اليد الخفية والإيثار الاقتصادي
عند الإمام علي بن الحسين (عليه السلام)
مجلة الكلمة
2020-10-27 07:50
بقلم: الدكتور الشيخ حسن كريم ماجد الربيعي-جامعة الكوفة، كلية الفقه العقيدة والفكر الاسلامي، العراق
المقدمة
للإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) ممارسات اقتصادية ذات منافع اجتماعية مهمّة في علم الاجتماع الديني، حاولت في هذا البحث أن أبين بعض الملامح الاقتصادية التي مارسها الإمام (عليه السلام) بنفسه الشريفة وربطها بالفعل الديني، وكان يمارس هذا الفعل ممارسة دينية بسرية تامَّة، لقد ربط الفعل الاقتصادي بالاجتماعي.
اليد الخفية (invisible hand): هي استعارة ابتكرها الاقتصادي آدم سميث وشرحها في كتابه (ثروة الأمم) معتبرًا أن الفرد الذي يقوم بالاهتمام بمصلحته الشخصية يساهم أيضًا في ارتقاء المصلحة الخيرة لمجتمعه ككل من خلال مبدأ اليد الخفية، حيث يشرح بأن العائد العام للمجتمع هو مجموع عوائد الأفراد، فعندما يزيد العائد الشخصي لفرد ما فإنه يساهم في زيادة العائد الإجمالي للمجتمع[1].
وقد انتشر هذا المصطلح بشكل واسع لاحقًا[2]، وفي ضوء هذا التعريف كان الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) يزيد عوائد الأفراد بِنِيَّة المصلحة لغيره وليس لنفسه، وهذا هو معنى الإيثار الاقتصادي الرائع في الإسلام، إلّا أن النمطية الاجتماعية والحاجة المالية غيَّرت الكثير من مفاهيمنا النظرية مع الأسف، أو أننا انشغلنا بثقافة الكراهية التاريخية.
الإيثار الاقتصادي لغة ومعنى
الإيثار: يستعار الأثرُ للفضل والإيثار للتفضَّل ومنه آثرتُهُ[3]، وقوله: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ}[4]، والإيثار: تفضيل المرء غيره على نفسه. وعند علماء الأخلاق مذهب يعارض الأثَرَة، ويرمي إلى تفضيل خير الآخرين على الخير الشخصي. وعند علماء النفس: اتجاه اهتمام الإنسان وميول الحب فيه نحو غيره وقبل ذاته سواء كان هذا عن فطرة أم عن اكتساب[5]، تشير الآية إلى الإيثار، قال تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}[6]، والخصاصة: هي الفقر والحاجة وسوء الحال[7]، وعبَّر عن الفقر الذي لم يسد[8]، وسددت خصاصة فلان: جبرت فقره[9].
والإيثار لفظ يتبادر منه إلى الذهن والعرف سد الحاجة الاقتصادية للأفراد والجماعات، وقد مدح النص القرآني هذا الفعل الاجتماعي والاقتصادي في آن واحد، وكان من أجلى صوره هو فعل المعصوم في كل أدواره وتنوّعاته، وقد تمثّل بفعل الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) بصورة رائعة عند دراسته دراسة أنثربولوجية اجتماعية، وإظهار العلاقة الاقتصادية في هذا الفعل وأثره في البناء الاجتماعي، وفي تحريك عجلة الاقتصاد والاستقرار الاجتماعي لكل شعب ولكل أمة.
لقد غابت الدراسات الاقتصادية وعلاقاتها في علم الاجتماع الديني، ومن ثم أثرها في التماسك الاجتماعي، إن الفعل الاجتماعي للإمام علي بن الحسين في إيصال ما يحتاجه الفقير هو التطبيق الفعلي للاقتصاد الديني في ضوء اقتصاد القرآن الكريم وعلاقته بالاجتماع.
