كذبة نيسان المستمرة: التطبيع الاعلامي مع الاوهام

احمد رحيم الدلفي

2019-03-12 06:20

أخبروكم إن السلحفاة أبطأ كائن حي على وجه الأرض والحقيقة يوجد ثلاث حيوانات أبطأ منها من ضمنها حيوان الكسول وقرروا أن تكون قصة روميو وجوليت هي اعنف قصة حب في التاريخ بينما تجد في أزقة اي منطقة شعبية في العالم قصص حب أسمى وأروع بكثير وأوهموك أن الرياضة بعيدة عن السياسة وقالوا أن أمريكا تمتلك اقتصاد عالمي رصين لا ينهار أبدا والحقيقة أنها مدانة بــــ 21 تريليوناً و13 مليار دولار، وأطلقوا على 1.8 مليار تسمية إرهابي بالرغم من أنهم لم يشاركوا بحروبهم الإجرامية العالمية الأولى والثانية التي أسقطت ما يقارب الــ 100 مليون إنسان تقريبا بين قتيل وجريح, وأقنعوك إن عالمهم الجديد هو من ينشر السلام والحقيقة أن عالمهم الجديد أباد السكان الأصلين لأمريكا الشمالية وإفريقيا واستراليا واستعمر أسيا وأمتص خيراتها كالبعوضة.

انه الإعلام الذي يفرض عليك عدة أشياء بدون الرجوع الى التفكير ويجعلك تنساق لما يقرر وما يروج, فلا تتصور إن المادة الإعلامية المطروحة في جميع الوسائل هي هدية مجانية للمجتمع بل هي تسويق لبضاعة اغلبها غير صالحة للاستعمال ويجب أن تحفظ بعيدا عن متناول البشر.

والماكينة الإعلامية تقوم بتهويل الصغائر وتصغير الكبائر، مثلا كم مرة في الأسبوع او الشهر تمر عليك كلمة مثليين "الشواذ" او ترى شعار لهم او تسمع ذكرهم في فلم او مسلسل او جمعية لحقوق الإنسان تطالب بحريتهم وكأنهم ملاك يقاد للمقصلة؟ مع العلم أنهم لا يشكلوا عشر من 1% من سكان العالم, وبالمقابل كم مرة تسمع عن الكوارث و المجاعات والأوبئة التي يتعرض لها سكان إفريقيا والتي تضربهم بين فترة وأخرى بالرغم من نسبة الأفارقة الكبيرة لعدد سكان العالم ! فلماذا الإعلام يثور ويطالب بحقوق "شاذ" قرر بدون أي مبرر أن يمارس الجنس بعيدا عن الفطرة ولا يثور لأضلاع طفل أفريقي مريض وجائع يريد أن يأكل؟ مع العلم أن القضيتين غريزية (الغريزة الجنسية الشاذة وغريزة الأكل من اجل البقاء).

وهذا ما كتبه أكاديمي ليبي حيث قال:

- أتيت في صباح أحد الأيام بعامل أفريقي لينظف لي سطح بيتي ( اتضح لي فيما بعد إنه أستاذ مساعد في الجامعة بالعاصمة الكونغولية " كينشاسا ") أكمل شغله معي وفي طريق عودتي به إلى جزيرة دوران "سيدي يونس" قعدنا نتحدث فقال لي :

- بلادي الكونغو كانت ولازالت مستعمرة بلجيكية في وسط إفريقيا ، وتمتلك هبات السماء من غابات وذهب وماس ومعادن وثروات تدخل في كل شيء من شاشات هاتفك المحمول إلى أسلاك الطائرات في القوات الجوية التي تضرب الآن في بلادكم »

- ثم سألني إن كنت أعرف أن تسعة ملايين إنسان قتلوا في بلاده في الأربعين سنة الأخيرة، وحين أجبته بالنفي، قال :

- مَن يملك الإعلام العالمي هو مَن يقتل البشر هناك ولهذا لن تسمع ..!!

- سألته عن دور بلجيكا في بلاده ..

فقال لي : ليست هناك دولة واحدة تسيطر على الكونغو ...

العالم كله يسيطر علينا ، وكلٌ حسب إمكانياته ، أمريكا بالطبع لها حصة الأسد لأنها دولة عظمى ...

كذلك فرنسا وبريطانيا والصين وبلجيكا كلهم يستثمروا في موتنا ، لأنه لم يعد لدينا حكومة مركزية ...

- لن يأتي إلينا دعاة السلام ولا حقوق الإنسان رغم اغتصاب نصف مليون امرأة »

- الرجل الذي تغتصب زوجته لن يستطيع أن ينظر في وجهها خجلاً من عدم قدرته على حمايتها وهي لن تنظر إليه خجلاً من وعدها له بالوفاء ..

ثم استطرد قائلاً: صدقني إنهم لا يغتصبون النساء بسبب رغبة جنسية بل لأن الاغتصاب أفضل سلاح لإحداث شرخ بين الأهل ، والوسيلة الأنجح للتشتت الأسري ..

- سألته : عمّا جاء به إلى ليبيا ..؟

فقال: ميليشياتهم اغتصبوا زوجتي أمامي، ثم قتلوا أبي وبعدها رموا أطفالي في بئر مزرعتي وربطوني عند حافة هذا البئر لأيام حتى يجبروني على سماع صراخهم وأنا أحاول أن أطمئنهم ولكنهم سكتوا عن الحياة واحداً تلو الآخر، كم تمنيت أن أستمر في سماع هذا الصراخ لسنوات حتى يأتي مَن يُنقذهم ، ولكن كلهم سكتوا ..!!

وقال الفيلسوف وعالم الاجتماع الألماني يورغن هابرماس، "بعد انتشار وسائل الإعلام الجماهيرية أوشك النقاش الديمقراطي على الاختناق، وأصبح الإعلام يقوم بدور صناعة الرأي العام عن طريق الاستمالة والتلاعب والسيطرة المفروضة عليه، فغدا النقاش العقلاني المفتوح مهيمن عليه و رهين بالمصالح التجارية والاقتصادية بالدرجة الأولى".

هنالك من يسخر بعنف من نظرية المؤامرة بالرغم من كل ما يدور من مؤامرات وباعتراف المتآمرين نفسهم ولكنه يؤمن بوجود مؤامرات تحاك بين (الحماة والكنة)!, سؤال للقارئ الكريم: هل تعتقد إن ما يدور من أوضاع حالية في العالم هي محض صدفة وليس ورائها محرك او فاعل خفي؟

. ..........................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا