تداعيات مجزرة الدالوة في عاشوراء
واستهداف المساجد والحسينيات وما خفي أعظم!
علي ال غراش
2020-08-31 07:19
تمر اليوم الذكرى السنوية لمجزرة #الدالوة التي وقعت عام 2014 عبر استهداف حسينية المصطفى (ص) بإطلاق أعيرة نارية في عملية إرهابية بشعة، وسقط خلالها عدد من الشهداء والجرحى الذين كانوا يحيون ذكرى ثورة الإمام الحسين(ع) #عاشوراء، تلك المجزرة تعتبر منعطفا تاريخيا دمويا لبداية انطلاق عدد من التفجيرات والعمليات الانتحارية باستهداف مساجد وحسينيات اتباع مدرسة أهل البيت -عليهم السلام- وعشاق الإمام الحسين -عليه السلام-.
لقد وقعت الجريمة الإرهابية مجزرة الدالوة في فترة استمرار وتصاعد الحراك والثورة المطلبية الشعبية في المنطقة، وفي ظل حملة اعتقالات تعسفية وتعذيب وقتل للنشطاء السائرين على منهج الثائر الحر الإمام الحسين (ع)، وفي فترة غليان وغضب شعبي كانت قمته بعد اعتقال الرمز القائد البطل الشجاع الحر الشهيد الشيخ نمر النمر -رضوان الله عليه- وفي ظل وجود حالة من القطيعة بين المكون الشيعي والسلطة نتيجة ما يحدث.. فحدثت الجريمة الوحشية وغيرت الكثير من الأحداث والمواقف.
صدمة وهلع وخوف
الجريمة الإرهابية جعلت المكون الشيعي يشعر بالصدمة والخوف والقلق، والبحث عن الحماية والأمن والأمان فلم يجد إلا الارتماء في أحضان السلطة رغم الملاحظات والخلافات والقطيعة والغضب.
وقد استغلت السلطة ذلك الموقف بما يخدم مصالحها كسلطة للقضاء على الحراك والثورة الشعبية المطلبية في المنطقة، واستخدام القوة المفرطة لمواجهة الحراك؛ بدون أن تقدم الحكومة بما هو مطلوب منها بتحقيق بعض مطالب الشعب، ومنها، احترام حقوق الشعب والتعددية والتنوع والسماح لاتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام بممارسة شعائرهم الدينية بحرية حيث يوجد تضييق ممنهج ضدهم وبالخصوص في الاحساء التي شهدت العملية الإرهابية حيث لا يسمح لهم بإقامة الشعائر الحسينية والعزاء خارج الحسينية في الاماكن المفتوحة، ويمنع رفع صوت المجلس الحسيني والأذان حسب المعتقد الشيعي، ويمنع إقامة المجالس في المنازل كما هي العادة سابقا، ويمنع إقامة الفعاليات بعد الساعة الحادية عشر، يمنع أهالي الاحساء وعموم الشيعة في حاضرة الدمام والخبر الظهران من إقامة مجالس الحسين عليه السلام ولا يوجد في هذه المدن إلا مسجد واحد يسمح للشيعة بالصلاة وهو مسجد الإمام الحسين في عنود الدمام الذي شهد عملية تفجير انتحاري سقط خلاله عدد من الشهداء الأبرار والجرحى.. ومازال هذا التضييق يمارس لغاية اليوم.
مطلب الإفراج عن المعتقلين بسبب التعبير عن الرأي والمشاركة في المظاهرات السلمية، والإفراج عن القائد الرمز آية الله الشيخ النمر، وإيقاف التحريض والتجييش في مؤسسات الدولة الرسمية ضد المكون الشيعي، فهذا التحريض وخطاب التكفير والكراهية ضد الشيعة وبالخصوص في مناهج التعليم ونشره عبر وسائل الإعلام الرسمي؛ أدت إلى صناعة جيل يؤمن بهذا الفكر التكفيري وهو الذي أدى لاستهداف المساجد والحسينيات وقتل وجرح المئات من المواطنين الشيعة في مناطقهم التاريخية قبل تأسيس المملكة السعودية.. بل امتد إلى خارج الوطن عبر قيام عدد من السعوديين الذين يؤمنون بهذا الفكر التكفيري التدميري بعمليات إرهابية ومنها الانتحارية ضد اتباع مدرسة اهل البيت عليهم في الكثير من بلدان العالم.
تغيير اسم الدالوة إلى الشهداء
رغم خطورة المجزرة ومطالبة الأهالي المفجوعين الغاضبين ببعض المطالب الإنسانية والوطنية منها الإعتراف الرسمي بالتعددية والتنوع وبالخصوص المكون الشيعي وإيقاف حملات التحريض والتجييش، لم تقم السلطة بما هو مطلوب بمنع خطاب الكراهية والتحريض في مؤسسات الدولة الرسمية ضد الشيعة، ولم تلبي مطالب أهالي الدالوة بتغيير اسم البلدة من الدالوة إلى الشهداء!.
ما خفي أعظم!
حتما هناك خطط وأيدي وعقول خبيثة وكبيرة وراء ذلك... وما خفي أعظم!.
كيف تمكن القتلة التنقل من المنطقة الوسطى القصيم إلى المنطقة وبالخصوص الاحساء وبالذات بلدة الدالوة بحرية بالأسلحة رغم وجود نقاط تفتيش على الطرق، وكيف تمكن القتلة من العودة إلى القصيم بعد الجريمة والاستنفار الأمني الذي كان يجب أن يكون موجودا؟.
هل وزارة الداخلية على علم ومعرفة بالقتلة ومكانهم.. حيث قامت بعد ساعات من العملية الارهابية بالهجوم على مواقعهم والقبض عليهم... كرسالة تهدئة وكسب ثقة المكون الشيعي وأن الحكومة مسيطرة على الوضع، وهذا ما حدث حيث إن الشيعة رفعوا الإعلام الوطنية، وصور بعض الجنود الذين سقطوا في عملية المداهمة للارهابين كشهداء، والأكثر مفاجأة حدثت خلال التشييع عبر لف جثامين شهداء عاشوراء الإمام الحسين -عليه السلام- بالعلم الوطني السعودي، رغم أن السلطة السعودية لا تفعل ذلك مع ملوكها وغيرهم.. وفي ذلك رسالة من المكون الشيعي بأنه مع السلطة واثبات الهوية الوطنية للمكون الشيعي عبر اختياره لوضع العلم الوطني فوق جثامين الشهداء وليس راية الإمام الحسين -عليه السلام- كما هو متعارف لدى الشيعة في كل مكان بأن يلف جثامين شهداءهم وبالخصوص من يسقط في الدفاع او باسم شعائر أهل البيت... براية الإمام الحسين -عليه السلام- التي لها مكانة عظيمة.
تساؤلات بعد سنوات من الجريمة
لماذا لم تتم لغاية الآن محاكمة القتلة المجرمين ومن له علاقة حسب الروايات الأمنية الرسمية بعد القبض عليهم، وذلك في محاكم شفافة وبحضور أهالي الشهداء والجرحى لمعرفة حقيقة ما حدث؟.
من المستفيد من الذي حدث؟.
ما حقيقة ما يقال بأن سعد الجبري ووزارة الداخلية بوزيرها السابق الأمير محمد بن نايف تقف خلف ذلك حسب ما يتم تسريبه حاليا للسلطة الحالية بقيادة الأمير محمد بن سلمان؟.
عموما والحقيقة التي ينبغي ان تسمع هي، ان دماء وارواح شهداء الإمام الحسين غالية والله هو المنتقم، وقريبا ستنكشف الحقائق حول الجريمة القذرة الشيطانية البشعة، وسيعرف الجميع الحقيقة.
هل سيتم تغيير اسم البلدة من الدالوة إلى الشهداء حسب طلب أهالي الشهداء من باب الاحترام والتقدير ومن باب إنساني ووطني؟
هل سيتم إعطاء المكون الشيعي الحرية لممارسة عقائده وإحياء المناسبات وبالخصوص في الاحساء وحاضرة الدمام من باب رد الجميل وهذه منطقتهم؟.
هل سيستفيد المجتمع من هذه الحادثة من خلال وضع دراسة وتقييم؟.
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين. السلام على أرواح الشهداء الذين ساروا على منهج الإمام الحسين -عليه السلام-، ومن سقطوا بسبب التمسك بمنهج أهل البيت وإحياء ثورة #عاشوراء الإمام الحسين عليهم السلام، وتحية للمعتقلين والمعتقلات بسبب التعبير عن الرأي والمشاركة في المظاهرات السلمية للمطالبة بالحقوق والإصلاح ورفض الظلم والاعتداء والجرائم. تحية لأهالي الشهداء والجرحى في المواقع الدينية المساجد والحسينيات: حسينية المصطفى في الدالوة ومسجد الإمام علي في القديح ومسجد الإمام الحسين في عنود الدمام وحسينية الحيدرية في سيهات ومسجد الامام الرضا في محاسن الخير وبالأحساء ومسجد الإمام الصادق في الكويت وفي كل مكان.
نسأل الله تعالى أن يشفي الجرحى والمصابين ويعجل الإفراج عن المعتقلين والمعتقلات ويلهم أهاليهم الصبر والصمود بجاه الحسين الشهيد وبصبر الحوراء وبحق الأرواح والدماء الطاهرة التي سفكت في يوم عاشوراء على أرض كربلاء. كل يوم عاشوراء كل أرض كربلاء.