الشباب وارتياد المقاهي: من فسحة الترفيه الى سجن الادمان؟

عزيز ملا هذال

2024-02-17 04:27

من ضغوطات الحياة وانشغالاتها المستمرة يهرب الكثير من الشباب صوب المقاهي التي يرون فيها اماكن للترويح عن النفس وفرصاً لالتقاء بالاصحاب والاصدقاء، وبذا يعد باباً خلفياً لخروج الانسان من تحت وطئة ما يحيط به، وهذا الغرض ان احسن التعامل معه يكون ذو منفعة واثر ايجابي في حياة الانسان، لكن المشكلة هي ان الكثير من الشباب صاروا مدمنين على ارتياد المقاهي ولو على حساب عوائلهم والتزاماتهم الحياتية الاخرى.

غالبية مرتادي المقاهي يلجؤون إليها وكل له مآرب خاصة به لكي يقضيها من خلال جلوسه ومكوثه بها، فهناك من يقصدها بغية احتساء القهوة أو الشاي أو بهدف التدخين وقراءة الجرائد والصحف أو معاً كنا في السابق، وثمة نوع آخر يتجه إلى المقهى من أجل أن يتحصل على عمل، لاسيما من فئة الحرفيين الذي يمتهنون المهن والحرف حيث توفر لهم المقاهي إلتقائهم بزبائن يحتاجون إليهم.

سلبيات ادمان المقاهي

من الاثار السلبية لادمان المقاهي من قبل الشباب انها تشكل مصدر عبئ اقتصادي ثقيل عليهم سيما الذين يدمنون تدخين الاركيلة اضافة الى المشروبات الاخرى والتي بدأت المقاهي سيما ذات الطراز المدني الحديث برفع اسعارها، وبات الكثير من الشباب سيما المراهقين يذهبون الى المقاهي الفخمة ذات الاسماء المعروفة ومن ثم نشر صورة في مواقع التواصل كنوع من التباهي او التفاخر انهم في هذا المكان، وبالتالي ربما ينفقون نصف دخلهم اليومي او ربما اكثر في هذه المقاهي، وهذا امر غاية التفاهة برأي.

والسلبية الاخرى تمكن في ان الكثير من مدمني المقاهي هم من المتزوجين الذي يقضون اوقات كبيرة في هذه الاماكن مما يؤثر على علاقاتهم الزوجية وحتى العائلية، فالزوجة تحتاج من يكون بجانبها وعدم تركها لساعات طوال بين اربع جدران مما يجعلها فرصة سهلة الافتراس للافكار الشيطانية التي لا تحمد نتائجها.

اما الاطفال فهم الاخرين بحاجة لوجود الاب في المنزل لكون ذلك سيشعرهم بالراحة والامان ويجعلهم اكثر انضباطاً وتقبلاً لما يطلب منه تنفيذه، اذ ان وجود الاب يعني اكمال ابناءه للواجبات المدرسية والمنزلية على اتم وجه تلقائياً او بمساعدة الاب في التدريس مما يساهم في رفع مستويات الابناء العلمية والتي تتأثر تأثراً سلبياً حين يكون الاب مهملاً.

ومن الانكعاسات السلبية لادمان المقاهي هي البقاء لساعات متأخرة من الليل مما يجعله ينام متأخر وبالتالي تتأثر وظيفته او عمله أي كان نوعه وحتى دوامه في الجامعة او المدرسة اذا كان طالباً، فنقص النوم يقلل من سرعة العمليات المعرفية العقلية كالتذكر والاستيعاب والتفكير، كذلك الموظف الذي لم يحصل على نوم كاف فأنه يبقى ناحلاً لا يقدر على القيام بواجباته وهذه مشكلة كبيرة تجعله يلوث رزقه بالحرام اضافة الى التبعات التي تحصل .

كيف نقلل من ادمان المقاهي؟

عدة استراتيجات ان نجحنا فيها سنقلل من هذا الادمان ونخفف من اثاره السلبية وهذه الاستراتيجيات بأختصار هي:

ربط الشباب بأهداف حياتية وطلب منهم العمل هذه الاهداف لانجازها بأسرع وقت ممكن او الاستمرار في تنفذيها وعدم التأخر فيها على اقل تقدير، فلو وضع الشاب هدف جمع مبلغ من المال لاكمال دراسته لمرحلة اعلى من التي حصل عليها، او السعي لفتح باب رزق او شراء سيارة او منزل ينفعه في المستقبل سوف يجتهد في العمل على تحقيق هذه الاهداف وبالتالي الابتعاد عن الامور الاخرى فلا يضيع وقته ولا امواله في المقهى.

كما ان الانسان عليه ان يعي الموازنة بين متطلباته الخاصة ومتطلبات العائلة، فالمبلغ الذي ينفقه يومياً في المقهي العائلة وباقي حاجات الحياة اولى بها، شريطة ان يؤمن الفرد بهذه الفكرة مما يجعله يجعل يبتعد عن هذه السلوكية الغير منتجة، وبهذهين الامرين يمكن لاي فرد ان يغادر منطقة الادمان تدريجياً والعودة الى طريق الحياة السليمة.

ذات صلة

مستقبل عضوية فلسطين في الأمم المتحدة وآثارهاالتعليم العالي: المشهد المحذوفضرورة الشراكة العراقية التركيةالخواطر النفسانية والوساوس الشيطانيةالسياسية الامريكية في المنطقة فقاعة ضارة