طريق الحرير الصيني: احياء اقتصاد قديم أم نظام عالمي جديد؟
دلال العكيلي
2020-01-25 06:24
مشروع الحزام والطريق أو طريق الحرير الجديد، مشروع صيني أثار الجدل حول العالم، ويشمل فيما يشمل حزمة من التمويل الصيني لمشاريع بنية تحتية في أرجاء العالم الهدف منه تسريع وصول المنتجات الصينية الى الأسواق العالمية، ومولت الصين بالفعل مشاريع بناء شبكات للسكك الحديد والطرق والموانئ، إذ منحت الشركات الصينية عقودا مجزية لربط الموانئ والمدن بتمويل من المصارف الصينية، وعبرت دول غربية عن قلقها من ديون الدول الإفريقية للصين، ولكن الطرق وشبكات السكك الحديد التي نفذت بواسطة هذه الديون لم تكن لتوجد بأي اسلوب آخر.
مشروع الصين هذا سيغير التجارة العالمية، لكن ايضا موازين القوى عالميا. فمبادرة الحزام والطريق بكل ما فيها من موانئ وسكك حديدية وطرق سيارة ممولة من شركات صينية تحت إشراف الدولة الصينية، هي إشارة على الدور الذي تريد الصين أن تلعبه على المستوى العالمي.
في الآونة الأخيرة ذكرت دراسة حديثة أن مبادرة الحزام والطريق الصينية ينبغي أن تجلب للدول النامية وسائل نمو تعتمد على انبعاثات كربونية منخفضة وتكون مجدية اقتصاديا في الوقت نفسه، وأن تتجنب التكنولوجيات الملوثة للهواء التي عفا عليها الزمن وذلك لضمان الوفاء بالأهداف العالمية للمناخ، وقال فريق البحث بقيادة ما جون، وهو مستشار خاص بالبنك المركزي الصيني، إن الدول البالغ عددها 126 في منطقة الحزام والطريق مسؤولة حاليا عن 28 بالمئة من الانبعاثات العالمية لكن في ظل المسار الحالي لتلك الدول فإن هذه النسبة يمكن أن ترتفع إلى 66 بالمئة بحلول 2050.
ويعني هذا أن مستويات الكربون العالمية سترتفع تقريبا إلى مثلي المستويات المطلوبة لإبقاء الزيادة في درجات الحرارة دون أقل من درجتين مئويتين وهو أحد الأهداف الكبرى لاتفاقية باريس للمناخ، وجاء في التقرير "إذا اتبعت دول الحزام والطريق نماذج نمو تسببت تاريخيا في انبعاثات كربونية كبيرة... فربما يكون ذلك كافيا لأن يفضي إلى مسار (ترتفع فيه درجات الحرارة) 2.7 درجة مئوية حتى إذا التزمت بقية دول العالم بمستويات انبعاث ترفع الحرارة درجتين".
نشر الدراسة مركز تسينغهوا للتمويل والتنمية الذي يقدم توصيات لصناع السياسات بالتعاون مع مؤسسة فيفيد أيكونوميكس في لندن ومؤسسة كلايميت ووركس في الولايات المتحدة، وتقدر الدراسة أن استثمارات تتجاوز 12 تريليون دولار في البنية التحتية سيتعين أن تكون "خالية من الكربون"، وطالبت بوجود ضمانات لتنفيذ الممارسات والتقنيات المنخفضة الكربون القائمة حتى على الرغم من أن هذا ربما يكون غير كاف لتحقيق أهداف 2050، ومبادرة الحزام والطريق هي برنامج تقوده بكين يستهدف تعزيز الاندماج الاقتصادي من خلال الاستثمار في الطاقة والبنية التحتية في آسيا وما وراءها وتمثل الدول الموقعة على هذه المبادرة ربع اقتصاد العالم تقريبا.
أبرز معلومات المشروع:
- بدأت محاولات الصين لإحياء طريق الحرير بداية تسعينيات القرن الماضي، عبر ما عُرف بالجسر البري الأوروبي الآسيوي الذي يصل بين الصين وكزاخستان ومنغوليا وروسيا، ويصل إلى ألمانيا عبر سكك حديدية.
