ايران... صراعات حامية في الداخل وتحديات كبيرة من الخارج
كمال عبيد
2014-10-09 11:57
شبكة النبأ: ايران كإحدى الدول الاقليمية المهمة في منطقة الشرق الاوسط، تعاني العديد من الضغوط السياسي والاقتصادية المستمرة منذ عام 1979، الموعد الذي نجحت فيه الثورة بالإطاحة بنظام الشاه، خصوصا بعد ان الاحداث الدبلوماسية التي عقبت الثورة، وادت الى القطيعة بينها وبين الغرب، اضافة الى حرب الثمان سنوات التي خاضتها ضد نظام صدام حسين في العراق، والتي انهكت من قدراتها العسكرية والاقتصادية والبشرية الشيء الكثير، فيما شكل البرنامج النووي الايراني، ودعمها لحركات المقاومة (في لبنان وفلسطين واليمن وغيرها)، عقبات اضافية امام اي خطوات تصالحية مع الغرب او حلفائه في المنطقة، سيما دول الخليج التي تنظر بعين الريبة الى طموحات ايران، وتصفها بالتوسعية والعدائية.
ومع وصول الرئيس المنتخب (حسن روحاني) الى الرئاسة في ايران (وهو من التيار الاصلاحي)، قدم وعوده الانتخابية على اساس الانفتاح الداخلي ورفع القيود امام الحريات العامة، اضافة الى الانفتاح الخارجي مع الغرب والعالم، في دبلوماسيا الحوار من اجل حل المسائل العالقة، والتي اعاقت عجلة التقدم الايراني، بعد الحصار الاقتصادي والقطيعة الدولية التي عانت منها خلال فترة حكم سلفه المحافظ (احمدي نجاد)، الا ان (وبعد مرور عام من توليه لمنصبه) العقبات (النووية والحصار الاقتصادي) ما زالت تراوح في مكانها، من دون تحقيق اي انفراجه قوية في المباحثات او تقريب وجهات النظر، على الرغم من اقتراب المفاوضين من انتهاء الفترة الثانية من المباحثات، والتي اعتبرت فترة تمديد نهائية للتوصل الى انفاق شامل يبدد مخاوف المجتمع الدولي من برنامج ايران النووي.
من جانب اخر شهد منطقة الشرق الاوسط مؤخرا، العديد من الازمات والصراعات التي استدعت تدخلا دوليا، بعد ان سيطر تنظيم ما يسمى (الدولة الاسلامية/ داعش) على مناطق واسعة من العراق وسوريا، والتي تحتاج، بحسب محللين وخبراء، الى جهود دول اقليمية مهمة في المنطقة لمكافحة تفشي ظاهرة الارهاب العالمي انطلاقا من الشرق الاوسط، وربما في مقدمتها ايران، بعد ان انظمت تركيا الى قافلة التحالف الدولي مؤخرا، الا ان ايران التي شككت في مصداقية هذا التحالف، تحاول الحصول على المزيد من الضمانات (وربما الجوائز) في حال موافقها على المشاركة في هذا التحالف.
ايران ركيزة الاستقرار
بدوره اعلن الرئيس الايراني حسن روحاني ان بلاده تمثل "ركيزة الاستقرار" في الشرق الاوسط عازيا الاضطرابات التي تشهدها المنطقة حاليا الى "مؤامرة تدبرها القوى الكبرى"، وفي كلمة بمناسبة الذكرى ال34 لاندلاع الحرب الايرانية العراقية، قال روحاني ان "ايران هي ركيزة الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط الحساسة (التي) تسيطر عليها اليوم الاضطرابات وانعدام الامن والمجازر والرعب"، واضاف ان "شعوب المنطقة تقاوم وستقاوم الارهابيين، القوات المسلحة والحكومة في الجمهورية الاسلامية ستساعدهم في كل مكان، اننا مسرورون لوقوف شعوب المنطقة في وجه مؤامرات الدول الكبرى" مشيدا ب"انتصارات" في العراق وسوريا وغزة وفلسطين واليمن وافغانستان.
