أبل في الربع الأول من السنة المالية 123.9 مليار دولار، بزيادة 11 في المئة عن العام الماضي وأعلى من متوسط تقديرات المحللين البالغ 118.7 مليار دولار. وبلغت الأرباح 34.6 مليار دولار، أو 2.10 دولار للسهم، مقارنة بتوقعات المحللين البالغة 31 مليارا و1.89 دولار للسهم.
وحذر مايستري من أن نمو الإيرادات سيتباطأ في الربع الحالي مقارنة بالربع الأخير من العام الماضي بسبب أسعار صرف العملات الأجنبية الأقل ملاءمة وتواريخ إطلاق المنتجات المختلفة.
وكانت أجهزة آيباد هي الوحيدة من إنتاج الشركة التي كانت دون التوقعات. فقد انخفضت مبيعاتها 14 في المئة إلى 7.25 مليار دولار مقارنة بتقديرات المحللين البالغة 8.2 مليار، في تأكيد على ما يبدو لتوقعات الصناعة بأن الأجهزة اللوحية ستكون ذات أولوية منخفضة بالنسبة لأي مكونات شحيحة المعروض.
وتجاوزت القطاعات الرئيسية الأخرى في أبل تقديرات وول ستريت.
فقد ارتفعت إيرادات الخدمات والتطبيقات، ثاني أكبر قطاع في أبل بعد آيفون، 24 في المئة إلى 19.5 مليار دولار.
وزادت كذلك إيرادات أجهزة كمبيوتر ماك 25 في المئة إلى 10.9 مليار دولار، وقالت أبل إن الأرباع الستة الماضية كانت الأفضل بالنسبة لمبيعات ماك.
وزادت كذلك مبيعات الأجهزة القابلة للوضع على الجسم والملحقات، ومنها جهاز التتبع (إير تاج) الجديد، 13 في المئة إلى 14.7 مليار دولار.
وسرعت جائحة كورونا من وتيرة الاعتماد على الأدوات الرقمية في الاتصال والتعلم والترفيه، مما دفع أبل إلى زيادة المبيعات على مدار العامين الماضيين.
لكن المستثمرين هذا العام يعمدون إلى تحويل الأموال نحو أصول أكثر أمانا والابتعاد عن أسهم التكنولوجيا مثل أبل التي ارتفعت خلال الجائحة مع قضاء الناس وقتا أطول على الإنترنت.
وثمة تساؤلات في وول ستريت عن المدة التي ستستغرقها أبل لتقديم منتجها الكبير التالي، مثل سماعة الواقع المعزز من أجل خوض غمار عالم ميتافيرس.
قال الرئيس التنفيذي تيم كوك للمستثمرين "نرى الكثير من الإمكانات في هذا المجال ونستثمر وفقا لذلك".
آبل تستعيد صدارة مصنّعي الهواتف الذكية في الصين
استعادت آبل في الربع الأخير من 2021 صدارة الشركات المصنّعة للهواتف الذكية على صعيد المبيعات في الصين بعد ستّ سنوات على فقدانها هذا الموقع، في وقت تعيق فيه العقوبات الأميركية بشدّة شركة هواوي الرائدة في البلاد، وفق دراسة.
وعلى رغم تراجع السوق في الصين، ازدادت حصة آبل في مبيعات الهواتف لتصل إلى 23 % في الفترة بين تشرين الأول/أكتوبر وكانون الأول/ديسمبر، وفق ما ذكرت شركة "كاونتربوينت" في دراسة.
وباتت الشركة الأميركية العملاقة نهاية 2021 أكبر شركة مصنعة للهواتف الذكية في البلد الآسيوي العملاق على صعيد المبيعات، لتطيح بذلك شركة "فيفو" الصينية.
وقبل عام، كانت شركة آبل في المركز الرابع مع حصة سوقية تبلغ 16%، متأخرة عن علامات تجارية صينية بينها هواوي التي كانت تتصدر القائمة مع 23%.
ولأول مرة منذ عام 2015 تستعيد شركة آبل الصدارة في الصين، بحسب "كاونتربوينت" التي لا تحدّد عدد الأجهزة المباعة.
