تصدع السلم الاهلي العراقي
عباس الصباغ
2025-11-18 04:22
رؤيتان لفهم وادارة الدولة العراقية:
افرزت الانتخابات التي اجريت مؤخرا في العراق ظاهرة غريبة جدا على المشهد السيوسولوجي العراقي تتمثل بالتصدع والتشتت في النسيج المجتمعي العراقي الأهلي، وهي ظاهرة سيسولوجية شاذة تحدث لأول مرة في تاريخ العراق الحديث وبما يشبه الحرب الاهلية غير المعلنة بين طرفي المعادلة السياسية (المشاركين-المقاطعين)، ووصول حملات التسقيط والتشويه والتخوين الى مستوى مخجل، ماعرّض السلم الاهلي الى تصدع كبير وصارخ (جميع وسائل الحرب الاهلية متوفرة لدى الجميع بواسطة المليشيات الوقحة والسلاح المنفلت والاعلام غير الرصين ووسائل التواصل الاجتماعي الرخيصة).
ومن الطبيعي ان لايكون ما قبل الانتخابات كما هو قبلها فالطرف المشارك في الانتخابات يرى في الانتخابات حقا شرعيا ووطنيا مكفولا دستوريا وعن طريق صندوق الاقتراع تحدث النتيجة المرجوة جماهيريا وشعبيا وتحقق الحد المقبول والادنى ديمقراطيا (كما يفترض)، اما الطرف الثاني فقد ارتأى المقاطعة العامة والشاملة للانتخابات وتعميم ظاهرة الفساد على مجمل العملية السياسية، بحجة ان الشعب العراقي قد سئم تداول ذات الوجوه "الفاسدة" منذ اكثر من خمس دورات انتخابية لم يجنوا منها شيئا.
وهي رؤية لاتخلو من الصواب بسبب تراكم الاخفاقات الحكومية على جميع الاصعدة كتدني البنى التحتية والواقع المعيشي والامني وحتى البيئي والخدمات، التي جعلت من الشارع ان يفقد ثقته نهائيا بالعملية السياسية التي تمأسست على بدايات حكومية ودولتية خاطئة وبفاعل خارجي (أمريكا) والتي لم تحقق او تقدم اي شيء يلبي طموح الشارع العراقي، ومن المستحيل استرجاع تلك الثقة بعد اكثر من عقدين على التغيير بحسب رايهم، فنشأت لدينا فكرتان للتعامل السياسي احداهما ايجابية والاخرى ثورية رومانسية وكلا الرؤيتين قريبتان للواقع.
الحلول والمعالجات:
1- اعادة تاسيس دولتي جديد ليس من الخارج وفاعل دولي بعيد عن الواقع العراقي والغاء او تعديل منهج المحاصصة والتشارك وصولا الى بناء دولة مؤسسات لا دولة مكونات.
2- اعادة ترميم العقد الاجتماعي العراقي بتصحيح الانتماء الوطني للعراق وعلى اسس وطنية وحضارية وابعاد الجميع عن لغة المناكفات والتسقيطات المبنية على المزاجات (انه عقد اجتماعي جديد بصيغة عراقية وطنية).
3- التمهيد الى ارساء دولة حضارية حديثة حسب رؤية المفكر العراقي الكبير محمد عبد الجبار الشبوط.
4- اعادة ترميم الواقع الاعلامي العراقي وتنقية وسائل التواصل الاجتماعي وتشذيبها بما يتناسب مع المستوى الحضاري للشعب العراقي شعب الحضارات.