ذكرى الأربعين.. تأكيد على منهج الإمام الحسين لنصرة الحق والمظلومين
علي ال غراش
2024-08-26 04:17
سلام على من يسير على خطى منهج الإمام الحسين (عليه السلام)، وما إحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين (ع)، والتسابق بين الملايين من عشاق الإمام الحسين (ع) من كل العالم للتوجه إلى قبلة العشق الحسيني في كربلاء، والحرص على المشي للتواجد بجوار حضرة حرمه في يوم الأربعين إلا تأكيد وترسيخ على السير على منهج وخطى سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام)؛ طريق الإيمان والأخلاق والمواساة والانتماء والتكافل، والجهاد والثورة، والعطاء والإباء، والتضحية والفداء، والإصلاح الديني والأخلاقي والاجتماعي.
ان كل ما يبذله عشاق الإمام الحسين (ع) في طريق سيد الشهداء والمشي في أجواء حرارة الشمس الحارقة في الصيف اللاهب والتعب الشديد، من قبل الشباب والأطفال والشيوخ والنساء، وتقديم الخدمات للزوار ومنها السفرة الحسينية التي تمتد مئات الكيلو مترات لخدمة الملايين..، تأكيد بان كل ما يقدم في سبيل صاحب الذكرى سيد الشهداء (ع) قليل بل فيه تقصير..، أمام عطاء وتضحيات الإمام الحسين (عليه السلام) في سبيل الله والرسالة المحمدية، ..فالحسين حياة.
الإمام الحسين فكرة حياة
ثورة عاشوراء الإمام الحسين (عليه السلام) نصرة للحق والمظلومين والمضطهدين والمستضعفين ورفض الظلم والظالمين والطغاة والمفسدين في كل مكان وزمان، مجالس احياء ثورة الإمام الحسين (ع) ترسيخ للقيم والمبادئ الإسلامية المحمدية الأصيلة والإنسانية العالية، إنها دعوة للحضور للحزن والتأثر وسكب الدمعة والتغيير لتكون الدمعة فكرة للتغيير واستلهام الفكر الحسيني كما هو يريد (سلام الله عليه)، ولتحقيق ذلك لابد أن يكون الحسين (عليه السلام) قدوة وأسوة حسنة لكل عشاقه والبشر في كل تفاصيل حياتهم (حياتنا حسين).
فالحسين منهج حياة العزة والكرامة ورفض الذل والاستعباد، رفض الظلم والظالمين ورفض الظالم مهما كان دينه وعرقه، ونصرة المظلوم مهما كان دينه وعرقه ومذهبه ولونه صغير أو كبير رجل أو امرأة. وفي ذلك اي رفض الظالمين مصداق للحرية الحقيقية التي دعا إليها الإمام الحسين (ع) وطلب منا التحلي بها بقوله: "كونوا أحرارا في دنياكم".
لا يمكن تحقيق الفائدة المرجوة والمطلوبة من مجالس الإمام الحسين (عليه السلام) ومن السير مشيا في طريق الأربعين دون التأثير والتغيير الإيجابي والعملي بالسير على منهج الحسين (ع) برفض الظلم والظالمين ونصرة الحق والمظلومين، والتحلي بالشجاعة والتضحية والشعور بالسعادة بالشهادة، ومن لا يملك الشجاعة الحسينية بمقاومة الظالمين باليد أو بالكلمة لأي سبب يجب ان ينصر الحق والمظلومين ورفض الظالمين والقتلة بقلبه وجوارحه وأفعاله وهو أضعف الإيمان والأساليب، ومن يركن للظالمين ويلمع الطغاة ويمدح المفسدين ويصمت ولا يكترث بالعدوان والقتل والتدمير للمظلومين أو يستهزأ بالمقاومين ويسخر ويقلل من شأن وشجاعة الشهداء فهو بعيد عن منهج الإمام الحسين (عليه السلام).
وهنا لا بد من ذكر كلمة من كلمات العالم الشجاع جدا الذي سار على منهج الحسين (ع) بشكل عملي ونال الشهادة والسعادة الأبدية سماحة آية الله الشهيد الشيخ نمر باقر النمر (رضوان الله عليه) الذي قال: "لا قيمة لدمعة لا تتحول لفكرة لمحاربة الطاغوت".
