هل السلطة منبع الفساد والطائفية؟
علي ال غراش
2015-05-06 03:59
من المسؤول عن أزمة السكن بحيث أكثر من 70% من الشعب لا يملكون منازل، رغم تخصيص 67 مليار دولار لبناء وحدات سكنية للمواطنين، وذلك منذ 2011م. ومن المسؤول عن ازمة التعليم واستئجار مباني تفتقد للمواصفات التعليمية كمدارس، وكذلك تدريس مناهج تحتوي على فكر يكفر بعض المسلمين ويثير النعرات الطائفية، ويشكك في وطنية المواطنين، رغم الميزانية الهائلة 58 مليار دولار، والوضع غير أفضل في بقية الوزارات مثل الصحة وغيرها، لماذا الفقر والبطالة رغم الثروة الوطنية الهائلة؟.
هل السبب في انتشار الفساد يعود إلى سياسة السلطة؟.
السلطة وبالخصوص العائلة الحاكمة التي تسيطر على البلاد والعباد، في ظل غياب دولة القانون والمؤسسات، هي التي تتحمل المسؤولية في عدم تشييد وطن حقيقي يمثل إرادة الشعب، وانتشار الفساد، وبروز الفكر المتشدد والتكفير، وصناعة جيل من الشباب العاشق للانتحار والتدمير، من خلال مؤسساتها الدينية والتعليمية والإعلامية، وللأسف لقد وقعت اعتداءات دموية من قبل هؤلاء على الوطن والمواطنين، والقادم أسوأ في ظل استمرار دعم هذا الفكر الخطير.
السلطة تحاول عندما ترتفع أصوات بعض المواطنين من وقع عليهم الاعتداء، أن تجعل نفسها هي المنقذة وصمام الامان. وفي الحقيقة انها هي المسؤولة عمن يقوم بالأعمال العدائية، مثل ذلك الشاب الذي هدد بالاعتداء على المواطنين بالقتل، ومن قاموا بمجزرة الدالوة حيث قتل ثمانية مواطنين، فهؤلاء ضحايا فكر مؤسسات الدولة، التي تسمح بتدريس مناهج الكراهية والتكفير لبعض المذاهب والمدارس في مناهجها التعليمية، وتسمح بنشرها في وسائلها الإعلامية، وتسمح بإطلاقها في المساجد والمنابر الدينية، ويتلفظ بها بعض المسؤولين منهم من العائلة الحاكمة كما فعل امير المنطقة الشرقية الأمير سعود ابن نايف، الذي وصف مواطنين بأبناء عبدالله ابن سباء اليهود والمجوس..
السلطة هي المسؤولة عن تنامي الفكر المتشدد والتكفيري والكراهية للآخرين، والطائفية البغيضة، ولهذا ينبغي محاسبة السلطة على ممارستها هذه السياسية التدميرية، وعن عدم وجود قوانين تجرم من يهدد حياة المواطنين، ومن يتجاوز حقوقهم، ومن يثير النعرات الطائفية البغيضة التي تنتشر في إرجاء الوطن، وليس من الحقيقة تحميل المسؤولية فقط للشباب المراهقين المتحمسين والمتأثرين بما يسمعونه ويدرسونه من فكر ترعاه السلطة.
كيف يتم التصفيق والتطبيل لمسؤولي السلطة، وتقديم الشكر لهم، على مشاكل خطيرة هم السبب في وجودها مثل التكفير والكراهية وضياع الثروة وتشويه سمعة الوطن والمواطنين، واعتقال الاف الحقوقيين والنشطاء السلميين، والمسؤولة كذلك عن انتشار الفساد في إرجاء الوطن، وسرقة الاراضي باسم منح خاصة لأفراد الأسرة الحاكمة بحيث نحو 70% من الشعب لا يملكون منازل!؟.
لا يمكن أن يتحقق الإصلاح الحقيقي والاعمار وبناء الوطن كدولة حضارية، إلا بتسمية الأشياء بأسمائها وتحميل المسؤولية عن الفساد والفتنة والدمار لتلك الجهة المسؤولة بشكل مباشر وصريح وهي السلطة، ومعالجة تلك الأخطاء.
ما يقوم به بعض المواطنين عبر تمجيد السلطة والمسؤول عندما يقوم بما هو جزء من مهمته وعمله، والسكوت عن تقصيره واستغلاله لمنصبه وفساده، والتغاضي عن بث الفتنة والكراهية والتكفير عبر مناهج السلطة، وعدم المطالبة بالانتقال إلى دولة القانون والمؤسسات حسب إرادة الشعب، وعدم رفض اعتقال النشطاء السلميين، ومن يعبر عن رأيه،.. فتلك جريمة بحق الوطن والمواطنين. حمى الله أوطاننا والعالم الذي أصبح كالقرية الصغيرة من كل شر.