- في نهاية عام 2013 تم الإعلان عن مبادرة الحزام والطريق على لسان الرئيس الصيني شي جين بينغ، وكان التركيز الأول على الاستثمار في البنية التحتية والسكك الحديدية والطرق السريعة.
- يغطي المشروع 66 دولة في ثلاث قارات، هي آسيا وأوروبا وأفريقيا، وينقسم إلى ثلاثة مستويات، تشمل مناطق محورية ومناطق للتوسع ومناطق فرعية.
- يتضمن المشروع فرعين رئيسين: البري "حزام طريق الحرير الاقتصادي"، والبحري "طريق الحرير البحري".
- يمتد طريق الحرير البحري من الساحل الصيني عبر سنغافورة والهند باتجاه البحر المتوسط، أما الفرع البري من المبادرة فيشمل ست ممرات هي:
1- الجسر البري الأوراسي الجديد الذي يمتد من غربي الصين إلى روسيا الغربية.
2- ممر الصين - مونغوليا - روسيا الذي يمتد من شمالي الصين إلى الشرق الروسي.
3- ممر الصين - آسيا الوسطى - آسيا الغربية الذي يمتد من غربي الصين إلى تركيا.
4- ممر الصين - شبه جزيرة الهند الصينية الذي يمتد من جنوبي الصين إلى سنغافورة.
5- ممر الصين - باكستان الذي يمتد من جنوب غربي الصين إلى باكستان.
6- ممر بنغلاديش - الصين - الهند - ميانمار الذي يمتد من جنوبي الصين إلى الهند.
- منذ إطلاق الرئيس الصيني المشروع، استثمرت بلاده ثمانين مليار يورو في مشاريع متعددة، كما قدمت المصارف قروضا بقيمة تتراوح بين 175 و265 مليار يورو.
- يدعم المشروعَ أيضا بريطانيا وتركيا ودول صغيرة مثل اليونان التي اعتبر وزير خارجيتها أنه يمثل قمة الانفتاح الاقتصادي في الوقت الذي تلجأ فيه الكثير من دول العالم إلى الانغلاق على نفسها اقتصاديا وسياسيا.
- وسط تنامي نفوذ الصين والشكوك الغربية حول نواياها، يزداد قلق الأوروبيين والأميركيين إزاء المشروع، وظهر هذا جليا في اقتصار مشاركة هذه الدول في القمة التي بدأت اليوم على الوزراء، بينما لم ترسل واشنطن أحدا.
- الاستثناء الأوروبي الوحيد كان رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي الذي انضمت بلاده إلى المبادرة الصينية في مارس/آذار، لتكون أول دولة من مجموعة السبع تقدم على هذه الخطوة.
- حتى الآن وقعت 126 دولة و29 منظمة دولية اتفاقات تعاون مع بكين في إطار المشروع، لكن هذه الاتفاقات لا تنص على دعم غير مشروط للمشروع الصيني، بل يقترح بعضها التعاون في دولة ثالثة أو في مجال استثمار.
- يربط خط سكك حديدية الصين بأوروبا، ويصل 62 مدينة صينية بـ51 مدينة أوروبية متوزعة على 15 دولة. وقامت تلك القطارات بـ14,691 رحلة منذ إطلاقها عام 2011. ومن المقرر أن تربط سكتا حديد الصين بلاوس وتايلند.
- تجاوزت القيمة الإجمالية للبضائع المتبادلة في الاتجاهين ثلاثين مليار يورو عام 2018.
- في كينيا، تصل سكة حديد مسماة "طرق الحرير" العاصمة نيروبي بمومباسا التي تحتوي على المرفأ الأبرز في البلاد المشرف على المحيط الهندي.
- وفي أوغندا، تم تعبيد طريق حديث يبلغ طوله خمسين كيلومترا إلى المطار الدولي بالأموال الصينية، كما تكفلت الصين بتحويل مدينة ساحلية صغيرة في تنزانيا إلى ميناء قد يصبح أكبر موانئ القارة الأفريقية.
