نوافذ لحواء معاصرة
زهراء حيدر
2016-05-06 11:57
أريد ان أتعرف على نساء هذا الكوكب!
أولئك اللاتي يصلحن لأشياء اخرى غير(الطبخ وغسل الصحون وتنظيف البيت وووو)، اريد أن أتعرف على النساء اللاتي يسرن على وتر الكلمات بخطوات واثقة، يقرأن أكثر مما يثرثرن.. يمتزجن مع الحروف كي يضغن أجمل الألحان، يعرفن متى تكون صلاة الروح... هي الصلاة، وما عداها حركات وبهرجه، تفوح من ثيابهن رائحة المعرفة وتفيض من عيونهنّ خفايا الوجود.. ومن بين خطوط ايدهن تولد مواهب الرجال... يجدن نطق الكلمات بأناقة، وعندما يتحدثن تتساقط الحروف منطقا وعقلانية وابداعا.
اريد ان اتعرف على مثل هؤلاء النساء.. اريد ان اعرف ان كنت انا لست الوحيدة التي تبحث عن التميز والتأثير والسعي لبناء أكثر جمالا واتزانا!.
أنتِ.... نعم أنتِ يا حواء
حاولي ان تكسري ولو لمرة واحدة قيد من تلك القيود التي فرضها عليك (المجتمع المتأخر)..
واجهي... حاربي... ابدعي، ولو لمرة واحدة، فإبداعك من اجل حريتك ليس غلطا... ولكن، افهمي الحرية اولا!، وإياكِ... ثم اياكِ ان تغضبي رب العباد، تجاوزي العيب ولكن، لا تتجاوزي الحرام!.
كوني طيبة ...لا غبية، فعندما يتعلق الامر بمصيرك قرري.. خططي... ثم نفذي ولا تسلمي زمام امورك لأحد! فأنتِ لست رعية يجرها الراعي اين ما شاء!. لستِ نصفا لكي يكملك أحد.. أنتِ المجتمع كله.
لا تخدعكِ المظاهر.. وإياكِ ان تسيري خلف الفحولة الزائفة، فذكورة الساعات الثمينة والسيجار الفخم وماركات السيارات، لا تشي إلا بفتوحات نسائية بقيادة أشباه الرجال، لا لشيء، فقط ليغريك لكي تنظمي لقائمة الضحايا.
خلقك الله غالية...لا ترخصي نفسك من اجل هوى نفس!
فلطف الله غالب، اذا لا تستجدي مشاعر محرمة من احد.
واعلمي جيدا بأن العفة والشرف والحياء لسن بتلك القطعة السوداء التي تلحفين بها نفسك! بل هو ابعد من ذلك بكثير، يكمن بين خلجات نفسك وطهارة روحك.
فاختفاء عفتك وحيائك لا يلحق ضررا بأحلام الرجال ومستقبل الجيل القادم فحسب... بل بناموس النظام الكوني كله!
اكتسبي لياقة الكلام.... لا تدعي لأحد ان يستهلك نقاط ضعفك، فيسهل كسرك!
أحبِّ نفسك كثيرا... لأي سبب، وبكل سبب، اريد ان ارى الأمل يرفرف فوق وطنك منتصرا.. ابتسمي
فكيد عينيكِ يلمع حبا:
يا حواء...
كوني ذكية، لا تقبلي بشراكة حياة .. بل بشراكة روح. استعمري قلبه.. روحه.. كيانه، زوجك ثم زوجك ثم زوجك، لا تغاري من ماضيه... فأنتِ مستقبله، ولا من عائلته... لأنكِ عالمه الحقيقي. تقمصي كل إمرأه لها قرابة به، وكل أنثى ممكن ان يحتاج اليها.
هو ملكك أنتِ!
اذا، لا تدعيه يستجدي اهتمام الأخريات بحجة الفقر العاطفي! لا تسمحي لأي فرصة خبيثة ان تغتاله منكِ.
أجعلي من قلبكِ محرابا لأحزانه.. رتلي همومه قبل ان ينطق، افهمية... فمفاتيح قلب كل رجل بيد المرأه، أنتِ وحدكِ القادرة على أن تصنعي من حياتكِ جنة مشتهاة او جحيم اسود!
احتويه... اهتمي بأدق تفاصيله، ولا تنسي بأن داخل كل رجل، هنالك طفل عملاق يحتاج ان تغدقي عليه الحنان والدلال.
كوني بقلب طفل وعقل رجل وجسد أنثى.. ناقشيه.. ولكن لا تعانديه ولا تخرجي عن نطاق مملكته. لا تعجبي ان تمرد عَلَيْكِ يوما ما، قابليه بحسن الرد والطاعة.
كوني سجادة صلاته.. وصوت تراتيل قرآنه، فمن لم تزينها بهاء التقوى ، ستشوهها كل زينة عداه.
اياكِ ان تتكبري عليه. فمن اختاركِ من بين معشر النساء لتكوني ام لأطفاله لا يستحق ان تحبيه الى الأبد فقط ...بل الى مابعد الأبد.
لا تسمحي له أن ينصرف عن طاعة الله مأخوذا بدنياه، فمن لم يعترف بفضل الله عليه، لن يعترف بجميلكِ.. ومن لم يعتد التضرع لله طلبا للغفران، لن تَجْدي معه عند الحاجة تضرعاتك!.
حواء.. لستِ المسيح ولكن، تملكين القدرة على احياء حياتك وروحك الميتة..
ارمي الماضي في خانة النسيان ... وانسلخي من جديد، لأنك تستحقين الحياة واكثر.