متى يفيق سياسيو العراق من غفلتهم؟

محمد حسن الساعدي

2024-02-08 07:14

في ظل المخاوف التي نعيشها والتي عبرت عنها اغلب الاوساط السياسية وقياداتها، وعبرت عنها المرجعية الدينية في مختلف خطاباتها حيال ما يجري من تراجع امني واقتصادي، تجعلنا نحدد ملامح الواقع العراقي والى اين يسير العراق.

لم يعد خافيا طبيعة التحديات التي تواجه المشروع الوطني والعملية السياسية الفتية، وبالرغم من ولادتها قبل أكثر من عشرين وقطعها لأشواط مهمة في بناء الدولة العراقية الحديثة وفق اسس قوية ومتينة، الا ان مثل هذه التطور والتقدم لا يروق للبعض من اجندات خارجية تسعى الى فرض اجنداتها وهيمنتها على المشهد العراقي من اجل تحقيق مكاسب فئوية ضيقة، حتى وان كانت على حساب مصالح الشعب العراقي وحقوقه المشروعة في العيش في ظل دولة مدنية في عراق حر ديمقراطي.

في الآونة الاخيرة شهد العراق العديد من التطورات الخطيرة على الصعيدين الامني والسياسي، حيث تصاعدت عمليات الاستهداف لمقرات الحشد الشعبي بطائرات مسيرة، ولم يكن المشهد السياسي أقل سخونة فالخلافات والصراعات بين الكتل السياسية أخذت هي الاخرى منحى خطيرا وتوسعت نقاط الخلافات الى التراشق الاعلامي والتسقيط السياسي وتبادل الاتهامات وجر البلاد الى آتون حرب اهلية وطائفية وجر العراق الى مصير مجهول.

التحذيرات التي جاءت على لسان مسؤولين وقادة سياسيين، لم تكن من فراغ وهي ليست تهويلا للواقع، بل انها منطلقة من قراءة واقعية للأحداث الجارية ومن فهم وإدراك لخطورة الوضع السياسي والأمني القائم وما سيترتب عليه من آثار خطيرة على مستقبل العراق والعملية السياسية، خصوصا ونحن نعيش تأثير الوضع السوري على المشهد العراقي والذي أخذ يلقي بظلاله على الوضع الداخلي من خلال تصاعد العمليات الارهابية في الموصل والانبار.

وعلى ضوء ما تقدم يجب علينا ان نكون على قدر عالي من المسؤولية الوطنية وان نكون بمستوى الاحداث الجارية والتحديات القائمة، وعلى استعداد لمواجهة المتغيرات على الساحة الاقليمية والداخلية، وعدم السماح لأصحاب الاجندات الخارجية من تنفيذ أجنداتهم الخبيثة في ضرب العملية السياسية والمشروع الوطني.

المطلوب هو وحدة الصف والكلمة بين الكتل السياسية ونبذ الخلافات وتوحيد الخطاب الاعلامي، والجلوس الى طاولة الحوار الوطني وتصفير الازمات، والرجوع الى الدستور في حل المشاكل العالقة ومد جسور الثقة بين جميع الكتل السياسية، والمحافظة على المكتسبات التي تحققت خلال مسيرة العملية السياسية منذ ٢٠٠٣.

علينا بالمزيد من الوعي الوطني والحرص على وطننا وشعبنا وعدم الانجرار وراء اصحاب الاجندات الخارجية المشبوهة والتي لا تريد بالعراق إلا الشر.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا