الهندسة الاجتماعية: بوح من دون جهد

عزيز ملا هذال

2022-03-16 05:41

يستخدم فئة من الناس طرق احترافية لاستحصال معلومات يبحثون عنها من اناس آخرين، او محاولة استمالتهم وابتزازهم عاطفياً والخداع والتضليل ربما احد هذه الطرق التي يستخدمونها غير انهم يغلفونها بأغلفة لطيفة تجذب المقابل وتجعله يتقبلها ولا يرفض التعامل معها رغم كونه ضحية هذا التلاعب بالمشاعر عبر المواجهة الحية او عبر الهاتف او احدى وسائل التواصل الاجتماعي الذي يعتبر الميدان الاوسع لها، هذه الحالة تعرف بسلوكية (الهندسية الاجتماعية)، فما هي الهندسة الاجتماعي؟ وما هو دورها في اختراق عقول البشر وتحويل اتجاهاتهم الى الاتجاه الذي يرغبون فيه، هذا ما سنتعرف على نشئتها والظروف المساعدة على تكوينها وخطرها على الانسان وطرق الوقاية منها في مقالنا هذا.

تعرف الهندسة الاجتماعية اجتماعياً على أنها "التأثير على مجمل السلوك الاجتماعي ونمط الحياة والتفكير للمُجتمع برمته، حيث يسعى المهندس الاجتماعي في هذه الحالة إلى تغيير سلوك الأفراد وطريقة تصرفهم وأسلوب تفكيرهم من اجل الوصول إلى الهدف الذي يرنو إليه، من خلال استخدام المعرفة المُكتسبة، والمعلومات التي يتم جمعها خلال أساليب الهندسة الاجتماعية مثل تواريخ ميلاد مؤسسي المؤسسة، أو المُناسبات التي يتم نشرها وتداولها من قبل الأفراد.

وتعد الهندسة الاجتماعية من اسرع الطرق واقصرها لكسب معلومات ذات قيمة كبيرة عن الأشخاص بشكل عام والاكثر عاطفة بشكل خاص، اذا يقوم الفرد (المهاجم) ان صح اطلاق هذه التسمية عليه بطرح انصاف معلومات او التلميح بمعلومات حساسة رغم كونه غير متأكد منها لكنه يستطيع من خلالها اكتشاف خصائص النظام للضحية، وحتى يتمكن الفرد من حماية نفسه من الاختراق عليه أن لا يشارك جزافاً في أية معلومات، وأن يعرف الأشخاص الذين يتعامل معهم رقميا.

فسحة العالم الرقمي واتساعه جعل منه مرتعاً لكل البشر أينما كانوا ومهما كانوا فلم تعد الثورة الاتصالات حكراً على أحد بل تعدت في حدودها من لديه معرفة بها أو من هو بدون معرفة بها، وهذا العالم الوسيع لم يكن الغوص في اعماقه سهلاً يسيراً وقد شابه من الخروقات ما شابه ولعل من ابرز هذه الخروقات هو ابتزاز الناس عاطفياً والحصول على معلومات مقصودة منهم دونما وعي وهنا يكمن عمل الهندسة الاجتماعية.

الهندسة الاجتماعية تعتمد على اختراق عقول البشر بمهارة واتقان، وهو لا يحتاج الى برمجة او اساسيات أكاديمية كما في الاختراق الالكتروني، وتستخدم لجمع أكبر قدر من المعلومات عن الضحايا من أجل تنفيذ أغراض لا أخلاقية كالسرقة أو التشهير أو نشر الرذائل، والركيزة التي انطلقت منها هي اختراق الحلقة الأضعف في سلسلة أمن المعلومات، ألا وهي العنصر البشري.

وتستهدف الهندسة الاجتماعية في سبيل اتمام البرمجة الذهنية استغلال الغرائز البشرية بأعتبارها ثغرات موجودة في الطبيعة الإنسانية وتشمل هذه الغرائز الرغبة في المساعدة والخوف والثقة والانجذاب للأشخاص المشابهين وبذا يمكن الوصول الى خبايا العقل البشري ومعرفة طريقة تفكيره بسهولة مقارنة بالسابق اي قبل الوصول الى هذه التقنية المستحدثة في حياة الانسان.

كيف نحمي أنفسنا من الهندسة الاجتماعية؟ لحماية أنفسنا من الهندسية الاجتماعية، علينا اتباع الخطوات الاتية:

اولاً_ التحقق من الاشخاص الذين نتحدث معهم في الحياة العامة او وسائل التواصل الاجتماعي والابتعاد عن الافصاح عن البيانات الشخصية لتجنب اصطياد افكارنا.

ثانياً_ التشديد على اهمية ان تكون التنشئة الاجتماعية سليمة فيما يخص النهي عن ابتزاز الناس والابتعاد عن الادمان على استخدام الأدوات التكنولوجية والرقمية، وقضاء وقت طويل في استخدامها.

ثالثاً_ تنظيم ورش عمل لعامة الناس لعرض الاساليب المختلفة التي يتبعها المهندسون الاجتماعيون لاستمالة الناس، وبالتالي دفع الضرر عن الناس سمعة عائلاتهم ووضعهم المالي.

ذات صلة

مسؤولية الأمة تجاه النازحين واللاجئين اللبنانيينمسائل في مفهوم النقود وتوليدها وتنظيم البنك المركزي للسيولةالتربية في العصر الرقمي: واقع وليس خياراحيرة أميركا الآناعادة هندرة الهيئات المستقلّة في العراق