العنف الأسري.. الحاضنة الأكبر لإنتاج المجرمين والمنحرفين
عبد الامير رويح
2015-01-06 11:56
الأسرة وكما يعرفها علم الاجتماع، هي الخلية الأساسية في المجتمع وأهم جماعاته الأولية، تتكون هذه الخلية من أفراد تربط بينهم صلة القرابة والرحم، وتساهم الأسرة في النشاط الاجتماعي في كل جوانبه المادية والروحية والعقائدية والاقتصادية، هذا الكيان المهم والأساسي أصبح اليوم يعاني العديد من المشكلات والأزمات التي تهدد البناء السليم للأسرة ولأسباب مختلفة، ولعل من أهم واخطر هذه المشكلات هي تفاقم ظاهرة العنف الأسري، التي تعد من أكثر الظواهر الاجتماعية انتشارا في الكثير من دول العالم.
ويرى بعض الخبراء ان التقدم والتطور الكبير الذي أسهم بتغير نمط الحياة العامة، قد ألقى بظلاله على العلاقات والوحدة الأسرية التي تأثرت بشكل سلبي كبير حتى باتت تعاني الانحلال والتفكك و ازدياد حالات الطلاق وغيرها من المشكلات الأخرى. فقد أثبتت دراسات عدة أن أكثر المجرمين والمنحرفين ينتمون إلى أسر مفككة، هذا بالإضافة الى باقي العوامل الأخرى (الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية ودينية) أسهمت بتغير طباع وعادات الإفراد في المجتمع و كانت دافع مهم لارتكاب العديد من الجرائم الأسرية.
مظاهر العنف الأسري وكما يقول خبراء تختلف من بلد الى آخر، باختلاف العادات والتقاليد والأنظمة المتبعة، ولحساسية هذه القضية لدى بعض الأسر فأن هذه الممارسات قد تحدث بصمت داخل جدران المنزل، وهو ما كان سببا مهما في غياب البيانات الحقيقية عن حجم ظاهرة العنف الأسري. ووفقاً لإحدى الدراسات، فإن نسبة النساء اللواتي قمن بالإبلاغ عن تعرضهن للإيذاء الجسدي من قبل شريكهن الحميم تتفاوت بين 69% إلى 10% وذلك تبعاً لاختلاف الدولة.
وفيما يخص بعض الجرائم الأسرية فقد عثر على مواطن بريطاني مقتول ذبحا في بالي وقد أقرت زوجته بأنها أمرت بقتله على ما أفادت الشرطة في هذه الجزيرة الاندونيسية السياحية. واعلنت الشرطة ان السكان في المنطقة عثروا على جثة روبرت ايليس (60 عاما) الذي يحمل الجنسية الاسترالية أيضا في حقل للأرز في بلدة معزولة وقد غطي بالبلاستيك وكان موثوق اليدين والرجلين. وكانت زوجته جولايخا نور ايلليس توجهت الى الشرطة للتبليغ عن اختفاء زوجها بعيد اكتشاف الجثة قبل ان تخضع لاستجواب المحققين.
وقال المحقق ويسنو واردانا "بدأت تتكون لدينا شبهات حول الزوجة بعد تصريحات بعض أصدقاء الضحية التي أشارت الى مشاكل بين الزوجين منذ فترة". وأضاف "بعدما تحدثنا إليها بهدوء أقرت بالأمر في نهاية المطاف". وقد وضعت الزوجة وعاملتا تنظيف وشريك أحداهما في الحبس على ذمة التحقيق. وتبحث الشرطة عن أربعة أصدقاء لهذا الشريك يشتبه ايضا بضلوعهم في عملية القتل. بحسب فرانس برس.
وأوضحت الشرطة ان شريك احد عاملتي التنظيف هو الذي نفذ الجريمة وأقرت هذه الأخيرة ان عملية القتل تمت في مطبخ منزل الزوجين. وفي آب/اغسطس عثر على جثة سائحة أميركية في حقيبة في احد فنادق الجزيرة. وأوقفت ابنة الضحية وصديقها اللذان يشتبه في ارتكابهما الجريمة بعيد ذلك ووضعا في الحبس على ذمة التحقيق.
