بوينغ وإيرباص: من سيكسب صراع السيطرة على اقتصاد السماء؟

دلال العكيلي

2019-07-11 07:11

بوينغ وإيرباص، خصمين خاضا مواجهة مدة تقارب نصف قرن أو قصة صراع تكنولوجي بين أوروبا والولايات المتحدة، أن المنافسة ما بين الإيرباص والبوينغ هو نتاج لهيمنة شركتين على سوق صناعة الطيران المدني الضخم منذ عام 1990، وهو أيضا نتيجة لفشل عدد من عمليات الاندماج والتعاون بين العديد من شركات صناعة الطيران خلال تلك السنين، الإيرباص بدأت حياتها بتكتل اقتصادي، في حين استحوذت البوينغ على منافسها الرئيسي ماكدونال دوغلاس (McDonnell Douglas) عام 1997.

بعض الشركات مثل لوكهيد وكونفير انسحبوا من سوق الطيران المدني بسبب عدم رضاهم على أرقام المبيعات، في حين كان انهيار الكتلة الشرقية حوالي عام 1990 قد وضع صناعة الطائرات السوفيتية بموقع غير المرغوب بها كل ذلك وضع كلتا الشركتين بما يسمى الاحتكار الثنائي (duopoly) لسوق الطيران التجاري العالمي الضخم ويشمل أيضا طائرات الجسم العريض وطائرات الجسم الضيق والجامبو.

سباق للفوز بأكبر سوق طيران بين إيرباص وبوينغ

استؤنف السباق التقليدي للفوز بأكبر عدد من الطلبيات في معرض لوبورجيه للطيران قرب باريس مع تحقيق إيرباص نجاحاً مبهراً بفضل طائرة المسافات الطويلة الجديدة "إيرباص 321 - اكس أل ار" بعد نفحة أوكسجين تنشقتها بوينغ التي لا تزال طائرتها 737 ماكس ممنوعة من التحليق

وأعلنت الشركة الأوروبية لصناعة الطائرات، في اليوم الثالث من معرض لوبورجيه الدولي لصناعات الطيران والفضاء، تلقيها طلبات لشراء 136 طائرة في الإجمال من النسخة الجديدة من طائرتها ذات الممر الفردي والتي يمكنها أن تحلق حتى مسافة 8700 كلم في 9 ساعات، بفضل اتساع خزاناتها.

وبذلك يصل عدد الطلبات المسجلة حتى الآن إلى 202 من الطائرة الجديدة "إيرباص 321 - أل أر" (A321 LR) للمسافات الطويلة والمتوافرة في السوق منذ 2018 وعرضت الاثنين على أن يبدأ تسليم أولى النماذج التجارية منها في عام 2024، طلبت شركة كوانتاس الأسترالية 36 نسخة من "إيرباص 321 - اكس أل ار" (للمسافات البعيدة جدًا) ومجموعة انديغو بارتنرز الاستثمارية الأميركية 50 طائرة لشركاتها الأربع المنخفضة التكلفة، فرونتير إيرلاينز في الولايات المتحدة، وجستسمارت في تشيلي، وفولاريس في المكسيك وويز إير في المجر.

بدورها طلبت أمريكان إيرلاينز، وهي عميل تاريخي لطائرة بوينغ 737 ماكس، خمسين طائرة.

وقال كريستيان شيرر مدير مبيعات ايرباص "إنها انطلاقة جيدة"، في حين لم يكشف سعر النسخة الجديدة في قوائم عرض الشركة.

وتعتزم أيرباص بذلك خدمة الرحلات الجوية الطويلة جدًا بطائرة ذات سعة أقل (تصل إلى 240 مقعدًا) مقارنة بالطائرات الكبيرة التقليدية من خلال منح الشركات إمكان فتح خطوط جديدة بين المدن الثانوية مع طائرة ذات ممر واحد، أقل كلفة ويسهل ملء مقاعدها وبالتالي أكثر ربحية.

وهي تتقدم بذلك على منافستها في القطاع الأوسط من السوق، بين طائرات المسافات المتوسطة والطويلة، في حين أجلت بوينغ احتمال الإعلان عن طائرة جديدة للقطاع الأوسط حتى العام المقبل.

- عرض الخدمة الشاملة -

وكان دور بوينغ للبروز إلى مقدم المشهد بالإعلان عن طلبية عملاقة على شكل خطاب نوايا من مجموعة انترناشونال ايرلاينز غروب IAG لشراء 200 طائرة 737 ماكس الممنوعة من التحليق بسبب حادثي تحطم في اندونيسيا وإثيوبيا خلفا 346 قتيلا، وبدت الطلبية المفاجئة لهذا الطائرة وهي الأولى منذ تجميدها بمثابة نفحة أوكسجين للشركة الأميركية وعلامة ثقة منحتها المجموعة التي تضم الخطوط الجوية البريطانية والإيبيرية وفيولنغ وإير لنغوس وليفل، في حين لم يعلن بعد موعد عودة الطائرة إلى الأجواء.