أولًا: اليد الخفية (الفعل الخفي)
في ظل التعريف أعلاه الذي ركّز عليه آدم سميث ومن تبعه تكون المصلحة الشخصية ذات علاقة في رفع عوائد المجموع، في حين نبحث هنا عن تقديم مصلحة الآخرين على المصلحة الشخصية في ضوء المبنى المختلف عن أصالة الفرد والفردانية والأنا والذات إلى فلسفة الآخر ونكران الذات، الإمام يتصرَّف كفاعل اجتماعي واقتصادي نحو الثقافة الشعبية، أي الممارسة المعطاة والمجانية إلَّا من الله سبحانه وتعالى، وهذا هو الضمير الديني أي الخفاء في القول والفعل؛ لأنهما يتعاملان مع كرامة الإنسان.
إن التصدُّق السِّرِّي في كل ليلة صفة من صفات الإمام علي بن الحسين، ولم يعرف إلَّا بعد مماته[10]، إن حصول أثر شاخص على حبل عاتقه كشفه ابنه بعد مماته، قائلًا: «أما إنه ما يعرف ما هو غيري، ولولا أنه مات لما ذكرته...»[11].
إن كتمان يد الإيثار والمحبة والرحمة كانت هاجس جميع الأئمة على مختلف أدوارهم، وتبعهم بعض أصحابهم، كان الفقراء ينتظرون هذا العطاء السِّرِّي الذي يحفظ ماء وجههم وكرامتهم إلى أبد الآبدين.
هذه الممارسة الفعلية توحي بجوهر الفعل الديني والتديني في علو مستواه التطبيقي، إذ يرسم لوحة جوهر الدين في مبتغاه، وخاصة أن فاعله إمام من أهل العصمة، وهي عبادة من نوع آخر تهتم بالمجموع، ولا تهتم بالأنا، وتمثّل جوهر الدين وأساسه.
يتحدث الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام) عن فعل أبيه قائلًا: « وخرج مُتسلِّلًا لا يعلم به أحد غيري، فإني كنت ربما علمت به من حيث لا يعلم، فيأتي دور قوم فقراء قد عرفوا وقت مجيئه ولا يعلمون من هو، فإذا رأوه مقبلًا تباشروا به وقالوا: هذا صاحب الجراب قد أقبل...»[12].
هؤلاء الفقراء عرفوا وقته ولم يعرفوا شخصه، إن سدَّ الحاجة ربما غلبهم أن يعرفوا مع كتمان الإمام وحرصه أَلَّا يُعرف، وهذه هي اليد الخفية، ولكن ليس بتعريف آدم سميث.
هذه التكرارية في الفعل تَنمُّ عن ممارسة عبادية وأخلاقية غابت عنا اليوم، إن استمرارية الفعل ولَّد الأثر الشاخص بين كتفيه كما نقلت الروايات.
كانت المدينة المنورة وبالخصوص الفقراء تنعم باليد الخفية من أمام معصوم لا يُكلِّف غيره في هذا الفعل، بل يمارسه بنفسه، كانت هذه البيوت مفعمة بأمل الصدقة السرية، ذكر القاضي النعمان: «أنه كان بالمدينة عدّة بيوت يأتيهم قوتهم من علي بن الحسين (عليه السلام) ولا يدرون من أين يأتيهم ذلك، فما عرفوا ذلك حتى مات وانقطع عنهم، لأنه كان يُسِرُّ ما يرسله إليهم رجاء ثواب صدقة السِّر، وقيل: إن تلك البيوت حصيت فوجدت مائة بيت في كل بيت جماعة من الناس»[13].
صدقة السِّر للآخرين وليس للنفع الشخصي، كما هو في اليد الخفية المحرّكة لعوائد المجتمع، صدقة السِّر واليد الخفية تنمّي المجتمع الديني وغيره لأنها تتعامل مع الإنسان الآخر وتحفظه، وهي تعدّ ضابطة من ضوابط القانون الديني والتزام من التزاماته، أقره القرآن ومارسه النبي والأئمة والصحابة من بعدهم. كان الإمام علي بن الحسين يسدّ حاجة مجموعة اجتماعية في المدينة وهم لا يعلمون من أين يأتيهم[14].
إن الدراسات الأنثربولوجية في خصائص الإنسان وبالذات الإنسان المعصوم وهو الأرقى والكامل يدعونا إلى التمسّك بجملة قضايا ذات نفع للمجتمع، أصلها مشاريع دينية نابعة من عمق الإيمان في الفرد. إن وجود مثل هذا العمق الإيماني في شخص الإمام علي بن الحسين وبذله المساعدة الاجتماعية والاقتصادية الكتومة والمبالغة في سرّيتها، والتي استعرنا لها مفهوم اليد الخفية من المصطلح الاقتصادي عند آدم سميث إلى مصطلح ومفهوم الاقتصاد الديني، كممارسة فعلية غاية في التدين الإسلامي، وغاية في الروح الجماعية والذوبان فيها، وغاية في حب الآخرين من الفقراء والمساكين والمحتاجين، وغاية في سدّ حاجة الفقير بلا كلام أو قول أو مباهاة، إنها اليد الخفية في فعل الخير لزيادة عوائد الآخرين بعيدًا عن الذات والفردنة، وتأكيدًا لنظرية الصالح العام، وتركيزًا لنظرية الجماعة والأمة مقابل النظرية الفردية في الفكر الغربي، والابتعاد عن النفعية في مثل هذه السلوكيات.
لو بحثنا في دوافع هذا العمل الليلي المخفي عن أنظار جميع الناس حتى من أقرب المقرّبين إليه، ومع حرصه على الخفاء، لا شك أن فيه دلالات عميقة عمق التدين وجوهره المستدل عليه من أصل الدين، ومن هنا يحصل التفاوت بين الدين والتدين كسلوك وفعل بالمفهومية أو المرادات الجدية المعبّرة عن عمق الايمان عند الممارسة الصادرة.
ويمكن القول: إن الايمان ممارسة، ومن المعلوم سيادة المعصوم وتمكّنه من الفعل الديني والتديني بشكل كامل، يروي اليعقوبي (292هـ) في تاريخه أنه لما توفي الإمام علي بن الحسين «وجد على كتفيه جَلب كجلب البعير، فقيل لأهله: ما هذه الآثار؟، قالوا: من حمله الطعام في الليل يدور به على منازل الفقراء»[15].
كان الإمام يختار الليل كزمان للتخفي، هذه الممارسة الإنسانية، بل هي أعلى مستوى من الفعل الإنساني والفعل الثقافي في الممارسة، لأن الفعلية والتمكّن منها هيمنة وسيادة على كل غرائز النفس الطامحة والطامعة.
هذه الكاريزما المعصومية هي سيادة، يقسّم ماكس فيبر السيادة إلى ثلاثة نماذج:
1- السيادة التقليدية.
2- السيادة البيروقراطية.
3- السيادة الكاريزمية.
فالشيعة عنده القائمة على كاريزما الوراثة لعائلة علي وما ينجز عنها من نتائج تخصّ الإمام المعصوم عن الخطأ في تعاليمه[16].
وعلي هو نواة التكوين الاجتماعي وأصله، بل هو الفكرة الدينية في أصل هذا التكوين، إن منزلة الإمام وعصمته وسيادته لا تمنع من أن يقوم بإصلاح اقتصادي يضرب به المثل، ويكون من دوافع الفعل الخيري بعد ذلك، فلا مانع أن يقوم به من هو أشرف الناس، ومنه يفهم الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي فضلًا عن السياسي.