جنون الانتقام
من جانب آخر فجر رب عائلة نفسه في سيارته في مدينة هومبرغ الصغيرة في غرب المانيا اثر شجار عائلي على ما ذكرت وكالة الانباء الالمانية "دي بي ايه". فبعد خلاف غادر الرجل البالغ 49 عاما المتزوج والاب لطفلتين ، بسيارته مهددا بإلحاق الأذى بنفسه وبعائلته. وقد تم تبليغ الشرطة التي كانت تنتظره امام منزله والتي شهدت انفجار سيارته.
والحق الانفجار حفرة في الارض وادى الى تضرر عدة منازل وسيارات مجاورة مع تحطم الزجاج ما ادى الى اصابة سبعة اشخاص بجروح طفيفة من بينهم شرطيان. ولم تتضح بعد الدوافع المحددة لرب العائلة. وقال الناطق باسم الشرطة توماس روديمير "السكان تحت وقع الصدمة ولا يمكن استجوابهم على الفور".
على صعيد متصل قتل رجل بالرصاص ثمانية أشخاص بينهم طفلان في ادمونتون غرب كندا قبل ان ينتحر القاتل الذي كان معروفا من قبل الشرطة لارتكابه اعمال عنف. وقتل الرجل المصاب باكتئاب والذي يواجه مشاكل مالية ولديه سوابق قضائية، امرأة في السابعة والثلاثين من العمر بالرصاص في منزل في جنوب المدينة في مقاطعة البرتا المعروفة بثرواتها النفطيةـ، حسب الشرطة.
وبعد ذلك توجه الى منزل في شمال المدينة حيث قتل عن "عمد وسبق اصرار" سبعة اشخاص آخرين، على حد قول قائد الشرطة رود نيشت. وذكرت وسائل الاعلام المحلية ان بين القتلى السبعة "طفلين لم يبلغا العاشرة من العمر" وثلاث نساء ورجلين تتراوح اعمارهم جميعا بين 25 وخمسين عاما. واضاف قائد شرطة مدينة ادمونتون (مقاطعة البرتا، غرب) "هذا يوم مأسوي لادمونتون (...) مع هذه الجريمة التي راح ضحيتها ثمانية قتلى". بحسب فرانس برس.
وتابع ان وقائع المأساة بدأت في جنوب المدينة البالغ عدد سكانها اقل بقليل من مليون نسمة حين رصد رجل يدخل شقة ويطلق النار بداخلها على امرأة ثم يفر مسرعا. واضاف انه بعدما قتل المرأة توجه القاتل الى منزل في شمال المدينة حيث اردى ضحاياه السبعة الاخرين وهم ثلاث نساء وطفلة وطفل ورجلان. واوضح قائد الشرطة ان المحققين عثروا في شمال شرق المدينة على بعد حوالى 30 كلم من المنزل حيث قتلت العائلة على جثة القاتل، مؤكدا انه انتحر. وذكر المسؤول عن التحقيق انه "حادث مأساوي مرتبط بالعنف الاسري والمنزلي" ولا علاقة له بنشاطات العصابات.
الإهمال الأسري
في السياق ذاته قالت الشرطة إنها وجهت الاتهام لأبوين ماتت رضيعتهما وعمرها 22 يوما من الجوع في ولاية فلوريدا بالقتل من الدرجة الأولى والإهمال. وقالت شرطة ليكلاند إن روبي ستيفنز (23 عاما) وروي ستيفنز ( 48عاما) وهما من ولاية إنديانا كانا يزوران أقارب لهما في وسط فلوريدا عندما طلبا مساعدة طارئة بعد اكتشافهما أن رضيعتهما الموجودة في السيارة لا تستجيب لهما. وأعلنت وفاة بتسي كي ستيفنز في المستشفى.
وقال مايك لينك مساعد رئيس شرطة ليكلاند في مؤتمر صحفي "عانت جدا خلال 22 يوما عاشتهم." ووصف صور الرضيعة بأنها "فظيعة جدا." وحدد الطب الشرعي في تقريره الذي صدر في وقت لاحق سبب الوفاة بأنه جريمة قتل نتيجة "الجوع الناجم عن الإهمال". وخلص تشريح الجثة إلى أن وزن الرضيعة عند الوفاة كان 1.8 كيلوجرام وأنها فقدت 1.13 كيلوجرام من وزنها منذ ولادتها. وأشار مكتب الطبيب الشرعي إلى أن الوزن الطبيعي للرضع في مثل عمرها هو 3.6 كيلوجرام. وأضاف التقرير أن الرضيعة عانت من الجفاف وظلت فيما يبدو دون تغذية لمدة تراوحت ما بين ست إلى سبع ساعات قبل موتها.