ويعد سوق الخدمات مجالاً آخر للمواجهة التجارية إذ أعلنت إيرباص أنها تقدم الآن عرضًا شاملاً لعملائها يشمل، بين أمور أخرى، الصيانة والتدريب وإدخال تحسينات على الطائرات، ويتوقع أن تمثل هذه السوق في عام 2019، 160 مليار دولار وأكثر من الضعف في عام 2038 لتصل إلى 330 مليار دولار وتقدر مدى الاعوام العشرين المقبلة ب 4900 مليار دولار بالنسبة للشركة.

لقد أصبح تدريب الطيارين وفنيي الطيران سوقًا أخرى للشركة المصنعة التي تتوقع الحاجة إلى550 ألف طيار جديد و640 ألف تقني جديد على مدار الاعوام العشرين المقبلة، في حين تعاني الشركات من نقص الطيارين، وكانت حال الطوارئ المناخية والأنماط الجديدة للتنقل في قلب معرض الطيران الثالث والخمسين.

وقعت شركة إيرباص للمروحيات وشركة سافران لصنع محركات الطائرات اتفاق تعاون للعمل على تقنيات جديدة لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ومستويات الضوضاء في منصات الإقلاع والهبوط العمودي في المستقبل، وقال برونو إيفن مدير "إيرباص هليكوبترز"، "قطاعنا على أعتاب ثورة خضراء وأعتقد أنه بصفتنا الشركة الرائدة عالمياً في مجال طائرات الهليكوبتر المدنية، تقع على عاتقنا مسؤولية تطوير التقنيات والحلول التي ستستمر في جعل الطيران العمودي أفضل وسيلة للاتصال بين المدن ولنقل الركاب في أمان تام في الوسط المدني".

أزمة بوينج وتوترات التجارة

تنال المخاوف المتعلقة بالسلامة والحروب التجارية وتنامي التوترات الأمنية في الخليج من معنويات كبار صناع الطائرات في العالم بينما يتوافدون للمشاركة في معرض باريس للطيران هذا الأسبوع في غياب أجواء الاحتفال رغم دفاتر طلبيات الشراء المتخمة، والحدث فرصة لقياس نبض صناعة الطائرات التجارية في العالم البالغ حجمها 150 مليار دولار سنويا، والتي يعتقد محللون كثيرون أنها بصدد مرحلة من التباطؤ نظرا لشتى الضغوط العالمية، من توترات التجارة إلى ضعف النمو الاقتصادي.

ويتطلع صانع الطائرات الأمريكي بوينج، الذي يعاني من تداعيات وقف تشغيل طائرته 737 ماكس بعد حادثي تحطم، إلى طمأنة الزبائن والموردين بشأن مستقبل الطائرة، وتهدئة الانتقادات بخصوص تعامله مع الأزمة المستمرة منذ شهور طويلة، وأثار وقف تشغيل أحدث نسخة من الطائرة الأكثر مبيعا في العالم قلق الموردين، بل وأزعج شركة صناعة الطائرات الأوروبية المنافسة إيرباص، التي أحجمت هذه عن الاستفزاز المعتاد لبوينج في ظل انشغالها هي نفسها بتحقيقات فساد.

ويتخوف المسؤولون التنفيذيون بقطاع صناعة الطائرات على ضفتي الأطلسي من تداعيات الأزمة على الثقة العامة في النقل الجوي ومخاطر رد فعل سلبي قد يدق إسفينا بين مختلف الهيئات التنظيمية ويقوض منظومة اعتماد الطائرات، وتضررت أرباح شركات الطيران التي تهافتت على شراء الطائرة ماكس طويلة المدى والأوفر في استهلاك الوقود بعدما اضطرت لإلغاء آلاف الرحلات في أعقاب وقف تشغيل الطائرة على مستوى العالم في مارس آذار.

وقال محللون إنه حتى الإطلاق المزمع لنسخة أطول مدى من عائلة ايرباص الناجحة ايه320 نيو، وهي الطائرة ايه321 اكس .ال.آر، لن ينجح على الأرجح في تبديد الضبابية التي تكتنف القطاعن وقال ريتشارد أبو العافية محلل صناعة الطيران في مجموعة تيل "أزمة بوينج ماكس ليست الغمامة السوداء الأشد شؤما، لأنه يمكن حلها، لكن أرقام حركة السفر تبعث على القلق بصدق، في مارس آذار وأبريل نيسان ثمة مؤشرات تنبئ بالقادم، أمام أعيننا يواجه القطاع مشاكل أوسع نطاقا على صعيد الطلب والسعة".

