اليوم الدولي للتوعية بالفاقد والـمُهدَر من الأغذية

دلال العكيلي

2020-09-29 07:04

ارتفع الفاقد والمهدر من الأغذية العالمية إلى ما يقرب من 1.3 مليار طن سنويًا يمثل هذا الرقم ثلث إجمالي الأغذية المنتجة للاستهلاك في العالم يحدث فقد وهدر الطعام هذا في جميع مراحل سلسلة التوريد، من المزرعة إلى مائدة العشاء الموارد الغذائية محدودة في الوقت نفسه ، يتزايد عدد سكان العالم ومن المتوقع أن يرتفع الطلب على الغذاء أيضًا في هذا السياق ، يعد الحد من فقد الأغذية وهدرها قضية حاسمة، تهدف مجموعة Ajinomoto Group إلى تقليل فقد الأغذية وهدرها من خلال دورة حياة المنتج ، بدءًا من قبول المواد الخام وحتى استخدام العملاء والتخلص منها سنحقق هذا الجهد من خلال العمل بشكل وثيق مع موردينا ومستهلكينا.

تواصل جائحة كوفيد-19 إحداث فوضى على مستوى العالم، مما يولد تحديات كبيرة يمكن أن تؤدي إلى مخاطر على الأمن الغذائي والتغذية في العديد من البلدان وتؤدي الاضطرابات في سلاسل التوريد الناتجة عن انسداد طرق النقل وقيود النقل وتدابير الحجر الصحي إلى زيادات كبيرة في فقد الأغذية وهدرها، لا سيما المنتجات الزراعية القابلة للتلف، مثل الفواكه والخضروات والأسماك واللحوم ومنتجات الألبان، أدى ظهور جائحة كوفيد-19 إلى نقص في العمالة الزراعية المهاجرة الموسمية وعمال النقل، الذين واجهوا صعوبات في عبور الحدود كما أدى إغلاق الكثير من صناعة الضيافة والمدارس إلى خسارة الأسواق للمنتجين، مما جعل الوضع أكثر صعوبة وكان التعامل مع مستويات نفايات الطعام في الأجزاء الأولية من سلاسل التوريد للمواد سريعة التلف والخضروات والحليب على وجه الخصوص، أمرًا صعبًا بشكل خاص.

في نهاية سلسلة التوريد، مع خوف المستهلكين من الشراء والتخزين، تكافح المتاجر الكبرى، التي غالبًا ما تكون مانحاً رئيسياً لبنوك الطعام، للحفاظ على أرففها ممتلئة وغير قادرة على التبرع بالطعام ومع ذلك، فإن الكثير من الطعام الذي تشتريه الأسر قد لا يتم استهلاكه أبدًا ويمكن أن ينتهي به الأمر إلى التخلص منه كمخلفات طعام، بسبب سوء فهم تحديد التاريخ والتخزين غير المناسب لهذه المواد الغذائية المنزلية، إن هدر الطعام خلال جائحة كوفيد-19، مثير للقلق بشكل أكبر، مع الأخذ في عين الاعتبار أن بنوك الطعام في جميع أنحاء العالم المتقدم تتوقع زيادة كبيرة في الطلب، بسبب زيادة عدد الأشخاص المتضررين مالياً بسبب ارتفاع معدلات البطالة تواجه بنوك الطعام عددًا من المشاكل التي تتراوح بين نقص الموظفين ذوي الخبرة، وعدم كفاية إمدادات الغذاء، وكذلك المواقع التي لم تعد مناسبة لتوزيع عبوات الطعام، بسبب إجراءات التباعد الجسدي، (بحسب الأمم المتحدة).

نحن بحاجة إلى أن ندرك أهمية قضية فقد الأغذية وهدرها الآن أكثر من أي وقت مضى من أجل تعزيز وتنفيذ جهودنا العالمية لحلها. لهذا السبب، في عام 2019، حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الرابعة والسبعين يوم 29 أيلول/سبتمبر يومًا دوليًا للتوعية بالفاقد والمُهدر من الأغذية، إقرارًا بالدور الأساسي الذي يلعبه الإنتاج الغذائي المستدام في تعزيز الأمن الغذائي والتغذية ولا شك في أن هذا اليوم الدولي الجديد يواجه الكثير من التحديات لتحقيق أهدافنا "الاستهلاك والإنتاج المسؤولان" ، والتي ستساهم في القضاء على الجوع ومكافحة تغير المناخ.