الى جانب ذلك أعلنت الشرطة الأمريكية أن طفلا عمره عامان قتل والدته عن طريق الخطأ في أحد المتاجر بعدما استل مسدسا كانت تحمله في حقيبة يدها وأطلق عليها النار. ووقع الحادث في متجر وولمارت في مدينة هايدن بولاية إيداهو (شمال)، حسب بيان للشرطة. وقالت الشرطة " استجاب عناصر الشرطة لاتصالات تبلغ عن حصول إطلاق نار داخل متجر وولمارت في هايدن، ولدى وصولهم إلى المكان عثروا على امرأة في الـ29 من العمر متوفاة نتيجة إصابتها بالرصاص على الأرجح". بحسب فرانس برس.
وتابع البيان أن "التحقيقات الأولية تشير إلى أنها كانت تتبضع مع ابنها البالغ من العمر عامين وأفراد آخرين من أسرتها. ابنها كان جالسا في مقعد عربة" التسوق حين استل "مسدس الضحية الذي كانت تخبئه في حقيبة يدها وأطلق النار فاصاب الضحية". ولفتت الشرطة في بيانها إلى أن "إطلاق النار حصل على ما يبدو عن طريق الخطأ. حاليا هناك مفتشون يحققون في مسرح" الحادث. وبحسب قنوات تلفزيونية محلية فإن القتيلة ليست من سكان هايدن بل كانت في المدينة لتمضية إجازة الأعياد ولا تملك رخصة حمل سلاح.
الهند عنف بصمت
العنف الأسري يحدث في بلدان كثير، لكن ما يميزه في الهند هو ثقافة الصمت عليه. تسجل الهند حالة عنف أسري كل خمس دقائق على نحو يتفق مع تعريف القانون الهندي لتلك الحالات التي يحددها بكل "قسوة من جانب الزوج أو أقاربه". وتقول إحدى الزوجات التي أطلقت على نفسها اسما مستعارا هو أديتي: "جاء زوجي إلى الغرفة وأغلق الباب. ثم أدار الموسيقى حتى لا يمكن لمن بالخارج أن يسمع أصواتنا. ثم أخرج حزامه وبدأ يضربني. واستمر في جلدي طوال 30 دقيقة".
وأديتي واحدة من بين ملايين الهنديات اللائي يعانين من العنف الأسري داخل المجتمع الهندي. وأضافت: "أثناء فعله ذلك، حذرني من عدم إصدار أي صوت أو البكاء أو الصراخ، لأنني إن فعلت ذلك، فسيزيد من شدة الضرب. كان يضربني بحزامه وبيديه، وسرعان ما بدأ يخنقني. لقد كان غاضبا بشدة". وقد حدثت الواقعة التي ترويها أديتي عندما كان عمرها 19 عاما، بعد عام من "زفافها".
وكان أحد الأصدقاء هو من قدمها للتعارف على زوجها قبل ذلك بأشهر، وتقول إن زوجها كان في البداية "محل إعجاب ويتمتع بجاذبية شخصية وودودا"، لكن ذلك لم يدم طويلا. وأضافت: "أصبح مهملا ويسيء معاملتي لفظيا ويسبني. كان والدي مدمنا على الكحول واعتاد سوء معاملة أمي حتى ظننت أن هذا جزء من الحياة". وقالت "زاد الاعتداء بمرور السنين، وفكرت لو أني فعلت كما يقول، لكانت الأمور على ما يرام، لكن الوضع لم يكن هكذا يوما ما.
كان يجد دائما مبررا لإلصاق الخطأ بي، وأي شيء يتسبب في إثارة غضبه. كانت كل لحظة من حياتي معه يصعب التنبؤ بها. عندما كان يخرج ثم يعود، لم أكن أعرف ما يتوقعه. كان يسبني أو يهينني أو يضربني". كانت أديتي تعيش في المنزل الذي وصفته بالجحيم حتى جاء يوم في أبريل/نيسان عام 2012، بعد ست سنوات بالضبط من زواجها، واستطاعت الهرب بمساعدة أصدقاء لها. واليوم تعمل أديتي في شركة غير حكومية وتسعى إلى إعادة بناء حياتها، بعد أن طرحت ماضيها خلفها.