وقال جون بلوجير، الرئيس التنفيذي لشركة اير ليس، متحدثا لرويترز "الحل الوحيد لدى الصناعة هو الطائرات الأحدث والأوفر في استهلاك الوقود ولذا فإن دورة الإحلال تلك ستستمر"، وتابع "نتحدث مع العديد من شركات الطيران التي ما زالت ترغب في مزيد من الطائرات، وحقيقة الأمر أن تلك النقاشات لم تشهد أي تراجع".

توترات الخليج

أرجأت بوينج قرارات رئيسية لإطلاق طائرة جديدة محتملة، الطراز ان.ام.ايه متوسط الحجم، لتركز كامل اهتمامها على 737 ماكس ومشكلات اللحظات الأخيرة المتعلقة بمحرك الطائرة الجديدة 777اكس، حسبما قالت مصادر في القطاع، لكنها قد تكشف عن عدد من الصفقات لطائرات عريضة البدن وهي الفئة التي تتفوق فيها على إيرباص، بما في ذلك صفقة لشركة الخطوط الجوية الكورية تتضمن ما لا يقل عن عشر طائرات 787.

ويتوقع روبرت ستالارد من فيرتيكال ريسيرش بارتنرز طلبيات لشراء نحو 800 طائرة في معرض باريس، مقارنة بطلبيات وتعهدات لشراء 959 طائرة في معرض فارنبورو الجوي العام الماضي ويتوقع بعض المحللين أن يكون الإجمالي أقرب إلى 400، ورغم التباطؤ، فإن طفرة دامت سنوات عديدة في طلبيات الطائرات ما زالت تولد أعمالا للموردين مثل صناع المحركات ومن المنتظر أن تعلن سي.اف.ام انترناشونال الفرنسية الأمريكية عن طلبية قياسية من حيث عدد الوحدات لأكثر من 600 محرك من إندي جو الهندية.

ولا يقتصر المعرض المقام بين 17 و23 يونيو حزيران على صفقات الطائرات، حيث يستقطب أيضاً العديد من مشتري الأسلحة في العالم الذين يأتون لمتابعة أحدث التطورات في معدات القتال، من الصواريخ المضادة للطائرات إلى قدرات الحرب الإلكترونية المرغوبة بشدة، وستكشف فرنسا وألمانيا عن نموذج بالحجم الحقيقي لمقاتلة مقترحة جديدة وتوقعان اتفاقا إطاريا للمضي قدما في مشروعها الذي يشمل طائرات مسيرة.

وسيبحث مسؤولو القطاع أيضا المزايا والتداعيات المحتملة للاندماج المقترح بين يونايتد تكنولوجيز وشركة رايثيون للصناعات العسكرية والبالغة قيمته 121 مليار دولار، وقد تحدث الصفقة، المتوقع إغلاقها في النصف الأول من 2020، انقلابا في صناعة الطائرات، بإقامتها مجموعة تشمل أعمالها النقل الجوي التجاري والتوريدات العسكرية مما سيضغط على عدة موردين رئيسيين مثل هانيويل وجنرال إلكتريك.

وفي نزاع سياسي آخر له تداعياته على شركات السلاح المشاركة في المعرض، هددت الولايات المتحدة بإلغاء مشاركة تركيا في برنامج المقاتلة اف-35 التي تصنعها لوكهيد مارتن بسبب شراء أنقرة منظومة رادار روسية، وسيلقى المعرض أيضا اهتمام الصين، التي تتنامى طموحاتها الجوية في وقت تتصاعد فيه التوترات التجارية بين واشنطن وبكين قبيل اجتماع محتمل بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ.

طلبية سعودية كبيرة من طائرات ايرباص

أعلنت الخطوط الجوية السعودية أنها طلبت 65 طائرة "ايه 32 نيو" من شركة ايرباص تكلفتها اكثر من 7,4 مليار دولار حسب لائحة الأسعار الرسمية، في ما يمثل انطلاقة قوية للشركة الاوروبية العملاقة في معرض باريس الجوي، ويشهد المعرض دائما تنافساً حاداً بين ايرباص ومنافستها الأميركية بوينغ للحصول على طلبيات، لكن بوينغ تدخل السباق هذا العام متأثرة كثيرا بتداعيات تحطم طائرتين من طراز "737 ماكس" أسفرتا عن مقتل 346 شخصا.

