كيف نحول العناد بين الزوجين الى تفاهمات؟
عزيز ملا هذال
2023-08-07 09:47
هي تأتي من بيئة اجتماعية مختلفة تماماً عن بيئة الزوج، هو يتمسك بكل مافي بيئته ويريد اجبارها على التحول السريع لمجاراة بيئته الجديدة عليها بكل شيئ، اصل المشكلة يمكن في العناد بينهما فهي ترى ان لا ضرورة الى ان تتغير لصالح زوجها وهو يعتقد ان الواجب يتحتم عليها التغير وتبدأ العلاقة في الشد والجذب مما قد يوصلها الى الانفصال لا سمح الله، فكيف نبدد العناد في الخلافات الزوجية.
المتتبع لطبيعة الانسان منذ طفولته وحتى وفاته يلحظ انه يمتلك قدراً كبيراً من العناد مرة لاثبات ذاته وعدم السماح للتعدي على قراراته وكيانه المعنوي، ومرة يمتلك عناد مرضي يحاول ان يفرض رأي او فكرة وان كان متيقن من كونها خاطئة، في الحالة الاولى للانسان كل الحق في ان يكون حراً وسيداً لنفسه وعليه ان يقدم ما يثبت رايه وفكرته بالاقناع بدلاً من الدخول في المشكلات، اما في الحالة الثانية فهي دلالة وجود مشكلة نفسية ينبغي التوقف عنها بأية طريقة.
من اكثر الامور الغير مريحة والتي تضرب المنظومة الاسرية وتهددها بالتشضي هي آفة العناد، فحين يعناد الانسان ويتصلب في رايه ولا يمنح الاخر فرصة للوصول الى حلول سيجعل من الجو بينهما مشحوناً الى الحد الذي يقطع التواصل ويحول المنزل الى حجيم ويحول جوها الى جواً غير آمن نفسياً ويسمح لنفثات الشيطان بالتدخل وفرض نفوذها، ولذلك فإن مراعاة كلا الزوجين لطباع الآخر ومحاولة التكيف والتفاعل مع ما يصعب تغييره أمر يحتمه الذكاء الزوجي ومسؤولية الطرفين دونما تفريق لتخطي الازمة والوصول الى مرحلة الاعتياد.
العناد صنيعة الشيطان للانسان وهو عبارة عن عاطفة قوية تدفع الى التخلي عن المنطقية والتعقل في الكثير من صوره وحالاته، وبما أن المرأة عاطفية أكثر من الرجال، فإن عنادها يكون أقوى تركيزاً منه، بهدف إقناع الرجل بشخصيتها، وإيقاعة في حبائل الحيرة أحياناً ليضطر إلى تغيير موقفه غير ان اصرارها هذا قد يوصل العلاقة الى ما لا تشتهي الانفس.
حين تراجع احد المحاكم او ينقل لك العاملين فيها عن نسب الطلاق التي ترتفع يوماً بعد آخر تدرك ان العناد وسواه من المشكلات الاسرية يهدم الاسر ويفكك عراها ويهدد امن ابناءها ، ولعل المتضرر الاكبر هو الاطفال التي تفتك حاجاتهم الى الدعم المادي والمعنوي، لكن للاسف ان اقول ان الرجل بجحة عدم التنازل عن رجولته والمرأة بداعي الحفاظ على كرامتها يضعون انفسهم وابناءهم تحت نيران التفكك الاسري.
لماذا العناد؟
تعاند الزوجة احياناً لانها نشأة في بيئة اجتماعية داعمة لهذه الخصيصة مما يجعلها ترتبط بنشأتها منذ الصغر، او قد تعاند لانها تقلد والدتها التي كانت تعاند والدها ولان الام قريبة من البنت تحاول هي استنساخ التجربة، اما الزواج فقد يعاند ليفرض هيبته وسلطته على الزوجة سيما اؤلئك الذي تربوا في بيئة عشائرية او بدوية وهذه هي الشخصية العربية ليست سلسة في التعامل في الكثير من الاحيان.
كيف يجب التعامل بعيداً العناد؟
لكي يتسمع التعامل بالاحترام والابتعاد عن العناد والتقاطع ينبغي ان يتعامل الزوجين وفق التالي:
عند حصول اختلاف في وجهات النظر على الاثنين ان يتفهمان ان الاختلاف تكامل وليس بالضرورة تضاد او تعارض، ومن هذا الفهم يسمح كل احد منهما للاخر بالقيام بما يراه مناسباً شريطة ان يكون صحيحاً، ومن ثم يفضل اختيار وقت ملائم عند الرغبة في التحدث بشأن أمر مهم مع شريك عنيد فحين يكون الانسان سيئ المزاج او متوتراً يكون اكثر قابلية للرفض والعناد، والعكس هو الصحيح فكلما كان الشريك هادئ وتم التحدث معه بأحترام وادلة مقنعة كلما تقبل الامر وصحح من سلوكيته التي يراد تعديلها.
ومن ثم لابد من طرح التعديل على صورة مقترح وليس تبليغ لان التبليغ يكون ثقيل على الانسان ويصعب تقبله، هذه ابرز الامور التي تبعد الزوجين عن العناد والاحتكام الى التفاهم والاحترام.