يشير السيد محمد رضا الجلالي في كتابه المهم (جهاد الإمام السجاد زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب)، وهو كتاب نال المرتبة الأولى في المباراة الفكرية الكتابية عن الإمام السجاد في بيروت عام 1414هـ، يشير المؤلّف قائلًا: «ولقد كان الإمام زين العابدين (عليه السلام) يزاول عملية تموين الناس بدقة فائقة، خاصة عوائل الشهداء والمنكوبين في معارك ضد الدولة، يقوم بذلك في سرِّية تامَّة حتى خفيت –في بعض الحالات– على أقرب الناس إليه (عليه السلام)»[17].
كان الإمام بيده الخفيّة أو فعله الخفي يشمل الجميع حتى الأعداء، والسِّرِّية ربما علّلت بالخوف من عيون السلطة أو إلهاء عيونها عن مواقفه، أو البعد عن الرياء والسمعة والمباهاة، وكان من نتائج هذه السرية أن اتُّهم بالبخل[18].
وعند متابعة هذا الفعل نجده عند كل الأئمة (عليهم السلام)، وهو ما زرعه النبي الأكرم في أهل بيته (صلى الله عليه وآله وسلم) كنموذج مختلف يصلح كقدوة لا يتقدّمه فعل من الآخرين. إن هذا الفعل هو غاية النزعة الإنسانية في حفظ مشاعر الآخرين وشعورهم بالدونية في الآخذ دون المعطي، فإن الآخذ له هذا الشعور، ولكنه إذا خفي المعطي شخصًا يكون أهون في نفسه مع أن الإعطاء في كل حالاته من الأفعال الإيجابية، وإن كان في حقيقته يهتم بالنفعية الدنيوية والأخروية.
ولكن غاب عنا ارتفاع الفوائد الاقتصادية وعوائدها إلى الاقتصاد والمجتمع، كان الإمام يدفع الأموال للكل بالخفاء والعلن، وهذا ممّا يؤيّد مواقفه أمام أنظار السلطة، ربما غابت عنا الدوافع الحقيقية لأننا فسّرنا الأمور بشكل آخر من الصدقة وأعظمها صدقة السِّر، ولكن هذا يقصر عن كشف حقيقة الأمر.
ثانيًا: الإيثار الاقتصادي
تشكّل الأموال وحبّها حالة غريزية في نفس الإنسان، وإن حالة التملك حالة ملحّة في طبيعة النفس الإنسانية، وإعطاء الأموال أو صرفها في نوع العمل أو المعاوضة المحبة في ذات الإنسان، فقد يصرف الإنسان بعض أمواله في شيء يحبه مع حبه الجم لها، ولكن يزداد حبه أكثر حتى يصرف ما يحبه إلى ما هو أكثر حبًّا في نفسه، وهي حالة موجودة في الواقع الاجتماعي وفي مختلف الشعوب، وربما تبقى علقة حب المال في نفسه فلا يصرف أي شيء إلَّا عند الضرورة القصوى فيقتِّر في استهلاكه ولا يبقى لديه ميل للاستهلاك إلَّا ما يسد الرمق.
الإيثار هو نكران الذات وتقديم الآخر مهما كان لغرض بيان هدفية التعليم الديني، والتديّن بالجوهر والروح والمقصد، والفعلية في السلوك والتصرّف وبيان الأخلاق الدينية على واقعها من الفعل المعصومي للإنسان الكامل والأرقى في الجنس البشري، إن فعل المعصوم فعلًا عقلانيًّا يؤيّده العقل والشرع وبه ترتكز في أذهان الناس المحبة والعاطفة الجيّاشة كسلوك نفسي وتربوي مهم.
إن نكران الذات ربما هي تعاليم دينية متمثّلة بأقصى أنواع الروحانية لا يخلو منها دين في أصله ونشأته، فالمسيحية ترى أن نكران الذات كوّن الشرط اللازم والعلامة الفارقة للحياة، طالما أنه من دونه لا يمكن محاربة حب الذات[19].