- في باكستان شيّدت سلسلة مشاريع بنى تحتية شملت طرقا وسككا حديدية ونقاط إنتاج طاقة، لتربط الساحل الجنوبي للبلاد بمدينة كشغار الصينية (شمال غرب)، كما يتضمن هذا المشروع الذي يسمى "الممر الاقتصادي الصين-باكستان"، تشييد طرق سريعة وسدود كهرمائية وإدخال تعديلات على مرفأ غوادر الباكستاني على بحر العرب.
- تسعى باكستان عبر المشروع لتعزيز نموها القومي، أما الصين فتهدف لتأمين طريق أكثر سرعة وأمانا عبر هذا الطريق البحري لوارداتها النفطية من الشرق الأوسط.
- تقول صحيفة "نيويورك تايمز" إن الإنتاج الصناعي الصيني الفائض يعد أحد أهم الدوافع التي تقف خلف المبادرة. فعلى سبيل المثال، تنتج الصين نحو 1.1 مليار طن من الفولاذ سنويا، ولكنها لا تستهلك داخليا إلا 800 مليون طن.
- يرى منتقدو المشروع أنه يعمل على تعزيز مواقع ونفوذ الشركات المتمركزة في الصين بشكل أساسي، وينصب في الوقت ذاته "أفخاخا من الديون" للبلدان التي تستفيد من قروض تمنحها المصارف الصينية، لكن الصين تؤكد أن المبادرة تشمل مجموعة مشاريع تخدم البيئة وقابلة للاستمرار ماليا دون فساد.
عشرات الاتفاقات بين ميانمار والصين
وقعت الصين وميانمار عشرات الاتفاقات بهدف تسريع مشروعات البنية التحتية في ميانمار، في الوقت الذي تسعى فيه بكين لتعزيز نفوذها في جار يزداد ابتعاد الغرب عنه، لكن لم يتم الاتفاق على أي مشروعات كبرى جديدة خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ التي بدأها يوم الجمعة ويختتمها السبت، وهي أول زيارة يقوم بها زعيم صيني إلى ميانمار منذ 19 عاما، وقال محللون إن ميانمار تتوخى الحذر عموماً إزاء استثمارات بكين كما أنها تتخذ منحى يتسم بالحذر بشكل خاص قبيل إجراء انتخابات مقررة هذا العام.
ومع هذا، وقع الرئيس الصيني شي وزعيمة ميانمار أونج سان سو كي 33 اتفاقا تتعلق بمشروعات رئيسية في إطار مبادرة الحزام والطريق التي تمثل رؤية الصين لطرق تجارية جديدة توصف بأنها "طريق الحرير في القرن الحادي والعشرين" واتفق الزعيمان على الإسراع بتنفيذ ممر الصين وميانمار الاقتصادي، وهو خطة ضخمة للبنية التحتية تتكلف مليارات الدولارات، وذلك من خلال اتفاقات على مد خطوط سكك حديدية تربط جنوب غرب الصين بالمحيط الهندي، وإنشاء ميناء بحري عميق في ولاية راخين التي تعصف بها الاضطرابات، وإقامة منطقة اقتصادية خاصة على الحدود، وإنشاء مدينة جديدة في العاصمة التجارية يانجون.
ولم يتطرق الاثنان إلى سد عملاق مثير للجدل تدعمه بكين ويتكلف 3.6 مليار دولار، حيث العمل متوقف منذ 2011، وهو ما يعكس الحساسية التي تحيط باستثمارات الصين في ميانمار حيث لا يشعر كثيرون بالارتياح إزاء سطوة بكين على جارتها الأصغر مساحة.
مع بكين "حتى نهاية العالم"
وصف شي الزيارة بأنها "لحظة تاريخية" بالنسبة للعلاقات بين البلدين الجارين، وفق ما نقلت عنه صحيفة "غلوبال نيو لايت أوف ميانمار" البورمية الحكومية، وأشار كذلك إلى مسألة "عدم الإنصاف وعدم المساواة في العلاقات الدولية"، في تصريحات قد تفسّر على أنها انتقاد للولايات المتحدة التي فرضت عقوبات على قائد الجيش البورمي، وأفادت سو تشي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام والتي انهارت سمعتها في الغرب بسبب دفاعها عن حملة الجيش الأمنية ضد الروهينغا، أن بلدها سيقف على الدوام إلى جانب الصين.