العالم أمام أزمة غير مسبوق

اجتمع مجلس الأمن الدولي لبحث تداعيات انتشار وباء كورونا على الأمن الغذائي العالمي، بينما اتفقت مجموعة العشرين على مواجهة اضطراب أسعار الغذاء، في ظل تحذير أممي من أن العالم يعيش أزمة غذائية حادة وغير مسبوقة، واستمع مجلس الأمن اليوم إلى إحاطة المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي بشأن تداعيات انتشار فيروس كورونا على الأمن الغذائي في العالم، في غضون ذلك، قال وزراء الزراعة والغذاء لدول مجموعة العشرين في اجتماع عن بعد إن تدابير الطوارئ في سياق جائحة كورونا يجب ألا تضع حواجز غير ضرورية أمام التجارة، أو تعيق سلاسل إمدادات الغذاء العالمية، وبحسب بيان ختامي، أكد الاجتماع ضرورة تجنب أي تدابير يمكن أن تؤدي إلى تقلبات مفرطة في أسعار الغذاء في الأسواق العالمية، وشدد البيان على أهمية تجنب الفاقد والمهدر من الأغذية الناجم عن الاضطرابات التي قد تؤثر في سلاسل إمدادات الغذاء، وتُـفاقم مخاطر التغذية أو الخسائر الاقتصادية.

وجاء الاجتماع الاستثنائي في الوقت الذي تبطئ فيه إجراءات العزل العام بسبب فيروس كورونا حول العالم سلاسل إمداد الغذاء العالمية، وهو ما يجعل بعض المزارعين غير قادرين على توصيل منتجاتهم إلى المستهلكين، بينما تقيد دول منتجة كبرى الصادرات من جهتها، حذرت كبيرة المسؤولين بالبنك الدولي ماري بانغستو في اجتماع اليوم من عوائق الاستيراد وقيود التصدير، داعية إلى تعاون عالمي لتفادي أزمة غذاء.

وفي الشهر الماضي، حذرت هيئات تابعة للأمم المتحدة من أن عدم اليقين بشأن توفر الغذاء وسط وباء فيروس كورونا يمكن أن يؤدي إلى فرض قيود على الصادرات، مما يؤدي إلى زيادة الأسعار وتقلبها، ودعت إلى اتخاذ تدابير لتقليل الآثار المحتملة على سلسلة الإمدادات الغذائية.

أزمة حادة

وفي الشأن ذاته، أكد تقرير دولي صادر عن الأمم المتحدة أن العالم يعيش أزمة غذائية حادة وغير مسبوقة، وكشف التقرير أنه بنهاية عام 2019 عانى أكثر من 130 مليون شخص في 55 دولة من انعدام الأمن الغذائي، بينما يواجه أكثر من سبعين مليون طفل مشكلات صحية بسبب الجوع، وعن أصول ودوافع هذه الانتكاسة الغذائية العالمية، يكشف التقرير الأممي، أن العوامل الرئيسية تكمن أساسا في الصراعات والحروب التي تعتبر المسبب الرئيسي لأكثر من نصف حالات الجوع في العالم، فضلا عن تسببها في لجوء وتشريد ونزوح الآلاف.

وعكس التقرير التأثير المتزايد للعوامل المناخية والأزمات الاقتصادية على مستويات انعدام الأمن الغذائي الحادة، يشار إلى أن التقرير أنجزت بياناته وأعدت قبل أزمة فيروس كورونا، لكنه يرجح في توقعاته على المستوى القريب أن يثقل وباء كورونا الأنظمة الصحية، مما قد يؤدي إلى تدمير سبل العيش والأمن الغذائي، خاصة في الدول الهشة أمنيا وسياسيا واقتصاديا وصحيا، (بحسب الجزيرة).