الإمام الحسين ثورة وتضحية
منهج الإمام الحسين (عليه السلام) هو نصرة الحق والإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والاستعداد للتضحية بكل شيء ما تملكه من ماديات، والتضحية بالأصحاب والنفس والأهل نساء وأطفال ومنهم الطفل الرضيع لذلك الهدف السامي نصرة الحق. "والله إنّي ما خرجت أشِراً ولا بطِراً ولا ظالماً ولا مفسداً، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في اُمّة جدّي، لآمر بالمعروف وأنهى عن المنكر".
احياء أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) تأكيد على السير على منهج الإمام الحسين (سلام الله عليه) وحمل أهدافه السامية وتطبيقها بشكل عملي، والتحلي بالقيم والمبادئ وبالوعي بأهمية الثورة والإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونصرة المظلوم والغريب والمستضعف والثائر والمقاوم.
الحسين مصباح هدى
الإمام الحسين (عليه السلام) هو مصباح هدى وسفينة نجاة؛ لمن يسير على منهجه وطريقته وينصر المظلومين ويرفض الظالمين بشكل عملي، ويكون على استعداد للتضحية، ومن يجعل الإمام الحسين (عليه السلام) قدوة ومنهاجا حتما لا يتوقف عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يصمت عن الظلم والعدوان والقتل والدمار، وحرمان الآخرين من الحقوق ومنها منع الماء والغذاء والدواء كأسلوب للضغط في الحروب، من يفعل ذلك فهو ظالم مجرم يسير على منهج قتلة الإمام الحسين (عليه السلام) الذي قتل وأصحابه وأهل بيته وأطفاله ومنهم الرضيع وهو عطشان.
وكل من يحضر مجالس احياء ثورة عاشوراء أو يمشي في مسيرة أربعينية الإمام الحسين (ع) الخالدة، حتما سمع ما يكرر نقلا عن السيدة سكينة بنت الإمام الحسين (ع) الذي سمعت منه حسب ما نقلت بعض المصادر قوله (عليه السلام):
شِيعَتي مَهما شَرِبتُم عَذبَ ماءٍ فَاذكُرُونِي
أو سَمِعتُم بِشَهيدٍ أو غَريبٍ فاندِبونِي .
فأَنا السِّبطُ الذي مِن غَيرِ جُرمٍ قَتلُونِي
وَبِجُردِ الخَيلِ بَعدَ القَتلِ عَمداً سَحَقُونِي .
لَيتَكُم في يَومِ عاشُورا جَميعاً تَنظُرونِي
كيفَ أستَسقِي لِطِفلِي فأَبَوا أنْ يَرحَمُونِي
وسَقَوهُ سَهْمَ بَغْي عِوَضَ الماءِ المَعینِ
یا لَرُزْءٍ وَمُصابٍ هَدَّ أرْکانَ الحَجِونِ
وَیلَهُم قَدْ جَرَحُوا قَلْبَ رَسُولِ الثَّقَلَینِ
فَالْعَنُوهُم مَا اسْتَطَعْتُم شِیعَتِي فِی کُلِّ حِینٍ.
هذه الكلمات التي نقلتها بعض المصادر عن الامام الحسين او هي منسوبة على لسانه.
وهي تمثل منهاجا حسينيا واضحا بان من يشايع ويتبع الامام الحسين (ع) ويقول انا من شيعته، ان يحفظ ويتذكر هذه الكلمات في حياته:
ان نتذكر منهج ومبادئ ثورة ومظلومية وعطش الامام الحسين في كل موقع ومنها عند شرب الماء حيث كل إنسان يحتاج الماء ولا يستغني عنه فهو حياة وعندما يشربه يتذكر الحسين لأنه حياة للفكرة، وأراد الحسين تربية من يقول عن نفسه انه شيعي عندما يرى أو يسمع بشهيد أو غريب أو مظلوم ان يندبوه وينادي ياحسين ويساعد العطشان ويدافع عن المظلوم والغريب ويرفض من يرتكب جريمة منع الناس من الماء والغذاء والدواء والأمن والأمان والسلام.
الحسين (سلام عليه) ليس مجرد اسم أو دمعة حزن فقط بل دمعة غضب وفكرة لا تموت ابدا وهي مقاومة الظالمين ونصرة المظلومين، وان الدم ينتصر على السيف في سبيل الحق ومقاومة الظالمين والطغاة.
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين، وعلى من يسير على خطى الحسين عليه السلام.