وقالت خلال احتفال "من الواضح أنه لا يوجد أي خيار لدولة مجاورة سوى الوقوف معًا (إلى جانب بكين) حتى نهاية العالم"، ولا تزال الصين تعد حليفًا لا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة لجارتها في جنوب شرق آسيا، إذ تملك حق الفيتو القادرة من خلاله على حماية الحكومة البورمية في مجلس الأمن الدولي.
وتزداد المخاطر في وقت تستعد أعلى محكمة في الأمم المتحدة لإصدار قرارها الأسبوع المقبل بشأن إن كان من الضروري اتّخاذ "إجراءات عاجلة" ضد بورما في إطار شكوى بشأن الإبادة يتم النظر فيها في لاهاي، ويعم شعور متزايد بعدم الثقة بطموحات بكين في أوساط المشككين في مدى استفادة الشعب من العائدات الاقتصادية للاستثمارات الصينية ومدى صلة الصين بالمجموعات المتمردة التي تحارب القوات الحكومية في مناطق حدودية.
الصين: السياسة الامريكية في الشرق الاوسط "أنانية"
نددت الصين بالسياسة الأميركية في الشرق الأوسط ووصفتها بأنها "أنانية"، ملقية باللوم على واشنطن في زعزعة الاستقرار في المنطقة المضطربة حيث كثفت بكين استثماراتها في السنوات الأخيرة، في الوقت الذي قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بصورة مفاجئة سحب قواته من شمال شرق سوريا وإعادة فرض عقوبات شاملة على إيران، ضاعفت بكين - أكبر مستورد للنفط الخام في العالم - من التزاماتها الاقتصادية في المنطقة الغنية بالنفط، وقال تشن شياو دونغ مساعد وزير الخارجية الصيني "إن الولايات المتحدة، القوة العظمى الوحيدة في العالم والقوة ذات النفوذ الهائل في المنطقة، اتبعت سياسة أنانية أحادية الجانب".
وأضاف تشن متحدثا في منتدى الأمن بالشرق الأوسط في بكين، إن هذه السياسة "تحابي الأقوياء على حساب الضعفاء، مما شكل عاملا اساسيا في المأزق الأمني في المنطقة"، ومنذ توليه منصبه، أشرف الرئيس شي جينبينغ على جهود منسقة لتوسيع النفوذ الصيني في الشرق الأوسط وإفريقيا، بما في ذلك بناء أول قاعدة عسكرية في جيبوتي.
وفي تموز/يوليو 2018، تعهد شي بتقديم 20 مليار دولار كقروض للتنمية الاقتصادية للدول العربية التي لزمت الصمت إلى حد كبير بشأن احتجاز بكين ما يقدر بمليون من الأويغور وأقليات عرقية مسلمة أخرى في منطقة شينجيانغ غرب الصين، كما زادت بكين استثماراتها في الدول الإسلامية المجاورة، مثل بناء الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني الذي يقدر بمليارات الدولارات.
وقال جواد العناني، النائب السابق لرئيس الوزراء الأردني، في كلمة افتتاحية: "نأمل أن تلعب الصين دورًا أكبر في الأمن السياسي والاقتصادي في المنطقة"، وردد المتحدثون انتقاد الصين للتحركات الأميركية في الشرق الأوسط، مثل حرب العراق وأبرزوا موقف الصين الداعم لقيام دولة فلسطينية مستقلة، وألقى كثيرون باللوم على دعم واشنطن لإسرائيل لعرقلة عملية السلام، بما في ذلك قرار الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقال أحمد ولد تكدي وزير الشؤون الخارجية الموريتاني السابق، في حفل افتتاح المنتدى "استفادت كل من الصين وروسيا من المشاعر المعادية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط لأن النخب الحاكمة والناس العاديين يأملون في رؤية بديل للهيمنة الأميركية".