وتعتزم الخطوط السعودية تعزيز أسطولها من طائرات "اية 32 نيو" البالغ عدده 35 طائرة حاليا إلى 100 طائرة، وتتضمن الصفقة 15 طائرة من طراز "ايه 321 اكس ال ار" الجديد والقادرة على التحليق مسافات تصل إلى 8,700 كلم.

انتكاسة جديدة لبوينج

تعرضت بوينج لانتكاسة جديدة مع افتتاح معرض باريس للطيران مع إعلان مورد المحركات لصانع الطائرات الأمريكي عن تأخير سيؤثر على طائرته الجديدة بالكامل 777اكس، بينما استهدفت إيرباص الشريحة الوسطى من السوق بطائرة منافسة، وقالت جي.إي آفييشن إنها اكتشفت تآكلا غير متوقع في أحد مكونات المحرك جي.إي9 اكس الذي تصنعه للطائرة بوينج 777اكس، أكبر طائرة بمحركين في العالم، مما سيؤدي إلى تأخر إجباري لعدة أشهر بينما تعكف الشركة على إعادة تصميم المكون واختباره.

تقليديا، كان أكبر حدث لقطاع صناعة الطائرات العالمي، الذي يحدث بالتبادل مع معرض فارنبورو الجوي البريطاني، مباراة ملاكمة بين إيرباص وبوينج في سوق الطائرات التجارية البالغ حجمها 150 مليار دولار سنويا، لكن بوينج ما زالت تكابد هذا العام تداعيات وقف تشغيل طائرتها الأعلى مبيعا 737 ماكس في مارس آذار بعد حادثي تحطم داميين، في حين تواجه منافستها الأوروبية اللدود إيرباص فضيحة فساد طال أمدها، استغلت إيرباص المعرض لإطلاق النسخة طويلة المدى من طائرتها ايه321 نيو، بهدف اقتطاع مسارات جديدة لشركات الطيران ذات الطائرات الأصغر واستباق خطط بوينج لطائرة أخرى محتملة جديدة بالكامل، هي الطراز ان.ام.ايه.

وقال كريستيان شيرير مدير المبيعات في إيرباص يمكننا الطيران من شمال شرق آسيا إلى جنوب آسيا، من الشرق الأوسط إلى بالي أو من اليابان إلى عمق استراليا، وهكذا، هو بالتالي استثمار منخفض المخاطر لشركات الطيران على مثل تلك المسارات.

وأصبحت شركة اير ليس للتأجير أول عميل للطائرة الجديدة التي ستحمل اسم ايه321 اكس.ال.آر حيث طلبت 27 طائرة في إطار اتفاق لعدد 100 طائرة إيرباص، وقالت مصادر مطلعة إن إيرباص تحاول جمع ما يقرب من 200 طلب شراء أو تحويل إلى الطراز الجديد مع سعيها وراء صفقات مع ناقلات مثل أمريكان إيرلاينز وجت بلو وسيبو إير وإنديجو بارتنرز مالكة شركة فرونتيير إيرلاينز.

ورغم سيل الوفود المتنقلة في عربات الجولف بين الطائرات والصواريخ وطائرات التجسس الواقفة في ساحة العرض، فإن أجواء معرض العام الحالي بدت خافتة نسبيا، في ظل تحذير بشأن الأرباح من لوفتهانزا يضاف إلى توترات التجارة وتباطؤ الاقتصادات، وكان الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون حاضرا بينما كشفت فرنسا وألمانيا عن نموذج بالحجم الطبيعي لطائرة مقاتلة جديدة يخطط الحليفان الأوروبيان الوثيقان لإنتاجها، ويتوقع المحللون ما بين 400 و800 طلبية شراء طائرات تجارية والتزام خلال المعرض، مقارنة مع 959 خلال معرض فارنبورو، لكن من الصعب التعرف على العقود الجديدة تماما من بين زيادات حجم الالتزامات القائمة وتحويلات الطرز.

وقال كيفن مكاليستر رئيس قسم الطائرات التجارية في بوينج إن من السابق لأوانه التكهن بأي تأخيرات في برنامج الطائرة 777اكس وتستهدف شركة صناعة الطائرات تسيير أول رحلة هذا العام ودخول الخدمة العام القادم، وقالت طيران الإمارات إنها تتوقع تسلم أول طائرة في يونيو حزيران 2020 وعادة ما تستغرق اختبارات الطيران أكثر من عام.