وادلى روحاني بهذه التصريحات قبل مغادرته الى نيويورك حيث يلقي خطاب امام الجمعية العامة للامم المتحدة، وبحث وزير الخارجية الاميركي جون كيري مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف خلال اجتماع في نيويورك "الخطر" الذي يطرحه تنظيم الدولة الاسلامية، وكان كيري اعتبر ان لايران "دورا" تلعبه في مكافحة التنظيم الجهادي، وقدمت ايران مساعدات انسانية واستشارية للحكومتين السورية والعراقية ولاكراد العراق لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية منذ الايام الاولى لهجوم الجهاديين لكنها ترفض رسميا الانضمام الى الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة للتصدي له، وتتهم طهران الغربيين وبعض دول المنطقة بانها انشأت الدولة الاسلامية لاسقاط نظام بشار الاسد حليفها الرئيسي في المنطقة.
من جهة اخرى اكد روحاني ان ايران "لن ترضخ لضغوط الغرب" في المفاوضات حول ملفها النووي التي استؤنفت على هامش الجمعية العامة، وحددت ايران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا والمانيا) مهلة حتى 24 تشرين الثاني/نوفمبر للتوصل الى اتفاق شامل يجعل من المستحيل على ايران صنع قنبلة ذرية، لقاء رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها، وقال روحاني انه "بحجة الملف النووي اطلقوا حربا اقتصادية جديدة من خلال العقوبات ضد الشعب الايراني"، مؤكدا ان ايران لا تطمح لامتلاك "اسلحة دمار شامل" بل تهدف الى "التقدم" وممارسة "حقوقها". بحسب فرانس برس.
فيما قالت وسائل الاعلام الايرانية الرسمية إن ايران والسعودية عقدتا أول اجتماع على مستوى وزراء الخارجية منذ انتخاب الرئيس حسن روحاني عام 2013 في بادرة على ذوبان محتمل للجليد بين القوتين المتنافستين في الخليج، وهناك تنافس على النفوذ في المنطقة بين ايران الشيعية والمملكة السنية المحافظة ويتجلى هذا التنافس في الصراعات السياسية والعسكرية في سوريا والعراق ولبنان والبحرين واليمن، ولمح وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف بعد اجتماعه مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل في نيويورك الى ان المحادثات قد تؤدي الى تحسن العلاقات.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الإيرانية عن ظريف قوله إن الاجتماع الذي عقده مع وزير الخارجية السعودي سيفتح "صفحة جديدة" في العلاقات بين البلدين، ونسبت الوكالة إلى ظريف قوله بعد الاجتماع الذي استغرق ساعة "نعتقد أنا ونظيري السعودي أن هذا الاجتماع سيكتب الصفحة الأولى من فصل جديد في العلاقات بين بلدينا"، وأضاف "نأمل ان يسهم هذا الفصل الجديد بشكل فعال في اقرار السلام والامن الاقليمي والعالمي ويؤمن مصالح الامم المسلمة في أنحاء العالم"، ونقلت الوكالة عن الامير سعود قوله انه يدرك حساسية الموقف في اشارة الى التقدم الذي يحرزه مقاتلو الدولة الاسلامية في العراق وسوريا.
وقال وزير الخارجية السعودي ان بلاده تدرك أهمية وحساسية هذه الأزمة والفرصة المتاحة الان، وعبر عن اعتقاده بامكانية تفادي اخطاء الماضي باستغلال هذه الفرصة الثمينة حتى يمكن التعامل بنجاح مع هذه الازمة، واستطرد ان السعودية وايران دولتان تتمتعان بنفوذ في المنطقة والتعاون بينهما سيكون له آثار واضحة في اقرار الامن الاقليمي والعالمي.
صحة خامنئي والخلافة
في سياق متصل أثارت صور الزعيم الاعلى علي خامنئي التي بدا فيها واهنا يرقد على سرير المرض تساؤلات عن مدى خطورة حالته ومن يمكن ان يخلفه، وفي اوائل سبتمبر ايلول أعلن خامنئي بشكل مفاجئ انه سيخضع للجراحة وطلب من الناس الدعاء له بالشفاء، وما حدث بعد ذلك كان غير مسبوق في تاريخ الجمهورية الاسلامية التي قامت قبل 35 عاما، فقد زار الزعيم الاعلى (75 عاما) على سرير المرض كبار المسؤولين ومنهم الرئيس حسن روحاني ورئيس السلطة القضائية ورئيس البرلمان والتقطت لهم صور الى جواره نشرت في المواقع الاخبارية الايرانية، حتى الرئيس الايراني السابق محمود أحمدي نجاد الذي كانت علاقته متوترة مع الزعيم الاعلى جاء لزيارته.
وتدور شائعات حول خامنئي منذ سنوات، لكن لم يحدث من قبل ان اهتمت وسائل الاعلام بهذا الشكل بصحة الزعيم الاعلى الذي له القول الفصل ويتمتع بسلطة دستورية على السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية بالإضافة الى الجيش والاعلام، وقال رئيس الفريق الجراحي انه اجريت لخامنئي جراحة في البروستاتا استغرقت أقل من نصف ساعة استخدم خلالها مخدر ايراني الصنع، وقال الجراحون ان خامنئي كان واعيا ويتحدث طوال الجراحة، ويقول خبراء انه اذا تدهورت الحالة الصحية لخامنئي سيكون على رجال الدين وعلى الحرس الثوري الاتفاق على من سيخلفه سريعا اذا كانت البلاد تريد ان تتفادى فترة من عدم الاستقرار السياسي.
وقال مهدي خلجي وهو زميل كبير سابق في معهد واشنطن لسياسة الشرق الادني وهو الان الرئيس التنفيذي لمركز آيديا للفنون والثقافة "مرض الزعماء في دول غير ديمقراطية يعتبر قضية أمن قومي"، وحتى الان ومنذ الثورة الاسلامية عام 1979 شهدت ايران اثنين فقط شغلا منصب الزعيم الاعلى فقد خلف خامنئي عام 1989 الزعيم الراحل ومؤسس الجمهورية الاسلامية آية الله روح الله الخميني، وينتخب من يشغل هذا المنصب مجلس الخبراء الذي يضم في الاغلب رجال دين من الحرس القديم، لكن يرى الخبراء ان الحرس الثوري وهو أعلى قوة في الجيش ويشارك بقوة في ادارة عجلة الاقتصاد سيكون له دور في هذا الاختيار. بحسب رويترز.
وعلى مدى العام المنصرم تصدى الحرس الثوري بقوة لمحاولات حكومة روحاني للحد من نفوذه على الاقتصاد والسياسة الخارجية الى جانب البرنامج النووي الايراني المثير للجدل الذي تتفاوض طهران بشأنه مع القوى العالمية الكبرى، ولن يهمش الحرس الثوري بسهولة في المحادثات عن الزعيم القادم، وقال كريم سجادبور وهو خبير في الشأن الايراني في معهد كارنيجي للسلام الدولي "من غير المرجح ان يذعن (الحرس) لمجموعة من رجال الدين المسنين في اختيار من سيكون القائد الاعلى القادم للجيش"، وتوقع علي انصاري مدير معهد الدراسات الايرانية في جامعة سانت اندروز مشاكل في الخلافة، وقال "لا اعتقد ان الامر سيكون سلسا مهما حدث، سيحدث صراع"، وكان اختيار خامنئي غير متوقع عقب وفاة الخميني لانه في ذلك الوقت لم يكن يعتبر من كبار رجال الدين، لكنه على مدى 25 عاما رسخ سلطته وكان ذلك الى حد كبير من خلال كسب تأييد الحرس الثوري.
وازدادت عملية اختيار الزعيم الاعلى الجديد تعقيدا في اوائل يونيو حزيران حين قالت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية ان رئيس مجلس الخبراء آية الله محمد رضا مهدوي كني (83 عاما) دخل في غيبوية وهو مريض بالقلب، وقاد هذا الى تكهنات بأن صراعا على السلطة ومفاوضات عالية المستوى لاختيار الزعيم الاعلى الجديد بدأت بالفعل داخل مجلس الخبراء، وخلال اجتماع للمجلس عقد في سبتمبر ايلول دعا خامنئي نفسه الى الوحدة، وقال طبقا لما ورد في نص نشر على موقعه الشخصي "هناك اختلاف في التوجه بشأن القضايا السياسية كبيرها وصغيرها، لكن هذه الخلافات لا يمكنها ان تقضي على وحدة البلاد والقدرة على تفهم المشاعر داخل البلاد، يجب ان يبقى الكل معا".
ومن المرشحين المحتملين لخلافة خامنئي الرئيس السابق للسلطة القضائية آية الله محمود هاشمي شهرودي نائب رئيس مجلس الخبراء، ويقول خبراء ان شهرودي هو مرشح يؤيده خامنئي وقبل كل شيء يعتقد انه يحظى بتأييد الحرس الثوري، وهناك مرشح آخر هو علي أكبر هاشمي رفسنجاني وهو رئيس سابق لايران يلعب دورا بارزا في السياسة الايرانية منذ عام 1979، لكنه بلغ الثمانين من عمره ويعتقد انه مسن بالنسبة للمنصب بالإضافة الى وجود عدد لا يؤيده بين المتشددين السياسيين، اما المرشح المحتمل الثالث فهو آية الله صادق لاريجاني الرئيس الحالي للسلطة القضائية الذي رشح للمنصب مرتين على يد خامنئي، وهو يأتي من أسرة ذات نفوذ سياسي فله شقيق يرأس البرلمان والثاني شغل العديد من المناصب الحكومية الرفيعة، لكنه لا يعتبر من رجال الدين الكبار ومن غير المرجح ان يحصل على تأييد كبير من الحرس القديم، وسيتمتع من سيخلف خامنئي على الارجح بنفس القدر من السلطة في هذا المنصب، وقال خلجي من مركز آيديا "رجال الدين يبحثون عمن سيحمي مصالح رجال الدين، والحرس الثوري يبحث عمن يحمي مصالح الحرس الثوري، ما من طرف منهما يريد ان يأتي شخص ويسيطر عليه".
وتسببت الانتخابات الرئاسية التي اختلف على نتائجها عام 2009 في اندلاع احتجاجات في الشوارع أعقبها موجة من الاعتقالات شملت اثنين من مرشحي الرئاسة حددت اقامتهما في المنزل، واذا وضع ذلك في الاعتبار فيمكن ان تؤدي عملية معقدة لاختيار زعيم أعلى للبلاد وعملية انتقال السلطة التي ستلي ذلك الى تفجر اضطرابات، وقال عباس ميلاني مدير برنامج الدراسات الايرانية في جامعة ستانفورد "اذا تغير فجأة هذا التوازن غير المريح ستحدث انتفاضات غير مخططة أو عواقب غير مقصودة".
ثورة ضد الرقابة
الى ذلك اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن مراقبة الإنترنت تأتي بنتائج عكسية، وأكد أن "بعض الناس يعتقدون أننا نستطيع حل المشاكل من خلال بناء الجدران، ولكن عندما تستخدم الفلاتر (لحجب المواقع) فأنهم يستخدمون خوادم بروكسي" في إشارة إلى الخوادم التي تتيح لمستخدمي الإنترنت الدخول بشكل غير مباشر إلى المواقع التي تحجبها السلطات، وأضاف في كلمة بثها التلفزيون الرسمي على الهواء "هذه السياسة الحالية غير فعالة، والقوة لا تثمر عن نتائج"، وانتقد كذلك قرار بلدية طهران الأخير بالفصل بين الموظفين والموظفات، الأمر الذي أشاد به المحافظون.
وذكر روحاني "من يقولون دائما أن علينا أن نفصل بين البنات والصبيان" بأن مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني عارض بشدة تبني الجامعات لمثل هذه السياسة عقب ثورة 1979، إلا أنه دافع عن ارتداء الحجاب والعباءة، وقال إنها تحمي المرأة، وتعتمد إيران سياسة مراقبة محتوى الإنترنت ما يعني عدم إمكان الدخول إلى عدد من المواقع الكثيرة الاستخدام مثل "فيس بوك وتويتر ويوتيوب" إلا باستخدام برامج كمبيوتر غير شرعية، كما تتهم السلطات الإيرانية غالبا بإبطاء الإنترنت عمدا لجعل الدخول إلى العديد من المواقع أكثر صعوبة، واعتبر قرار حكومة روحاني مؤخرا الموافقة على منح تراخيص لشركتين إيرانيتين لاستخدام تقنية الجيل الثالث للهواتف النقالة خطوة أولى في اتجاه تسهيل الدخول إلى الشبكة العنكبوتية العالمية.