وليست حالة أديتي حالة استثنائية، بل تشير البيانات إلى أن العنف الأسري يمثل أكثر جرائم العنف ضد المرأة في البلاد كل عام على مدار السنوات العشر الماضية وأن المعدل آخذ في الارتفاع. ولا يقتصر العنف الأسري على الهند وحدها، لكن ما يجعلها تختلف عن كثير من الدول الأخرى هو ثقافة الصمت التي مازالت تحيط بذلك.
وعندما سعت أديتي إلى مساعدة أمها، لم تلق أي تعاطف منها. وقالت: "مر وقت عندما أظهرت لها كدمات ساقي، قلت لها حقيقة أن زوجي يغصبني على الحياة معه. وقالت لي، كيف تقولين ذلك عن نفسك؟ وكيف تقولين ذلك عنه؟ عليك أن تتكيفي مع الوضع، عليك أن تتحملي. إفعلي ما تفعلين لإنجاح حياتك الزوجية". وكانت الهند قد طرحت قانونا جديدا في عام 2005 لحماية المرأة من العنف الأسري، لكنها أخفقت في وقف موجة الإساءة لأنه لا يمكن طرح ذلك في المحاكمات الجنائية. بحسب بي بي سي.
ويشير مسح أسري شامل أجرته الحكومة إلى أن أكثر من 54 في المئة من الرجال و51 في المئة من النساء وافقوا على أن يضرب الزوج زوجته إن لم تحترم أهل الزوج وتهمل في بيتها أو أطفالها، أو حتى بالنسبة لأشياء تافهة مثل وضع كميات زائدة أو قليلة من الملح في الطعام.
جريمة شرف
في السياق ذاته قالت الشرطة الباكستانية إن امرأة في الستين من العمر وزوجها وابناءهما الثلاثة قتلوا في وسط البلاد بيد عائلة المرأة في "جريمة شرف" ردا على زواج الرجل والمرأة قبل 28 عاما. والاطفال القتلى بنتان وولد. وذكرت الشرطة أن بنتا ثالثة في الثامنة عشرة من العمر أصيبت في الهجوم في مدينة جهانج في وسط باكستان. وأفادت الشرطة أن الفتاة قالت إن القتلة ينتمون إلى عائلة أمها.
وقال محمد أسلم الشرطي في مركز شرطة اثارا حضري في جهانج إن الفتاة قالت للشرطة إن الهجوم ثأري بسبب زواج امها من ابن عمها الذي أحبته قبل 28 عاما. وأضافت الفتاة للشرطة أن أربعة من عائلة الأم فاطمة وصلوا من العاصمة إسلام أباد مسلحين بخناجر وأسلحة بيضاء أخرى. وقال أسلم إنها "قالت لنا.. حاولنا إنقاذ بعضنا البعض لكن لم نستطع لأنهم كانوا مسلحين." وذكرت الشرطة أنه لم يتضح سبب أن عائلة المرأة انتظرت 28 عاما لمهاجمتها. وتحدث "جرائم الشرف" التي تقتل فيها المرأة بسبب ما يعتبر تجاوزات اجتماعية عدة مرات في باكستان يوميا.
المهر في أوغندا
ليتمكن من الزواج، دفع خطيب روز اكوروت كما هي العادة في اوغندا، الى عائلة حبيبته مهرا مؤلفا من المواشي والمال النقدي وهو تقليد بات مكلفا جدا ويحول المرأة الى سلعة ويعزز العنف الزوجي. وبعد ستة اشهر على الزواج بدأ زوج روز اكوروت يضربها بانتظام مسببا لها نزيف في الاذنين واضرارا دائمة. وتروي قائلة انه كان يصرخ وهو يضربها "بقراتي! بقراتي!".
وتذكر الشابة البالغة 26 عاما "ظننت في البداية ان علي ان اتحمل لأنه دفع المهر. لكن العنف بلغ بعد ذلك مستوى لا يطاق" فهربت الى منزل اهلها مع بناتها الثلاث ونجليها في منطقة بوديديا على بعد 250 كيلومترا شرق كامبالا. وتقر آنا اميتي (50 عاما) والدة روز انها سرت بخطوبة ابنتها بسبب المهر خصوصا. وتوضح "كنت سعيدة جدا فانا كنت ساستفيد مع حصولي على بقرات جديدة".
