التعاضد الاجتماعي

وجدان عبد العزيز

2020-04-21 09:59

وسط شلل حركة شعوب المجتمع الانساني، واضطراب الاحوال وشلل اقتصاديات العالم، بسبب انتشار وباء الكورونا اللعين، كونه وباء معدي ينتقل من شخص مريض الى اخر صحيح الجسم، مما حدى بحكومات العالم للذهاب الى الحجر الصحي واصدار حضر التجوال، ومنهم العراق حيث ظهرت من خلال هذا مظاهر العوز والفقر على السطح، لان هناك فئات كثيرة فقدت مصادر رزقها، خاصة اهل الاعمال اليومية والبسطيات.

ومن هنا هبَّ الشعب العراقي من شماله لجنوبه، وتشكلت لجان اغاثة من اهل الخير ونشطاء العمل المدني لجمع الاموال من تبرعات اصحاب الاموال الميسورين، وكشفوا عن صورة التكافل الاجتماعي، والذي هو صورة من صور العدالة الاجتماعية، او نمط يمثل العلاقات بين أفراد المجتمع، ويعني التعاون والتشارك والتراحم لتحقيق المصالح العامة في المجتمع، ويعتبر التكافل الاجتماعي هو الوجه الآخر للعدالة الاجتماعية، فالاثنان يكملان دوراً واحداً يتعلق بالمحافظة على اتزان المجتمع واستقراره.

فالأخذ من الأغنياء لإعطاء الفقراء يزيل الحقد والغل من النفوس، ويدفع الفقراء للإحساس بأهمية وجود عنصر الأثرياء في المجتمع، كما أنه يشعر الأغنياء بأن لهم دور مهم في جعل حياة الآخرين أكثر سعادة ويسر، بحيث كان هذا يشكل اساس من الأسس والأركان التي يقوم عليها بنيان المجتمع الانساني، وهكذا نظر الإسلام إلى المجتمع على أنه كيان إنساني متواصل متراحم، وأن الإنسان فيه يجب أن يحيا حياة كريمة تليق بآدميته.

وتتسق مع كرامته الإنسانية، فلا يجوز في نظر الإسلام أن يبقى فردٌ في المجتمع يعاني الجوع ويقاسي الألم، يقهره الحرمان وتذله الحاجة، بينما يعيش الآخرون في رغد وهناء، فالمجتمع المسلم كالجسد الواحد في تعاضده وتضامنه، وهو ما عبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقوله: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).

وهذا التكافل نوعان؛ تكافل معنوي: وهوالشعور النفسي والتضامن الأدبي مع بقية أفراد المجتمع المسلم، يفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم وألمهم، ويحب لهم الخير كما يحبه لنفسه. وتكافل مادي: وهو بذل المال والوقت لإعانة المحتاجين ومساعدتهم، للتغلب على ظرفهم وتحسين أحوالهم، ولازالت مسيرة عدو الانسانية (الكورونا)، تحصد بالاراوح البشرية، ولازال يحاول المكوث بيننا، فهمة المجتمع الانساني الان هو الصبر في الحجر الصحي، ومكافحته بالتعقيم والنظافة والعلاج..ومن اجل ضمانة السلامة من الكورونا يجب اتباع ثلاث طرق:

الاولى : معرفة هذا الفايروس وكيف ينتقل وماهي اعراضه، وكم يبقى ماكثا في الجسم الانساني والسطوح وغيرها..اذن لابد من الحجر الصحي وعدم الاختلاط.

الثانية : فيجب ان نفهم ان الصراع مع الفايروس حتى الآن يعتمد على مناعة الجسم وليس على الأدوية، فبشكل عام لا يملك الطب ادوية لقتل الفيروسات.. اذن الاعتناء بالنظافة واختيار المواد الغذائية التي تعطي مناعة ضده.

الثالثة : تتمثل بالوضع النفسي، أي محاولة مكافحة الوباء من خلال حالة الاطمئنان والايمان بالله وتجنب اماكن تواجده، فالحالة النفسية القوية تضعف الاصابة به.. ومن هنا علينا ان نلتزم بالحضر وتعليمات لجان الازمة، ون نكاتف ونتكافل فيما بيننا، وعلى الدولة اتخاذ الاجراءات الكفيلة لنصرة الاسر المتعففة والتي لاتمتلك موردا شهريا من الدولة، لتجتمع الجهود، الجهد الاجتماعي مع الجهد الحكومي لتخطي هذه الكارثة العالمية.

..........................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي