واحنه مشينه للحرب.. هذه أبرز انجازات البعثيين
عباس سرحان
2025-08-26 02:57
بينما تتفاخر الأمم بمنجزاتها العلمية والرياضية، وتحتفي بعلمائها ومبدعيها، ينشغل البعثيون اليوم بإعادة تدوير صورة "القائد الضرورة" عبر نشر مقاطع له وهو يضحك، وكأن ضحكه إنجاز يستحق التمجيد والتمسك به كقائد.
فبينما لم يُنجز جسرٌ ولا مصنعٌ ولا انتصارٌ في زمنه يحاول أيتامه أن يجعلوا من ضحكته ومشيته وأناشيد حروبه الخاسرة أدوات خداع للأجيال الجديدة، في محاولة يائسة لتجميل ماضٍ لم يكن فيه سوى الموت والجوع والانكسارات.
في خضم الحرب العراقية الإيرانية، كان جارنا الحاج أبو علوان يصف صدام بـ"الكرطة"، كلما رآه ضاحكًا عبر التلفاز.
لم يكن الضحك لدى صدام مجرد تعبير شخصي، بل كان فعلًا سياسيًا يُبث في نشرات الأخبار بينما يُدفن شباب العراق في خنادق الحروب وفي المقابر الجماعية.
هذه المفارقة المؤلمة بين الضحك الرسمي والموت الشعبي كانت كافية لاستنكار تلك الضحكة الصفراء والاستخفاف بصاحبها، لذا كان الحاج ابو علوان يضحك، ليزيح شيئًا من الهم، وليهزأ من سلطةٍ تضحك على أوجاع شعبها وآلامهم.
المقاطع التي يبثها البعثيون اليوم على منصات مثل "تك تك" تُظهر صدام وهو يهتز ضحكًا، محاطًا بأناشيد المعارك، وكأنها لحظات مجد. لكن أي مجد يُبنى على أنقاض الوطن والانسان؟
يتجنب البعثيون التحدث عن نتائج حروب صدام، وعن شط العرب الذي فرّط به في اتفاقية الجزائر، وعن الكويت التي سماها "محافظة النداء" ثم خسرها في ساعات.
لا انتصارات، لا منجزات، لا كرامة. فقط أغاني داود القيسي "سالمين وسالم وطنّه بيكم" وأغنية حسين نعمة "بين الشعب وبينك"، يستخدمونها ستارا صوتيا لإخفاء هزائمهم.
لكن فاتهم ان العراقيين يتذكرون كيف اضطروا لبيع أبواب وشبابيك بيوتهم ليشتروا الطحين، ويتذكرون كيف كانت عائلة صدام تدير تجارة السوق السوداء على حساب معاناتهم.
كما لا يمكن استغفال العراقيين بحديث البعثيين عن "السيادة" في زمن صدام، لأنهم ما زالوا يتذكرون فرق التفتيش الدولية وهي تدخل غرف نوم الرئيس وتعبث بمقتنيات زوجته ساجدة.
فهل تعني السيادة أن تُفتش الدولة كما يُفتش اللصوص؟ وهل من وقّع على خيمة صفوان المهينة، وتنازل عن خور عبد الله وام قصر، يحق له أن يتحدث عن السيادة والكرامة؟
إن محاولة البعثيين تلميع صورة صدام عبر الضحك والأناشيد ليست سوى إعادة إنتاج للفراغ. لا منجزات، لا انتصارات، لا هيبة. فقط ضحك يُراد له أن يُنسي العراقيين سنوات الجوع والموت.
لكن العراقيين لا ينسون.
لا ينسون انهم اشتروا الطحين ببيع شبابيك منازلهم وابوابها، ولا ينسون الذل الذي الحقه صدام بوطنهم في خيمة صفوان، ولا ينسون أن ضحك صدام كان يُبث بينما كان صراخهم من الالم بسببه يشق عنان السماء.
لا ينسون انه كان يمنعهم من السفر، وحرمهم من تعليم ناجح وبدد ثرواتهم على حروب خاسرة او وزعها على مرتزقته من الدول العربية.