7 خطوات تساعدك في الحد من إهدار الطعام

كتبت آندي دن، كاتبة في وكالة فورماتيف كونتنت لتسويق المحتوى، مقالًا نشره موقع المنتدى الاقتصادي العالمي بشأن إهدار الطعام بكميات هائلة كل عام في ظل وجود أزمة غذاء عالمية، وفي مستهل مقالها، أشارت الكاتبة إلى أن ملايين الأشخاص يعانون من سوء التغذية في جميع أرجاء العالم، في وقتٍ يُهدر فيه 1.3 مليار طن من الطعام سنويًّا. وقد وضعت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) مجموعة من الخطوات البسيطة والفعالة التي يمكننا جميعًا اتِّباعها للحد من إهدار الطعام وتبدأ هذه الخطوات من شراء الفاكهة والخضروات غير النضرة وصولًا إلى إعادة تنظيم ثلاجتك، ووفقًا لما جاء بالتقرير أن مُعظم الأشخاص في بعض الأحيان يشترون كثيرًا من الأغذية أثناء التسوق الأسبوعي وينتهي بها الأمر إلى أن تفسد داخل الجزء السفلي من الثلاجة ولا يدرك كثيرون حجم المشكلة ألا وهو إهدار حوالي 1.3 مليار طن من الطعام المُنتج للاستهلاك البشري كل عام، وهو ما يكفي لإطعام الجوعى في جميع أنحاء العالم.

وبحسب تقرير المخاطر العالمية الذي أصدره المنتدى الاقتصادي العالمي لهذا العام، أُشير إلى الأزمات الغذائية التي يتعرض لها العالم باعتبارها خطرًا كبيرًا وجدير بالذكر أن الوضع قد تفاقم جرَّاء تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) الذي بسببه أُغلقت المطاعم وعُطِّلت عملية نقل المنتجات.

وأوضحت الكاتبة أن اليوم الدولي للتوعية بالفاقد والـمُهدَر من الأغذية، والذي ستُقام فعالياته الشهر القادم في 29 من سبتمبر (أيلول) سيوجه دعوة واضحة من أجل تعزيز الجهود للحد من فَقْد الأغذية وإهدارها ومع وجود الملايين ممن يعانون من سوء التغذية، وضعت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة قائمة بالخطوات البسيطة والمعقولة التي يمكننا جميعًا اتِّباعها لتغيير عاداتنا كما يلي:

1- شراء ما نحتاج إليه فقط من الأغذية مع وضع قائمة بالمشتريات التي نحتاج إليها والالتزام بها.

2- شراء الفاكهة والخضروات "غير النضرة" أو غير المتناسقة الشكل، التي لا تقل جودة عن غيرها، ولكنها تبدو مختلفة بعض الشيء.

3- فحص الثلاجة وحفظ الأغذية بين 1-5 درجة مئوية لتبقى طازجة وصالحة للاستخدام لأطول وقت ممكن.

4- المُشترى أولًا يُستهلك أولًا؛ عندما تملأ ثلاجتك أو خزائن حفظ الطعام لديك بالمنتجات، انقل المنتجات القديمة إلى الأمام وضع الجديدة في الخلف.

5- فهم المقصود من تواريخ انتهاء الصلاحية، فمثلًا "استخدمه قبل" يشير إلى التاريخ الذي يكون فيه الغذاء لا يزال صالحًا للأكل، في حين أن "استخدامه أفضل قبل" يعني أن جودة الغذاء أفضل قبل ذلك التاريخ ولكن لا يزال استهلاكه آمنًا بعد ذلك التاريخ.

6- عدم التخلص من بقايا الأطعمة؛ إذ يمكنك أن تتناولها مع وجبة أخرى أو استخدامها في إعداد طبق مختلف.

7- التبرع بالأغذية الفائضة للآخرين.

واختتمت الكاتبة مقالها مشيرةً إلى أنه في إحدى الدراسات التي أُجريت عام 2018، تنبأ الباحثون بأن كمية الطعام المُهدَرة سترتفع بمقدار الثُلث بحلول عام 2030، بينما يُرمى ما يزيد عن ملياري طن من الأغذية في النفايات. ومن جانبها وضعت الأمم المتحدة هدفًا من أجل تقليل معدل فقد الأغذية وإهدارها إلى النصف بحلول ذلك التاريخ، (بحسب ساسة بوست) .

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا