المرأة في النهضة الحسينية والجهاد بالكلمة
د. حميد مسلم الطرفي
2024-07-25 06:03
ما الدروس المستفادة من كربلاء بخصوص المرأة ودورها في الحياة السياسية؟ وكيف يمكن للمرأة المسلمة ان تسير على خطى المرأة في النهضة الحسينية والاسهام في التغيير الإيجابي والتصدي لمظاهر الانحراف بالسلطة؟
علينا معرفة فيما إذا كانت مشاركة المرأة في الثورة الحسينية اضطرارية ام اختيارية قصدية. وحسب الروايات الواردة الينا انها كانت اختيارية (شاء الله ان يراهن سبايا)، من هنا فإن إشراك المرأة عن قصد واختيار كونها جزء أساسي في المجتمع فعليها مهام تقترب كثيراً من مهام الرجال من حيث المسؤولية وان اختلفت من حيث النوع، فإذا كان حمل السيف على الرجال فان جهاد الكلمة والتبيين وتوضيح الحقائق على النساء كما هي على الرجال.
في المعارك خاصة تلعب النساء دوراً مهماً في شحذ الهمم ورفع الهمة وسمو الروح المعنوية في القتال، وهذا الأمر في الطبع البشري فلم يكن الإسلام في معزل عن هذا الطبع او كابحاً له او مانعاً. فمنذ فجر الإسلام وصمود سمية، وكفاح خديجة والإشادة بفاطمة الزهراء على المنبر ودورها عليها السلام في توضيح الحقائق بعد السقيفة، وقبل ذلك خروج صفية بنت عبد المطلب مع المقاتلين، لتضميد الجرحى، كل ذلك أن الإسلام لم يكن منغلقاً على دور المرأة في المجتمع ايام السلم وأيام الحرب.
وماذا عن (قرن في بيوتكن) و(جهاد المرأة حسن التبعل)، و(مسجد المرأة بيتها) ؟
ذلك كله لا يعني عزل المرأة عن لعب الأدوار السياسية، فـ(قرن في بيوتكن) مقرون بـ(ولا تبرجن تبرج الجاهلية) فخروج المرأة متبرجة هو المنهي عنه وليس مطلق الخروج، ولا يمنع من خروج المرأة والمشاركة في الشؤون السياسية من حسن تبعلها والحديث للفت انتباه المرأة ما لحسن التبعل من أهمية، اما المساجد فالمطلوب هو ان يكون الخروج لمهمة غير الصلاة أما إذا كان للصلاة فحسب فصلاة المرأة في بيتها له من الثواب ما يعادل ثواب المسجد ولكن حين يكون الذهاب إلى المسجد لغرض التوعية والإرشاد ولقاء المؤمنات فذاك أمر مندوب.
علينا التفريق بين ما أراده المجتمع الجاهلي العربي وغير العربي للمرأة وبين ما أراده الإسلام، وقد لا أكون مخطئاً ان بعض الفقهاء تأثر في رؤيته للمرأة بالموروث القديم او ردة فعل لما يريده اهل الملذات من الفاسقين دون النظر إلى حقيقة التشريع.