العيد كما أراه وكما أتمنى
زيد الحلَي
2024-04-13 04:28
مرت ايام عيد الفطر المبارك على كل القلوب بمحبة، وهي تترقبه كل عام بشوق غامر، والوجدان محمل بباقات ازهار وورود، وسلال محبة .. وحين تقترب تباشيره، تتدفّق من الفؤاد أصدق العبارات وأعذب الكلمات، حيث يتبادل الأحباب والأصحاب التهاني، تجديدا للمحبة وإحياء للمودة..
ومؤكد ان العيد، أي عيد، او اية مناسبة لا تطيب إلا مع الأسرة، والأهل والأصدقاء الخلص، فهم مسرات الحياة، وزهور الفرح، وبركات العمر، ولمتهم تشعرنا بالزهو والتوهج بالسعادة.. وشخصيا، اشعر بألق العيد حين ارى ضحكات ابنائي واخوتي واخواتي ومن تفضل بالزيارة لتهنئتي، وهم مجتمعين عندي باعتباري الاكبر سنا بينهم، فهم أغلى الناس في حياتي، دائما يطوقونني بالفرح، وعند مشاهدتهم، تُزهر في قلبي بساتين الورد، وتجعل الفرح يأخذني الى عالم بعيد من السرور، في سماء صافية .
نعم، ان العيد فرصة لتجديد العلاقات الأسرية وتمتينها، وبه نلتقي بمن نحب، وبمن يحبنا ، فنتبادل التحيات والتهاني، ويتمنى كل واحد منا للآخر عيداً سعيداً، وعمراً مديداً.
تحدثتُ عن حالة اعيشها، لكني بدأت اسمع من بعض الاصدقاء، ان الامر تغير عند الكثيرين، مؤكدين انها خفتت، وربما تلاشت، وبذلك فقدنا حالة التواد والألفة، وحل محلها أحاديث الموبايل لتشكل انتكاسة إنسانية في التواصل الاجتماعي (واتساب، تويتر، فايبر، انستغرام.. الخ): ابن يهنئ أباه ووالدته بالهاتف، وأخ يبارك لأخيه بالهاتف، وزاد الشرخ، فباتت رسائل الموبايل، تتسيد مشهد التواصل الاجتماعي (الهلامي) فهي أرخص، وينتقل الحال إلى (الفيس بوك) وبدأ أول الأمر بتهاني البعض، للبعض الآخر بالأسماء، فيحس المرء أن هذه التهنئة له شخصيا، فيتفاعل معها بالود، والرد، ثم اتسعت رقعة البعد النفسي والأخوي، فأصبحت التهاني تشبه اسقاط فرض، فيذهب البعض إلى عمنا (كوكل) ليختار باقة ورد أو فيديو، ويبعثه إلى الجميع من كبسة زر واحدة لتصل في لحظات إلى الأصدقاء الأحياء والأموات .. ألا ترون معي أن تهاني العيد فقدت ضوعها الفواح، و لا سيما حين تصلك تهنئة عامة، إلى بريدك الخاص وأنت تدرك أنها ليست لك، بل للجميع، فالخاص خاص .
وبكلمة اقول : العيد بدون تسامح وتصافح، ولقاء، يبقى مجرد ورقة في التقويم.. فهل وصلت الرسالة .. وكل عام وانتم بخير ..