وأقال البرلمان الإيراني وزير العلوم والأبحاث والتكنولوجيا في انتصار لمنتقدين محافظين للرئيس المعتدل حسن روحاني، وانتقد المشرعون في قرار حجب الثقة (وهي المرة الأولى التي يقيل فيها البرلمان وزيرا منذ انتخاب روحاني العام الماضي) رضا فرجي دانا بسبب السماح بعودة طلاب إلى الجامعة بعدما طردوا منها نتيجة اضطرابات مناهضة للحكومة عام 2009، ووقعت الاضطرابات بعد إعادة انتخاب محمود احمدي نجاد سلف روحاني في انتخابات يعتقد الاصلاحيون في البلاد انها زورت، وسحقت القوات الحكومية الاحتجاجات ووضع زعيما "الحركة الخضراء" الاصلاحية رهن الاعتقال المنزلي وما زالا يخضعان له.
وفي رد فعل متحد لقرار حجب الثقة سارع روحاني بترشيح محمد علي نجفي وهو معتدل آخر للقيام بأعمال وزير العلوم، وكان البرلمان منعه من أن يصبح وزيرا للتعليم بعدما رشحه الرئيس العام الماضي، وقال روحاني في كلمة نقلها التلفزيون على الهواء "السيد فرجي دانا فعل الكثير لرفع المعايير العلمية والأخلاقية والثقافية وايضا ليعيد السلام الى جامعاتنا"، واضاف "اريد أن يسير السيد نجفي على نفس الدرب"، واصطدم روحاني مرارا مع المحافظين في البرلمان ومؤسسات الدولة الأخرى التي تختلف مع خطه الليبرالي وقراره باجراء مفاوضات مع القوى الغربية التي تعتبرها طهران اعداء منذ وقت طويل. بحسب رويترز.
وكان انتخابه اثار آمال الليبراليين في تخفيف القيود السياسية والاجتماعية لكنه لم يدخل تغييرات كبيرة بعد على السياسات في تلك المجالات، وعبر الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي عن دعم حذر لاستراتيجية روحاني في السعي لحل من خلال التفاوض للمواجهة النووية لايران مع الغرب وتدخل للدفاع عن اختياره جواد ظريف وزيرا للخارجية، لكن نجاح البرلمان في اقالة وزير العلوم يظهر أن روحاني ما زال يواجه معارضة كبيرة للاصلاحات الداخلية، وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية أن 145 نائبا صوتوا لصالح إقالة فرجي دانا وصوت 110 نواب لبقائه في منصبه وامتنع 15 نائبا عن التصويت.
من جانب اخر ذكرت وكالة الانباء الايرانية وشهود عيان ان قوات الامن الايرانية اطلقت حملة جديدة لمصادرة الاطباق اللاقطة المحظورة المنتشرة على اسطح المباني في طهران والمدن الكبرى في البلاد، واستهدفت العملية عدة احياء في شمال طهران التي قام خلالها الشرطيون بمصادرة الاطباق اللاقطة المنتشرة على اسطح المباني من دون الدخول الى الشقق، وغالبا ما تتعرض القنوات الفضائية للتشويش وتشن الشرطة بانتظام هذه العمليات دون التوصل حتى الان الى القضاء كليا على ظاهرة الاطباق اللاقطة.
ويشاهد اكثر من 40% من الايرانيين القنوات الفضائية بالفارسية التي تبث من الخارج رغم حظر الاطباق اللاقطة للافراد في البلاد وفقا لدراسة نشرتها في اب/اغسطس 2013 وسائل الاعلام، ووفقا للدراسة فان 42% من 75,2 مليون ايراني يمضون ثلاث ساعات يوميا لمشاهدة القنوات الفضائية التي تبث برامج ترفيهية واخبارية من الولايات المتحدة وبريطانيا الخصمين للجمهورية الاسلامية، واكدت السلطات ان اكثر من 70% من سكان طهران يشاهدون القنوات الفضائية، وحظرت ايران اي تعاون مع الاذاعات والتلفزيونات الناطقة بالفارسية التي تبث من الخارج خصوصا بي بي سي وصوت اميركا وتتهمها السلطات بالمشاركة في "مؤامرة" غربية لزعزعة النظام الايراني، وكان الرئيس الايراني الجديد المعتدل حسن روحاني انتقد خلال الحملة الانتخابية عمليات مصادرة الاطباق اللاقطة مؤكدا انها "انتهاك لحياة الافراد الخاصة" وان ذلك سيمنع الايرانيين من الاتصال بالعالم الخارجي.