أكينومي أديسينا: الصين لا تستدرج المنطقة إلى "فخ ديون"
قال رئيس بنك إقليمي إن الصين لا تحاول أن تستدرج الدول الأفريقية إلى فخ ديون وإنها تقدم استثمارات مهمة مع الدول الأخرى لسد فجوة تمويل لمشروعات البنية التحتية الحيوية في القارة، كانت القدرة على خدمة الديون قضية رئيسية في اجتماع هذا الأسبوع الذي استضافته طوكيو مع الزعماء الأفارقة والمقرضين الدوليين بشأن تنمية القارة، مع تركز الأنظار على الإقراض المكثف للصين الذي يقول بعض المنتقدين إنه أرهق البلدان الأفريقية الفقيرة بجبال من الديون، وتجاهل رئيس البنك الأفريقي للتنمية أكينومي أديسينا هذا الانتقاد وحث اليابان والصين على عدم التنافس بل الاضطلاع "بأدوار تكميلية" في سد فجوة تمويل ضخمة للبنية التحتية الأفريقية.
وقال "لا أعتقد على الإطلاق أن هناك خطة متعمدة للصين لإثقال كاهل أي دولة بالديون أعتقد أن الصين تقوم بدور مهم فيما يتعلق بدعم البنية التحتية.. أفريقيا ليست في أزمة ديون" ومع هذا، تنظر اليابان إلى منافستها الإقليمية باعتبارها مزاحما على النفوذ في جميع أنحاء العالم بما في ذلك في أفريقيا وتخشى أن يؤدي تدفق الأموال الصينية إلى إضعاف مكانتها الدبلوماسية، وقال أديسينا إن لدى أفريقيا الآن فجوة في التمويل تدور بين 68 و 108 مليارات دولار في السنة في مجالات الطاقة والموانئ والسكك الحديدية والمطارات.
وفي مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية (تيكاد)، أعلن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أن اليابان ستؤسس صندوقا للتأمين على التجارة لتحفيز الاستثمار الخاص في أفريقيا، وخلال اجتماع تيكاد السابق في 2016، تعهدت اليابان بتقديم 30 مليار دولار دعما للقطاعين العام والخاص لتطوير البنية التحتية والتعليم والرعاية الصحية على مدى ثلاث سنوات لكن تعد الاستثمارات اليابانية ضئيلة مقارنة مع تلك التي تضخها الصين.
ومنذ إطلاق منتدى التعاون الصيني الأفريقي في العام 2000، زادت بكين مساعداتها المرتبطة بأفريقيا، وأعلن الرئيس شي جين بينغ ضخ 60 مليار دولار أخرى على مدى السنوات الثلاث المقبلة، وتركز استثمارات اليابان في أفريقيا على مشروعات البنية التحتية عالية الجودة في محاولة لتمييز نفسها عن الصين، وقال أديسينا "لا أرى أي منافسة على الإطلاق، أرى تكاملا أفريقيا لديها قدر هائل من الاحتياجات وهي صديقة للصين وصديقة لليابان وتحظى مبادرة الحزام والطريق الصينية بتقدير كبير" مضيفا أن ممرات النقل ومشاريع السكك الحديدية والموانئ ستتطلب الكثير من المال.
ويقول المسؤولون الصينيون إن قمة بكين تهدف إلى تعزيز دور أفريقيا في مبادرة الحزام والطريق التي تربط الصين بحرا وبرا بجنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى والشرق الأوسط وأفريقيا، ويقول بعض المنتقدين إن الصين حريصة على استخراج الموارد في الدول الفقيرة لتغذية اقتصادها، وإن المشروعات ذات ضمانات بيئية ضعيفة، وإن الكثير من العمال يُجلبون من الصين بدلا من استغلال العمالة المحلية، وقال أديسينا "اهتمام الصين وانخراطها في أفريقيا محل ترحيب هل سأقول إنه لم تقع أخطاء في البداية، لن أقول ذلك.. هناك مشكلات تتعلق بالمجتمعات المحلية، ومشكلات تتعلق بالتأكد من عدم إحلال الأشخاص في سوق العمل، لكن كل هذه دروس تتعلمها الصين".