حصاد السينما الامريكية في عام 2016
ايرادات قياسية وقوة استمالة دولية
زينب شاكر السماك
2017-01-10 08:54
تسعى الولايات المتحدة الامريكية الى الاهتمام بشكل ومباشر في السينما الامريكية وذلك لأعتبارات اقتصادية ولما تجنيه من ارباح طائلة حيث وصل ايرادات السينما الامريكية خلال هذا العام الى اعلى الارقام القياسية التي يتم تسجيلها سنويا ليحقق بذلك عام 2016 اعلى العائدات في تأريخ السينما الامريكية حيث سجلت رقما قياسيا وصل إلى 11.4 مليار دولار بحسب احصاءات شركة كوم سكور لتتبع إيرادات السينما.
تصدر الاقبال هذا العام على دور السينما ومشاهدة الافلام في الولايات المتحدة وكندا وقد حقق فيلم (فايندنج دوري) مبيعات بلغت 486.3 مليون. وذكرت كوم سكور أن قائمة أعلى عشرة أفلام تحقيقا للإيرادات العام الماضي تتضمن ستة أفلام من إنتاج شركة ديزني بينها أول ثلاثة أفلام ومنها (كابتن أمريكا: سيفيل وور) الذي حقق 408 ملايين دولار.
وحل فيلم (روج وان) من سلسلة أفلام ستار وورز في المركز الثاني في نهاية العام لكن الفيلم بدأ عرضه في 16 ديسمبر كانون الأول في الولايات المتحدة ومازال محافظا على تحقيق إيرادات قوية مما ادى الى ارتفاع عائدات "ديزني" السنوية في 2016 السبعة مليارات دولار لتصبح بذلك اول استوديو يتجاوز هذه العتبة.
ونظرا للتقديرات الشائعة، تطمح الاستوديوهات الأميركية إلى إنتاجات مشتركة مع مجموعات صينية، في مسعى منها إلى الالتفاف على القيود الشديدة المفروضة من قبل السلطات التي لا تجيز سوى عرض حوالى 30 فيلما أجنبيا كل سنة في الصين.
وستشتري "علي بابا بكتشرز" وهي الفرع المعني بالسينما في عملاق التجارة الإلكترونية الذي أنشأه جاك ما حصة بسيطة من الأسهم في شركة "امبلن بارتنرز" التي أسسها سبيلبرغ والتي تضم استوديوهات "دريمووركس"، وفق ما جاء في بيان مشترك. فقد اشترى في بداية العام 2016 استوديوهات "ليجندري إنترتاينمت" الأميركية ("جوراسيك وورلد" و"غودزيلا") في مقابل 3,5 مليارات دولار، قبل أن يبرم اتفاقا مع "سوني بكتشرز" لإنتاج الأفلام. وهو أيضا مهتم بحصص في "باراماونت". حيث تقدر ثروة جاك ما، مؤسس مجموعة علي بابا الصينية بنحو 28,8 مليار دولار بحسب فوربس
وعلى صعيد ذي صلة, منذ التقارب الدبلوماسي بين كوبا والولايات المتحدة، تتهافت فرق الانتاج السينمائي في هوليوود الى الجزيرة الشيوعية لتصوير مشاهد في ازقتها وقصورها التاريخية، في وقت لا تزال صناعة السينما المحلية غارقة في ازمة. غير أن هذه الحمى الكوبية لا تأتي حتى الساعة بالمنفعة على قطاع الانتاج السينمائي المحلي الذي تطور بفضل التكنولوجيا الرقمية اليسيرة التكلفة مقارنة مع البكرات المستخدمة في التصوير السينمائي التقليدي. ولا تفيد شركات الانتاج المستقلة سوى من القليل من الاموال الحكومية كما أنها تواجه مصاعب مع الرقابة المفروضة من المعهد الكوبي للفيلم.
ومن جانب اخر يخطط مخرج فيلم الآم المسيح الى انتاج جزء ثاني له بالرغم الانتقادات اليهودية التي وجهت للفيلم الذي عرض قبل 12 عاما، وحقق مبيعات بلغت 612 مليون دولار. وفي حادثة مدعوه للدهشة وذلك بفوز نجم الفنون القتالية بجائزة الاوسكار بعد خمسة عقود و200 فيلم يحصل جاكي شان أخيرا على تمثاله الذهبي الصغير عن مجمل أعماله على مدار عقود في عالم السينما.
عائدات قياسية لديزني
حقق فيلم "روغ وان" من بطولة فيليسيتي جونز ودييغو لونا 155 مليون دولار منذ بدء عرضه في دور السينما الاميركية الشمالية. وعلى الصعيد العالمي جمع الفيلم وهو من اخراج غاريث ادواردز 290 مليون دولار. بحسب فرانس برس.
وسمح الفيلم لديزني ببلوغ 2,7 مليار دولار من العائدات هذه السنة في اميركا اللاتينية وهو رقم قياسي ايضا و4,3 مليارات في باقي العالم على ما جاء في بيان صادر عن هذه الاستوديوهات.
وحطمت "ديزني" بذلك الرقم القياسي السابق الذي سجلته العام الماضي شركة "يونيفرسال" المنافسة لها وكان 6,9 مليارات دولار بفضل "جوراسيك بارك" خصوصا.
هي المرة الاولى التي تصدر فيها شركات هذه المجموعة الخمس اي "ديزني" و"وولت ديزني انيميشين" و"بيكسار" و "مارفل" و"لوكاس فيلم"، افلاما في السنة نفسها. ومن الافلام التي عرضت هذه السنة وحققت نجاحا لهذه الاستوديوهات، "كابتن اميركا: سيفيل وور" (1,2 مليار) و"فايندينغ دوري" (1,03 مليار) و"زوتوبيا" (1,02 مليار).
من الصين إلى أميركا ومن أميركا إلى الصين
تنوي مجموعة "علي بابا" التابعة للملياردير الصيني جاك ما الاستثمار في شركة المخرج الاميركي ستيفن سبيلبرغ بحيث تتعاون الهيئتان على إنتاج أفلام موجهة للسوق الصينية، ضمن أحدث الشراكات التي تبرمها الصين هوليوود.
وسيشكل الشريكان "تحالفا استراتيجيا" لإنتاج أعمال موجهة إلى "الجمهور الصيني والدولي" وتمويلها. وستحصل "علي بابا بيكتشرز" على مقعد في مجلس إدارة "امبلن". كان جاك ما وهو أثرى أثرياء الصين ورئيس "علي بابا" في بكين إلى جانب المخرج الهوليوودي الشهير للإعلان عن هذه الصفقة التي لم يكشف عن تفاصيلها المالية. بحسب فرنس برس.
وقال سبيلبرغ الذي صور في شنغهاي فيلم "إمباير أوف ذي صن" (1987) إنه "على الصعيد الإنساني، نتشارك القيم عينها في الشرق والغرب وسوف نجلب المزيد من الصين إلى أميركا، ومن أميركا إلى الصين".
وشدد جاك ما على رغبة الصينيين في تنويع عروض الأفلام الطويلة، واصفا التعاون مع "امبلن" بـ "الجسر الثقافي". وتكتسي السوق الصينية أهمية خاصة للاستوديوهات الأميركية، بالرغم من تراجع إيرادات شباك التذاكر فيها مؤخرا بنسبة 16 % في الربع الثالث من العام.
لكنها كانت قد ارتفعت بمعدل 50 % تقريبا في العام 2015 لتبلغ 6,8 مليارات دولار. وهي ثاني سوق في العالم بعد أميركا الشمالية. وبحسب مجموعة "برايسووترهاوسكوبرز"، من المتوقع أن تبلغ السوق الصينية 8,9 مليارات دولار في العام 2019 لتتخطى بالتالي الولايات المتحدة.
وبالإضافة إلى الصالات السينمائية، توفر الشراكة مع "علي بابا" خيارات واسعة بفضل موقعها "يوكو تودو" لبث المحتويات بثا تدفقيا ومنصات البيع التابعة لها حيث يمكن شراء تذاكر الأفلام ومنتجات مشتقة.
قبلة الانتاج السينمائي
منذ التقارب الدبلوماسي بين كوبا والولايات المتحدة، تتهافت فرق الانتاج السينمائي في هوليوود الى الجزيرة الشيوعية لتصوير مشاهد في ازقتها وقصورها التاريخية، في وقت لا تزال صناعة السينما المحلية غارقة في ازمة. فبسبب الحصار الاميركي على كوبا منذ مطلع ستينات القرن الماضي، اضطرت هوليوود الى الاكتفاء بتركيب اجواء تنقل سحر الحقبة الباروكية في كوبا في مواقع اخرى.
وقد صور فيلم "ذي غاد فاذر 2" (الجزء الثاني من سلسلة افلام "العراب") لفرنسيس فورد كوبولا و"هافانا" لسيدني بولاك بجزء منهما في جمهورية الدومينيكان في حين صورت المشاهد الخاصة بمدينة هافانا في فيلمي جيمس بوند "غولدن آي" و"داي اناذر داي" في مدينة قادش الاسبانية.
لكن منذ حصولها على الاذن بالتصوير في الجزيرة، بدأت الفرق الهوليودية بالتهافت بأعداد كبيرة الى هافانا التي اعيدت تسميتها سريعا بـ"هافاناوود". فكان مسلسل "هاوس اوف لايز" عبر قنوات "شوتايم" الاميركية مع دون تشيدل أول المستفيدين من الرفع الجزئي للحصار المتواصل منذ سنة 1962.
كذلك حذت انتاجات كبرى اخرى حذو هذه الشركات اذ ان الاجزاء المقبلة من الافلام الناجحة "فاست اند فيوريوس" و"ترانسفورمرز" صورت ايضا في كوبا. وقال نجم سلسلة "فاست اند فيوريوس" فين ديزل عبر "يوتيوب"، "نحن في مكان ما كان احد ليتخيل ان وجودنا فيه سيكون ممكنا. نحن في مدينة هافانا الكوبية. ويمكنكم أن تروا الى اي مدى المكان جميل مع جميع هؤلاء الناس الرائعين".
وتمت الاستعانة بحوالى 250 شخصا على نطاق محلي لتصوير المشاهد في كوبا في مقابل بدل لا يتخطى ثلاثين دولارا عن يوم التصوير الواحد بحسب مجلة "اونكوبا" الالكترونية المستقلة في بلد يقارب متوسط الاجور فيه 17 دولارا شهريا. بحسب فرانس برس.
كما أن الانتاجات الخاصة بالشاشة الصغيرة لم تفلت من هذه الموجة: فقد شوهد مقدم البرامج الشهير كونان اوبراين ونجوم برنامج تلفزيون الواقع الخاص بعائلة كارداشيان اخيرا في كوبا.
كذلك اصطحب مصمم الازياء المعروف كارل لاغرفيلد مجموعة من عارضات الازياء ومحبي الموضة للمشاركة في عرض مميز لدار "شانيل".ومنذ فترة وجيزة، يمكن سكان الجزيرة البالغ عددهم 11 مليون نسمة الاستفادة من خدمات عملاق البث التدفقي عبر الانترنت "نتفليكس".
فيلم آلام المسيح
يخطط ميل جيبسون لجزء ثان من فيلمه المثير للجدل آلام المسيح، وذلك بحسب المخرج راندال والاس. ويعمل والاس على كتابة سيناريو حول القيامة، بحسب ما ذكره في تصريح لـ"هوليوود ريبورتر".وأضاف والاس: "لطالما أردت أن أحكي هذه القصة، فالآلام مجرد البداية، ويبقى من القصة الكثير لحكايته".
وأكد أنه ناقش الفكرة مع جيبسون، الذي لم يعلق بعد على ذلك. وعرض فيلم آلام المسيح لأول مرة قبل 12 عاما، وحقق مبيعات بلغت 612 مليون دولار. ووجهت مجموعات يهودية انتقادات للفيلم، معتبرة إياه معاديا للسامية. وبعد عامين، وجد جيبسون نفسه متهما بمعاداة السامية بعد القبض عليه لقيادة سيارة تحت تأثير الكحول في يوليو/تموز 2006.
ويقول والاس: "الطائفة الإنجيلية تعتبر الآلام أكبر فيلم انتجته هوليوود، وظلوا يقولون لنا إنه يعتقدون أن تتمة للفيلم ستحقق نجاحا أكبر". ورفض الحديث عن كيفية تمويل الفيلم الجديد، قائلا: "من المبكر جدا الحديث عن الأموال".
بعد خمسة عقود يفوز أخيرا بأوسكار
في حفل توزيع جوائز الأوسكار الشرفية التي يمنحها مجلس أمناء أكاديمية فنون وعلوم السينما الأمريكية سنويا حصل جاكي شان الممثل الصيني ونجم الفنون القتالية أخيرا على تمثاله الذهبي الصغير عن مجمل أعماله على مدار عقود في عالم السينما. وقال شان (62 عاما) مازحا خلال الحفل وهو ممسك بجائزته "بعد 56 عاما في صناعة السينما وتمثيل أكثر من 200 فيلم وبعد كسر الكثير من العظام.. أخيرا."
وتذكر شان مشاهدة حفلات الأوسكار مع والديه وسؤال والده دائما عن سبب عدم حصوله على أرفع جائزة في هوليوود على الرغم من قيامه ببطولة الكثير من الأفلام. وأشاد الممثل ببلده هونج كونج لأنها جعلته "فخور بأني صيني" وشكر معجبيه قائلا إنهم السبب "في مواصلتي صنع الأفلام والقفز من النوافذ والركل واللكم وكسر عظامي." بحسب رويترز.
وقدم شان على خشبة المسرح كل من شريكه في بطولة فيلم (راش أور) الممثل كريس تاكر والممثلة ميشيل يوه والممثل توم هانكس الذي أشار إليه باسم "جاكي ’شانتاستيك’ شان" متلاعبا باسمه بدمجه مع كلمة (فانتاستيك) التي تعني رائع. وقال هانكس إن تكريم أعمال شان أمر مبهج على نحو خاص لأن أفلام الحركة الكوميدية وأفلام الفنون القتالية فئتان غالبا ما يغفل عنهما موسم توزيع الجوائز.