عدالة ترامب تستبيح السلام على الأرض
محسن وهيب عبد
2017-09-23 04:30
1- العرق الاصهب يظهر علنا في خطاب ترامب في الامم المتحدة:
اولا ومن مدة قصيرة ظهرت عرقية ترامب واضحة، لتساهله تجاه منظمات اليمين المتطرف. وخيّب موقف ترامب آمال الكثير بما فيهم الأمريكيين الذين كانوا ينتظرون منه إدانة واضحة وشديدة لهذه المنظمات المتطرفة التي تؤمن بتفوق العرق الأبيض. في اغسطس الماضي في مدينة تشارلوتسفيل في فيرجينيا، عندما شهدت السبت صدامات مع اليمين المتطرف وسقوط ضحايا. مقتل شخص واحد وجرح 34 آخرين، عندما دهس يميني متطرف بسيارته مجموعة من مناهضي الفاشية، كما قتل اثنان من رجال الشرطة في حادث تحطم طائرة هليكوبتر قرب البلدة.
وامس اكد ترامب عنصريته في خطابه في الامم المتحدة ومن على منصتها متغطرسا وبدون اي حياء ولا احترام لعقول المخاطبين ولا حتى لعقله متناسيا التاريخ الاستعماري الامريكي الذي لا حدود لإجرامه بحق الانسان والإنسانية، التي توكدت في ابادة الامريكان للشعب الاصلي لأمريكا الشمالية من الهنود الحمر والآزوتيك ومتناسيا جريمة ومتناسيا جريمتي هيروشيما ونكازاكي ليصف الولايات المتحدة بانها المخلص للبشرية، وان امريكا ضامنة لحقوق الانسان وان امريكا حامية العالم وهي القوة العظمى التي لا تقهر وان ميزانيتها للحرب اكبر الميزانيات في العالم... الى غيرها من الغطرسة والكذب... ومع الاسف لم اسمع فيما بعد ردا من احد المخاطبين الذين استخف بعقولهم حتى من الدول التي وصفها بالشر وهددها بغطرسته وبقوته، او ربما كان سكوتهم طبقا لقول الشاعر (سكت عن السفيه فظن اني عييت عن الجواب وما عييت).
حماية ترامب للدول الدكتاتورية:
ثم ان ترامب المتباهي بحمايته لحقوق الانسان يتناسى الدول الدكتاتورية العميلة له وهم يقطعون الرؤوس والايدي والاذان والالسن في دولهم.
وتناسى ان امريكا تدعم تلك الدول المستهترة بحقوق الانسان بالاسلحة، انه عار وخيم اعمت ترامب عن غطرسته ان يرى ذلك العار، وعار على امريكا ان تتحدث عن حقوق الانسان ولها في التاريخ عارات لم تنس.
فالولايات المتحدة التي يتحدث ترامب عن ملائكيتها في الامم المتحدة كانت قد أنشأت منذ عشرين سنة شبكة إرهابية دولية ذات نطاق واسع، لا مثيل له يهدف لمحاربة أعداء الولايات المتحدة المتخلفين حضاريا!(1).
وقد نفذت هذه الشبكة عددا لا يحصى من الجرائم في مختلف أنحاء العالم منها ما جرى في أمريكا الوسطى وبالخصوص ما جرى في نيكاراغوا.
وقضية نيكاراغوا سابقة دولية في إرهاب الدولة لا جدال فيها في القانون الدولي: لأنه لأول مرة يصدر عن المحكمة الدولية حكما لا رجوع عنه تدان فيه دولة بعملية إرهابية والقضية أفظع بكثير من اعتداءات 11 أيلول: ذلك إن الحرب التي خاضها الرئيس (رونالد ريغان) ضد نيكاراغوا أسفرت عن وقوع عما يقل عن (57000) ضحية منهم (21000) قتيلا وسببت دمارا وخرابا يعادل قنبلة هيروشيما(2).
تطول قائمة العارات التي تكلل امريكا وترامب الى ان تصل الى وقوف ترامب الى جانب القتلة الإسرائيليين وهم اليوم يحاصرون الفلسطينيين ويمنعون عنهم الماء والدواء والغذاء ويستولون على اراضيهم بالقوة تحت سمع وتأييد المجرم ترامب والعتاة القتلة من المستعمرين.
عار على ترامب وامريكا ان تصدر الامم المتحدة 25 خمس وعشرون قرارا ضد إسرائيل لم ينفذ واحد منها في حين يتشدق ترامب بالأمم المتحدة وانه شاخص مهم وعامود وسط في بنائها.
وكما أن ترامب سوغ لأتباعه وعملائه القسوة والظلم وحماهم، فما المانع من أن يسلك الآخرون المغصوب حقهم، والذين هم ضحيا الإرهاب الذي لم يبقي لهم من الدنيا ما يتقّوم معه العيش: أن ينتحروا، ويزلزلوا الأرض تحت أقدام المترفين؟
يرى العنصري ترامب إن على العالم أن يصدق مثلا: إن الفلسطينيين: جاءوا من كوكب آخر، واحتلوا فلسطين: ولذا فان قلتهم وتشريدهم ومصادرة كل حقوقهم، ضرورة لأمن أهل الأرض الأصليين الذين هم اليهود! وعلى كل من لا يصدق هذا الكلام، هو ارهابي وحزب الله الذي أرغم الصهاينة على الخروج من لبنان ارهابي ومن يدعمه ارهابي!
إن هكذا عدالة تستبيح- فعلا- السلام على الأرض.
ان على العالم عموما والشعب الامريكي والشعوب الغربية المترفة خصوصا ان ينتبهوا قبل فوات الاوان الى ان هذا المتغطرس (ترامب) قد يؤدي بالعالم الى حرب عالمية ثالثة.