وأشار المحلل في "كاونتربوينت" مينغمين جانغ إلى أن "أداء آبل الاستثنائي مرتبط بمزيج من استراتيجية التسعير وزيادة مستوى المنتجات لدى هواوي" التي بنت نجاحها من خلال تقديم منتجات بأسعار متدنية في البداية.
وكانت هواوي في صلب التنافس الصيني الأميركي لسنوات، على خلفية الحرب في مجال التجارة والتكنولوجيا بين القوتين العالميتين الرائدتين.
وقد وجدت هواوي نفسها في مرمى نيران إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب التي اتهمتها، من دون تقديم أدلة، بالتجسّس المحتمل لصالح بكين.
وفي عام 2019، وضعت واشنطن المجموعة الصينية على قائمتها السوداء لمنعها من الحصول على التقنيات الأميركية الضرورية لمنتجاتها. وحافظت إدارة جو بايدن على هذه القيود.
خوض غمار عالم الميتافيرس
كشفت أبل ملامح خططها الخاصة بعالم ميتافيرس، إذ أعلن رئيسها التنفيذي تيم كوك عن التوسع في تطبيقات الشركة للواقع المعزز، وهو ما تفاعل معه المستثمرون بإيجابية.
تملك أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية 14 ألف تطبيق للواقع المعزز في متجر التطبيقات الخاص بها، واقترح كوك أن هذا الرقم سيرتفع مع مزيد من الاستثمارات.
وقال كوك "نرى الكثير من الإمكانات في هذا المجال ونستثمر وفقا لذلك"، وذلك في معرض رده على سؤال عن خطط أبل فيما يتعلق بميتافيرس، وهو مصطلح واسع يشير عموما إلى بيئات العالم الافتراضي المشتركة التي يمكن للناس الوصول إليها عبر الإنترنت.
وتحدث المحلل المتخصص في أبل منج تشي كو وبلومبرج عن خطط الشركة لتقديم سماعة رأس خاصة بتطبيقات الواقع المعزز هذا العام أو العام المقبل على أن تتبعها لاحقا نظارات تستخدم في هذا الصدد. ولم تقر أبل بعد علنا بهذه الخطط.
ساعدت تعليقات كوك فضلا عن أرباح ومبيعات فصلية فاقت التوقعات على ارتفاع أسهم أبل نحو خمسة بالمئة في تعاملات ما بعد الإغلاق.
وقفزت إيرادات خدمات أبل 24 بالمئة إلى 19.5 مليار دولار في الربع الرابع من 2021 والذي تخلله موسم العطلات، متجاوزة تقديرات المحللين البالغة 18.6 مليار دولار.
السحر يكمن في التداخل
وبلغ عدد مشتركي مجموعة خدمات الشركة المدفوعة مثل بث الموسيقى والألعاب عبر الإنترنت 785 مليونا في الربع الرابع من 2021، ارتفاعا من 620 مليونا قبل عام و745 مليونا في الربع الثالث.
ومن ناحية أخرى، قال كوك إن جهود البحث والتطوير التي تبذلها الشركة تركز على تداخل الأجهزة والبرمجيات والخدمات.
وأضاف "هذا هو المكان الذي يمكن فيه السحر حقا... هناك قدر كبير من الاستثمار في أشياء ليست موجودة في السوق في هذه المرحلة".
ومن شأن التوسع في مجال الواقع المعزز أن يفتح الباب أمام زيادة الاشتراكات. ويمكن أن تصبح العروض الحالية لتدريبات اللياقة البدنية والمحتوى المصور أكثر جاذبية من خلال تجارب الواقع المعزز.
ومع نمو الخدمات والمشتركين، قفزت هوامش الربح الإجمالية لأبل أكثر من 40 في المئة.
قال المحلل نيل شاه من كاونتربوينت ريسيرش، إن الخدمات المرتبطة بميتافيرس، مثل تطبيقات الواقع المعزز، يمكن أن تغير خريطة إيرادات أبل.
وأضاف "ثمة زيادة كبيرة في نشاط خدمات أبل التي من المحتمل أن تتجاوز جهازها آيفون في السنوات الخمس المقبلة".
وقطاع الخدمات والتطبيقات وهو ثاني أكبر قطاع في أبل حاليا بعد آيفون.