عصر التفاهة
عباس الصباغ
2025-10-09 03:05
وهو العصر الذي نعيشه في هذا البلد الذي اسمه العراق "العظيم". في ظل احتدام المنافسة الشرسة بين طرفي الانتخابات النيابية المزمع اجرؤاها في 11/ 11 من العام الجاري سواء بين من يروم المشاركة فيها او من يقاطعها والجميع احرار في ذلك كما اقر ذلك الدستور العراقي والمواثيق الدولية.
مازالت آثار الفوضى الخلاقة تضرب متون المشهد السياسي/الاجتماعي/الاعلامي العراقي ومازال هذا المشهد الاعلامي يفتقر الى ابسط بعض اخلاقيات التعاطي مع آليات التنافس في الانتخابات لقلة الخبرة في هذا المجال، فما تبثه وسائل السوشيل ميديا وبعض الفضائيات المغرضة والمواقع الخبرية غير الرصينة لايليق بالوجه الحضاري للمجتمع العراقي (وهو مجتمع اعتاد على مكارم الأخلاق واخلاق العشائر)، بعد ان وصلت تداعيات ماتبثه وتنشره تلك المواقع وصل الى درجة التجاوز على اعراض الناس والتلويح بالعمالة والتبعية والفساد.
اضافة الى سلسلة التهديدات والتسقيطات رافقتها بشكل عملي حملات تخريب الدعايات الانتخابية وتهديم البوسترات ورميها بالأحذية امام الناس في مشاهد مقرفة، وبث البوستات التحريضية ضد كل من ينتخب، علما ان الدستور العراقي كفل حرية التعبير وحرية الاداء ولم يمنع ذلك سواء بالمشاركة من عدمها فالمواطنون احرار في ذلك، ولم تضع قيودا تحول دون ذلك ولهم الحرية في اختيار الاصلح كحق دستوري لهم بموجب الحق الديمقراطي الذي كفله الدستور دون املاء من اية جهة كانت او جبر او تفويض.
ومن المعيب ان ترافق خياراته وخياراته حملات المواطن المسكين تسقيط وتشويه غير مبررة ومخجلة تخالف الاجماع الوطني ومبادئ المواطنة ـ وهي احدى اهم ركائز العقد الاجتماعي ـ وتعارض السلم الاهلي وتعرض البلد الى حرب اهلية وهي قادمة بلا شك اذا استمر تجييش الشارع بهذا الشكل المعيب.
المؤسف له ايما اسف ان الكثير من وسائل الاعلام العربي والدولي تنقل حيثيات مايجري على الساحة العراقية بالصوت والصورة لتثبت ـ كالمعتاد ـ ان العراق بلد غير آمن ومن غير الصواب التوجه الى هذا البلد سواء للزائر او المستثمر وهنا تكمن المصيبة. والادلة صارت واضحة جدا للعيان اننا نعيش عصر التفاهة بكافة تجلياتها.