إيرباص: العقوبات الأمريكية على طائراتها بلا سند قانوني

قالت إيرباص الأوروبية لتصنيع الطائرات إنها لا ترى أي سند قانوني لتحرك الولايات المتحدة نحو فرض عقوبات تجارية على طائراتها وحذرت من تعميق التوترات التجارية، واقترحت واشنطن يوم قائمة من منتجات الاتحاد الأوروبي، من الطائرات التجارية الكبيرة إلى منتجات الاستخدام اليومي والنبيذ، ستفرض عليها رسوما كرد على دعم أوروبي للطائرات.

وثار خلاف بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لأكثر من عشر سنوات على خلفية مزاعم متبادلة بمساعدات غير قانونية لعملاقي الطائرات بوينج وإيرباص وحكمت منظمة التجارة العالمية بأن الطرفين دفعا مليارات الدولارات كدعم لاكتساب ميزة، وطالبتهما بالتوقف أو مواجهة عقوبات محتملة، وقال رينيه أوليه المتحدث باسم إيرباص إن الشركة اتخذت إجراءات للامتثال للمتطلبات المتبقية والتي قال إنها "طفيفة نسبيا" وأضاف أن حديث الولايات المتحدة عن أضرار قيمتها 11 مليار دولار نجمت عن دعم الاتحاد الأوروبي لإيرباص مبالغ فيه.

الاتحاد الأوروبي يلوح برسوم بـ12 مليار دولار رداً على دعم واشنطن لبوينغ

كشف الاتحاد الأوروبي عن قائمة واسعة من المنتجات الأميركية، انطلاقا من الكاتشاب وصولا إلى قطع السيارات، التي ستفرض عليها رسوم رداً على الدعم المالي الذي تتلقاه مجموعة "بوينغ" وسط مخاوف من اندلاع حرب تجارية مجددا عبر الأطلسي، وأفاد بيان لمفوضة التجارة في الاتحاد الأوروبي سيسيليا مالمستروم أنه "يجب أن يكون بمقدور الشركات الأوروبية أن تنافس بشروط منصفة ومتساوية علينا مواصلة الدفاع عن التكافؤ في صناعتنا".

ويأتي التحرّك الأوروبي لاتخاذ تدابير تصل قيمتها إلى 12 مليار دولار ضد "بوينغ" في أعقاب مطلب مشابه من الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية على بضائع من الاتحاد الأوروبي بقيمة 11 مليار دولار كتعويض على الدعم المالي الذي يقدمه التكتل لشركة "إيرباص"، وستحدد منظمة التجارة العالمية القيمة النهائية للرسوم التي سيكون بإمكان الطرفين فرضها إذ يرجح أن يكون المبلغ الذي تقرره الهيئة الدولية أقل بكثير من ذاك الذي يطالبان به.

ويتواصل النزاع التجاري بشأن بوينغ وايرباص منذ 14 عاما إذ يتبادل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الاتهامات أمام منظمة التجارة العالمية بتقديم مساعدات مالية غير قانونية منذ التسعينات إلى مجموعتيهما الأبرز لصناعة الطيران.

بوينغ تغرق في أزمة 737 ماكس

تعمقت الأزمة الناجمة عن طائرة 737 ماكس لدى بوينغ مع تأخر عودتها إلى الأجواء إثر اكتشاف خلل أمني جديد يتوقع أن يكلف الشركة تبعات مالية واجتماعية ثقيلة، تراجع سهم الشركة المصنعة للطائرات بنسبة 2,34% في بورصة وول ستريت، دلالة على تشكيك دوائر الأعمال بشأن رفع الحظر المفروض على تحليق الطائرة منذ منتصف آذار/مارس بعد حادثين خلفا 346 قتيلا، وقالت إدارة الطيران الفدرالية، الجهة المنظمة الرئيسية للطيران في الولايات المتحدة، إنها اكتشفت خللاً جديداً يتعلق بمعالج دقيق على الطائرة ينطوي على "خطر محتمل"، وقال سكوت هاميلتون الخبير لدى شركة ليهام "إنها ضربة إضافية للطائرة ولشركة بوينغ".

اكتشف الخلل طيارو إدارة الطيران الفدرالية خلال اختبارات على أجهزة المحاكاة، وفق ما أفاد وكالة فرانس برس مصدر قريب من القضية شرط عدم الكشف عن هويته، ووجد الطيارون صعوبة في استعادة السيطرة على الطائرة بسرعة بعد تفعيل نظام التثبيت ومنعها من السقوط ، الذي اعتبر السبب وراء حادث طائرة "لايون إير" الإندونيسية في 29 تشرين الأول/أكتوبر 2018 (189 قتيلاً) والخطوط الجوية الإثيوبية في 10 آذار/مارس الماضي (157 قتيلاً).

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا