عاشوراء مدرسةً للتَّغيير والإِصلاح
نـــــزار حيدر
2018-09-22 04:10
وا حُسين وا حُسين وا حُسين.
بهذهِ الصَّرخةُ تمتلئ أَقطارُ الأَرْضِ وآفاقُ السَّماءِ ظهيرة يوم العاشِر من المُحرَّم من كلِّ عامٍ! [غداً الخميس العِشرين من أَيلول] وهو الزَّمن الذي استُشهدَ فِيهِ الحُسين السِّبط (ع) في كربلاء عام [٦١ للهجرة] وهوَ يُنادى نداءهُ المشهُور )أَلا هلْ مِن ناصرٍ ينصُرنا؟!(.
لم يقصُد الإِمامُ الشَّهيدِ بالنِّداء نُصرتهُ جسديّاً فالذين كانُوا يسمعونَ النِّداء لحظتها هُم من الذين )خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ( إِنَّما قصدَ بهِ نُصرة القِيَم والمبادئ السَّماوية التي ضحَّى من أَجلِها بالغالي والنَّفيس وعلى مرِّ التَّاريخ حتى وصلَ إِلينا الْيَوْم!.
وللصَّرخةِ معنيانِ وهي على نوعَين؛
فأَمَّا المعنَيان؛
أ/ إِستجابة النِّداء بالقَولِ )لبَّيكَ داعيَ الله.. إِن كانَ لَمْ يُجبكَ بَدني عِنْدَ استغاثَتِكَ، ولِسانِي عِند استنصارِكَ، فقَد أَجابكَ قلبي وسَمعي وبَصري ورَأيي وهَواي(.
ب/ الأَسى والأَسف والأَلم على ما حلَّ بالإِمام الشَّهيد في مثلِ هذا الْيَوْم بالقَولِ )يا اَبا عَبْدِاللهِ لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ وَجَلَّتْ وَعَظُمَتِ الْمُصيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَميعِ اَهْلِ الاِسْلامِ وَجَلَّتْ وَعَظُمَتْ مُصيبَتُكَ فِي السَّماواتِ عَلى جَميعِ اَهْلِ السَّماواتِ(!.
وأَمّا النَّوعان فهُما؛
أ/ تارةً تَكُونُ صرخةً واعيةً.
ب/ وأُخرى تَكُونُ لقلقةُ لسانٍ وصُراخٌ مع الصَّارخينَ!.
إِنَّ الاستجابةُ للنِّداءِ تَكُونُ من خلالِ؛
* وعي المُنطلقات والأَهداف والأَدوات التي تحقَّقت مِن أَجلها وبِها عاشوراء.
* فهمُ القِيم الإِنسانيَّة التي ضحَّى من أَجلِها الحُسين السِّبط (ع).
* إِستيعاب الخطأ والخَلل الذي أُصيبت بهِ الأُمَّة في ذَلِكَ الوقت والذي دفعَ بالحُسين السِّبط (ع) أَن يخرُجَ على الحاكمِ والنِّظام السِّياسي برُمَّتهِ.
* إِدراك العوامل والأَسباب التي أَنتجت ذلك الموقفِ المُتخاذل في الأُمَّة منذُ لحظة إِعتلاء الطَّاغية الأَرعن يزيد بن مُعاوية سدَّة الحُكم وحتَّى استشهادِ الحُسين السِّبط (ع) والذي يدلُّ عليهِ بشَكلٍ واضحٍ عدد شُهداء كربلاء!.
* التَّفكير دائِماً للإِجابةِ على السُّؤال التَّاريخي التَّالي؛
كيفَ يمكنُ أَن تكونَ عاشوراء مدرسةً لنا لتحقيقِ التَّغيير المرجو والإِصلاح المُنتظر؟!.
إِذا وعَينا الجوابِ فسنكونُ من المنتظرِينَ لعصرِ الظُّهورِ المُقدَّس بِلا شِعاراتٍ فارغةٍ أَو إِنشغالٍ بِلا معنى!.
وإذا كانت عاشوراء هي الخطِّ الوحيد الواصِل بَين البِعثةِ الشَّريفةِ والظُّهورِ المُقدَّسِ فلا يمكنُ أَن نكونَ ممَّن يُمسِكُ بهذا الخيطِ الوحيد إِلَّا بالوعيِ والفَهم والإِستيعاب والإِدراك والتَّفكير المُشار إِليهِ آنِفاً.