إسرائيل من حرب إلى أخرى: والغرب يبرّر بحجة الدفاع عن النفس

د. جواد الهنداوي

2024-10-13 03:38

لم يشهد العالم مِنْ قبل بكافة ابعاده الإنسانية والاخلاقية والوظيفيّة (واقصد في السياسة والاقتصاد والعلوم) تزاحما في كثرة المتناقضات وقسوتها، حيث لم تعدْ صارخة، وانما صادمة ومُنذرة بمزيد من الهدم والخراب في بنية المجتمع الدولي في دولهِ ومجتمعاته ومنظماته الدولية والأممية.

إسرائيل والموصوفة أُممياً، دولة احتلال، أصبحَ الآن لها حق الدفاع عن النفس، يعني حق الدفاع عن احتلالها، بيدَ أن القانون الدولي والقرارات الاممية والشرائع السماوية، جميعها تكفلُ للشعب الرازح تحت الاحتلال حق المقاومة والنضال والجهاد من اجل التحرير .

بدأنا نتعّرف اليوم، على مصطلح ”ضبط النفس” والمُعد خصيصاً لأعداء اسرائيل، او الذين يردّون على اعتداءات اسرائيل هؤلاء ليس لهم حق بإيلام او بإيذاء اسرائيل .

بدأنا نتعرف اليوم على مصطلحات أخرى؛ ”الرّدْ المناسب او الرّدْ المُتفق عليه، او الرّدْ لحفظ ماء الوجه". كُناّ نسمع وقت الاعتداءات والحروب، ادانة او نقد للاستخدام المفُرط للقوة ”، او نداء امميا بعدم استخدام مفرط للقوة تجاه العدو او الخصم، اليوم و لأنَّ اسرائيل من يستخدم القوة واكثر من القوة (اسلحة مُحرّمة، استهداف متعمد للمرافق السكنية والمدنية، حرب ابادة وبلا هواده، واستهداف للصحفيين والمسعفين وللمستشفيات الخ … ) لم يعد يتردّد هذا المصطلح لا في البيانات ولا في الإعلام ولا على لسان الناطقين باسم الدول الديمقراطية، ولا في المنظمات الدولية والاممية .

كل هذه الحُزمة من المفاهيم و المصطلحات هي صناعة أمريكية صهيونية، سُوِّقتْ لمصلحة إسرائيل ودعمها وتمكينها من اجل الهيمنة على المنطقة .

إسرائيل تنتقلُ وتتنقّل بالمنطقة من حرب إلى أخرى، وهي على ما يبدو ماضية في سلسلة حروبها التوسعّية، من غزّة والضفة إلى جنوب لبنان، وبعدها ربما الأردن ،والتي تراه الوطن البديل للفلسطينيين. أو ليسَ المطلوب، عند نتنياهو هو تغيير خارطة الشرق الأوسط؟

جميع التوقعّات، وكذلك المعلومات، تُشير إلى رد إسرائيلي متوقع خلال الأسبوع الجاري، ضّدْ مصالح إيرانية، وقد يخرج الرد عن قواعد الاشتباك او التفاهم السري وعبر وسطاء، يعني قد لا يكون رداً” لحفظ ماء الوجه”، الأمر الذي ينذر بحرب اقليمية واسعة .

عندما يُسمي نتنياهو حروبه في المنطقة ”بيوم القيامة”، وليس حرب الدفاع عن النفس، فيدلُ هذا على حرب توسعّية دينية، ضدَ المسلمين، وضدَ ”السلام الإبراهيمي” المزعوم .

أدّعاء نتنياهو بأنه يخوض حرب القيامة، و هدفها كما يصرّح، تغيير خارطة الشرق الأوسط، وبدعم أمريكي وغربي بالسلاح والمال والإعلام (ويصفون هذه الحرب بالدفاع عن النفس!)، أصبحَ واضحاً وجلياً أنهم (اقصد امريكا وإسرائيل وبعض الغرب) حلّوا محل القاعدة وداعش والفصائل الإرهابية الأخرى ،والتي استخدمت من قبلهم وفشلت في تغيير خارطة الشرق الأوسط .

ولماذا تغيير خارطة الشرق الأوسط ،وعلى حساب مَنْ؟

بالطبع على حساب خرائط و حدود الدول العربية، وبدءاً بالدول الحدودية لفلسطين المُحتلة ولكي تصبح إسرائيل اكبر أو لمْ يأسف الرئيس الأمريكي السابق ترامب، لصغر مساحة اسرائيل؟

سقط القناع الذي كان يسترُ قُبح وجوه وألسنة امريكا وإسرائيل، حين صدعوا رؤوسنا بالسلام الإبراهيمي، وبأمن واستقرار المنطقة، وبالديمقراطية وبحل الدولتين.

ذات صلة

التعاون والعمل.. التقدم والتلاحمعام على طوفان الاقصى.. مسارات التصعيد بين ايران واسرائيلالعلاقات الدولية في عصر التعددية القطبيةالعراق وفرضية الحرب المفتوحة القادمةالابداع الاداري وابتكار الحلول