علاقات العراق الخارجية واثارها على الداخل
محمد الكعبي
2025-09-27 04:38
من الضروريات المهمة والعاجلة انفتاح العراق على المجتمع الدولي ودول المنطقة وانشاء شراكات استراتيجية جديدة وفق مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والحفاظ على المصالح المشتركة بين الدول مع ضمان استدامة العلاقات وديمومتها والسعي الحثيث على سد الثغرات التي تكون مدعاة لتدخل المتطفلين والانتهازيين والذين يعتاشون على الحروب والصراعات خصوصا ان العراق يمتلك المقومات التي تؤهله للنهوض من جديد ويزيح غبار الطائفية والحزبية المقيتة عن كاهله ويسمح للرجال المخلصين والذين يحملون فكرا وقادا بإدارة المرحلة بعيدا عن الشعارات والعنتريات.
ينبغي تجديد الخطاب وتعديله والتعامل وفق معايير تضمن للعراق والعراقيين استحقاقاتهم من خلال العمل السياسي الجاد والحوار الوطني الشامل بين الداخل والخارج بشكل يضمن للجميع ممارسة حقوقه المشروعة بعيدا عن لغة التخوين والتكفير والعمل على تعزيز روح التعاون والتنسيق والشراكة بين القوى السياسية من اجل ترسيخ الأمن والاستقرار والرفاهية لأبناء البلد والارتقاء بالأوضاع المعيشية والخدمية للمواطنين، وان الفرصة مؤاتية للقوة السياسية الداخلية أن تثبت مصداقيتها لرفع مستوى العراق على جميع الأصعدة وهذا يتطلب جهداً استثنائيا مع الاستمرارية في العمل بروح الفريق الواحد وبنيات خالصة تستشعر عظم المسؤولية وخطورة المرحلة من حيث تداخل المصالح وتشابكها فضلا عن الصراع المحتدم بين الدول الكبرى ناهيك عن مشاكل المنطقة والصراع الاسرائيلي العربي ومشاكل الطاقة والمياه والحدود والافكار المنحرفة والحركات المتشددة والصراعات الداخلية كلها تحتاج إلى التعاون والمساهمة في تحجيمها وحلها وهذا لا يتحقق بمجرد المؤتمرات واللقاءات الشكلية بل تحتاج إلى التخطيط الصحيح والعمل الجاد الواقعي .
إن تعزيز الحوار والانفتاح بين القوى السياسية بعيدا عن التهميش والاقصاء غاية في الأهمية من اجل اكمال الاستحقاقات الدستورية والذي سينعكس إيجابا على الداخل المجتمعي وعلى علاقة العراق بدول العالم مع ضرورة وضع العراق على سكة البناء والتنمية المستدامة وينبغي تعزيز دور السلطة التشريعية من خلال سن القوانين والرقابة بما يخدم مصالح المجتمع بعيدا عن المحاصصة والمحسوبية والمصالح الخاصة الضيقة وان تفعيل وتسييد دور القانون من أهم مرتكزات الدولة الحديثة.
لذا علينا أن نعمل على الفصل بين السلطات ومنح الفرصة للكفاءات الوطنية لممارسة دورها في مختلف الاختصاصات للنهوض بواقع البلد وان انفتاح العراق على جيرانه سيساعده على تجاوز الكثير من الازمات السياسية والاقتصادية والأمنية فضلا عن نقل التجارب الناجحة واستثمارها وتطويرها بما ينسجم مع الواقع العراقي وينبغي أن ينتقل البلد إلى مرحلة البناء والتنمية والتطوير في مختلف المجالات وعدم الاكتفاء بما موجود بل السعي إلى قفزات نوعية تنقل البلد إلى مصاف الدول المتقدمة.
وهذا لا يحتاج إلى معجزة بل ممكن وبسيط ومقدماته كلها حاضرة فالمال والرجال والعقول حاضرة في الساحة العراقية. أن العلاقات الدولية لا تقف عند حد بل تتجاوز المجال العسكري والسياسي والثقافي والاجتماعي والانساني والتجاري وتبادل الخبرات ولو استثمرت بشكل جيد سيكون لها آثار ايجابية على الدول وشعوبها من حيث ترسيخ السلام والاستقرار من خلال التفاهمات والاتفاقيات ومعالجة القضايا المشتركة كالفقر والارهاب والنزاعات الدولية مع تبادل المصالح، وإن التواصل بين الدول والحكومات فيما بينها أو مع المنظمات الحكومة وغير الحكومية العالمية منها والمحلية له انعكاسات فاعلة في التواصل وتوثيق العلاقات وتبادل الثقافات والمصالح.
وأن الفاعل السياسي الذي يملك القدرة على التواصل والليونة والحركة والقوة والمناورة يكون اكثر حظا في ترسيخ الاتفاقيات والتفاهمات، مما يساهم في نقلة نوعية نحو الأفضل وهذا ما يحتاجه العراق اليوم من توثيق العلاقات وترسيخها وخصوصا مع جيرانه لما لها من مردودات ايجابية للجميع فالكل يسعى إلى الاستقرار والتنمية ومشاركة الآخرين في جميع المجالات الممكنة.
وهذا سيتحقق ان شاء الله بعزم وارادة الخيرين. قد نعيش فترة مظلمة وحالة من التشتت لكن لابد أنه تنجلي ويضيء البدر بنوره الوهاج ويعيد البسمة لوجوه الأيتام والارامل.