وطالبت عائلة روز اكوروت الخطيب بست ابقار واربعة رؤوس ماعز و400 الف شيللينغ (حوالى 120 يورو) للسماح بزواجه من روز. ويوضح جون اوكوديل (66 عاما) والد روز "قلنا له اثبت لنا انك قادر على الاهتمام بها". وكان الوالد قدم تسع ابقار للزواج من آنا.
وبعد مفاوضات، خفض مهر روز الى ست ابقار و200 الف شيللينغ. ويبلغ سعر البقرة في هذا البلد مئات الدولارات والماعز عشرات الدولارات ما يشكل ثروة صغيرة في بلد يصل فيه متوسط الاجر الشهري في المناطق الريفية الى حوالى 60 يورو. في اوغندا كما في الكثير من الدول الافريقية، هذا العرف راسخ جدا والزامي في بعض المجتمعات. وتتفاوت قيمة المهر وفقا للمجتمعات وعوامل اخرى مثل الوضع الاجتماعي للزوج العتيد او "قيمة" الفتاة التي سيقترن بها ولا سيما لناحية فقدانها لعذريتها ام لا.
وغالبا ما تربط شرعية الزواج بدفع المهر وفي بعض المجتمعات يكون الطلاق مستحيلا في حال عدم اعادة المهر. وفي السنوات الاخيرة حول هذا التقليد الزواج الى "تجارة" ترغم فتيات في الرابعة عشرة على الزواج، "فتعلق" النساء في فخ علاقات عنيفة ويغرق الرجال في صعوبات مالية على ما تفيد منظمة "فيفومي" المحلية للدفاع عن النساء.
وتقول دينا اتيم المسؤولة في المنظمة "الناس يجعلون من الزواج تجارة ويحرمون اطفالهم من المدرسة ويدبرون زيجات مبكرة لانهم يستفيدون منها". وفي المقابل يدفع المهر الزوج الى اعتبار زوجته سلعة و"يساهم في العنف" المنزلي على ما تضيف. واظهرت دراسة اعدت بطلب من ميفومي ان 84 % من الاوغنديين يقيمون رابطا مباشرا بين العنف الزوجي والمهر. والمنظمة على تواصل مع نساء كثيرات يعتبرهن ازواجهن "ملكا لهم باسم هذا التقليد" ولا يمكنهن الافلات من زوج عنيف لانهن عاجزات عن اعادة المهر على ما تؤكد اتيم.
والكثير من الضحايا يشعرن بخوف كبير فلا يقدمن شكوى الى السلطات وعندما يقدمن على هذه الخطوة من النادر جدا اتخاذ اجراءات، على ما تضيف. في العام 2007 اعترضت منظمة ميفومي على دستورية هذه الممارسة امام المحاكم مطالبة الا تشكل شرطا لشرعية الزواج والا تكون اعادة المهر شرطا للطلاق. وفي العام 2010 رفضت المحكمة العليا حجج ميفومي. وجاء في قرار القضاة "صحيح ان المهر يساهم في بعض الحالات بدور في العنف الاسري وفي معاملة النساء بدونية لكن هذا لا يبرر اصدار المحكمة منعا شاملا لهذه الممارسة". واستأنفت ميفومي القرار امام المحكمة العليا وهي تنتظر الحكم الجديد. بحسب فرانس برس.
وتشهد الذهنيات تطورا بطيئا. ففي حزيران/يونيو اقرت مقاطعة بوتاليجا في شرق البلاد مرسوما يعاقب على المطالبة بدفع مهر او باعادته. وفي العام 2008، استبدلت مقاطعة تورورو نظاما قديما يقضي بدفع مهر بنظام اخر ينص على ان وحدها "الهدايا" يمكن ان تدفع على اساس تطوعي مع منع اعادتها في حال الطلاق. لكن دينا اتيم تقر ان المهر "لا يزال راسخا بالعمق في الموروث الثقافي". وتجلس روز اكوروت مع اطفالها امام كوخ والديها فيما لا يفارقها شعور بالذنب. وتوضح "انا عبء مزدوج" فوالداها اعادا على مضض ما استطاعا من قيمة المهر وعليهما الان اعالة اطفالها.