الاقتصاد الإسلامي مبني على القانون الشرعي والقانون الأخلاقي والتلازم مع العقيدة، فعلًا المال والعقيدة وانتقال الملكية وفق تصنيف الحلال والحرام ليس على وفق الربح، نعم الربح الحلال، لقد كانت التجارة عنوان العقيدة والتمسّك، وبها انتشر الإسلام في جنوب الصحراء في إفريقيا، وشمال شرق آسيا، ربما لذلك يفقد المسلم بعض الإنجازات المالية لموانع شرعية، إلَّا أن طرق الحلال فيه شرف الدنيا والآخرة في ظل المجتمع الإسلامي.
قضى الإمام زين العابدين دين على محمد بن أسامة بن أسامة بن زيد وكان (15) ألف دينارًا، وعمل الإمام على تحرير العبيد بشكل ملفت للنظر، أعطى رجلًا سبَّه ألف درهم، وكان ولا يبيع عبدًا اشتراه وإن دفع إليه أغلى الأثمان[20]، هذا هو معنى إيثاره بالأموال، فكان من يأتيهم يقولون جاء صاحب الجراب[21]، اجتمعت اليد الخفية مع الإيثار الاقتصادي الانساني.
إن قضية عتق الإماء والعبيد حالة متميزة في حياة الإمام السجاد، يشتري بأموال ويعتق بغيرها اعتزازا بالإنسان وكرامته مع ان بعض الاماء ربما يسيئون التصرف، فتكون المكافأة العتق هو الإيثار بالأموال كرامة وصدقات دينية تعبّر عن الاقتصاد الديني.
وفي رواية القاضي النعمان (ت 363هـ) أن الإمام (عليه السلام) زار زيد بن أسامة بن زيد فوجده يبكي على دَينه الذي لا يستطيع الوفاء به، ردّه الإمام بقوله: «فطب نفسًا عليَّ وفاء ذلك عنك»، وقال لأحد مواليه: «الضيعة صدقة عليك»، وكان يتصدق بكسوته في الشتاء إذا انقضى الشتاء، وبكسوته في الصيف إذا انقضى الصيف، وكان يلبس من خز الثياب، فقيل له: تعطيها من لا يعرف قيمتها ولا يليق به لباسها، فلو بعتها فتصدّقت بثمنها، قال: «إني لأكره ان أبيع ثوبًا صليت فيه»[22].
وصدق الفرزدق في قصيدته:
إذا رأته قريش قال قائلها:
إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
هذا هو الإيثار الديني الذي يجب أن نتعلّمه بل نجعله مؤسسة خيرية تكافلية وتعاونية، هذه هي أهداف الفعل الديني الاجتماعي والاقتصادي، بعيدًا عن الادِّخار والاستثمار والإفراط في الاستهلاك.
إن مأسسة الفائض عن الحد ربما يخلق مجتمعًا متميّزًا، أو مأسسة الفرائض من الضرائب لشريحة الفقراء تهيئ القاعدة الفرحة في بناء المجتمع، كان الإمام (عليه السلام) يعطي الفائض وغيره لشريحة الفقراء المحتاجين، وهذا هو الفعل الديني في بناء الإنسان والمجتمع، بخلاف حالة النزعة المسيحية التقشّفية كمظهر من مظاهر التديّن[23]، فإن النزعة الإسلامية نحو تقديس العمل وعبادة الإنفاق الديني على الأسرة والمجتمع لتخفّف حدّة الصراع والكراهية بين شرائح وطوائف المجتمع وإفراده.
الخلاصة
بعد هذه الجولة السريعة في مفاهيم اقتصادية واجتماعية تبيّن عدّة نتائج:
1- أن فعل الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) فيه دلالة إما على الوجوب أو الاستحباب، وعلينا أن نعتمد الفعل المعصومي وندرك أثره الشرعي والأخلاقي.
2- اليد الخفية عنوان الإيمان الحقيقي لروح الدين الإسلامي وجوهره.
3- الإيثار الاجتماعي والاقتصادي نظم دينية تبيّن أثر الدين في تنمية قدرات المجتمع في الاجتماع والاقتصاد والقدرات البشرية.